Close ad

بعد أن وصلت حالات الطلاق إلى 65 % في «سنة أولى زواج» الدراما والسوشيال ميديا سبب خراب البيوت

3-9-2023 | 17:13
بعد أن وصلت حالات الطلاق إلى   في ;سنة أولى زواج; الدراما والسوشيال ميديا سبب خراب البيوت الدراما والسوشيال ميديا سبب خراب البيوت
رنا شعبان
نصف الدنيا نقلاً عن

الشيخ أشرف موسى: الطلاق السريع سببه سوء اختيار شريك الحياة

موضوعات مقترحة

د. هالة منصور: الأنانية، تدخل الأهل سبب ارتفاع نسب الطلاق واللايف كوتش "سبوبة"

 

 

«أنتي طالق... طلّقني» كلمات باتت تدق مسامعنا بسهولة شديدة تختلف عن زمن أهالينا الذين دائما ما كانوا يكررون أن الزواج مودة ورحمة ويربطهما «ميثاق غليظ» لا ينفك إلا بالموت، بالطبع هناك أمور تستوجب الانفصال الشرعي بين الزوجين فهو «أبغض الحلال عند الله»، ولكن لماذا ارتفعت نسب الطلاق بهذه الأرقام المرعبة بخاصة في السنة الأولى من الزواج حيث وصلت نسب الطلاق  إلى أكثر من 65 %، فضلا عن مؤشر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر والذي كشف عن ارتفاع حالات الطلاق بنسبة 14.7 % خلال عام واحد.


وعن رأيه في السوشيال ميديا التي أصبحت مسيطرة علي حياة أغلب الناس وهل لها دور في زيادة نسب الطلاق.. أكد الشيخ أشرف موسي مأذون شرعي واستشاري العلاقات الأسرية قائلا: طبعا.. مع الأسف مواقع التوصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها خلقت صورا معينة للمعيشة وأصبحت الحياة الخاصة وغرف النوم علي المشاع من أجل مزيد من المشاهدات وبالتالي جني الأموال من يوتيوب أوغيره، هذا بدوره جعل الزوج في حالة مقارنة دائمة بين زوجته وفتيات السوشيال ميديا، وعلي الجانب الآخر أصبحت الزوجة متمردة علي معيشتها وصورتها الذاتية لأنها تقارن حياتها بالآخرين وما هذا إلا دعاية وإعلانات وصور غير حقيقية.


ويأتي أيضا دور الإعلام خصوصا التلفزيون والدراما التي من المفترض تعبر عن الناس وتقوّم من أخلاقها، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وأضاف: وجدنا دعوات ضرب الزوجات وهجر البيوت ورفع دعاوي قضائية إضافة إلى انعدام النخوة من الرجل بحماية وإنفاق ورعاية اسرته والأسوأ منها دعوات بتحرر المرأة واستقلالها وتشجيعها على الانفراد بحياتها عن أسرتها أو تكوين أسرة سوية ناجحة، مسلسلات تشجع ترك بيت الأهل كالغرب بدعوى تحقيق الذات وهذه سقطات درامية يجب التصدي لها، لأن نجاح المجتمع يبدأ من نجاح الأسرة.


التجربة الماليزية 
كما أشار أشرف موسي للتجربة الماليزية بخضوع المقبلين علي الزواج لبرنامج تأهيلي متكامل لتكوين أسرة سوية ولعلاقة زوجية ناجحة قائلا: «ليست ماليزيا فقط بل دول عديدة تقيم معاهد تربوية توعوية متخصصة في فن التعامل الأسرى وبث الأخلاق الحميدة للشباب والفتيات في ظل فوضي مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الميديا الملوثة.. المبادرة التي دشنتها أتمنى دعمها بمناهج تعليمية أو بإنشاء معاهد للمقبلين على الزواج أو الشباب بشكل عام والحصول على شهادات لا يصح الزواج من دونها كالصحة النفسية.. الزواج يعني تكوين أسرة.. والأسرة مجتمع بأكمله.
وعن مبادرة «إدراك الأسرة المصرية»  التي دشنها منذ سنوات لدعم الأسرة المصرية في محاولة منه لخفض نسب الطلاق لمبادرة قال: «بصفتي مأذونا شرعيا لأكثر من 20 عاما  ولأني أتعرض دوما لخلافات بين الطرفين قبل إتمام الطلاق بعد خوض محاولات عديدة للصلح، بدأت المبادرة عام ٢٠١٧ بعد حالات الطلاق التي تواجهني كمأذون يوميا حيث وجدت أكثر من 60 % حالات طلاق، وهذه كارثة فضلا عن القصص والروايات التي يقام عليها فسخ الزواج.


