تعزيز وتمكين الطفل والأم أول أهداف مبادرة «دوي»، المبادرة القومية لتمكين الفتيات تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، ومن أهم المشروعات التى انطلقت أخيرا مبادرة «وطن واحد» التي انطلقت بكل المحافظات ووصلت للمحافظات الحدودية، في تعاون بين المجلس القومى للطفولة والأمومة ومجلس القبائل والعائلات المصرية، وبدأت أولى محافظات المبادرة (شمال سيناء – أسوان – مرسى مطروح) وسيتم استكمال تنفيذها ببقية المحافظات.
وللتعرف إلى جدوى المبادرة في الفترة الماضية يعرفنا سفراء المبادرة بأهم ما قدمته لهم في السطور الآتية.
مبادرة دوّي من المبادرات الجميلة التى لها تأثير كبير عندنا هنا فى قرية العطواني لأنها تتيح الفرصة للبنات ليشاركن ويعرفن أنفسهن ودوى فرصة للمرأة والفتيات أن يكون لهن تمكين كامل فى المجتمع «بهذه الكلمات عبر عبدالغنى محمد عبد الغنى – عضو مجلس إدارة بجمعية تنمية المجتمع بالعطوانى – وقال «منبهرون بكل من قابلناهم من النماذج الإيجابية من الفتيات والفتيان والأهالى والقيادات المجتمعية فى محافظة أسوان، ومتأثرون بكل الأفكار الجديدة، وأحسن حاجة أن نقدم فرصا للبنات والأولاد إنهم يسمعوا ويتكلموا».
ومن أسوان تروى ميسرة هاشم عضو مجلس إدارة مركز شباب أبو الريش بأسوان «رحلتى مع دوى بدأت عندما طلب منى أن أنزل معهم كدليل للمنطقة وعرفت الموضوعات التى يتكلمون فيها وأعجبتني، شعرت بفائدتها للأطفال أن يسمعوا موضوعات لم تكن مطروحة للنقاش مثل الختان كنا متصورين أن الكلام كبير عليهم، دوى فهمتهم الخطأ والصواب وهذا يجعل الطفل يحافظ على نفسه وسلامة جسمه عندما يكبر لأن الهدف الأساسى تمكين الطفل».
وتوضح الدكتورة نيفين عثمان - الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة – أن المبادرة تهدف إلى إكساب الطفل المصرى السلوكيات الإيجابية ومهارات صناعة التغيير الاجتماعى التى تمكنه من أن يكون مبادرا ومشاركا فى حل مشكلات مجتمعه من حوله، وتم الوصول من خلال المبادرة إلى شريحة كبيرة من الطلبة والطالبات وأولياء الأمور والمعلمين وذلك بتسع مدارس بالمحافظات الأربع، واستطاعت المبادرة الخروج بـ48 مبادرة مجتمعية تواجه التنمر فى المدراس المختارة فى تلك المحافظات.
وأضافت عثمان أن المبادرة تسعى إلى الوصول لكل محافظة حدودية للوصول لجميع أطراف المنظومة المحيطة بالطفل وهم المعلمون وأولياء الأمور بمن فيهم الطفل نفسه،حيث تم وضع أنشطة متنوعة وتفاعلية للطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، وذلك بهدف التصدى لممارسات العنف بين الأطفال وتغيير سلوكياتهم، وتضم المبادرة مجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة مثل دوائر الحكي، والتعلم الرقمي، والمسرح التفاعلي، فضلا عن لقاء الأجيال الذى يضم الأهالى والطلاب والذى يساعد على كسر الحواجز بين الطلاب وذويهم، وتعليمهم السلوكيات الإيجابية التى يجب أن يتعلموها، مشيرة إلى أنه يتم اختيار النماذج الإيجابية من الطلاب المستفيدين ليكونوا سفراء للمبادرة.
وتضمنت المبادرة جلسات للمدرسين وأولياء الأمور ومعسكرا للأطفال، وتضمنت تعريف أعضاء هيئة التدريس والاختصاصيين الاجتماعيين بقانون الطفل المصرى 126 لسنة2008 والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وآليات حماية الأطفال والمتمثلة فى لجان حماية الطفولة وخط نجدة الطفل 16000، كما تم التدريب على مخاطر استخدام الإنترنت، إضافة إلى مكونات السلوك البشرى والتدخلات المطلوبة لاكتساب القيم وخصائص المراحل العمرية للأطفال وعلاقة القيم بتكوين شخصية الطفل، وبخاصة فى المراحل الأولى من عمره، والقواعد السلوكية الأساسية لدى الأطفال، فضلا عن تنفيذ جلسات خاصة بصناعة التغيير الاجتماعي وإدماج الكل فى صناعته.
جلسات توعوية
وأشارت إلى أن أنشطة المبادرة تضمنت جلسات توعوية خاصة بمواجهة التنمر وأسبابه وآليات الحماية من التنمر ودعم قيم الاحترام رغم الاختلاف، وذلك مع عرض لبعض أنشطة التدريب على تنمية قيمة الاحترام وقبول الآخر والتسامح والمثابرة، فضلا عن زيادة صناعة التغيير الاجتماعى وكيفية تعامل الأطفال من خلال الخروج بمبادرات إبداعية وريادية للحد من التنمر.
وقالت عثمان إنه تم تنظيم معسكرات للأطفال فى إطار مبادرة دوى وتضمن التدريب على تقدير الذات «اعرف نفسك» ـ من هو الآخر؟ الاختلاف وأهميته، وأنا أحترم الآخر- مفهوم التنمر وأنواعه وآليات الحماية منه، بالإضافة إلى الحماية من مخاطر الإنترنت باستخدام الأنشطة المختلفة حول كيفية التصرف فى المواقف التى نتعرض لها خلال استخدامنا للمواقع المختلفة والتعرف إلى كيفية الحفاظ على معلوماتنا الشخصية، كما تضمنت الأنشطة التعريف بالتغيير الاجتماعى للأطفال وتضمنت أيضا فعاليات المعسكر العديد من الأنشطة الترفيهية التى تهدف إلى زرع القيم والمبادئ فى الأطفال بأهمية المنافسة الإيجابية بينهم.
ومن المشاركين فى تنفيذ المبادرة الدكتورة إيمان بيبرس - المديرة الإقليمية لمنظمة أشوكا الوطن العربى – وتوضح أن الهدف الأساسى لمبادرة دوى هو التمكين الحقيقي للفتيات وتأتى «وطن واحد» لتضم المحافظات الحدودية لتصل لكل محافظة والوصول لكل أم وطفل.
وتوضح أنها نظمت الكثير من الورش بالمبادرة ويتم العمل مع الطفل وولى الأمر والمدرس بشكل أساسي؛ حيث يتم تعريف الأهالى والمدرسين بالمهارات الخاصة بصناعة التغيير الاجتماعى وكيفية إدماجها داخل المناهج وكيفية تطبيقها مع الأطفال، مشيرة إلى أن رؤية وزارة التربية والتعليم والمجلس القومى للطفولة والأمومة والجمعيات الأهلية المشاركة تلاقت على هدف واحد، وهو تمكين الطفل والأم.
وفى النهاية فتمكين الطفل والأم هو الأساس لمجتمع صحى متوازن قادر على مواكبة متغيرات العصر ومواجهة أى ظواهر سلبية لبناء جيل مشرف يمكنه مواجهة أى تحديات.