مؤتمر السكان يدق ناقوس الخطر.. كيف يمكن التخطيط لمواجهة الزيادة السكانية؟

7-9-2023 | 09:05
مؤتمر السكان يدق ناقوس الخطر كيف يمكن التخطيط لمواجهة الزيادة السكانية؟صورة أرشيفية
شيماء شعبان

تولي الدولة المصرية اهتمامها بقضية الزيادة السكانية؛ حيث إن الزيادة السكانية، تعتبر من أخطر القضايا التي تواجهها؛ حيث تعمل الدولة على مواجهة الانفجار السكاني، من خلال العمل على حزمة برامج وخدمات لكيفية الاستثمار في الزيادة السكانية.وجاءت مناقشات المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية 2023 بالقاهرة ويختم أعماله غدًا "الجمعة" لتؤكد خطورة الزيادة السكانية على موارد الدولة مستقبل الأجيال الجديدة مما يتطلب العمل على وضع خطط واضحة وآليات جديدة للسيطرة على النمو السكاني.

موضوعات مقترحة

وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح المؤتمر ضرورة تنظيم "الحرية المطلقة" في معدلات الإنجاب، مشيرا إلى أن المطلوب هو الوصول إلى 400 ألف مولود سنويا لتخفيض الزيادة السكانية.

إستراتيجية السكان2023-2030

وبهذا الصدد، تقول الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب جامعة القاهرة، نائب وزير الصحة للسكان سابقا، لـ"بوابة الأهرام": تحوي التدخلات السكانية على العديد من الفرص القابلة للتنفيذ في المجتمع المصري  تتوافق مع العادات والتقاليد المصرية منها: ما يخدم رفع الوعي المجتمعي بأهمية التخطيط للإنجاب، وكذلك الارتقاء بتقديم الخدمة ودعم المنظومة الصحية التي تقدم خدمات تنظيم الأسرة ومنها: "ضرورة اصطفاف المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى جوار الحكومة  وذلك لتنفيذ إستراتيجية السكان٢٠٢٣/٢٠٣٠.

توحيد الرسالة الإعلامية

وتابعت: إن رفع الوعي بالتخطيط للإنجاب يتطلب توحيد الرسالة الإعلامية وتبسيطها للمتلقين وفقا للفئات العمرية المختلفة ودورهم المجتمعي، فيجب تخطيط رسائل مبسطة للمراهقين والشباب تتضمن معلومات أساسية عن "الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ".

برامج توعوية قوية

وأوضحت أستاذ الصحة العامة عن توجد  برامج توعوية قوية الآن مثل "برنامج مودة" والذي يخاطب المقبلين على الزواج؛ حيث تقوم وزارة التضامن بإعداد برنامج " سنة أولى زواج " للمتزوجين حديثا، وذلك  للتوعية بدور الأب والأم بالأسرة، وأيضا الزوج والزوجة والتخطيط للإنجاب، منوهة عن أن هذا البرنامج يتضمن  تأجيل إنجاب الطفل الأول المباعدة بين الحمل والثاني فترة لا تقل عن عامين،  وكذلك التوعية بحقوق الطفل بالصحة والتعليم والرعاية والحماية من العنف.

واستكملت شوقي: أن البرنامج يتضمن أيضا توعية الحموات في المجتمعات الريفية على وجه الخصوص.

حملة طرق الأبواب

وأشارت شوقي إلى أن الرسائل التوعوية تصل  للسيدات في  المنازل من خلال "حملة طرق الأبواب" التي تقوم بها وزارة الصحة والسكان، والتي تتضمن الرسائل التوعوية الموحدة  منها توعية الرجال وتصل إليهم من خلال رجال الدين.

تحديث وتكثيف برامج التدريس للأطباء والتمريض

وطالبت  شوقي تضمين الرسائل السكانية  في مناهج محو الأمية، وكذلك مراحل التعليم المختلفة، موضحة أن وزارة الصحة تقوم بتحديث وتكثيف برامج التدريس للأطباء والتمريض في مجالات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية،  وكذلك الاستفادة ببرامج تدريب الصيادلة في القطاع الخاص، وذلك لضمان وصول مشورة الصحة الإنجابية للسيدات " مشورة تنظيم الأسرة في القطاع الخاص".

ميكنة الخدمات الصحية

وأضافت أن الوزارة الآن تقوم بالتوسع في "برامج ميكنة الخدمات الصحية"، بما يضمن سرعة ودقة انتقال البيانات الداعمة لاتخاذ القرار .

رفع الوعي من خلال برامج تدريبية مختلفة

وأكدت شوقي، أن المرأة تلعب دورًا رئيسيا في الحفاظ على الكيان الأسري و المشاركة في أعباء الحياة ومنها تربية ومتابعة الأولاد في مراحل التعليم  المختلفة، ولكن المرأة تعاني من تعرضها للعنف الأسري والزوجي والتمييز السلبي،لذلك أرى من هنا يأتي دور وأهمية البرامج التدريبية المختلفة التي ترفع الوعي بأهمية دور المرأة وتعريفها بكافة أشكال العنف، التي تتعرض لها ومنها العنف الزوجي، والجسدي والنفسي والمالي والجنسي.

حماية المرأة من كافة أشكال العنف

وترى شوقي أن كل هذه البرامج تقف لحماية المرأة من كافة أشكال العنف، ودعمها في الشراكة الأصيلة لاتخاذ قرارات التخطيط الإنجابي. 


الدكتورة مايسة شوقي

العائد الديموجرافي

ومن جانبه، يرى الدكتور مجدي خالد، مستشار إقليمي للسكان والصحة الإنجابية، والمدير الأسبق لصندوق السكان بالأمم المتحدة، لابد من الاستفادة من الزيادة السكانية؛ حيث إنها أصبحت وضعا قائما علينا أن التعامل معه حتى يتثنى لنا تحقيق ما يسمى بـ" العائد الديموجرافي"، وتحويل هذه الثروة الموجودة والاستثمار فيها، مؤكدًا ضرورة تحسين الشريحة ذات الفئة العمرية الأصغر، ويأتي ذلك بالاهتمام بالتعليم وخاصة " التعليم الفني" والصحة؛ حتى نتمكن من استثمار هذه الطاقة والثروة التي نمتلكها ولا يأتي هذا إلا بالاهتمام بالتعليم الفني لتخريج كوادر قادرة على التنمية، ودفع عجلة الإنتاج وتكون سند وعون للدولة بدلا من أن تصبح عبئا عليها، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بالتعليم الفني وخلق وظائف جديدة من خلال برامج تستوعب ذلك.

لفت خالد إلى أن ما يحدث من زيادة في عدد السكان فوق طاقة النمو الاقتصادي، لذلك لابد من الاجتهاد في رفع الوعي بأهمية الأسرة الصغيرة والتركيز الشديد على ذلك، من خلال برامج توعية بوسائل الإعلام، وطرق الأبواب، حتى نشعر بعوائد التنمية.

الدكتور مجدي خالد

 

كلمات البحث