وأكد قائلا: دشنت تلك المبادرة للمطالبة لمنهج دراسي تعليمي في المدارس والجامعات بخاصة المرحلة الثانوية عن أهمية الأسرة ومبادئ الحياة الكريمة والمسئولية لكل من الفتاة والرجل وإعادة الأخلاق الحميدة والقيم مرة أخرى لحياتنا ونبذ التخلي وخراب البيوت كأول حل نتطرق إليه.
سألته: تعاملت مع مئات حالات الطلاق.. في رأيك ما أكثر الأسباب التي تؤدي للطلاق؟ فأجاب قائلا: «السؤال يحتاج إلى دراسة وافية لتحديدها..ولكن بدون الدخول في التفاصيل هو قلة الوازع الديني عند الناس «الدين» يُهذّب الإنسان والأخلاق ويجعلك تحترم نفسك والناس وبالتالي تتقي الله في تعاملاتك.
يجب التمسك بالدين باتباع المنهج النبوي في الحياة الأسرية كما أنصح بالاطلاع علي كتاب «لغات الحب الخمس» لجاري تشامبان.
أما عن السبب الثاني..فهو الميديا والتكنولوجيا مثل تجسس أحد الأزواج عن طريق تطبيقات بتسجيل المحادثات والأغرب وضع كاميرا ومايك للتجسس وتتبع الخطوات بالموبايل...للأسف التجسس لا يجلب سوى «الخراب» و»الفساد»، وقد نهانا الإسلام عن ذلك قال تعالي «لا تجسسوا»، فإذا أحد الزوجين أصابته الريبة عليه التأكد ثم المواجهة والنقاش، غير ذلك مناف للأخلاق.
وأشار إلى أن السبب الثالث، يتمثل في تدخل الأهل بشكل يدعو إلى «خراب البيوت» فكل طرف ينصف صاحبه ظلما للآخر، وأيضا الندية والعناد في العلاقة.
وقال إن النسبة الأكثر في العقود..هي مع الأسف «الطلاق» وهو ما دفعني إلى تدشين مبادرة «إدراك الأسرة المصرية» والتركيز أكثر على مهمة المستشار الأسري وفض الخلافات وتصحيح مفاهيم الحياة الزوجية.


الجهل بمنظومة الزواج
وتؤكد د. هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها قائلة: إن 90 % من حالات الطلاق متعلقة بمعايير الزواج سواء مادية بالنسبة للمرأة أو شكلية بالنسبة للرجل فضلا عن وجود خلل في مفهوم الأسرة وركائز البيت السليم من أفراد وأطفال فيما بعد، هناك سبب آخر وهو استقلالية المرأة بشكل كبير وتقبل المجتمع فكرة الطلاق حيث كانت تعتبر المرأة المطلقة أو فكرة طلاقها وصمة عار اجتماعية لها وللأسرة وهذا كان سببا قويا في الصبر وتحمل الصعاب المحتمل تجاوزها، إنما مع الأسف المجتمع الآن يدعم الطلاق والأم العزباء حتي في وجود أطفال وكأنها موضة وكلمة «طالق» سهل تجازوها بينما هي هدم لكيان عظيم وتمزيق «ميثاق غليظ» كما وصف سبحانه وتعالي في القرآن الكريم.
والسبب الثالث هو الأنانية من الطرفين باعتباره قرارا فرديا لهم مُطلق الحرية في اختياره وتنفيذه مع نسيان الكيان الأسري الذي اجتهد كل منهما لتكوينه والتعدي علي حقوق الأطفال إن وجدوا بهدم الأسرة.


والسبب الرابع والملحوظ في أغلب الحالات هو (تدخل الأهل) وينقسم إلى شقين.... الأول هو تدخل الأهل أكثر من اللازم حتى يصل إلي علاقتهم وحياتهم الخاصة ودخول طرف ثالث لحل المشكلات وكشف أسرار البيت تؤدي إلي مشكلات أكبر، والشق الثاني هو عدم تدخل الأهل نهائيا وترك الأمور تسير علي هوى الزوجين اللذين في الأغلب يحتاجان إلي  النصح والإرشاد السليم للحفاظ علي كيان الأسرة من الهدم.


اللايف كوتش «سبوبة»
كما أشارت د. هالة منصور إلى  الـ  Life Couch أو مدرب حياة ولهم مسميات أخري من مدربي تنمية بشرية وغيرهم قائله «هذه مهنة لمنّ لا مهنة له...وللأسف هؤلاء أغلبهم غير متخصصين فتدخلهم لا يشذب ولكن يهدم عناصر مهمة في حل المشكلة وتداركها، ليست قراءة كتاب أو دورة تدريبية لمدة أيام تؤهلك لتكون مستشارا نفسيا وأسريا أو لايف كوتش تقدم النصح والإرشاد، أحيانا توجيهات هؤلاء تدمر الزوجين أكثر.
لذا يجب تحري الدقة عند استشارة أهل الحكمة والنصيحة الأمينة لمحاولة التأهيل وإيجاد الحلول وليس العكس، كما أطالب الجهات المعنية بفرض ترخيص مزاولة مهنة لهؤلاء، لأن هذا يندرج تحت بند «أمانة العلم» والدراسة الأكاديمية ضرورة لتكون متخصصا واستشاريا أسريا اجتماعيا ضرورة وليست هواية.
كما قدمت د. هالة بعض المقترحات للحد من ارتفاع نسب الطلاق قائلة: الأسرة السوية مهمة مجتمعية الجميع مسئول عنها تبدأ من التربية السلوكية السليمة ويدعمها الوازع الديني، فضلا عن الدراما التي تخل البيوت جميعا. 


واقترحت تدشين مقرر دراسي لتصحيح مفهوم الأسرة والعلاقة الزوجية بشكل علمي اجتماعي.. ولا ننسى الرسالة الإعلامية من البرامج الهادفة والمسلسلات الدرامية التي تبني لا تهدم البيوت.
وشددت قائلة: «الخطاب الديني مهم في المساجد والكنائس بتأهيل الفتيات والفتيان ليكونوا أزواجا صالحين لأنفسهم والمجتمع وفهم مصطلح منظومة الزواج وتكوين أسرة بشكل صحيح..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة