متحور كورونا.. مصر تتصدى بالتطعيم والأولوية لهذه الفئات.. وعضو لجنة الفيروسات يكشف أعراض الإصابة وطرق الوقاية

24-8-2023 | 00:10
متحور كورونا مصر تتصدى بالتطعيم والأولوية لهذه الفئات وعضو لجنة الفيروسات يكشف أعراض الإصابة وطرق الوقايةمعاناة فيروس كورونا
داليا عطية

عاد كوفيد-19 لغضبته الأولى التي فاجأ بها العالم في أواخر عام 2019 حين ضرب أرجاء الكرة الأرضية، بلا هوادة، ودون سابق إنذار، متسللًا إلى رئة البشر، غير مفرقٍ بين بُلدانهم، أو ألوانهم، أو حتى أعمارهم، إذ لم يسلَم الكبار والأطفال – الذين لا حول لهم ولا قوة – من غضبَتِه العمياء، التي تبحث عن فريسة بشرية، غير مُحددة الشروط، المهم أن تكون من فصيلة البشر. 

موضوعات مقترحة

كوفيد-19

عاد كوفيد-19 بعد هدنة قرابة عام كامل، منذ أواخر 2022 وحتى الآن، وقد مضى ثمانية أشهر من العام الجاري 2023، ويبدو أن هذه الفترة التي غاب كوفيد-19 فيها عن تصدير القلق للبشرية، بعد أن تراجعت مخاطره، وانخفضت حدة عوامل خطورته، يبدو أنها كانت استراحة مُحارب ليس إلا، ليتحور من جديد، ويُغير جلده، في صورة سلالة جديدة، عُرفت باسم "EG.5".

معاناة فيروس كورونا حول العالم

أوميكرون

هذه السلالة ظهرت وانتشرت في مناطق عدة من العالم، بينها بريطانيا والولايات المتحدة، وهي نسل لسلالة أوميكرون وأضافتها منظمة الصحة العالمية، إلى قائمتها للسلالات المتداولة حاليا والتي تتم مراقبتها بعدما علمت أن أكثر من نصف دول وأقاليم العالم، البالغ عددها 234، أبلغت عن إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد، في الفترة من 26 يونيو إلى 23 يوليو .

معاناة فيروس كورونا حول العالم

وزارة الصحة والسكان

وأعلنت أمس، وزارة الصحة والسكان، رصد حالتي إصابة بالمتحور الجديد "EG 5.2"، وفق نتائج التحاليل من مراكز ترصد حالات الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والأمراض التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي، ويعود سبب الإصابة إلى القادمين من أوروبا، بحسب حديث مسئولون لـ"بوابة الأهرام"؛ حيث موطن ظهور هذا المتحور الجديد.

كورونا في مصر

ودخل المصريون في حالة من القلق والذعر، تشبه مشاعر الخوف والهروب من الجائحة التي تصدرت شاشات العالم بظهورها في كل المجتمعات – دون استثناء- - في أواخر عام 2019 ، متسائلون في توتر وترقُّب : هل سيعود مسلسل رعب الوباء من جديد، هل ستدور دائرة المخاطر وإجراءات الغلق والبحث عن مستلزمات الوقاية من الفيروس ؟

فيروس كورونا

صفات متحور كورونا الجديد "EG 5.2"

الدكتور أشرف حاتم، عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، يقول في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، إن المتحور الجديد "EG 5.2"، هو نفس سلالة أوميكرون الموجودة حاليًا، لكنه أسرع انتشارًا منها .

دورة حضانة الفيروس

ويوضح الطبيب دورة حضانة الفيروس، فيقول إنه كمرض تنفسي يصيب الجهاز التنفسي العلوي مباشرة؛ حيث الحلق، وينتقل بعد ذلك إلى الدم، ثم يعود مرة أخرى للأغشية المخاطية، بداية من الأنف، وصولًا للشعب الهوائية، وهذا يستغرق مدة من 4 : 5 أيام ثم تبدأ الأعراض في الظهور .

الأعراض

وبحسب عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، ورئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، فإن أعراض المتحور الجديد "EG 5.2" تشبه أعراض الإنفلونزا العادية، وهي عبارة عن رشح شديد مع مخاط، وحرارة ترتفع لمدة 24 ساعة فقط ولا تزيد في ارتفاعها على 38.5 درجة، إضافة إلى تكسير في الجسم، مع وجع في الحلق.

فترة حضانة الفيروس

وبرغم سرعة انتشار المتحور الجديد "EG 5.2" إلا أنه غير مقلق ولا يحمل خطورة لنسبة 80% من المواطنين، وهمم الذين لا يعانون أمراضًا مزمنة، أو انخفاضًا في كفاءة جهاز المناعة، أو تخطّوا الستين من العمر .

فيروس كورونا

بروتوكول علاج الشباب

هذه الفئة يقول عنها الدكتور حاتم أشرف، لا داع للقلق عليها من المتحور الجديد "EG 5.2لأن علاجها لا يستغرق أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام ويكون بسيط للغاية؛ حيث يمكنهم تناول مضادات للالتهابات، مع خافض للحرارة مثل "باراسيتامول"، إن كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة.

عقاقير محظورة في علاج كورونا

ويؤكد الدكتور أشرف حاتم، وهو أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب قصر العيني، أن هذه الفئة لا تحتاج لدخول المستشفى، بسبب سرعة التعافي خلال ثلاثة أيام، مشددًا على الالتزام ببروتوكول العلاج الذي يقتصر فقط على مضادات الالتهابات وخافض الحرارة وليس مضادات حيوية قائلًا :" ممنوع منعا باتًا تناول مضاد حيوي بدون وصف الطبيب نظرًا لخطورته الشديدة "، متابعًا حديثه قائلًا :" المضاد الحيوي خاص بالبكتريا ونحن هنا أمام فيروس وليس بكتريا".

فريسة المتحور الجديد من كورونا "EG 5.2"

وعن أكثر المواطنين عرضه للمخاطر يقول الدكتور أشرف حاتم، إنهم نسبة 10%؛ حيث كبار السن الذين تخطوا سن الـ 60، وأيضًا المواطنين الذين يعانون أمراضًا مزمنة مثل الضغط والسكر والقلب والكلى والكبد، وكذلك الذين يعانون حساسية في الصدر، بالإضافة إلى من يتناولون مثبطات للمناعة، أو كورتيزون، أو كيماوي .

الدكتور أشرف حاتم

بروتوكول علاج كبار السن من متحور كورونا "EG 5.2"

هذه الفئة، التي وصفها الطبيب بالفئة الأكثر عرضه لمخاطر الفيروس، يقول إنها يتوجب عليها زيارة الطبيب منذ اليوم الأول لظهور أعراض الفيروس، حتى لا يتطور الأمر معهم بسبب الأمراض والأدوية التي يتناولونها، ويدخلون – لا قدر الله – في مضاعفات خطيرة .

10 % من المصريين قد يحتاجون لمضادات الفيروسات

ويوضح عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، أن علاج هؤلاء الذين يمثلون نسبة 10% من المصريين، يكون عبارة عن تناول مضادات للفيروسات، وهذه المضادات لا يحصلون عليها من خلال الصيدلية وإنما من خلال المستشفى.

نسبة الحالات الحرجة

وفي كل الأحوال يقول الطبيب لا داع للقلق بشأن هذا المتحور، فبرغم سرعة انتشاره إلا أنه – حتى الآن – وبالنسبة لحالات الإصابة الموجودة في أوروبا، لا توجد حالات استدعت دخول المستشفى بشكل حرج يستلزم دخول العناية المركزة، قائلًا: "من يدخل المستشفى يدخلها لعدم تواجد من يعتني به في المنزل وليس لوجود مخاطر صحية، ونأمل أن يظل الموقف على ذلك".

فيروس كورونا

نسبة الحاجة للعناية المركزة

يتابع الطبيب فيقول: "في مصر ليس لدينا حالات حرجة استدعت الدخول لغرفة العناية المركزة، هذا بالنسبة للحالتين المعلن عن اكتشافهما من قِبَل وزارة الصحة، وأتوقع عدم الحاجة لدخول المصابين بالمتحور الجديد إلى العناية المركزة بسبب سرعة التعافي من هذه العدوى".

لا داعي للقلق

وهو ما أكدته أرقام منظمة الصحة العالمية؛ حيث أشارت في تحديثها الوبائي الأسبوعي، إلى أنه في "خلال فترة الـ28 يوما - التي أبلغت فيها أكثر من نصف دول وأقاليم العالم، البالغ عددها 234، عن إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد - أبلغ 52% (122 من 234 دولة وإقليما) عن حالة واحدة على الأقل، وهي نسبة آخذة في الانخفاض منذ منتصف عام 2022".

معاناة فيروس كورونا حول العالم

منظمة الصحة العالمية

وأضافت منظمة الصحة العالمية أنه خلال فترة 28 يوما المبلغ عنها، تم الإبلاغ عن أكثر من 868 ألف حالة إصابة جديدة بـ(كوفيد-19)، وأكثر من 3700 حالة وفاة على مستوى العالم.

الأطفال

ولذلك، وبحسب الدكتور أشرف حاتم، قد يُصاب الأطفال بالمتحور الجديد "EG 5.2" ولكن بنسب بسيطة، وبدون مخاطر، إلا إذا كان الطفل يعاني من حساسية بالصدر، أو مشاكل في جهاز المناعة.

تطعيم متحور كورونا "EG 5.2"

وحول التطعيمات، يقول عضو لجنة مكافحة الفيروسات، برغم عدم خطورة المتحور الجديد "EG 5.2"، إلا أنه سيكون له تطعيم، كاشفًا لـ"بوابة الأهرام"، عن العمل على إعداد جرعة تنشيطية لجهاز المناعة، خاصة بهذا المتحور الجديد، وسيتم وصولها مصر مع نهاية سبتمبر المقبل أو بداية أكتوبر، مع تطعيم الإنفلونزا الموسمية.

تطعيم الإنفلونزا

ويوضح الدكتور أشرف حاتم، أن تطعيم المتحور الجديد من كورونا المُرتقب وصوله مصر خلال شهر على الأكثر، سيُعمل به لمدة عام كامل، ولا يتعارض تناوله مع تناول تطعيم الإنفلونزا الموسمية، قائلًا :" يمكن للمواطنين تناول الجرعة التنشيطية الخاصة بمتحور كورونا الجديد وتناول أيضا تطعيم الإنفلونزا الموسمية".

الوقايا من الفيروس بارتداء الكمامة

وطبقا للمعلومات المتاحة، وحيث إن اللقاحات ثبت فعاليتها في الحماية من السلالة أوميكرون، فمن المتوقع أن تقدم اللقاحات درجة عالية من الحماية من المتغير الفرعي الجديد EG 5.2.

وبحسب عضو لجنة مكافحة الفيروسات، ستكون هناك أولوية في توزيع التطعيمات، حيث تأتي فئة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة – بأي مرحلة عمرية – في المرتبة الأولى، ثم بعد ذلك المواطنين الأصحاء .

تطعيم الأطفال

ويضيف الدكتور أشرف حاتم، أن الأطفال الذين يعانون حساسية بالصدر، أو مشاكل في جهاز المناعة، سيحتاجون إلى تناول التطعيم الخاص بمتحور كورونا الجديد .

الإجراءات الاحترازية

وينصح عضو لجنة مكافحة الفيروسات، بتوخي الحذر الشديد من التواجد في أماكن التجمعات، حيث ينتشر متحور كورونا الجديد "EG 5.2" عبر التنفس، قائلًا :" إذا لم تستطع تجنب التواجد في أماكن التجمعات فعليك العودة لارتداء الكمامة حتى لو كنت ذاهبًا إلى المسجد للصلاة لأن الفيروس ينتقل عن طريق الهواء فلا تتواجد مع مصاب بأعراض الفيروس - والتي تشبه أعراض الإنفلونزا الموسمية - في مكان مغلق".

تطعيمات كورونا

وأضافت وزارة الصحة والسكان، في توعيتها للمواطنين، توصيات طبية ضرورية - إلى جانب الحرص على تناول التطعيم - فنصحت المواطنين بالتطهير المستمر للأيدي والأسطح، واستخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية، ونصحت المصابين بأعراض تنفسية بضرورة تجنّب الاختلاط بغير المصابين، والتغذية الجيدة".

وبشكل عام، تنصح "بوابة الأهرام" بعدم التهاون في اتباع الإجراءات الاحترازية من التزام التباعد الاجتماعي وعدم التواجد - قدر المستطاع - في أماكن الزحام وارتداء الكمامة إذا لزم الأمر مع اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الفيتامينات والمعادن التي تتواجد بنسبة كبيرة في الخضراوات والفواكه مما يُعزز مناعة الجسم ويساعدها على محاربة الفيروس، بل وأي فيروس ليس فقط كوفيد-19، لا مانع من أن تكون الإجراءات الاحترازية أسلوب حياة نطبقه بشكل يوم دون تهاون أو تجاهل، فنحن لا نريد خسارة صحتنا، أو تشييع عزيزًا بسبب هذا الفيروس.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: