عاش العالم وما زال يعيش فصول جائحة كورونا ومتحوراتها، الصعب منها والخفيف، وليس من المستغرب ظهور متحور جديد خصوصا أننا مقبلون على فصلي الخريف والشتاء.ومؤخرًا ظهر متحور جديد من سلالة أوميكرون طبقا لمنظمة الصحة العالمية، لكنه لا يشكل تهديدا على الصحة العامة برغم أنه سريع الانتشار والمناورة مع الجهاز المناعي الذي يضعف حين التعرف إليه.المتحور الجديد «إيريس» انتشر في 50 دولة لكنه لم يصل إلى مصر حتى الآن، وفقا لما أكدته وزارة الصحة.
موضوعات مقترحة
عبر تيدروس أدهانوم جيبريسوس «مدير عام منظمة الصحة العالمية» عن أسفه إزاء عدم إبلاغ العديد من الدول المنظمة ببيانات «كوفيد-19» وقال: إن 11 % فقط من البلدان أبلغت المنظمة بعدد من دخلوا المستشفيات ووحدات الرعاية الفائقة بسبب الفيروس.. ويشار إلى أن فيروس كورونا الذي لم يعرف بعد بشكل قاطع مكان نشأته وأسبابه، على الرغم من أنه ظهر للمرة الأولى في الصين، شهد مئات التحورات خلال السنوات الماضية، إلا أن العلماء أجمعوا على أن اللقاحات فعالة في مواجهتها.
وتم تحديد المتحور الجديد إيريس للمرة الأولى في الصين فبراير الماضي، إلا أن اكتشافه للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية في 19 من يوليو الماضي، وأضافت منظمة الصحة العالمية متحور كورونا الجديد EG.5، إلى قائمتها للسلالات المتداولة حاليا الخاضعة لمراقبتها، وطبقا لبيانات المنظمة، فإن اللقاحات التي ثبت فعاليتها في الحماية من سلالة أوميكرون، من المتوقع أن تقدم درجة عالية من الحماية من المتغير الفرعي الجديد.
الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشئون الصحية والوقائية وأستاذ الصدر والحساسية قال: إن قياس خطورة أي متحور لفيروس كورونا مرتبط بمعرفة تأثيره على معدل الانتشار وشدة المرض ومقاومة العلاج واللقاح، مؤكدًا أن الأبحاث لم تثبت أمرا جديدا بالنسبة للمتحور الجديد حتى اللحظة.
وأضاف تاج الدين، أن أعراض إيريس «أوميكرون» مشابهة لأعراض الأمراض الفيروسية، مشيرا إلى عدم رصد تغير كبير فيها مقارنة بأعراض الفيروس الأصلي، كما قال: إن معظم المتحورات كانت ضعيفة وتعاملت معها معظم اللقاحات.
وذكر أن أوميكرون هو اسم أخطر سلالة لـ«كوفيد-19»، وكأنها تحتوي على 30 طفرة في شوكة البروتين، المصنوعة منه اللقاحات، و50 طفرة في الفيروس ككل، وأكد ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية في مجابهة تطورات الفيروس من خلال ارتداء الكمامة، وتطبيق التباعد الاجتماعي، وزيادة معدلات التطعيم، ومواجهة المعلومات المغلوطة.
وأشار إلى أن الأعراض والتأثيرات السلبية المحتملة لمتحور «أوميكرون» لا تؤشر حتى الآن على متغير جوهري في هذا الاتجاه، قائلًا: إن المتحور الجديد لم يرصد حتى الآن في مصر، طبقًا للأبحاث التي تجريها الجهات المعنية، واللقاحات متوافرة وهناك لقاحات أخرى سيتم توفيرها مع الموسم الجديد للمرض،
وقال: إن اللقاح الخاص بكورونا سيكون سنويا لكل المواطنين، وهناك بعض الشركات تخطط لأن يكون كل من لقاحَيْ الأنفلونزا والكورونا في لقاح واحد يمنح سنويا للمواطن، ويتم تطوير أكثر من 8 لقاحات حاليا لمواجهة المتحورات التى انبثقت عن المتحورات الأساسية.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة أن منظمة الصحة أعلنت رسميًّا انتهاء حالة الطوارئ العامة المرتبطة بكورونا، وأن المتحور الجديد أكثر انتشارًا، لكنه ليس عنيفا، وله أعراض أوميكرون نفسها.
وذكر أن المتحور إيريس انتشر فى 51 دولة، ومنظمة الصحة العالمية كشفت أنه خلال آخر 28 يوما، انخفض عدد الحالات المبلغ عنها بالإصابة بمتحورات أوميكرون فى 5 أقاليم، هي: إفريقيا، جنوب شرق آسيا، حوض البحر المتوسط، والأمريكتان.
وأوضح أن توصيات المنظمة تتمثل فى الحفاظ على التطعيمات للفئات الأكثر عرضة للتأثر بالمرض، مثل المصابين بأمراض نقص المناعة، والمراحل العمرية المتقدمة، مع الالتزام بالاحتياطات الاحترازية، ومنها ارتداء الكمامات فى الأماكن المزدحمة، وتطهير الأيدى، والتهوية الجيدة، والتباعد الاجتماعى.
وأكد أن «المرض ليس أشد خطورة ولا يوجد ارتفاع فى حالات دخول المستشفيات، ولا ارتفاع وفيات، ولم يثبت أى إصابة بالمتحور الجديد إيريس فى مصر».
أوضح الدكتور عادل خطاب عضو اللجنة العليا لفيروس كورونا بالتعليم العالي وأستاذ أمراض الصدر والحساسية بجامعة عين شمس أن الفيروسات التنفسية تتحور بطبيعتها وهذا متوقع في أي وقت، والمتحور الجديد» أكثر انتشارا من المتحورات السابقة بنسبة 20%، ولكن ليس هناك أى دليل علي أنه أشد خطورة حتى هذه اللحظة، مشيرا إلى أنه من عائلة أوميكرون ومتحور فرعى منه.
وأكد أن كل الفيروسات لديها القدرة على التحور حتى تستطيع أن تتعامل مع مقاومة جسم الإنسان، «حتى فيروس الأنفلونزا العادي يتحور».
كما ذكر أن التطعيمات الموجودة تساعد في تقليل حدة المرض، وأن التطعيمات يحدث بها تطور بصفة مستمرة، ومع كل متحور جديد يظهر يتم تطوير اللقاحات حتى يكون الفيروس بمثابة دور أنفلونزا أو برد، ومعظم الحالات في مصر التي نناظرها تعالج على أنها أدوار برد وأنفلونزا، وتوصف أدوية تكون مسيطرة على الأعراض مثل الاحتقان والرشح، والأدوية الخافضة للحرارة وأدوية الحساسية، وكل المتحورات التي أعلن عنها تأتي أعراضها من الدول المصابة بالمرض.
ومن المطمئن أن أعراض المتحور الجديد إيريس تتشابه مع أعراض البرد، موضحا أن سبب القلق العالمي هو زيادة انتشار الفيروس، والخوف من زيادة دخول المستشفيات.
أشار إلى أن الوقاية من متحور كورونا الجديد مهمة، خصوصا أن فيروس كورونا أحد الفيروسات التى تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وشدد على أنه فى ظل وجود تحورات كورونا والفيروسات التنفسية الأخرى يجب علينا الأخذ بكل الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بتلك الفيروسات.
وذكر أن شدة المرض تراجعت وأصبحت الإصابات بسيطة ولا تتجاوز الأيام الخمسة، وأن البروتوكول العلاجى قوى ومؤثر، وفاعليته تصل إلى 98%، والآثار الجانبية للأدوية المدرجة أقل كثيرا من نسخ البروتوكولات السابقة، وتابع: هذه الأدوية أثبتت قدرتها على أنها تقلل من أعراض متلازمة ما بعد كورونا.
ذكر الدكتور أمجد الخولي استشاري الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية أن المتحور الجديد لكورونا لا يختلف عن أوميكرون، ولكن الملاحظ زيادة معدل الإصابات فى الصين وأمريكا، ويُسمى «إى جى 5»، مضيفا أن كورونا كجائحة انتهت ويجب أن نتعايش مع متحوراتها مثل دور البرد والأنفلونزا الموسمية.
والمتحور الجديد ماكر ويستطيع الهروب من المناعة، ولديه قدرة على سرعة الانتشار، ولكن لم تحدث زيادة فى شدة الأعراض حال الإصابة، وحذر أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن قائلا: يجب عليهم الحذر من المتحور الجديد لكورونا واتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة.
وأوضح أن إيريس يرتبط بمتغير أوميكرون الفرعى ويختلف تكوينه قليلا عن المتغيرات الفرعية السابقة، مما يجعل إيريس أفضل قليلا من حيث إصابة الناس والتهرب المناعي، وهو ما قد يكون السبب فى أنه أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات الأخرى فى الوقت الحالي، وقال: إن أعراضه تتشابه كثيرا مع أدوار البرد مثل السخونة والتهاب الحلق وسيلان الأنف والسعال وآلام الجسم والعضلات والشعور بالتعب والإسهال.
وأضاف أن هناك تطويرا للقاحات لتكون أكثر قوة فى مواجهة السلالات المختلفة والمتحورات الجديدة، وتابع ليس المهم اسم اللقاح المطور ولكن الأهم وجود لقاحات تواجه المتحورات التى تطرأ من وقت إلى آخر، مؤكدا أن فيروس كورونا لم ينته بل نحن نتعايش مع تحوراته التي تتسم بالضعف، ومن المتوقع أن نرى تحورات جديدة، فهذه طبيعة الفيروسات التي تتشكل وتأخذ وضعها لتعيش في بيئتها.