- رحلة مفصلة مع الذهب الأحمر من المشتل حتى المستهلك
موضوعات مقترحة
- الفراولة المصرية تغزو الأسواق الأوروبية دون أى منافس من نوفمبر حتى مارس
- 66 ألف جنيه عائد فدان الفراولة وبتحميل الثوم يرتفع العائد بنسبة تصل لـ 50 %
- بـ 226 ألف طن مصر تحتل المركز الأول عالمياً فى تصدير الفراولة المجمدة وتنافس على المركز الثالث بالمنتج الطازج
- أهم عقبات زراعة الفراولة أن 70 % من مستلزمات الإنتاج مستوردة من الخارج
يمثل محصول الفراولة أهمية اقتصادية كبيرة للمزارعين والدولة على حد سواء، لما له من عائد وهامش ربح مرتفع، وقيمة تصديرية عالية بها قائمة عدد من المحاصيل الأخرى، بجانب كثرة فرص العمل التى يوفرها على مدار مراحل الإنتاج المختلفة، فضلاً عن قيمته الغذائية المرتفعة، مما جعل البعض يصفه بأنه الذهب الأحمر، وأنه هو الحصان الرابح فى صادرات مصر من الحاصلات الزراعية، وفى الأسطر القليلة القادمة نصطحب قراءنا فى جولة بمحصول "الذهب الأحمر" الفراولة، من بداية الزراعة بالمشتل إلى الحصاد والتصدير إلى الخارج، من خلال لقاءات مع الخبراء والباحثين فى زراعة وإنتاج الفراولة، وإليكم نص اللقاءات.
بدايةً يقول الدكتور إسماعيل حجاج، مدرس الخضر بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إنه تم اللجوء إلى التوسع الأفقى فى زراعة محصول الفراولة، عن طريق زيادة المساحة المزروعة والتوسع الرأسى، عن طريق زراعة أصناف أكثر تبكيراً وإنتاجية عن سابقتها، ونظراً للظروف المناخية المناسبة لزراعة الفراولة فى مصر، فإن ذلك يجعل لمصر فرصة كبيرة فى زيادة صادراتها من الفراولة إلى الأسواق الأوروبية والعربية، وتغزو الفراولة المصرية الأسواق الأوروبية فى الفترة من نوفمبر حتى مارس، وتباع بأسعار مرتفعة فى تلك الفترة، حيث إن المنافسة التصديرية فى هذه الفترة تكون قليلة، ثم تزداد المنافسة التصديرية من قبل إسبانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، بداية من منتصف فبراير فتنخفض الأسعار والكميات المصدرة.
المناسب لمرضى السكر
وأوضح مدرس الخضر بكلية الزراعة جامعة الأزهر، أن الأهمية الغذائية للفراولة ترجع إلى كونها تعمل على تقوية الجهاز المناعى، وزيادة امتصاص عنصر الحديد، وذلك لارتفاع محتواها من فيتامين C، كما تحتوى ثمار الفراولة الطازجة على نسبة عالية من سكر الفركتوز المناسب لمرضى السكر والأطفال وكبار السن، وتحتوى أيضاً على نسب جيدة من الأحماض الأمينية والكربوهيدرات والأملاح المعدنية، وتؤكل الفراولة طازجة أو مثلجة وتدخل فى تحضير العصائر، الحلوى، المربى والمثلجات، مشيراً إلى أن الفوائد الطبية للفراولة كونها ملينة، مضادة للسموم، منظفة لإفرازات المرارة، وتفيد فى علاج آلام المفاصل والكبد والمرارة، وتفيد فى علاج الإمساك والنقرس والروماتيزم ونزلات البرد، مع مراعاة عدم تناولها بالنسبة للمصابين بأمراض الكلى لاحتوائها على الأوكسالات، كذلك بالنسبة للأفراد ذوى الحساسية لها، حيث تسبب نوعاً من الطفح الجلدى والهرش، وغلى الأوراق والجذور يفيد فى علاج الإسهال، وتعمل على تنظيم مستوى السكر فى الدم وحماية البشرة من خلال تأخير علامات تقدم السن، وتستخدم فى تحضير بعض أنواع مستحضرات التجميل الخاصة بتبيض الأسنان، وكعلاج توهج الوجه وعلاج حب الشباب، والوقاية من الأمراض السرطانية؛ لأنها تحتوى على مركب فينولى ،(Ellagic acid) كما تحتوى على صبغة الأنثوسيانين وهى من مضادات الأكسدة.
