لسنين طويلة سعت وحاربت الأندية الشعبية من أجل إنشاء رابطة للأندية تكون بمثابة كيان يدافع عن حقوقها ويدعمها فى الحصول على نسبتها المشروعة فى توزيع حقوق البث التليفزيونى وعائد بيع المباريات.. وفشلت أكثر من مرة نتيجة للمناخ العام الذى كان يحكم كرة القدم لسنوات.. ومنذ عامين نجحت فكرة تأسيس الرابطة بعد تحديات كثيرة وحروب ضد أصحاب المصالح والمجاملات.
وأصبحت الكرة المصرية تملك رابطة وأعضاء يمثلون الأندية ويسعون إلى تحقيق مكاسب وعوائد للأندية بمعايير ثابتة وعادلة للجميع فى ظلّ عدم تبعيتها لاتحاد الكرة.. والآن وبعد الفوز بالتزكية لأعضاء الرابطة واستمرارهم للموسم الثالث على التوالى وبغض النظر عن كل المكاسب التى تحققت على أرض الواقع خلال العامين الماضيين من عودة الجماهير للمدرجات وانتظام جدول المسابقة إلى حد بعيد واستحداث بطولة كأس الرابطة وتصميم عالمى جديد لدرع الدورى..
يبقى هناك كثير من التحديات التى تواجه رئيس وأعضاء الرابطة فى عامهم الثالث وهى أكبر بكثير من كل هذا التطور الذى حدث خلال الفترة السابقة خاصة أننا أمام موسم طويل وأجندة مشحونة بالمواجهات الدولية والقارية والبطولات على صعيد الفرق والمنتخبات، بالإضافة إلى أننا أصبحنا مطالبين بمواكبة ما يحدث حولنا من تطور هائل وكبير فى مستوى الدوريات والمحترفين سواء فى الخليج أو فى دول شمال إفريقيا وعلى رأسها المغرب التى انتقلت فى غضون سنوات إلى مصاف الكبار فى مجال كرة القدم واستطاعت تحقيق خطوات واسعة نحو مواكبة التطور الهائل للكرة الأوروبية، سواء بزيادة عدد المحترفين أو الاهتمام بتوسيع قاعدة الممارسة وتنظيم المسابقات واستضافة الأحداث والبطولات فأصبحت المصنّفة الرابعة على العالم فى غضون سنوات قليلة من وضعها لخطة تطوير الكرة المغربية.
رابطة الأندية باتت أمام تحدٍ كبير وشاق لعمل نقلة نوعية فى تطوير مسابقة الدورى وانتظامها وزيادة أعداد الجماهير بكثافة أكبر للمدرجات؛ خاصة بعد النجاح فى الموسم الماضى فى إعادة الجماهير بنسبة محددة لكل فريق وامتثال الأندية لقرارات الرابطة فى عدم الخروج عن الروح الرياضية حتى وإن ظهرت حالات فردية قليلة، لكنها لم تعكر صفو المسابقة.
رابطة الأندية وهى تعلن عن انطلاق الموسم الجديد وتحديد مواعيد مبارياته، عليها الإعلان عن إستراتيجية وخطط طويلة وقصيرة المدى للدورى المصرى للنهوض به ولحاقه بقطار التطور الذى حدث للدوريات العربية فى آسيا وإفريقيا التى باتت تتطلع لمنافسة دوريات أوروبا واحتلال مكانة متميزة فى السنوات الخمس المقبلة.
رئيس وأعضاء الرابطة معنيون أيضا إلى جانب مهمة التطوير بتحديث النقل التليفزيونى الذى هو عنوان الرسالة المنقولة للعالم من الملاعب المصرية من خلال الاستعانة بأحدث الأجهزة والمعدات والكاميرات ومن خلفها من مخرجين يجب تدريبهم على أحدث التقنيات فى التصوير ووضع الكاميرات داخل الملاعب وعلى الخطوط الأمر الذى يمنح تقنية الفار للحكام زوايا ولقطات تمكنهم من تحقيق العدالة فى إصدار القرارات.
إلى جانب ذلك على الرابطة وهى تضع الإستراتيجية التى حققت للدورى السعودى والقطرى والمغربى التطور والاهتمام بتدريب الكفاءات داخل الأندية على عملية التسويق وزيادة مدخلات كرة القدم لكل نادٍ لضمان استمرار الأندية الشعبية وصمودها أمام أندية الشركات والأندية الخاصة.. كما أن عليها وضع تصور كامل وشامل للعقوبات داخل الملعب وخارجه، وفرض النظام على كل أفراد المنظومة وإنهاء سياسة الكيل بمكيالين التى كانت وراء زيادة مساحة التعصب بين جماهير الأندية ومسئوليها فى السنوات الأخيرة.
وداخل أوراق هذه الإستراتيجية لابد للرابطة من وضع فصل كامل عن التطور المستقبلى المتوقع للمسابقات وتغير شكلها وأعداد فرقها فى السنوات المقبلة بحيث تضمن تأهيل الأندية لاستقبال مثل هذا التطور قبل إصدار القرار بوقت كافٍ حتى لا يحدث ما حدث فى تطبيق دورى المحترفين لأندية القسمين الثانى والثالث وانقسام الأندية ما بين مؤيد ومعارض وآخرين غير واعين لمستقبل أنديتهم والكرة المصرية.
رابطة الأندية هى المخطط الوحيد للمسابقة الأهم والأكبر -مسابقة الدورى العام- التى سينعكس الاهتمام بها على تطور الكرة المصرية ومواكبته لما يدور من حولنا وسيصبح الدفاع عن الدورى المصرى والكرة المصرية وتاريخها من خلال المستقبل وليس الماضى ولن نحتاج إلى نعرة كنّا وكانوا.. خاصة أن الآخرين من المنافسين تكلموا قليلاً وعملوا كثيرّا فحصدوا التقدم وفشلنا نحن فى اللحاق بهم.