تزايد البحث عن الأصحاب عبر الفيسبوك بطريقة مباشرة وبأساليب غير مباشرة أيضًا..
أما الطريقة الأولى فتتعدد أساليبها؛ إما بكتابة منشور واضح مباشر عن البحث عن أصحاب في الصفحة الشخصية أو كتابة تعليقات تطلب التعارف للصداقة عند الآخرين "بعد" الإعجاب بما ينشره صاحب الصفحة على الفيسبوك، أو في "الجروبات" التي تطلب من المشتركين فيها كتابة تفاصيلهم "الشخصية" لتكوين صداقات!!
رصدنا الطريقة الثانية عبر كتابة منشورات على صفحات البعض تشكو من "الوحدة" وعدم وجود الأصحاب "الحقيقيين" وتقدم مواصفات غير واقعية لهم؛ فهم تجدهم دائمًا حتى عندما "لم" تطلبهم!! ويسارعون بالاحتواء وبالتفهم ويمنحون الثقة دومًا ويبادرون بالسؤال ويتفهمون التأخر في السؤال عنهم والاهتمام بهم!! ووو… والعديد من الصفات التي ستصيب الجني في الفانوس السحري الشهير وتجعله يفضل العودة إلى "محبسه" بالفانوس عن الاستماع لباقي الطلبات..
نتوقف طويلًا عند تجربة رصدناها "لجروب" نسائي شهير أعلن عن "هاشتاج عرفينا بنفسك"؛ والذي تابعناه لأيام كثيرة وإليكم أهم الملاحظات..
"تعمد" نشر الصور الشخصية ومعظمها "يكشف" بوضوح اللجوء إلى الفلاتر وبعضها لا يمت للعمر "المذكور" في المنشور"وبالطبع" تحصد صاحبته المجاملات الزائدة ويغرقونها بالمديح لجمالها وأناقتها بمبالغات فجة "وتبشر" بعلاقات مزيفة ومخادعة أيضًا.
رصدنا أيضًا مبالغات ممن كتبن من أعمار مختلفة في امتداح "أنفسهن" وكيف أنهن رائعات ومخلصات في الصداقات ومنهن من أبدين "التألم" الشديد لعدم التراحم بين الناس ولاختفاء الود بين الجيران، والذي يصل لعدم إلقاء التحية عند التقابل مصادفة "واختفاء" العادات القديمة من تبادل "الأطباق" بين الجيران والدعم أثناء الأزمات..
من الطبيعي التساؤل ولماذا لا تبادر بإقامة علاقة "لطيفة" مع جارة لها؟ أليس ذلك "أسهل" وأفضل وأقل "ضررًا" من السعي لصداقة مع إنسانة "لا" تعرفها إلا مع الواقع الافتراضي؛ حيث يسهل لكل إنسان من الجنسين أن يقول على نفسه "ما يحب" بدون رقابة أو وجود فرصة "للتأكد" مما يقول..
لاحظنا أيضًا تعرية الحياة الشخصية بصورة تلحق "الأذى" بالبعض مثل البعض اللاتي كتبن أنهن مطلقات وغيرهن كتبن عن تعرضهن للخيانة الزوجية وغير ذلك من الأسرار "الخاصة" التي تعرض من تعلنها على الملأ للاستغلال ولو بعد حين؛ ومن المؤكد أن المشكلات تزيد "بالسماح" بانتهاك الخصوصية، وأن تقدير الناس لنا "يزيد" مع التحفظ وعدم البوح بالأسرار، والعكس صحيح أليس كذلك؟
رصدنا أيضا كمًا "رهيبًا" من المجاملات الزائدة وإليكم نماذج منها؛ "أحببتكم جميعًا"!!، "أنتم أسرتي التي لا أستغنى عنها"!!، "أعدتم لي ثقتي بوجود خير في الحياة"!!؛ ولا نعرف كيف منحوها هذه الثقة، "أطمئن لكم وكأني أعرفكم طوال عمري"، وغيرها من المجاملات التي "يجب" أن يرفضها أي عقل والتي تتسبب "بتشويه" العلاقات في الواقع؛ فلن نجدها به "إلا" مع الكذابين والمخادعين والمنافقين أو المندفعين السذج؛ والمندفعين والسذج لا يجب الوثوق بمشاعرهم فهي متقلبة ووقتية جدًا؛ أما الأشخاص "الأسوياء" فلن يقولونها عند بدايات تعارف في الواقع أبدًا..
الطريف دخول بعض الأمهات في "الإعلان" عن بناتهن اللاتي في عمر الزواج، وكيف أنهن فرصة لا تعوض، وكذلك الراغبات في الزواج من الآنسات والمطلقات والأرامل؛ وهناك نسبة كبيرة سارعن "بانتهاز" الفرصة وقمن باستغلالها للدعاية المكثفة عن العمل الخاص بهن أو لمدح النفس ولقصص "تفردهن"، وبالطبع حصدن التعليقات المبالغ بها التي تمنحهن شعورًا "مزيفًا" بالتميز لا يجدهن بالطبع في الواقع بهذه المبالغات مما "يبعدهن" عن صداقات وعلاقات الواقع ويلقي بهن في "زيف" الفيسبوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعي، "ويحرمهن" من الاستمتاع ببعض من الدفء الحقيقي الذي "ينعش" النفس ويمنحها بعضًا من "البهجة" الصادقة التي تخفف من شدة الضغوط التي تحاصر الجميع؛ بينما برودة العلاقات المزيفة تقلل من القدرة على تحمل الصعوبات وهو ما "يغيب" عن الكثيرين -مع الأسف- فيجلبون "الضرر" لأنفسهم بأيديهم..
رصدنا أيضًا تحذير من بعض السيدات من تلقى رسائل تطفل وتحرش من رجل خدع الجروب النسائي واشترك به بعد أن أرسل رسالة صوتية نسائية لصاحبة "الجروب" قبل الاشتراك ليثبت أنه سيدة!!
المؤكد أن من لم يستطع - من الجنسين وبكل الأعمار - أن "يصنع" علاقات صداقة في الواقع فلن يتمكن أبدًا من صنعها في الفيسبوك أو الواقع الافتراضي كما يُقال عنه؛ فهناك الكثيرون الذين "يفترضون" أنهم سيجدون في الفيسبوك "الواقع الافتراضي" ما لم يجدونه في الواقع الذي يعيشيونه ويعرفونه عن قرب؛ حيث الفرص الأكبر لكشف "الزيف" والخداع وما "وراء" الكلام المنمق والمجاملات المتدفقة والإشادات المتنامية بمن يتعرفون عليه، وما يكاد يصل لتمجيد كل كلمة ولو كانت "عادية"، والتغني بالتميز والتفرد وبأنه أفضل من رأوه.. ووو…
"يهرب" الكثيرون من الجنسين وبكل الأعمار إلى الفيسبوك بحثًا عن أصحاب "لتعويض" ما يرونه من صدمات في الواقع ويصنعون أوجاعًا "جديدة" بأيديهم وهم لا يدرون والمؤلم أنهم "يرفضون" الاعتراف لأنفسهم بذلك ويواصلون البحث عن أصحاب جدد بنفس الطريقة، وكأنهم من "يُلقي" بنفسه في حفرة ويبذل الجهد "النفسي" قبل الجسدي للخروج منها وما إن يغادرها "يسارع" بإلقاء نفسه في حفرة أخرى، وقد تكون أكثر عمقًا "لتعويض" نفسه عما لاقاه في الحفرة الأولى أو الأسوأ "ليثبت" لنفسه أنه لم يكن مخطئًا بالوقوع في الحفرة..
والثابت أن الاعتراف بالخطأ ذكاء "ونجاة" واحترام للعمر والعكس صحيح!!