المتطلبات البيئية
وقال: تتمثل المتطلبات البيئية لزراعة محصول الفراولة فى الجو المناسب، حيث يتأثر النمو الخضرى والتزهير والإثمار فى الفراولة تأثراً كبيراً بدرجة الحرارة والفترة الضوئية، كما تتحسن إنتاجية محصول الفراولة كماً ونوعاً فى المناخ المعتدل وتتأثر بالجفاف وبالرطوبة العالية، وتختلف احتياجات نبات الفراولة من البرودة لكسر طور السكون بحسب الصنف، ولكن بشكل عام تحتاج معظم أصناف الفراولة أثناء النمو الخضرى وتكوين المدادات إلى درجة حرارة مرتفعة (15 - 30˚م) ونهار طويل نوعاً ما، كما تحتاج إلى نهار قصير ودرجات حرارة منخفضة خلال فصل الشتاء، لكى تتهيأ النباتات للإزهار، ويمكن لبعض الأصناف أن تزهر بمعزل عن تأثير طول الفترة الضوئية، كما يؤدى النقص فى مستوى البرودة اللازمة للنبات إلى إضعاف النمو الخضرى والإزهار، وأفضل درجة حرارة للإزهار هى 15˚م، ويقل النمو الخضرى وتكوين المدَّادات عند درجة الحرارة هذه مع قصر الفترة الضوئية، ويؤدى انخفاض درجة الحرارة إلى زيادة صلابة الثمار وزيادة السكريات بها، بينما يؤدى ارتفاع الحرارة إلى قلة صلابة الثمار وقلة السكريات فيها، كما أن لدرجة الحرارة تأثيراً كبيراً على المدة التى تستغرقها الثمار بعد تفتح الأزهار لكى تنضج فتكون نحو شهر من التفتح الكامل للزهرة، وذلك عند مدى حرارى قدرة 21 -27˚م نهاراً – 16-18˚م ليلاً، ويؤدى حدوث الصقيع إلى اسوداد قلب الأزهار، نتيجة لموت أعضاء التأنيث وقلة حيوية حبوب اللقاح وفشل التلقيح والإخصاب وتشوه الثمار، ويؤدى تساقط البللورات الثلجية، كما حدث مؤخراً فى منطقة الإسماعيلية إلى تجريح الثمار وتساقطها وتلونها باللون البنى، بالإضافة إلى تمزق الأوراق وبتلات الأزهار وتكسير أعناق الأوراق.
وبالنسبة للتربة المناسبة، فالفراولة تستطيع النمو والتطور فى أنواع مختلفة من التربة، لكن تجود زراعته فى التربة التى تتوافر فيها المزايا التالية: متوازنة البناء والقوام والتركيب الكيميائى، الجيدة الصرف والتهوية، وذات قدرة جيدة على الاحتفاظ بالماء، خالية من النيماتودا وتعد التربة الرملية أو الصفراء هى أفضل أنواع الأراضى لزراعة الفراولة مع العناية بالتسميد العضوى.
الشتلات المجمدة
وأسهب أستاذ الخضر بكلية الزراعة جامعة الأزهر قائلاً: يختلف عدد شتلات نبات الفراولة باختلاف موعد الزراعة، حيث يتراوح عدد الشتلات اللازمة لزراعة الفدان الواحد من 20-40 ألف شتلة على حسب طريقة الزراعة سواءً بالشتلات المجمدة أو بالشتلات الطازجة، ويبلغ متوسط إنتاجية الفدان نحو 12 طناً فى حالة الزراعة بالشتلات المبردة ونحو 22 طناً فى حالة الزراعة بالشتلات الطازجة على حسب الصنف ومنطقة الزراعة، والعائد من زراعة الفراولة يرتبط كلياً بظروف التسويق للمنتج الطازج، والمنتج المجمد من ناحية الأسعار، وطول موسم الإنتاج، وبداية موسم الحصاد، ولكن هناك تقديراً تقريبياً للعائد الكلى لزراعة محصول الفراولة، يشير إلى أن تكلفة زراعة فدان الفراولة نحو 150000 جنيه، ومتوسط إنتاجية الفدان نحو 20 طناً موزعة كالتالى: متوسط ٣ أطنان تصدير منتج طازج بمتوسط سعر 24 جنيهاً / كجم = ٧٢٠٠٠ جنيه، ومتوسط 10 أطنان منتج مجمد بمتوسط سعر 9 جنيهات / كجم = ٩٠٠٠٠جنيه، ومتوسط 9 أطنان منتج محلى بمتوسط 6 جنيهات / كجم= ٥٤٠٠٠، وبذلك يكون صافى متوسط عائد فدان المزروع بمحصول الفراولة 66000 جنيه بعد خصم تكلفة الزراعة، كما أنه يمكن تحميل محصول مثل الثوم كمحصول اقتصادى ثانى فى حقل الفراولة، يحقق عائداً إضافياً من 20 : 50% من عوائد زراعة المحصول الأساسى وهذه النسبة قابلة للزيادة حسب أسعار الثوم والطلب عليه للتصدير، أى يمكن إضافة من 12000 : ٣٠٠٠٠ جنيه أخرى على العائد الأساسى، أى يمكن أن يصل عائد فدان الفراولة المحمل بمحصول الثوم إلى نحو 90000 جنيه.
أهم الأصناف
وأشار "حجاج" إلى أن أهم الأصناف المزروعة فى مصر من الأصناف المبكرة (فلوريدا بيوتى - نترستار - فرتونا - بيرليانس ، سينسيشن – سـويت شـارلى - روزا لينــدا)، وأصناف متوسطة التبكير (ريد ميرلن - ريد ريو – بيتا لوما – إليانا - فيستفال – بودير - كمــاروزا)، ومتأخرة التبكير مثل الماركيز، لافتاً إلى أن طريقة اختيار الأصناف التى تتم زراعتها تتم بتحديد الهدف من اختيار الصنف، وذلك حسب التسويق (كرتون - تصنيع – محلى)، وطبيعة نضج هذا الصنف (مبكر – نصف مبكر – متأخر)، ومتوسط الإنتاج لوحدة المساحة المزروعة منه (الفدان خلال موسم إنتاجى كامل)، وتحمل ومقاومة الأمراض ما قبل الحصاد وما بعد الحصاد، ومواصفات الجودة لهذا الصنف ومنها شكل الثمار ومدى صلابتها وتحملها للتداول بعد الحصاد، والحجم علاوة على التبكير فى الإثمار، كما أن أفضل ميعاد لزراعة المشتل يبدأ من منتصف أبريل حتى أول مايو وخاصة بعد تغير الظروف المناخية، وتتم زراعة الأصناف قليلة المدادات أولاً، ثم زراعة الأصناف غزيرة المدادات.
الطازجة والفريجو
وأشار مدرس الخضر إلى أن شتلات الفراولة الطازجة "فريش" تزرع بداية من منتصف سبتمبر حتى منتصف أكتوبر، لإنتاج المحصول المبكر لغرض التصدير، حيث يبدأ الإنتاج فى شهر نوفمبر حتى شهر مايو، ويطلق على هذا النظام الزراعة الشتوى، أما النظام الآخر والذى يطلق عليه الزراعة الصيفى، فتتم زراعته بشتلات مبردة (فريجو) تم تخزينها بالثلاجات على درجة حرارة -2 أو -1°م لمدة نحو 7 أشهر، حيث تبدأ الزراعة فى أغسطس وسبتمبر، ويبدأ جمع المحصول منها فى شهر مارس وحتى شهر يوليو.
الإعداد والزراعة
ولفت "حجاج" إلى أنه يتم تجهيز الأرض للزراعة بحرثها جيداً 3 مرات، ثم يوضع السماد العضوى بمعدل 20 - 30 متراً مكعباً نثراً على التربة قبل الحرثة الأخيرة، ثم تروى الأرض رية غزيرة، وعندما تصل الرطوبة بالتربة 75 % تغطى الأرض بالبلاستيك، ثم تعقم التربة بغاز بروميد الميثيل بواقع 50 جم – 70جم للمتر المكعب من التربة؛ وذلك لتطهيرها من النيماتودا والأمراض الفطرية والحشرات وبذور الحشائش، وتستمر التغطية لمدة 3 - 4 أيام مع ضرورة مرور 15 يوماً على التعقيم قبل زراعة الشتلات، وتوضع الأسمدة الكيماوية بواقع 200 كجم سوبر فوسفات + 100 كجم سلفات نشادر + 50 كجم سلفات بوتاسيوم + 50 كجم سلفات ماغنسيوم + 200 كجم كبريت، ثم يتم تقليبها فى التربة حتى تتجانس فى التربة، وتقام المصاطب آلياً باستعمال بتانة خاصة، بحيث تكون مستقيمة ومستوية بارتفاع 60 سم (لتحسين الصرف وتهوية المجموع الجذرى وسهولة إجراء عملية الحصاد) وعرضها 120 سم والمسافة بين كل مصطبتين 50 سم، ويتم فرد 2 خرطوم على المصطبة والمسافة بين النقَّاطات 30 سم، وتوضع شبكة الرى بالرش برشاشات تصريفها 120لتر/ ساعة على مسافات 6×6 أمتار فى الشهر الأول من الزراعة، وقبل فرد بلاستيك تغطية التربة؛ وذلك للحفاظ على المحتوى الرطوبى حول النباتات.
وعند الزراعة يتم عمل 4 سطور من الجور والمسافة بين الجورة والأخرى من 20 - 25 سم بالتبادل (على شكل رجل غراب)، ويتم تطهير الشتلات قبل زراعتها فى الأرض بغمر مجموعها الجذرى فى محلول (2جم توبسين+1جم ريزوليكس/ لتر ماء) لمدة 20 دقيقة قبل الزراعة، وتتم زراعة الشتلات فى الجور التى تم حفرها، بحيث يتم دفن المجموع الجذرى كاملاً فى التربة مع بقاء القمة النامية فوق سطح التربة، ويتم الضغط جيداً على التربة حول الجذور بأصابع اليد، حتى لا تكون هناك فراغات حول الجذور يتجمع فيها ماء الرى ويسبب عفن الجذور، وتروى الأرض رية غزيرة عقب زراعة الشتلات لتشجيع الشتلة على النمو وتقليل ملوحة التربة.
وأضاف: أنه نظراً للتغيرات المناخية أصبح أمراً حتمياً عمل الأنفاق البلاستيكية، حيث تقام على كامل عرض المصطبة وبامتداد طولها ويستند بلاستيك النفق على أقواس من السلك المجلفن بقطر 2 - 4 مل تثبت بعمق 15 - 20 سم وتغطى بالبلاستيك الشفاف سمك 60 - 80 ميكرون وبعرض ٢٤٠ سم، ويجب تهوية النفق بانتظام حتى لا يسبب زيادة الرطوبة داخل النفق.
مكانة الفراولة
وفى ذات السياق، أضاف السيد عماد مهدى، خبير زراعة الفراولة وصاحب أحد أكبر المشاتل المرخصة والمصدرة لشتلات الفراولة لكل دول العالم قائلاً: يُعتبر محصول الفراولة من المحاصيل التصديرية، ويحتل مكانة كبيرة فى الصادرات المصرية، نظراً لاحتلال مصر المركز الأول عالمياً فى المنتج المجمد بواقع 226 ألف طن فى العام الماضى، وتنافس المركز الثالث والرابع بالمنتج الطازج "الفريش" بالتنافس بواقع 36 ألف طن، لافتاً إلى أن محصول الفراولة من محاصيل الخضر، وتحتل مكانة متقدمة نظراً للعائد من المحصول المصدر بالمقارنة بالمساحة المزروعة بالمحاصيل التصديرية الأخرى مثل العنب والبرتقال والبطاطس، وتتم زراعة نحو 51 ألف فدان على مستوى الجمهورية مساحات محيزة وغير محيزة بمحافظات القليوبية والبحيرة والإسماعيلية الشرقية والمنوفية والدقهلية وبدأت فى الانتشار فى محافظات أخرى .
