تكررت الزلازل في منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا في عدة دول حتى وصلت المغرب، مما أثار تساؤلات كثيرة ،عما إذا كان هناك خطر من احتمالية تكرار مثل هذه الزلازل، بداية ووفقا لخبراء فإن الزلازل ليس لها علاقة باصطفاف الكواكب، فهي عبارة عن اهتزاز أرضي سريع يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية. قد ينشأ الزلزال كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات في طبقات الأرض.
وقوع الزلازل لا يقوم على التنبؤات والتنجيم واليابان لا تعتمد على التنجيم
بداية يؤكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن ربط البعض حدوث الزلازل باصطفاف الكواكب هي من أمور التنجيم ولا علاقة له بعلم الفلك، وهذا التنجيم بعيد عن أي إجراءات علمية وليس لها أساس من الصحة، وما يثار حول حدوث أو التنبؤ بالزلازل عبر اصطفاف الكواكب هو نوع من الدجل والتنجيم، لذلك ننبه الجميع سواء في مصر والعالم أن الشخص الهولندي الذي يتنبأ بالزلازل ليس عالم زلزال وليس عالم فلك.
الدكتور جاد القاضي
ويكمل، إذا كان حديث وتنبؤات الشخص الهولندي الذي يدعي أنه تنبأ بزلزال مراكش وقبلها بزلزال تركيا صحيحة لكانت دول مثل اليابان وأمريكا استعانت به لكي يتنبأ لحمايتهم من أخطار الزلازل، وللأسف لا أحد يسمع لهذا الشخص الهولندي ولا يقوم بالترويج له ولحديثه إلا الصحافة العربية في الإعلام العربي فقط هو من جعل له موقعًا وكيانًا، في حين أنه خارج المنطقة العربية لا أحد يسمع عنه ولايقرأ له.
تكرار الزلازل في المنطقة
ويشير الدكتور جاد القاضي، وحول تكرار الزلازل في المنطقة العربية وآخرها زلزال مراكش هل يعد خطرا قد يتكرر في أي وقت، يجيب الدكتور جاد، لا يوجد خطر قائم خاصة أن مثل هذه الزلازل تحدث في النطاق الطبيعي ولها فترات زمنية شبه منتظمة، كما أن الزلزال الذي حدث في المغرب له فترات طبيعية متوسطة 50 سنة أي لم يحدث بها زلازل منذ 50 عامًا، أما زلزال سوريا وتركيا كان حدوثه على متوسط 25 عامًا ولكن الفكرة أنه منذ 25 عامًا كانت شبكات التواصل الاجتماعي أو الميديا أونلاين كانت غير موجودة أو منتشرة بهذه الصورة الكبيرة، وحتى الجماهير كانت غير متابعة بمثل هذه الصورة التي تحدث حاليا بهذا الشكل اللحظي في كافة أنحاء العالم، كما أنه لم تكن توجد محطات رصد بالكفاءة الحالية فالوضع كان مختلفًا تماما وذلك لايعني أن الزلازل ارتفع عددها أو قوتها ولكنها في نطاقها الطبيعي ولا يوجد أي تغيير يذكر عليها.
لا داعي للذعر في مصر وفي المنطقة العربية
ويرى الدكتور جاد القاضي، أن هناك تنجيمًا آخر بوجود زلزال قادم على مصر وهذا أمر ليس له أساس من الصحة، كما يؤكد أن الموقف الحالي سواء في مصر أو في المنطقة العربية في نطاقه الطبيعي ولا يوجد ما يستدعي الذعر والهلع لدى المواطنين، ولذلك ندعو المواطنين للرجوع إلى الجهات العلمية المسؤولة عن رصد وتسجيل الزلازل وعدم الانسياق خلف الشائعات وعدم اتباع وسائل التواصل الاجتماعي أو أي مواقع غير مسؤولة، خاصة أنه لدينا في مصر الجهات المسؤولة هو معهد الفلك وكذلك الصفحة الخاصة بالمعهد وبمجلس الوزراء وغير ذلك لا يوجد أي مكان آخر لديه أي صلاحية ولأي إمكانية فنية وعلمية إنه يتحدث عن حدوث زلازل من عدمه.
إمكانية الإنذار المبكر للزلازل وليس التنبؤ به وزلزال شدوان كان بقوة 9.6 ريختر
وحول وجود زلازل سابقة بنفس القوة، يؤكد الدكتور جاد القاضي، أنه قد حدث زلزال أكثر قوة، كما أنه لا يعتبر زلزل مراكش أقوى زلزال حدث في المنطقة العربية ولكنه أقوى زلزال حدث في المغرب خلال الـ50 سنة الأخيرة، لأنه في عام 69 حدث زلزال شدوان بقوة 9.6، كما كان يوجد في منطقة الأصنام في الجزائر زلزال بقوة 7.2 كما كان في الحسيمة زلزال بقوة 6 ريختر في عام 2003.
لكن في خلال الفترة الحالية يعتبر زلزال مراكش هو أقوى زلزال حدث في الفترة الحالية في مراكش بالمغرب، ولكن ماحدث في المغرب من خسائر يعود إلى استعداد كل دولة وجاهزيتها والإنذار المبكر التي تقوم به الدولة وتوعية المواطنين وتوعيتهم في عملية الإخلاء والإيواء، وجميعها وسائل تساعد في تقليل الخسائر وهو ما نتحدث عنه أنه لا يوجد تنبؤ ولكن يوجد إنذار مبكر للتقليل من حجم الكوارث، وهي إجراءات الدول تقوم بها كل فيما يخصه سواء الدفاع المدني والسلطات المحلية لتقليل الضحايا سواء في الأرواح أو في الممتلكات ومن الممكن أنه بسبب أن المغرب لم يحدث بها زلازل منذ ما يقرب من 50 عاما حيث إن آخر زلزال حدث في هذه المنطقة بالمغرب في عام 1960 في منطقة أغادير لذلك المواطنون في المغرب كانوا غير متوقعين أن يحدث لهم زلزال بمثل هذه القوة التي تصدعت فيها كثير من البنايات الضعيفة التي لا تتحمل أي قوة للزلازل بالتالي كانت الخسائر الكبيرة.
تكرار الزلازل جرس إنذار للاهتمام بكود البناء المصري
ونظرًا لتكرار الزلازل في المنطقة العربية هل يمثل خطرًا على كل من مصر أو من الدول العربية، يقول الدكتور جاد القاضي، أن تكرار الزلازل في المنطقة العربية يجب أن نعتبره جرس إنذار بما فيها مصر لذلك حاليا نقوم بعملية متابعة وتحديث لكود البناء المصري مع الجهات المعنية وشركاء من وزارة الإسكان في عدة آليات ومنها تحديث الإستراتيجية القومية لمواجهة مخاطر الزلزازل، وهناك دليل استرشادي قام معهد الفلك بنشره مع معهد الوزراء موجود على صفحة مجلس الوزراء وتم تعميمه على المحافظات وكافة الجهات المعنية للعمل بما فيه من إجراءات، الهدف منها حماية المواطنين والاستثمارات والأرواح من خلال أن يدخل ضمن شروط البناء مواصفات البناء في مقاومة الزلازل، حيث إنه توجد مجموعة من المواصفات داخل كود البناء بما فيها الأحمال الزلزالية.
"وهل بعد تكرار الزلازل في المنطقة العربية هل لدينا استعداد دائم، يقول الدكتور جاد القاضي، إن المتابعة والاستعداد يكون له أكثر من ناحية حيث إن الاستعداد والرصد والتحليل والمتابعة يقوم به معهد الفلك باستمرار، ويتم دائما تحديث الأجهزة وأدوات الرصد وإمكانيات الباحثين، أما الاتجاه الآخر يتم فيه توعية الباحثين، والاتجاه التالي هو توعية المؤسسات المعنية سواء الدفاع المدني وكذلك إدارة الأزمات والطوارئ في المحافظات وبالفعل بدأنا من قبل وقوع زلزال تركيا أيضا تقديم عمليات تدريب وتمارين لكل المتخصصين في المحافظات وفي الأماكن المعنية بالأزمات والكوارث للعمل وكيفية التصرف في حالة حدوث زلالزل، وهناك جانب آخر هو تطوير كود الأحمال وكود المباني، حيث يوجد تحديث فيه مع الجهات المعنية، وجميعها إجراءات ضمن منظومة الهدف منها تقليل الكوارث والحد من الضحايا والخسائر.
هل الكرة الأرضية في خطر نتيجة التغيرات المناخية؟
ويشير الدكتور جاد القاضي، إلى أن معدلات الزلازل التي تحدث على الكرة الأرضية تعتبر في معدلاتها الطبيعية وأن مثل هذه الزلازل ليس له علاقة بالتغيرات المناخية، والدليل أن كثيرًا من الزلازل تحدث في دول بها شتاء يحدث بها زلازل كبيرة ومدمرة، ولذلك نقول إنه لاتوجد أي علاقة بين التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة والنشاط الزلزالي في أي مكان على الكرة الأرضية، والدليل أن زلزال تركيا حدث في الشتاء في شهر فبراير وهذا يعني أن الزلازل ليست مرتبطة بتغيرات مناخية أو ارتفاع أو انخفاض درجات حرارة ، كما أن زلزال أغادير الذي حدث منذ 50 عامًا حدث بقوته رغم أن وقتها لم يكن هناك حديث عن التغيرات المناخية.
زلزال مراكش بالمغرب يعود بنا إلى زلزال أغادير
يقول الدكتور السيد عباس زغلول، أستاذ الجيولوجيا بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، أن ما حدث في زلزال مراكش بالمغرب نتيجة وجود سلسلة جبال أطلس في المغرب، وهذا الزلزال الحالي يعود بنا في الذاكرة لزلزال أغادير والذي حدث في الـ60 وكذلك حدوث زلزال طنجة، والسبب في ذلك أن هذه المنطقة تكون الحواف الخاصة بالقارات تكون منطقة ضعف بين منطقة القارات نفسها.
الدكتور السيد عباس زغلول
كما أن سلسلة جبال الأطلس الموجودة في المغرب موجودة على صوالب كبيرة مما تسبب في تكرار الزلازل لديهم، ولكن الجميع ينسى ولا يتذكر مثلما حدث في زلزال أغادير الذي دمر جزءًا كبيرًا، حيث قد حدث زلزال أغادير في جنوب المنطقة التي حدث بها الزلزال الحالي، كما أن الزلزال الذي حدث في مراكش حدث في منطقة قريبة من منطقة جبال أطلس على ساحل المحيط الأطلنطي وكذلك زلزال طنجة في الستينيات باختلاف قوة الزلزال، وتحدث الزلازل في المناطق التي تكون فيها القشرة الأرضية ضعيفة مما يجعلها أن تشعر فيها الماس بالزلازل بشكل أكبر.
حقيقة نظرية الهندسة الكوكبية
وحول ما تردد عن إمكانية التنبؤ بوقوع الزلازل عن طريق الكواكب، يقول الدكتور السيد عباس زغلول لا يستطيع أحد أن يتكهن بالزلازل من خلال الهندسة الكوكبية أو ما خلافه ولا يستطيع أحد التنبؤ بالزلازل من خلال اصطفاف الكواكب لأن جميعها حسابات لم يثبت صحتها بعد، وقد يثبت بعد فترة صحة هذه النظريات ولكن حتى اليوم لم يثبت صحتها أو دقتها، ولكن الزلزال تحدث في مناطق ضعف القشرة الأرضية التي تفصل بين الألواح البنائية التي تكون القشرة الأرضية بها ضعيفة.
وما يسمى بالهندسة الفلكية أي التي تشير بين الكواكب وبعضها وكلما كانت هذه الكواكب قريبة من بعضها وجاذبيتها يصبح لها تأثير، وهذا هو ملخص النظرية التي تتردد حول علاقة الكواكب في التنبؤ بالزلازل وهي تعتبر نظرية جديدة وأي نظرية جديدة تعتبر عرضة للنقد وتأخذ فترة حتى يثبت مدى جدواها، كما أنه توجد إحصائيات تتم في هذه النظرية المعروفة بالهندسة الفلكية حيث أعلن الهولندي الذي يتنبأ بالزلازل أنه ستحدث عدد من الزلازل في فترة بعينها في وقت معين ولكن رغم ذلك يقع منها عدد بسيط مما تنبأ به ولم يحدث كل توقعاته.