مبادرة جديدة تهدف إلى توفير مساحة آمنة لنساء الصعيد تحكي فيها النساء مشكلاتهن ويكتسبن خبرة حياتية كبيرة، المبادرة تهدف إلى تقديم الدعم للمرأة باعتبارها الطرف المضغوط عليه في كثير من الوقت في المجتمع وتلك المساحة التي استلهمت اسمها من المرأة قديما حينما كانت تنتهي من أعمال المنزل ويخرج زوجها وتتحرك لتجلس في أعلى البيت مع جيرانها ليتشاركن الحكي معا ويتناولن الشاي والقهوة «الاسم له علاقة بالستات نفسهم لأنهم يعرفوا يقعدوا قعدات مع بعض للفضفضة ومشاركة بعضهن بعض المشكلات والهموم».
موضوعات مقترحة
وفي لقاء مع منار عبدالحميد إخصائي نفسي وتعديل سلوك ومتخصصة في العمل مع السيدات والأطفال قالت: تخرجت في كلية الآداب قسم علم نفس بجامعة أسيوط وحاصلة على دبلوم علم النفس الإكلينيكي من جامعة جنوب الوادي
وبداية شغلي كانت في جمعيات أهلية متطوعة في جمعية معا نصنع الحياة وبعدها اشتغلت استشاريا نفسيا ومهنيا في مشروع تابع لليونيسيف في جمعية الشباب للسكان والتنمية، وبعد ذلك عملت إخصائي دعم نفسي في مشروع عدالة الأطفال في هيئة تير دي زوم السويسرية كما شاركت كمحاضر ورئيس جلسة في مؤتمر علم النفس المجتمعي في الجامعة الامريكية في مصر ولي أيضا محاضرات وعدد من التدخلات مع جامعة أسيوط.
واختيار التخصص كان عن قناعة شخصية منذ الطفولة وأنا أحب مساعدة الآخرين وحصلت في علم النفس على الدرجات النهائية، والعمل الحالي صاحبة ومؤسس مركز سيكولوجيستا للدعم النفسي للمرأة والطفل
وعن فكرة (قعدة رووف) تقول منار عبدالحميد: حلمي من زمان خدمة النساء في الصعيد وحضرت تدريبا في لبنان وكان فيه لقاءات مهتمة بالسيدات في مجال الفن والحرف اليدوية التي تعمل في مجال علم النفس وبذلك جاءت فكرة المبادرة
قعدة الستات مع بعضهم في قعدة يحكوا فيها ويفضفضوا مثل تجمعات الأصحاب العادية مع بعض يتقابلوا يشربوا شاي وقهوه وفكرة «قعدة رووف» أي حكايات من دون سقف أو حدود نحكي ونفضفض من دون أحكام او انتقاد أو خوف من لوم أو عتاب نحكي وندور على حل ودعم وطبطبة من بعضنا البعض.
وهدف المبادرة معالجة الآثار النفسية نفضفض ونتناقش ونخرج بأدوات وحلول تستطيع النساء والبنات تنفيذها.
وبداية الفكرة كانت في آخر شهر فبراير وتم تنفيذها أول شهر مارس تزامنا مع اليوم العالمي للمراهق وعيد الأم.
وعن أهم النتائج المرجوة من نشر الفكرة تقول منار عبدالحميد: أن يكون لدي السيدات وعي بفكرة البحث عن المساعدة النفسية عندما يشعرن بالضغط والتعب فالتعب النفسي ليس وصمة عار فالتعب النفسي كالتعب الجسدي وليس كل مريض نفسي مجنون كما يقول البعض.
فالإنسان يحتاج إلى دعم نفسي كما يتاح زيارة الطبيب وقت إصابته بالمرض العضوي.
وعن حلمها تقول منار عبدالحميد: أن تهتم كل سيدة بنفسها وتبحث على المساعدة من متخصصين.
وعن مشروعاتها المستقبلية تقول منار عبدالحميد: الأفكار لا تنتهي وقريبا ستوجد لقاءات وفاعليات خاصة بالمرأة والطفل
وحاليا أحصل على التدريبات للإخصائيين ومقدمي الرعاية للأطفال لتعليمهم الطرق السليمة للتعامل مع الطفل بما يتوافق مع مهاراتهم وتخصصاتهم.
وتكمل منار عبدالحميد حوارها قائلة: أتمنى أن يكون مركز سيكولوجيستا هو المكان الآمن للسيدات والأمهات يلجأن إليه عندما يشعرن بالضغط النفسي والتعب للوصول إلى الحلول المناسبة لهذه المشكلات.
وعن النصائح للشباب تقول منار عبدالحميد: التخلص من المشاعر السلبية التي تدفع إلى اليأس والإحباط ولابد من اللجوء للمتخصصين لحل المشكلات بدلا من الانغلاق على النفس والبحث في المواقع غير المتخصصة كمواقع السوشيال ميديا عن الحلول الوهمية.