وأوضح مهدى: أن زراعة الفراولة بدأت فى عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، عن طريق الصدفة أثناء خروج إحدى البعثات المصرية للخارج يترأسها رئيس هيئة سوق المال آنذاك، حيث أتى بها إلى مصر وزرعها فى مزرعته الخاصة كنبات زينة فى منطقة الدير بالقليوبية، وتم التوجيه بتطوير زراعة المحصول بإرسال فريق بحثى من وزارة الزراعة إلى أوروبا، حيث كان يتم استيراد الشتلات من دول إنجلترا وفرنسا وإيطاليا فى العهود السابقة، وكانت تتم زراعة الزراعات الفريجو (الشتلات المبردة)، كما تم تأسيس الجمعية التعاونية الزراعية لإنتاج وتسويق الفراولة بالقليوبية، وكانت آنذاك أولى الجمعيات بمصر وفى الشرق الأوسط المتخصصة للفراولة.
وأضاف أنه بالنسبة للمعاملات الزراعية لمحصول الفراولة، يتم تحضين نباتات الأمهات فى الصوب بعد تعقيمها، وتنفيذ برامج التسميد والمكافحة ونزول المشتل من بعد التعقيم بالمعقمات المعتمدة فى وزارة الزراعة، ويتم وضع الخدمة العضوية، ويتم تخمير الأرض والتعقيم 25 يوماً، وغير ذلك من المعاملات، مؤكداً أن المزارع المصرى أصبح لديه وعى كبير بالمعاملات الزراعية، مما جعل مصر تنتج العديد من منتجات الفراولة فى صورها المتعددة، قائلاً تزرع أصناف جامعة كالفورنيا أصناف (الفالينت - الفيكتور – الرويال رويس) فى مواعيد متأخرة ابتداء من 25سبتمبر حتى 15 أكتوبر ويستمر الإنتاج حتى شهر يونيه.
أهم المميزات
ونوه "مهدى" عن أن أهم ما يميز المنتج المصرى هى الجودة العالية وتنافسيته وصلابته وقلة تأثره مع التغيرات المناخية، كما أنه عالى السكر وخالٍ من متبقيات المبيدات، والسعر المنخفض نظراً للمنافسة فى الإنتاج، وقلة تكلفته بالمقارنة بالعديد من الدول، لذا يلجأ العديد من مستثمرى الدول الأخرى إلى زراعة محصول الفراولة فى مصر وتصديرها إلى الخارج.
التجربة المغربية
وقال "مهدى": بعد زيارتى للمغرب الشقيق أطالب أن بتطبيق النموذج السائد هناك، حيث تتم زراعة المحصول بدعم كامل من وزارة الفلاحة وتحت سيطرة كاملة من الجمعية التعاونية لمنتجى الفواكه الحمراء، حيث إن الجمعية هى التى تحدد كل المعاملات الزراعية التى تتم أثناء الزراعة حتى نهاية المحصول، كذلك تتحكم وتحدد سعر البيع بالخارج، من أجل تعظيم المنتج والمنتج المصدر، وهو نفس المنتج المباع للسوق المحلية من حيث المواصفة والجودة والسعر، كذلك توفر محطة التصدير بجوار مصنع التصنع بجوار مزارع الإنتاج، ولا يتبعون سياسة القطيع فى الزراعة والبيع، مثلما يحدث فى مصر مما يقلل سعر المنتج المصرى، وكان ذلك يتم تطبيقه فى مصر قديماً قبل أيام الإقطاعيين.
وقال: يمكن تحسين المنتج المصرى من محصول الفراولة عن طريق وجود محطات للتعبئة والتصنيع داخل المناطق الزراعية، والدعم والتوعية والإرشاد من وزارة الزراعة، عن طريق الزراعة التعاقدية، وكذا تسهيل عمليات الشحن، ويمكن تأسيس جمعيات للفراولة فى مناطق الإنتاج من الشركات تحت إشراف الوزارة، والتحدى الأكبر هو ارتفاع أسعار مواد تعقيم التربة، وإنشاء مدرسة زراعية خاصة بمحصول الفراولة مقارنة بالمغرب وألمانيا، قائلاً: إن 70 % من مستلزمات إنتاج محصول الفراولة من الخارج، بجانب صعوبة إجراءات سحب النقد الأجنبى من البنوك.