أزمة الكتب الخارجية تجد حلا في سور الأزبكية.. تجار يكشفون سر انخفاض السعر.. وأولياء أمور: قديمة لكن تؤدي الغرض

14-8-2023 | 15:12
أزمة الكتب الخارجية تجد حلا في سور الأزبكية تجار يكشفون سر انخفاض السعر وأولياء أمور قديمة لكن تؤدي الغرض سور الأزبكية
رضوي أحمد و سارة محمد

يتميز سور الأزبكية الواقع بمنطقة العتبة والشهير ببيع الكتب المستعملة ومن ضمنها الكتب الخارجية بأسعاره الزهيدة لجميع الكتب الخاصة بالمراحل التعليمية المختلفة فاستطاع أن يخلق فئة كبيرة من المشترين محدودي الدخل وازدحمت الممرات الضيقة بين المكتبات التي تكتظ بالكتب الخارجية بسور الأزبكية فتهافت المواطنون لشراء الكتب بنصف ثمنها من بائعي الكتب في سور الأزبكية وبأسعار رمزية مقارنة بكتب المكتبات الخارجية.

موضوعات مقترحة

ورصدت "بوابة الأهرام" حالة السور في هذا التوقيت الذي انتعش فيه السور بحالة من الرواج، وذلك مع اقتراب موسم الدراسة فكانت بمثابة الملجأ لأولياء الأمور الراغبين في مساعدة أبنائهم على المذاكرة في ظل الارتفاع الشديد لسعر الكتب الخارجية.

سور الأزبكية

إعادة تدوير

وقال أحمد محمد إبراهيم أحد بائعي سور الأزبكية إن الكتب مصدرها الناس التي تحتفظ بها في البيوت أو بواقي دور النشر وتباع للروبابيكيا فيبيعها للتاجر الكبير فيتجمع لديه كتب المدارس والمستعملة وجميع الكتب الخارجة من المؤسسات، فيشتري منه التجار من ضمنهم تجار سور الأزبكية فهي مسألة تدورير ليصنف لشخص يعمل بالكتب المدرسية وآخر يعمل بالكتب الأجنبية وآخر في الأدبيات وآخر في الكتب الدينية.

وأشار إلى أن الكتاب القديم له سعر نسبي والكتاب الجديد له أسعار شبه ثابتة ومكلفة، فهناك كتب بـ5 جنيهات تقفز لـ1000 جنيه حسب الطبعة وزمن الكتاب وجودته وقيمته العلمية وندرته، مضيفاً أن الناس يهربون من المكتبات الخارجية ويشترون من السور المستعمل من كتب المدارس ويباع بالسور بثلث الثمن أو أقل؛ شفقة بالأهالي؛ لأن الدخل الخاص بالأسر لن يساعدهم على شراء كل مستلزمات أطفالهم الدراسية.

سور الأزبكية

وأوضح أشرف عبدالفتاح أحد بائعي السور أنه يحصل على بضاعته من مرتجعات المؤسسات الناشرة نفسها كإصدار قديم لا يباع، أو من المخازن التي تخزن الكتب، أوالزيادات التي تعرضها دور النشر لديهم في سور الأزبكية، وأيضاً المكتبات القديمة الخاصة بدكتور قارئ وباحث عندما يتوفاه الله أو شخص ينتقل من مكان لآخر فيبيع ممتلكاته من الكتب.

وأشار إلى أن السعر يحدد بسعر شراء التاجر للكتاب من الروبابيكيا، مع إضافة زيادة بسيطة وأن أسعار الكتب بسور الأزبكية تتناسب مع كل الطبقات، مؤكداً أن الروبابيكيا هم من يجمعون البضائع ويبيعونها في السور بالكتاب أو بالطن ويحدده إذا كان مرتجعًا أم فرز أول؛ لاختلاف الأسعار ويحصل على كتب الوزارة بشكل غير مباشر مع الكتب الخارجية، وأضاف أن أسعاره عادية، ومع زيادة أسعار الورق ارتفعت أسعار الكتب القديمة؛ فكتب ابتدائي بالخارج بـ130 و140 وثانوي بـ400 أما كتب ثانوي بالسور فلا تتعدى 50 جنيهًا، وكل هذا حسب جودته واستعماله، وكتب ابتدائي من 20 لـ30 جنيهًا، مؤكداً أنه في ظل الظروف الاقتصادية وأسعار الورق المرتفعة اعتاد الناس أن يشتروا الكتب المدرسة القديمة والخارجية لتكون عاملًا مساعدًا بجوار الدروس.

ارتفاع الأسعار بالمكتبات الخارجية

وقال أحد تجار المكتبات الخارجية إن سبب الغلاء هو شراء المواطنين أولاً، وبعدها ارتفاع الدولار فيرتفع معه سعر الورق؛ لأنه مستورد ثم ارتفاع أسعار الدروس فيضطر الطالب أن يشتري فيرتفع السعر، واقترح حلاً للمشكلة عن طريق شراء البديل منها في الكتب الخارجية القديمة؛ حيث إن المنهج لا يتغير بصفة مستمرة، ولو تغير جزء بسيط جداً فيمكن تعويضها ببديل آخر؛ مثل قنوات اليوتيوب، والتي تتيح كتابة الدرس وله استفادة باستيعاب أكبر وعرض حل آخر عن طريق وزارة التربية والتعليم؛ بأن تحمل للطلاب المنهج على بي دي إف، فيحمله الطالب على الموبايل، فيتمكن من الاستغناء عن الكتب.

سور الأزبكية

وأوضح عبدالرحمن محمد طالب بكلية محاسبة - يعمل بائعاً بالسور - أن الكتب تأتي من خلال بائع الروبابيكيا بشكل مباشر، وتتصنف لأقسام من ضمنها الكتب المستعملة والمستعمل بـ20 أو 30، أما الجديدة فتباع بـ40، وأضاف أن أي كتاب إعدادي بـ150 وكتب الثانوية وصلت لـ850 أو 900 جنيه في المكتبات الخارجية، مؤكداً أنه يوجد إقبال شراء كبير ونيتهم التوفير على الأهالي.

معاناة أولياء الأمور

واستطلعت "بوابة الأهرام" آراء بعض أولياء الأمور حول الارتفاع الشديد لأسعار الكتب الخارجية واستبدالها بالكتب المستعملة:

تقول سعدية محمد إن لديها ابنتين فى المدرسة، الكبيرة فى الصف السادس الابتدائي والصغيرة فى الصف الرابع الابتدائي وتكلفة شراء الكتب الخارجية حوالى ١٨٠٠ جنيه؛ حيث إن تكلفة الكتاب الواحد تتعدى ١٥٠٠ جنيه وأضطرت مرغمة أن تشترى كتبًا مستعملة.

سور الأزبكية

 
وأوضحت سعدية أنها بدأت فى استبدال الكتب الجديدة بكتب مستعملة من سور الأزبكية، قائلة إنها نفس ذات المنهج غير أنها توفر بعض الأموال لشراء الأدوات والمستلزمات المدرسية الأخرى من كشاكيل وأقلام وغيرها.

ويقول محمد عادل أن لديه ثلاثة أبناء؛ واحدة فى الصف الثالث الثانوى، وابن فى الصف الثانى الإعدادى، والأصغر فى الخامس الابتدائي، وأن الدخل المادى لا يتحمل شراء كتب خارجية بتلك الأسعار المروعة؛ حيث إن شراء كتب خارجية لثلاثة أبناء يحتاج ميزانية خاصة لا تقل عن ٣٠٠٠ جنيه، مضيفاً أن تكلفة كتب مناهج الثانوية العامة أصبح الكتاب الواحد منها يصل إلى ٤٥٠ جنيهًا غير الدروس الخصوصية.

وأوضح أيضاً أن مرحلة كالثانوية العامة لابد فيها من شراء كتب خارجية، فنصحه أحد الأصدقاء بشراء الكتب من الأزبكية؛ حيث إن أغلى كتاب لا يتعدى تكلفته ٦٠ جنيهًا، مضيفاً أنه لن يستطيع التخلي عن الشراء خاصة في مرحلة مهمة تخص مستقبل ابنته.

وقالت ولية أمر أخرى بسور الأزبكية - من بنها - إنها قرأت على شبكات التواصل أن سعر كتب الرياضيات في المكتبات الخارجية وصل إلى 825 جنيهًا، مضيفةً أن الكتب في سور الأزبكية بـ150جنيهًا أما في الخارج فأعلى من 200 جنيه، وأن ابنتها في كلية هندسة قسم عمارة ويصعب عليها إيجاد مجلدات جديدة يسيرة السعر ليست بالغالية جداً، أما بالسور فيوجد القديم ولكن يحتفظ بشكله، مؤكدة أنهم يعرفون قيمة الكتب وسعرهم قليل ويبيعون المستعمل، ولكن ليس المهترئ بدلاً من شراء جديدها بـ1000 من الخارج.

سور الأزبكية

وأكد محمد علي موظف يعمل بإدارة الأوقاف أن الدخل يكفى مصاريف البيت الأساسية، ولا حمل لشراء كتب خارجية طبعة جديدة، وأن أسعار سور الأزبكية فى متوسط دخل جميع الطبقات، قائلاً إنه في مقدرة أي شخص أن يشترى الكتب المستعملة لأنها رخيصة السعر، مضيفاً أن هناك بعض الكتب تكون فى حالة جيدة تمامًا.

وأشار إلى أن سعر الكتب ارتفع بالطبع بسبب ارتفاع سعر الدولار والورق المستورد؛ حيث إن سعر كتب الفيزياء للصف الثالث الثانوى وصل إلى ٨٥٠ جنيهًا.

سور الأزبكية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: