أصدرت كلية الهندسة جامعة القاهرة قرار من مجلس الجامعة بتقليص عدد سنوات الدراسة في كلية الهندسة جامعة القاهرة وأن تُحدد سنوات الدراسة إلى مدة تصل لأربع سنوات فقط.
موضوعات مقترحة
ومن المقرر أن يتم تطبيق اللائحة الجديدة مع بداية العالم الدراسي الجديد 2023/ 2024 وبموجب هذا القرار تصبح هندسة جامعة القاهرة أول كلية هندسة حكومية تتيح للطالب إمكانية التخرج في أربع سنوات من خلال برامجها التخصصية الحديثة تتلخص في سنة دراسية إعدادية وثلاث سنوات دراسية متخصصة في مجال الهندسة بمختلف فروعه، إذ سيتم تطبيق هذا القرار عبر الدراسة بنظام الساعات المعتمدة بالكامل، والتي تتراوح من 154 إلى 159 ساعة دراسية معتمدة مطلوبة للتخرج وفقًا للبرنامج الدراسي، على أن تتيح للطالب اختيار الالتحاق بأحد البرامج العامة أو التخصصية طبقا لشروط محددة.
وجاء ذلك القرار بعد 17 سنة من تطبيق نظام الساعات المعتمدة للدراسة فى عام 2006 لمرحلة البكالوريوس في كلية الهندسة جامعة القاهرة، ويأتي ذلك في مصلحة الطالب الذي سيسمح له بدراسة بعض المقررات الدراسية فى فصول صيفية تمكنه من إنهاء المتطلبات قبل ذلك بفصل واحد على الأكثر قبل موعد تخرج الدفعة المفترض، ويتيح نظام الدراسة بالساعات المعتمدة للطالب دراسة المقررات بما يتناسب وقدراته، وتكافؤ درجة البكالوريوس فى العلوم الهندسية 180 ساعة معتمدة بما فى ذلك سنة أعدادية مكافئة لـ 36 ساعة معتمدة وتعادل الساعة محاضرة، أو 3 ساعات تمارين أو معمل. وساهم ذلك القرار السابق الإعلان عن فتح باب التقديم للعرب والأجانب للالتحاق ببرامج الساعات المعتمدة بدءا من سبتمبر 2007 للحصول على درجة البكالوريوس فى العلوم الهندسية في برنامج الدراسة باللغة الإنجليزية، واستحدثت الكلية حينها نظاما لرفع مستوى الطالب فى اللغة الإنجليزية والرياضيات.
نقابة المهندسين من جانبها سارعت ببيان يرفض تقليص هذه السنة ملوحة إلي إمكانية عدم قيد الطلاب الخريجين من هندسة القاهرة والذي سوف تطبق عليهم الائحة الجديدة بجعل عدد سنوات الدراسة داخل الكلية 4 سنوات دراسية بحد أدنى، بينما قال طارق النبراوي نقيب المهنسين خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «آخر النهار» “ مقدرش أساوي في دخول النقابة بين الطلاب اللي هيدرسوا 4 سنوات في هندسة القاهرة، وزملائهم اللي بيدرسوا لمدة 5 سنوات وعلى أعلى درجة من التفوق، ولم تتح لهم فرصة امتلاك تلك الميزة”.
وأضاف نقيب المهندسين إنه سيحيل الملف إلى لجنة التعليم الهندسي بالنقابة، والتي تضم أعلى درجات علمية هندسية، من أجل إبداء الرأي بصفة مبدئية في الموضوع، منوهآ إلي أن النظام الجديد الذي أعلنته جامعة القاهرة يفتقد لبعض النقاط الأساسية أهمها التدريب، قائلًا إن التدريب يخصص له فصل دراسي بالكامل، وأن فرصة التدريب في النظام الجديد لا يمكن أن تصبح متاحة لمئات الآلاف الموجودين في التعليم الهندسي.
الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية تربية جامعة عين شمس قال إن المبدأ الأكاديمي لخريج طالب كفء يعتمد على الكم المعلوماتي الذي تعرض له الطالب ومدى استيعابه له وليس عدد السنوات الدراسية، ومن المفترض أن مجلس الجامعة قام باتخاذ ذلك القرار بعد دراسته والتأكد من أنه قرار صائب وحتمًا سيكون في مصلحة الطالب.
ويعتقد شحاتة أن استخدام التكنولوجيا في عصرنا الحالي يسهل لقيادات وأصحاب القرارات بتنفيذ تلك القرارات، وأضاف حسن "قرارا التقليص هو مجرد تطبيق نظري، وإذا وجد أن الناتج هو طالب ضعيف ليس على القدر باستيعاب كم كبير من المناهج الدراسية خلال أربع سنوات فقط فلابد من التراجع عن ذلك القرار"
وشدد حسن على ضرورة تعرض خريجين كلية الهندسة لسوق العمل في وقت مبكر باعتبارها كلية عملية تعتمد على التدريب العملي والورش التي يخوضها الطالب خلال وبعد رحلة دراستة أكثر من المناهج الدراسية وهذا هو المقياس بالنسبة لنقابة المهندسين، وليس من الضروري البقاء داخل مدرجات الجامعة لسنة دراسية إضافية لاكتساب الطالب مهارات ومعلومات أكثر، فالكم التدريبي يغلب على عدد السنوات الدراسية،وذلك لأن العلاقة بين الكفاءة وعدد سنوات الدراسة ليست علاقة طردية فتقليص عدد السنوات لا يؤثر على كفاءة الطالب.
وجاء رأي الدكتور محمد عبدالعزيز أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس أن الغرض من القرار هو تقليص تكلفة عدد السنوات الدراسية، وكان من المفترض زيادة عدد السنوات بدلًا من تقليصها لإعداد خريج قادر على منافسة سوق العمل الخارجي والعمل على تحسين المناهج الدراسية وزيادة عدد ساعات التدريب العملي طبقًا للمعايير الدولية، مؤكدًا على أن ذلك القرار ليست في مصلحة الطالب ولابد من المقارنة بين اللائحتين القديمة والجديدة وكذلك المقرارات التي من المؤكد تم تقليلها لتتماشى مع عدد ساعات الدراسة خلال الأربع سنوات.