يرى أكثر الناس الحب "كأهم" مصدر للسعادة ويروج له صناع الأفلام والأغاني، ولكن في الواقع يؤذي الكثيرون - من الجنسين - أنفسهم يوميًا بسبب الحب..
يؤذي نفسه من يتعامل مع الحب وكأنه "الأوكسجين" الذي سيختنق عند غيابه، وقد يتوهمه أو يقبل بما يقلل منه؛ ليستمر في ارتباطه العاطفي وسينتهي بألم بشع.
يؤذي نفسه من يستمر في ارتباط عاطفي بلا مستقبل؛ فيبعثر عواطفه وتضيع سنوات عمره ويندم "بعد" فوات الأوان.
يؤذي نفسه من يتجاهل أن الطرف الآخر لا يحبه، ويتعامل معه كشيء مضمون استمراره مهما أساء إليه، ولا يعامله باحترام ولا يقدر عواطفه ولا يهتم به ويفاجأ "دائمًا" بارتباطه بغيره بخطبة أو بحب، ويتنفس الوجع وحده.
يؤذي نفسه من يظل يفكر في ارتباط انتهى ويوهم نفسه بأنه حب عمره، "ويتناسى" أنه ابتعد ويخسر سنوات غالية من عمره.
يؤذي نفسه من يقدم على الخطبة أو الزواج وهو يفكر فيمن أحب وفشل ارتباطه، ويؤذي نفسه ويحرم نفسه من فرص "يستحقها" في السعادة، ويخسر من ارتبط به بالخطبة أو بالزواج عاطفيًا، ولا يعني ذلك ضرورة فسخ الخطبة أو الطلاق، بل سيعامله ببرود عاطفي.
يؤذي نفسه من يتجاهل تحذيرات الأهل والأصدقاء ممن ارتبط به عاطفيًا ويدفع الثمن غاليًا.
يؤذي نفسه من يختزل حياته بالحب والزواج "ولا" يوسعها بالاهتمام بعمله أو بأهدافه؛ فتدريجيًا يحس "بضيق" حياته ويأكله الإحساس بقلة ما يحصل عليه من الحياة "فلن" يتفرغ من يحب له وسيقل الاهتمام، بينما لو تشاغل عنه بأهدافه سينجح الحب والزواج.
يؤذي نفسه من يفعل أي شيء لإرضاء من يحب ولو على حساب مبادئه؛ فسيستهين به ولو بعد حين وسيتنفس "الوجع" وعدم تقدير النفس.
يؤذي نفسه من لا يثق بأنه غالٍ جدًا "ويستحق" الاهتمام والاحترام ويتعامل مع من يحب بهذا التفكير.
يؤذي نفسه من يتعامل مع المحبوب وكأنه كل ما في الحياة ويقوم بإلغاء نفسه، وهذا خطأ شائع ومؤسف فيدفع الطرف الآخر للتعامل مع حبه الزائد وكأنه أمر طبيعي ومن حق الطرف الآخر، ولا يستحق عليه أي مقابل له وكأن الطرف الذي يستقبل الحب الزائد يقول لمن يعطيه هذا الحب: كفاني فضلا أني أمنحك التقرب منك!!
يؤذي نفسه من يفرط في تقديره لنفسه ويضع الآخر في مكانة أعلى من نفسه ولنتدبر قول الإمام علي كرم الله وجهه: "إذا وضعت أحدًا فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك".
يؤذي نفسه من يربط السعادة بالحب فقط؛ فالإنسان غير السعيد قبل الحب والزواج لن يسعد إلا فترة قليلة بعده، ثم يخاصم السعادة؛ لأنه لم يحاول ملء أوقاته بما يفيده ويسعده، والحب والزواج جزء فقط من الحياة.
يؤذي نفسه من "يتجاهل" أن الحب الذي يخصم من الإنسان – من الجنسين - ويجعله يتخلى عن كرامته وتضطرب حياته بسببه ليس حبًا، بل "توهم" للحب وخداع للنفس؛ فالحب "الناجح" يضيف للإنسان ويجعله أكثر سعادة بنفسه وأشد حرصًا على كرامته، وحياته تتسع وتصبح أجمل.
يؤذي نفسه من "يتناسى" أن الحب يعني الاهتمام والتعامل بلطف والتفاهم كأصدقاء، وتجنب تعمد المضايقات بالكلام أو بالتصرفات والاعتذار "والتراجع"عنها فور حدوثها.
يؤذي نفسه من يرفض نسيان تجربة غير ناجحة ويوهم نفسه أنه لا يستطيع ويظلم نفسه بالتفكير أنه لن يسعد مع غيره، ويتناسى أنه اختار الابتعاد وسيرتبط بغيره حتما.
يؤذي نفسه من لا يثور "لكرامته" ويحاول استعادة من ابتعد عنه وهذه عبودية عاطفية
ولن يحصل – أبدًا- على نتيجة تليق به.
يؤذي نفسه من الجنسين من "يتوهم" وجود صداقة مع الجنس الآخر بعد انتهاء الحب أو الخطبة وسيظل "ينتظره" ويفسر أي كلمة لطيفة على أنها عودة للحب وسيفاجأ بضياع أعوام من عمره وبزواج الآخر وإنجابه وسيندم كثيرًا.
يؤذي نفسه من لا يثق أن الحياة لن تعطيه أفضل مما يتعامل به مع نفسه؛ فمن تنتهي علاقته العاطفية به لأية أسباب فأمامه اختيارات؛ التمسك به وترديد النسيان صعب ومستحيل، وهذا يعني ضياع عمره وفقدان صحته النفسية.
أو اعتباره ماضيًا انتهى بحلوه ومره، وبدء التعامل مع الحاضر للفوز بأفضل ما يمكنه، "واختيار" إنقاذ نفسه قبل فوات الأوان.
يؤذي نفسه من يبالغ بالتوقعات ممن يحب، ولن تتحقق أغلبها، وبالتالي يزداد الألم؛ والاعتدال من أهم أسباب النجاح بالحياة وبالحب.
يؤذي نفسه من يتوهم أن الحب الزائد قد يجعل الطرف الآخر يعامله أفضل أو يبادله بالمثل؛ فهذا خطأ شائع "فسيعتاده" وقد يعامله بلا مبالاة ولو بعد حين.
يؤذي نفسه من لا يسارع بمسح الذكريات السيئة ويسارع بصيانة قلبه وطرد كل ما يؤلمه ويقول يوميًا لنفسه: استحق أن "أعامل" نفسي بصورة أفضل؛ فلا أعطي لأحد أي مكانة في قلبي لم يعطني مثلها، ولن أتفانى في حب أحد مجددًا، وسأتمهل قبل منح ثقتي وعواطفي لأي أحد حتى أتأكد أنه يستحقهما، وسأتحكم بعقلي في "ريموت كنترول" قلبي، وسأتعلم "منع" التدفق العاطفي، ولن أجعله "أبدًا" محورًا لحياتي، بل "إضافة" لعناصر سعادتي ونجاحي في الحياة، "وسأراقبه" بذكاء فإن تعامل مع مشاعري برقي واحترمها وتزوجنا فأهلا به، وإن لم يفعل فسأطرده، "وسأبخل" عليه بالاهتمام والحزن واهتم بتنمية مهاراتي المختلفة بالحياة، وأخذ فترة نقاهة حتى أتعافى وأتمكن من الارتباط بمن يقدرني كما استحق.