تأمين غذاء المصريين.. استصلاح الأراضي يتصدر أولويات الدولة.. وخبراء: يحقق الأمن الغذائي ويوفر العملة الأجنبية

21-8-2023 | 12:15
تأمين غذاء المصريين استصلاح الأراضي يتصدر أولويات الدولة وخبراء يحقق الأمن الغذائي ويوفر العملة الأجنبيةتعزيز الأمن الغذائي المصري
إيمان البدري

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة المحافظة على استمرارية المخزون الاستراتيجي للدولة من السلع الغذائية الرئيسية، فضلاً عن تعظيم القيمة المضافة لتخزين السلع من سلسلة الصوامع الاستراتيجية التي تمت إقامتها على امتداد رقعة الجمهورية، وذلك بهدف زيادة الحجم الاستيعابي والتخزيني لها، ومن ثم المساهمة في الحفاظ على استقرار موقف الأمن الغذائي للدولة، ومتابعة منظومة الأمن الغذائي، بالإضافة إلى زيادة الرقعة الزراعية بما يساهم في زيادة الإنتاج والحد من الاستيراد..

موضوعات مقترحة

  تدعيم قطاع الزراعة من خلال تنفيذ مشروعات عملاقة

بداية أكد الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة والمتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي،  أن الدولة المصرية اتجهت بقوة نحو تدعيم قطاع الزراعة من خلال تنفيذ مشروعات عملاقة للتوسع في المساحات المنزرعة أفقيًا ورأسيًا حيث تم تنفيذ مشروعات زراعية جديدة متكاملة لمناطق الدلتا الجديدة وتوشكى وشرق العوينات وسيناء والريف المصري الجديد كما اهتمت الدولة خلال تنفيذ هذه المشروعات تطبيق أحدث المعايير التكنولوجية للري ما يسهم في زيادة الرقعة الزراعية بمقدار 3 ملايين فدان خلال الفترة القادمة، ومن بين هذه المشروعات "الدلتا الجديدة" التي تضم وحدها  2.2 مليون وكذلك مشروع توشكى والذي تتجاوز مساحته ١.١ مليون فدان.

الدكتور محمد فكري القرش

"كما اهتمت الدولة أيضا بتطوير الأراضي المزروعة بالفعل من خلال عدة مشروعات تهتم  بالبحث العلمي وطرق الزراعة بهدف زيادة المساحات المحصولية ومضاعفة الإنتاج لوحدتي الأرض والمياه حيث إن الدولة المصرية أصبحت تهتم بالمجالات الداعمة لزيادة الإنتاج فنجد تكليفات وزير الزراعة ومراكز البحوث التابعة للوزارة بضرورة التركيز على البحوث العلمية التطبيقية للعمل على استنباط أصناف جديدة وتطوير أساليب الزراعة الأمر الذي أدى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد كبير من المحاصيل وتأمين احتياجات المواطن المصري والاتجاه نحو التصدير ومن ثم زيادة حجم التبادل التجاري.

  كما اهتمت الوزارة أيضا  بتعظيم إنتاجنا من التقاوي والتي ساهمت في  الوصول لـ 100% من احتياجات التقاوي العام المقبل بعد توفير كميات إضافية من التقاوي للموسم المقبل، وايضا اهتمت الدولة بالمشروعات الداعمة وسلاسل الإمداد كاملة  كما تم إنشاء صوامع وبنية تحتية لاستيعاب كميات أكبر من الإنتاج الزراعي مما ساهم في وجود اكتفاء ذاتي من السلع الاستراتيجية لما يقرب من 6 شهور إذ يرجع ذلك لجهود الدولة للتوسع في الرقعة الزراعية وتأمين احتياجات المواطنين.

مصر قادرة على تحقيق الأمن الغذائي

وأشار الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، شئ طيب أن تؤمن القيادات السياسية بفكر التوسع في استصلاح الأراضي الزراعية في مصر لتحقيق الأمن الغذائي والحد من الاستيراد،  وذلك وفقا  لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي  قبل يومين  حيث إن مصر قادرة على تحقيق ذلك وإن لم يكن بشكل مباشر من خلال الحكومة، ولكنه قد يأتي من خلال تيسير وتسهيل مهمة المستثمرين في استصلاح الأراضي  وضخ إنتاج  الزراعة في الأسواق.

"وبالفعل  قد حانت اللحظة للاهتمام بالزراعة، لأن الزراعة كانت قديما مهملة إلى حد كبير على حساب الصناعة،  لذلك  على كل الدول أن يكون بها نوع من أنواع التوازن بين كافة القطاعات الاقتصادية سواء  الصناعة والزراعة والخدمات، لذلك جاء اهتمام رئيس الجمهورية للاهتمام بالزراعة  ونتمنى ترجمته إلى واقع  لأن مصر في حاجة إلى ذلك لأنه يمثل الأمن الغذائي  ولذلك نحن في حاجة إلى تأصيل فكر الأمن الغذائي.

الدكتور رشاد عبده

 تحقيق الاكتفاء الذاتي يساهم في توفير العملة الأجنبية

وفي سياق متصل أشار الدكتور رشاد عبده، أن الاهتمام بالزراعة يساعد على توفير عملة أجنبية لأننا نستورد احتياجاتنا من الخارج من خلال عملة أجنبية، ولكن عندما نسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي وتحديدا في محاصيل مهمة جدا في مقدمتها القمح والزيوت هنا سيتم توفير مبالغ كبيرة جدا، وبذلك نمنع استيراد الزيوت حيث إننا نستورد 86% من الزيوت من الخارج وهي نسبة كبيرة.

من الضروري أن تهتم  الوزارات المعنية بتحقيق الأمن الغذائي على أن يتم محاسبتهم في حالة التراخي في التنفيذ مع الاستعانة بكل من يتفهم  فكر السيد الرئيس لترجمة هذا القرار إلى واقع، لأنه يسعى إلى توفير احتياجات الشعب المصري ويحقق الأمن الغذائي ويوفر عملة أجنبية، وفي حالة وجود فوائض  نستطيع التصدير وبالتالي يتم توفير العملة الأجنبية وتتلاشى معها المشاكل الملحة الموجودة حاليا لأن مشكلة مصر بالدرجة الأولى هي العملة الأجنبية.

الاستزراع السمكي والأمن الغذائي والقطاع الخاص

وتابع الدكتور رشاد عبده ، فإن الأمن الغذائي يتحقق من خلال  الاهتمام بالاستزراع السمكي  ومصر تحظى بأنها تطل على  كثير من البحار  كما أن مصر تمتلك الكثير من البحيرات مثل بحيرة ناصر والتي  تنتج كميات ضخمة  من الأسماك البلطي وهذا يجعلنا قادرين على أن يكون لدينا أسطول كبير خاصة بعد أن  أصبحت قناة السويس بها الآن مزارع سمكية مهمة جدا وغيرها من مزارع شيخون في محافظة كفر الشيخ  والذي يتم تصديره للخارج.

 من الضروري الاهتمام بقطاع الأسماك أيضا  باعتبارها بديلا للحوم بأنواعها،  وهي  تعتبر من الأهداف التي يمكن تحقيقها بسهولة وإن لم توجد القدرة على خلق هذا الأسطول وعدم القدرة على الصيد،  فهنا يجب تشجيع  القطاع الخاص على القيام بهذا الدور مع إعفائه من الضرائب في حالة تقديمه أسطولا متقدما، وبذلك نمنع استيراد الأسماك من الإمارات والسعودية، خاصة أن مصر تستطيع أن تنتج  وتصدر أيضا للخارج في قطاع الأسماك  وبالتالي تتمكن  من إدخال عملة أجنبية.

إفريقيا وتحقيق الأمن الغذائي في مصر

من جانبه قال الدكتور يسري  الشرقاوي  مستشار الاستثمار الدولي  ورئيس جمعية رجال أعمال المصريين الأفارقة، حديث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حول  الأمن الغذائي  يؤكد أننا أمام موضوع من الموضوعات  والمجالات المهمة جدا.

" كما أن  توفير احتياجات الأمن الغذائي متاح عبر استخدام  أراض أو مدخلات أخرى  في مناطق أخرى ونحن أقرب إلى مناطق إفريقيا حيث تتوافر بها مدخلات الزراعة ومنها الري والأيدي العاملة والتربة  الزراعية والأجواء المناخية المعتدلة التي لم تتأثر بعد بالتغيرات المناخية للدول الصناعية الكبرى.   

الأمن الغذائي يتحقق من خلال أربعة أركان

وفي سياق متصل أضاف الدكتور يسري الشرقاوي ، أنه لايوجد أدنى شك أن الأمن الغذائي يتحقق  من خلال 4 أركان وأعمدة أساسية، ويعتبر العمود الأول منها هو الإتاحة من خلال إتاحة المادة الغذائية  في دولة ما، أما العنصر الثاني هو القدرة على شراء المتاح، والعنصر الثالث هو الاستدامة  أي يكون متاحا باستدامة وله قدرة مالية على شرائه في الغذاء وتوفيره، ثم السلامة الغذائية ويحقق هذا الأمن الغذائي  من خلال بعدين البعد الأول هو الاكتفاء الذاتي.

الدكتور يسري الشرقاوي

 "وهذا ربما يجعلنا نتحدث عما تحدث عنه الرئيس السيسي حول  التوسع في الأراضي الزراعية  ودخول أكثر من 3,5 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية المصرية في مشروعات زراعية تنموية مستدامة شاملة، أما البعد الآخر هو الاعتماد الذاتي  وهو عبارة عن أن الدول تختار مناطق  بها أدوات ومقومات الزراعة وتعتمد فيها على توفير الأمن الغذائي وفق اتفاقيات سيادية، وهذا ما يمكن أن نفعله في دول القارة الإفريقية  وبذلك نقول إنه يوجد فرق بين الاكتفاء الذاتي وبين الاعتماد الذاتي  حيث إن الاكتفاء الذاتي هو الزراعة في الداخل  وتوفير السلع  الأساسية من الإنتاج الداخلي أما الاعتماد الذاتي فهو  الاستثمار في  مشروعات الزراعة والأمن الغذائي لتوفير احتياجات الأمن الغذائي عبر استخدام  أراضي أو مدخلات أخرى  في مناطق أخرى،  وهنا أقول إننا في مصر أقرب إلى مناطق إفريقيا حيث تتوافر  مدخلات الزراعة ومنها الري والأيدي العاملة والتربة  الزراعية والأجواء المناخية المعتدلة التي لم تتأثر بعد بالتغيرات المناخية للدول الصناعية الكبرى.    

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: