عمار يا إسكندرية.. وعمار يا سعودية.. وعمار يا فلسطين.. وعمار يا كل بلدة عربية، هكذا شعور كل من يتمنى العمار والخير لسائر بلاد الأمة العربية، وهم أيضا من شعروا بالسعادة للنجاح الكبير الذى حققه نجوم غناء جيل التسعينيات فى “مصر” قبلة الفن والجمال.
فقد جاء حفل المطربين حميد الشاعري، وحسام حسني ومحمد محيي ومحمد الحلو وخالد عجاج ومصطفى قمر وإيهاب توفيق - والذى أقيم فى جدة وعرضته قناة إم بى سى - جاء رائعا وبمثابة عودة الروح لمطربين أحببناهم وعشنا معهم ذكريات جميلة، وكنا بالفعل نشتاق إليهم وإلى أغنياتهم الجميلة، وأثبت الحفل أن الطرب الأصيل والكلمات الراقية والصوت الحقيقى يفرض نفسه دائما، خاصة أن تذاكر الحفل قد نفدت فور طرحها للجمهور، وهو ما يؤكد الشوق للزمن الجميل ولمطربى هذا الجيل من المصريين.
هو الجيل الذى ساهم فى صناعة الموسيقى العربية وجمع بين الأصوات القوية والكلمات العاطفية، وقدم مجموعة متنوعة من الأنماط والأذواق الموسيقية وأثروا ذوق المستمعين، ولا يزال لديهم قاعدة جماهيرية واسعة حتى اليوم، وتستمر أغانيهم في الحفاظ على شعبية قوية، بعد أن قاموا بترسيخ مكانتهم في عالم الموسيقى العربية وتركوا بصمة لا تنسى في قلوب المستمعين، ظهرت بوضوح فى ردود الفعل حول الحفل الذى لاقى تجاوبا كبيرا من الجمهور برغم بعض التعليقات الغريبة التى صاحبت تكريم الفنان الكبير الموهوب محمد الحلو وغناءه “عمار يا سعودية”، وهو أمر يثير العجب؛ حيث شهد الحفل تفاعلا شديدا يؤكد عشق جمهور جدة الفن المصرى والفنانين المصريين، وهو أمر ليس بجديد، ولكنه حب وتقدير مستمر، ولذلك فقد هالنى التضخيم فى ردود الفعل التى صاحبت غناء الحلو “عمار يا سعودية” ولم أر أنه خالف أعرافا أو تقاليد؛ بل كان طبيعيا سعيدا بتكريمه ويعى جيدا العلاقة الأبدية بين مصر والسعودية من تأخٍ وود واحترام متبادل، وتقدير السعودية الدائم للفن المصرى والفنانين المصريين، ولم يكن محمد الحلو المطرب الوحيد الذى مدح فى السعودية وغنى لها، ولكن مطربين كبار وعمالقة سبقوه فى ذلك؛ لأن العلاقة بين البلدين والشعبين تؤهل لذلك.
“الحلو” قدم مجاملة رقيقة وبريئة فى توقيت يشعر فيه بالسعادة والامتنان لتكريمه وتواجده القوى على أرض عربية تحتفى به وبزملائه من النجوم المصريين الذين يستحقون الحفاوة.