الجغرافيا السياسية تتغير في العلمين

11-8-2023 | 21:02

تحولت مصر إلى مركز حيوى للنشاط الإقليمى المؤثر، التقطنا الكثير من الرسائل من العلمين على الساحل الشمالى، المدينة الذكية الجديدة التى تجسد المشهد الإنجازى العصرى، وتعكس قوة الإصلاحات المصرية، ومدى مواكبتها للتغيرات العالمية، مدينة العلمين الجديدة أو مدينة الأحلام، التى كانت أرض ألغام حقبة كبيرة من الزمن. 

العلمين التى كانت شاهدة على التاريخ القديم على الحرب العالمية الثانية، هى اليوم شاهدة على التاريخ الحديث والتطور العمرانى العصرى والذكى الذى تشهده مصر.

نحن أمام إحدى عواصم القرار المعاصر على الأصعدة المتعددة. شهدت قمة مصرية - فلسطينية بين الرئيسين السيسي، ومحمود عباس. 

أكدت خلالها مصر أن القضية الفلسطينية لا تغيب فى كل تحركات مصر على كل الأصعدة عربيا وعالميا.
وفى العلمين، الدنيا ليلها كنهارها، مدينة لا تنام، مدينة للشباب، كما أنها محور الأحداث الكبيرة، برغم الحدث السياحى والفنى الذى جذب الملايين، فقد خطف نجوم السياسة كل الأضواء والاهتمام، عندما ظهر الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات في العلمين، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.

القمم «المصرية - الإماراتية»، صارت علامات فى مسار العلاقات الثنائية والعربية ككل، فهى تسير بمنهج مستمر، ومقاربة دائمة وشاملة لدعم الاستقرار والتنمية فى الإقليم.

زيارة رئيس الإمارات محمد بن زايد، تعكس معانى عديدة، يبدو لي أنهم فى الإمارات يرون العلمين، ويرون مصر جيدا، ويعرفون أن المستقبل يصنع هناك، وهم من الأذكياء، وهم شركاء النجاح، وهم مع المستقبل، والمستقبل هنا على أرض مصر، والتحولات أكبر من أن يستوعبها العقل، إلا بالمتابعة والاهتمام المباشر.

قمة مصر والإمارات، أعطت السياسة فى عالمنا العربى دفعة جديدة، كما أعطت الاقتصاد والاستثمارات التى تجرى على أراضيها، والتى ستحولها إلى نموذج للتعاون العربى الناجح، دفعة أكبر لتوحيد الصف العربى. وتوحيد التوجهات ودفعها للتأثير وعلاج مشاكل المنطقة المزمنة، حدث خلال القمة.

وكان وصول ملك البحرين، حمد بن عيسى، إضافة بلا شك كبيرة للتعاون المصرى - الخليجى، لأن البحرين «نقطة وصل مهمة» بين جميع بلدان الخليج العربى، وفى مقدمتها السعودية.

رسالة العلمين السياسية، أشعلت الأضواء للمراقبين فى العالم، ولا أبالغ عندما أقول، إن الوجهة السياحية الساحرة أصبحت وجهة سياسية واقتصادية مؤثرة فى الإقليم، لما تتمع به تلك المدينة، من مناخ استثمارى قادر على تعظيم الاستثمارات،وتحقيق المزيد من الأرباح، خصوصا مع توافر إرادة سياسية تدعم وتساند المستثمر المحلى والخارجى نحو تحقيق النجاح عربيا، كانت صورة المدينة التى تسابق الزمن وتوضع فى مصاف المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ والأقصر، لا تقل عن الصور التى تحدثت عنها تلك المدينة فى قمة أوروبية ذات طبيعة خاصة، وتاريخ قديم متأصل مع اليونان البلد، عكست العلاقات المتأصلة مع شركات الشمال فى البحر المتوسط، قمة مختلفة، جمعت الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسو تاكيس فى أول زيارة بعد إعادة انتخابه وتشكيل حكومته الجديدة، منذ عام 2014.

مصر واليونان تبنيان تعاونا نموذجيا فى عالمنا “تسع قمم” بين البلدين، منذ 2014 لم تسهم فى تغيير وتقوية العلاقات على المستوى المحلى والإقليمى فقط، بل فيما يتعلق بالحدود البحرية والطاقة. 

ملف التعاون فى مجال الغاز والكهرباء، ربما يمكن اعتباره أهم الملفات التى تجمع بينهما.

 علاقات التعاون التي تديرها مصر بذكاء واحترافية وتسعى إلى تعميمها فى حوض البحر المتوسط، سينعكس على مستقبل هذا الوطن على جميع المستويات.

مصر أدارت مع إفريقيا ملفا بالغ الصعوبة، ونجحت فيه، وها هى تكرره بنفس الدقة والحيوية فى البحر المتوسط، وهذا لا يغير فى الجغرافيا، بقدر ما يعطى الجغرافيا السياسية لسياسات الرئيس السيسي ومصر، بعدا بل أبعادا إستراتيجية، قد تكون غائبة عن هذه المنطقة لعقود طويلة، لكنها عادت وبقوة وبشجاعة متناهية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: