قال المهندس كامل غانم مدير عام الإصلاح الزراعى بالبحيرة إن تعاونيات البحيرة استطاعت على مدار العقود السبع الفائتة أن تكون صمام الأمان والدرع الواقية للفلاح، مدللا بأنها تدعم وتساند بقوة أكثر من 170 ألف فلاح بالإصلاح الزراعى من خلال 12 منطقة منتشرة فى مراكز المحافظة وبالرغم من التحديات الاقتصادية والصدمات الخارجية ومستجدات آليات السوق الحر إلا أنها ظلت شامخة تواصل النجاحات والإنجازات، وقد تم تحقيق مستويات جيدة بالمنتجات، وصار هناك فائض للتصدير.
وأكد المهندس كامل غانم مدير عام الإصلاح الزراعى بالبحيرة أن المديرية تمتلك مشروعات عملاقة مثل محطات إنتاج تسمين الدواجن وتربية البط بجانب محطة إنتاج البيض بطاقة قصوى 19 مليون بصفة سنوية للحد من الاحتكار فى الأسواق وطرح هذه المنتجات بأسعار التكلفة.
وأضاف أن تعاونيات الإصلاح فرضت قدرتها فى توفير مستلزمات الإنتاج وتسويق المحاصيل وخدمة الزراع ما يعكس وجود وحدات اقتصادية متميزة لديها القدرة المالية والبنيان التعاونى الصلب، الأمر الذى جعلها نموذجا يحتذى داخل كافة القطاعات التعاونية.
وأشار غانم إلى أن المديرية ساهمت بشكل فعال فى دفع مسيرة التنمية الزراعية والمشروعات الإنتاجية والطفرات التى تحققها أراضى الإصلاح الزراعى من نجاحات كبيرة فى مشروعات تسمين العجول والعجلات والأبقار المنتجة للحوم والمدرة للألبان والزبد كما يتم انتقاء فصائل وسلالات الماشية الجيدة ذات الإدرار المرتفع فضلا عن الدواجن والبط وبيض المائدة وتربية الأسماك وعسل النحل لتلبية حاجة المواطن فى منافذ الإصلاح بأسعار مناسبة لرفع المعاناة عن كاهل المواطن والحد من الاحتكار والاستغلال بجانب توفير الغذاء الصحى والآمن للمواطنين من خلال التوسع فى الزراعة النظيفة الخالية من المبيدات وبذلك أصبح الإصلاح الزراعى بالبحيرة الذى يمثل ثلث مساحة مصر بوابة الأمن الغذائى.
وأفاد أن هناك قروضا ميسرة للمزارعين فى مجال تربية الحيوان ومنتجات الألبان وهذا من شأنه سيزيد الإنتاج ويرفع دخل الأسر المنتفعة كما أن منتجات الإصلاح الزراعى باتت تنافس منتجات الدول الكبرى بعد النهضة الزراعية الأخيرة كما أننا نسير بخطى ثابتة لعودة نموذج القرية المنتجة وتحويل الريف إلى مناطق جذب.. هذه الموضوعات وغيرها ناقشناها خلال الحوار مع المهندس كامل غانم مدير عام الإصلاح الزراعى بالبحيرة..
أطلعنا على الدور الذى يلعبه الإصلاح الزراعى فى المشروعات التنموية؟
تطوير العمل فى مجال التصنيع الزراعى يأتى على رأس قائمة اهتماماتنا حيث يجرى العمل فى توسيع العديد من المشروعات منها محطة إنتاج بيض المائدة بالزهراء التابعة لمنطقة جبارس ليرتفع الإنتاج السنوى إلى من 19 مليون بيضة بدلا من 17 مليون بيضة من خلال خطوط للتربية والإنتاج بالمحطة التى تعمل على أعلى مستوى وبتقنيات عالية وهذه الكمية تغطى البحيرة وبعض المحافظات المجاورة بالكميات الزائدة عن الحاجة وهو أحد أهم المشاريع الإنتاجية التى توليها المديرية أهمية خاصة وكذلك التوسع فى مشروعات التحصين الـ16 بطاقة أكثر 160 ألف طائر فى العام منها تسمين البدارى للبط بطاقة ليصل الإنتاج إلى نحو 150 ألف بطة ومشروع تحصين الكتاكيت فى جمعية الملقة بطاقة 24 ألف كتكوت حيث يتم توزيعها على منتفعى الإصلاح لاستكمال تربيتها والانتفاع بها وتأتى منطقة أبوالمطامير بمشروع تحصين البط بطاقة تبلغ 21 ألف بطة.
هل توجد مشروعات أخرى؟
مشروع أسطول الكراكات تجاوز 50 كراكة تابعة للإصلاح الزراعى بالبحيرة وذلك لأعمال تكريك وتطهير المصارف والمساقى وهناك مساع حثيثة لزيادة أسطول المعدات الثقيلة خلال المرحلة المقبلة للمضى قدما فى إزالة الإطماء والحشائش أولا بأول لزيادة المياه للعروة الشتوية والاستعداد للموسم الصيفى وفق برنامج العمل يتم وضعه مسبقا لافتا إلى أن أسطول الكراكات يتم له إجراء عملية تحديث مستمرة حفاظا على الصيانة والتطوير اللازمة كما تم تحسين مشروع العجلات العشار وكذلك لدينا وحدة علف جبارس التى تخدم المشروعات الداجنة بالمديرية بطاقة إنتاج تصل إلى 34 ألف طن هذا غير 18 منحلا لعسل النحل بطاقة بلغت نحو 7 أطنان، كما تم تشييد مجمع الألبان بجمعية زهرة بكفر الدوار بقيمة بلغت نحو 4 ملايين جنيه ودائما ما نطور المشروعات بإدخال التكنولوجيا الحديثة فى كافة هذه المشروعات بجميع أشكالها.
ماذا عن الاستفادة من أراضى الإصلاح؟
أراضى البحيرة ليست مجرد أراض منزرعة بالمحاصيل بل هي كيان اقتصادي قوي ومتين قادر على مواجهة أعتى التحديات فضلا عن دوره الاجتماعى والدينى والصحى الذى يقدمه إصلاح البحيرة. وهناك تحولات هائلة حدثت فى منظومة فى الإصلاح الزراعى بالبحيرة ويظهر ذلك بجلاء تام فى عدد 12 منطقة على امتداد المحافظة والتى ساهمت بشكل فعال بالتعاون مع الجمعية المركزية للإصلاح الزراعى فى دفع مسيرة التنمية الزراعية والمشروعات الإنتاجية وحقق نجاحات كبيرة فى مشروعات تسمين العجول والدواجن والبط والبيض والمناحل وتربية الأسماك والمشروعات التنموية الأخرى كما أن البحيرة من أكبر المحافظات زراعة للمحاصيل الاستراتيجية ويمكن أن تنطلق أكثر وأكثر خلال الفترة المقبلة خاصة بعد غزو إنتاج فلاحى المحافظة أسواق أوروبا.
وإلى أى مدى نجحت مسيرة الإصلاح الزراعى فى المحافظة؟
لقد واجهنا ظروفا وتحديات عديدة حتى حققنا نجاحات على جميع الأصعدة ومازالت مسيرة الإصلاح الزراعى بالبحيرة مستمرة، وفلاحوه متمسكون به لأن فلاحى الإصلاح يجدون فى جمعياتهم كافة متطلباتهم فهناك صندوق لمستلزمات الإنتاج يوفر متطلبات المزارعين من أسمدة ومبيدات وتقاوى والتى تلقى قبولا شديدا وكذلك توفير قروض ميسرة للمنتفعين حتى يتحملوا تكاليف الإنتاج إضافة إلى تنظيم الندوات الإرشادية للمحاصيل الحقلية المستحدثة والتى تدر عائدا اقتصاديا مجزيا للمزارعين فضلا عن تقديم قروض ميسرة للمزارعين فى مشروعات تربية الحيوان وصناعة الألبان وغيرها من المشروعات ذات الصلة لأن هذا من شأنه أن يزيد من دخولهم ويزيد من قدرة الدولة على إنتاج اللحوم ولولا الثقة المتبادلة بين المزارع وجمعيته لا انصرف إلى جمعيات الائتمان.
وتتم المحافظة على كفاءة المديرية فى انتاج خضر وفاكهة متميزة بالإضافة إلى التوسع فى مشروعات تسمين الخراف والذى يبلغ رأس ماله 200 ألف جنيه وأكشاك توزيع منتجات الإصلاح الزراعى بالقرى التابعة لجمعيات الإصلاح فضلا عن مشروع الخدمة الآلية ويقدم خدمات التطهير للجمعيات ومشروع منافذ التوزيع وهذه المشاريع بتمويل ذاتى من الجمعيات المالكة.
هل هناك ربط بين جمعيات الإصلاح الزراعى والفلاح؟
نعم يوجد تعاون وثيق جدا بين الفلاح وجمعياته وذلك من خلال الخدمات التى يتم تقديمها له وعلى رأسها الارشاد الزراعى كذلك مستلزمات الإنتاج الزراعى ومدخلاته كالأسمدة والمبيدات الموثوق بها والتقاوى المحسنة ومكافحة الآفات الزراعية بحيث تكون الجمعية مصدر ثقة للفلاح المصرى والداعم الاساسى له فى سبيل زيادة إنتاجيته وتحسين دخله. كما تم التشديد على عدم صرف الأسمدة المدعمة للمعتدين على الأراضى الزراعية وتغليظ العقوبة واعتبارها مخلة بالشرف بجانب التأكيد على تطهير المساقى والترع وتوفير الكراكات لسرعة العمل على حل مشاكل الرى والصرف لرفع كفاءة الترع وضمان وصول مياه الرى إلى نهايات الترع للتيسير على المنتفعين والتأكد من توفر أرصدة من مبيدات الآفات الزراعية بخاصة دودة الحشد الخريفى لخطورتها على المزروعات ومتابعة تحصيل مستحقات الهيئة وتحصيل القيمة الإيجارية للأراضى الزراعية ولاية الهيئة.
هل نظام التعاونيات الزراعية بحاجة إلى تغيير أم مجرد مزيد من التطوير؟
من المؤكد أن جود اتحادات تعاونية بالمحافظات سيخفف من أعباء وأثقال الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى وتفرغه للدفاع عن الحركة التعاونية ووضع الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بتطوير التعاونيات والتمثيل الداخلى والخارجى ولابد من الاهتمام أكثر وأكثر بالتدريب التعاونى فلا يمكن أن تنهض التعاونيات دون توجيه الاهتمام صوب التدريب لذا ينبغى تكثيف مراكز التدريب بالمحافظات وتطوير جميع المعاهد التعاونية القائمة ولا نبالغ حينما نؤكد أن مركز التدريب التعاونى بالبحيرة يعتبر نموذجا مميزا ومؤثرا لذلك.
المتخصصون ينظرون إلى الإصلاح الزراعى باعتباره من أنجح القطاعات الزراعية.. كيف يمكن تعظيم العائد من هذا النجاح على المجتمع بشكل عام؟
إنتاجية الفدان فى الإصلاح الزراعى فاقت التصورات لأننا نسعى دائما لمواكبة كل المتغيرات ونسعى كذلك لتحقيق أعلى عائد للفلاح من خلال تسويق منتجاته بأعلى الأسعار وحمايته من القطاع الخاص ولدينا تنمية بشرية للمنتفعين حيث إن الإصلاح الزراعى بالبحيرة يقوم دائما بتطوير أدائه لتقديم أنسب الخدمات للمزارعين حتى يشعر كل مزارع بالفارق بين الخدمة التى تؤديها الجمعية وغيرها من الجهات الأخرى.
والإصلاح الزراعى بالبحيرة ينتقل من نجاحات إلى نجاحات أخرى حتى أصبح الإصلاح وتعاونياته من القوى الاقتصادية المؤثرة فى الاقتصاد القومى حيث إن منتجات الإصلاح الزراعى أصبحت تنافس منتجات الدول الأخرى بالأسواق العالمية خاصة بعد النهضة الزراعية التى تشهدها كل مناطق الإصلاح الزراعى ولم يقتصر دوره عند حد معين بل تعدى ليشمل المساهمة فى تقديم مساحات من أراضيه لإقامة مشروعات لخدمة المزارعين بالنواحى الموجود بها أراض تابعة له من هذه المشروعات تشييد مدارس على اختلاف أنواعها ومراحلها ووحدات صحية وجمعيات لتنمية المجتمع ومعاهد أزهرية ومساجد ومكاتب لتحفيظ القرآن الكريم والسنترالات فضلا عن مراكز الشباب ومحطات المياه والصرف الصحى كما ساهم الإصلاح فى تشييد المكتبات لزيادة الوعى الثقافى بين المزارعين.
والمديرية وضعت خطة لتطوير المراكز المالية ولتقويتها بالجمعيات لمواجهة أعبائها المالية المستقبلية حيث تم تشييد مشروع استثماري مكون ثلاثة طوابق بالجمعية المركزية به وحدات إدارية وصيدلية بيطرية بتمويل ذاتى دون الاقتراض من أى جهة خارجية.
الإصلاح الزراعى نجح نجاحا كبيرا فى توفير الأسمدة.. كيف تم ذلك؟
لدينا لجان مراقبة داخلية يتم تشكيلها بكل جمعية لتوزيع الأسمدة ويتم الصرف حسب المقررات السمادية الواردة من الوزارة واللجنة مسئولة عن إثبات الكميات المنصرفة على الكارت الذكى «الحيازة الزراعية» لكل فلاح وقد تم عقد العديد من الندوات بمختلف مناطق المحافظة لتبصير المزارعين بطرق صرف الأسمدة وتعريفهم بالأسعار منعا للتلاعب.
حدثنا عن فكرة نموذج عودة الروح إلى القرية المنتجة..
نسعى جديا لتنفيذ نموذج آليات القرية المنتجة فى الإصلاح الزراعى والتى تستهدف صرف قروض تمويلية وتسهيلات ائتمانية بفائدة بسيطة تصل لنحو 6 % وأيضا ربط الجمعية بالفلاح حتى تكون الجمعية مصدر ثقة للفلاح والداعم الأساسى له فى سبيل عودة الروح إلى القرية المنتجة لتحويل الريف إلى مناطق جذب فى مختلف الأعمال المرتبطة بتطوير القطاع الزراعى وهذا النموذج الذى بدأ تجاربه مع مطلع مايو 2020 بقرية الصعايدة بمركز ببا ببنى سويف يضم كذلك وحدة تخصيب تساهم فى تحسين حالة الماشية وزيادة قدرتها على إنتاج اللحوم والألبان وفقا لمنظومة رفع كفاءة الماشية وتحسين السلالات مع أهمية تزويد المستفيدين بالأعلاف والإشراف عليها بالتعاون مع صندوق التأمين على الماشية بجانب إنشاء قاعدة بيانات بكل جمعية وترقم الماشية بها تكون النواة لقاعدة بيانات دقيقة حول قطاع الإنتاج الزراعى.
وثمن غانم الخطوات الجادة والجهود الملموسة للدكتور حسن الفولى رئيس الهيئة حيث إن توجيهاته السديدة دائما تكون فى صالح العملية الزراعية والفلاح والمواطن معا بجانب دعمه لجميع القطاعات.