هناك أسباب تجعلك ممتنا للأشجار، إلى جانب كونها جميلة وتوفر الظل، فإنها توفر موائل للطيور، كما أنها ضرورية لإنتاج الأكسجين وهو أمر حيوى للحياة على الأرض، بالإضافة إلى ذلك، فإنها توفر منتجات مهمة، مثل الخشب والورق والفواكه والمكسرات، كما تعتمد سبل عيش أكثر من 1.5 مليار شخص فى جميع أنحاء العالم، فنحو 20% من سكان العالم يعتمدون على الأشجار كمورد أساسى للرزق، وهو ما جعل القلق يتسرب إلى الكثيرين فى ظل استمرار مسلسل حرائق الغابات، الذى يتكرر، خصوصا فى فصل الصيف.
موضوعات مقترحة
الأشجار مهمة لأنها توفر سلعا قيمة، مثل الخشب والورق والفاكهة، ولأن توزيع الغابات لم يتم بالتساوى حول الأرض، ونجد آثاراً اقتصادية واجتماعية، لبعض المناطق التى تحتوى على موارد خشبية أكثر من غيرها.
والتهديد الآخر للغابات هو الحريق، ويمكن أن تؤدى الصواعق الناتجة عن العواصف الرعدية إلى اشتعال النيران فى غابات بأكملها، ويمكن للرياح العاتية أن تنشر النار بسرعة، وقد أصبحت حرائق الغابات فى الآونة الأخيرة متكررة الحدوث بشكل متزايد فى المناطق التى بها غابات، وتحديدا فى غرب الولايات المتحدة، ويشير خبراء الغابات إلى أن الحرائق كانت دائما جزءا من الدورة الطبيعية فى الغابات، ومع ذلك، مع انتشار الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، أصبحت حرائق الغابات أكبر وأكثر خطورة.
تشمل الظواهر الأقل شيوعا، التى تؤثر على الغابات الانهيارات الأرضية والزلازل والانفجارات البركانية، فى مايو1980، تسبب الانفجار البركانى لجبل سانت هيلين بولاية واشنطن فى موجة صدمات أسقطت آلاف الأشجار وجردت أغصاناً أخرى، تسبب الانفجار أيضا فى سلسلة من التدفقات الطينية البركانية، التى مزقت الأشجار من الأرض وتناثرها عبر المناظر الطبيعية.
تؤثر الأنشطة البشرية بشكل خطير على الغابات، بعض الغابات مقطوعة تماما للأخشاب لإفساح المجال لأشجار جديدة، أو لمجرد إخلاء الأرض لغرض آخر. عندما تزرع أشجاراً جديدة، غالبا ما يتم اختيارها لأنها تنمو بسرعة ولأن مواردها - الخشب أو الفاكهة، على سبيل المثال - يمكن حصادها وبيعها، فى حالات أخرى، يتم قطع القطع لإفساح المجال لرعى الماشية. يحدث القطع الجائر فى العديد من المناطق، من شمال غرب الولايات المتحدة إلى أمريكا الجنوبية إلى إفريقيا، ويمكن أن يكون مدمرا للنظم الإيكولوجية للغابات من نواح كثيرة، بالإضافة إلى كونها قبيحة للعين، فإن مساحات من الغابات المدمرة أكثر عرضة للتآكل، لأن جذور الأشجار لم تعد تثبّت التربة فى مكانها.
علاوة على ذلك، يقلل التطهير من تنوع الحيوانات، لأن جزءا كبيرا من موطنها قد تم تدميره ويجب عليهما الفرار للعثور على مأوى جديد، يعد القطع الجائر ضارا أيضا بملايين السكان الأصليين، فى جميع أنحاء العالم الذين يعيشون فى الغابات أو بالقرب منها، ويعتمد العديد من هؤلاء الأشخاص على الغابات فى طعامهم، وسكنهم وحتى سبل عيشهم.
نظرا لعدم توزيع الأشجار بالتساوى حول الكوكب، تمتلك بعض المناطق موارد حرجة أكثر من غيرها، وهذا التفاوت له آثار اقتصادية واجتماعية مهمة، ففى المناطق التى تفتقر إلى الغابات لا توجد منتجات يمكن حصادها لتحقيق مكاسب مالية، ويفقد الأشخاص فى تلك المناطق أيضا فوائد مالية ثانوية مثل إيرادات السياحة، ورسوم الصيادين الذين يطاردون حيوانات اللعبة الكبيرة مثل الغزلان، بصرف النظر عن الاعتبارات المالية، تعمل الغابات كملاجئ باردة ومهدئة للناس والحيوانات على حد سواء.
الحريق الذى دمر غابات جاليسيا، فى شمال غرب إسبانيا، فى عام 2006 يعتبر نموذجا مرجعيا جيدا لتحليل النتائج السلبية دائما، خصوصا على أسواق الأخشاب وسلسلة القيمة لهذه المادة ككل، التى قد تكون مقدمة النقص فى المستقبل، ففى أغسطس عام 2006 أحرقت جاليسيا من جميع الجوانب الأربعة أو تقريبا، تم حرق ما بين 80 إلى 90 ألف هكتار.
وتم تقدير الخسائر الاقتصادية بمبلغ 99 مليون يورو، برغم أنه رقم بسيط، لكنه كان سيضيف المزيد من ملايين اليورو المفقودة بسبب الانهيار اللاحق لأسعار أسواق الأخشاب، خصوصا نوع الأوكالبتوس، وهو أحد الأنواع الأكثر استخداما، وبالتالى أكثر استزراعا فى جاليسيا.
وقدمت منظمة الأغذية والزراعة فى عام 2021، تقريرا يلقى نظرة عامة على توافر ألياف الخشب الخام والطلب عليها حسب المنطقة الجغرافية والبلد حتى عام 2030.
كشف التقرير أن التجارة الدولية فى المنتجات الخشبية، أصبحت ذات أهمية متزايدة خلال الثلاثين عاما الماضية، زادت التجارة العالمية لمنتجات الأخشاب بنسبة 143%، لتصل إلى 244 مليار دولار أمريكى بين عامى 1990 و2019، وكان أكبر مساهم فى هذا التوسع فى التجارة هو النمو الاقتصادى والطلب من الصين، مع زيادة واردات المنتجات الخشبية إلى الصين بنسبة 760% لتصل إلى 49 مليار دولار أمريكى.
استجابة لقوى السوق العالمية، أصبح قطاع الغابات الأسترالى يركز بشكل متزايد على الصعيد الدولى مع زيادة التجارة بقوة فى السنوات الأخيرة، تم تصدير ما يقرب من نصف جميع الأخشاب المقطوعة فى أستراليا، إما كخشب مستدير أو رقائق خشبية فى عام 2019. وكنسبة من إنتاج جذوع الأشجار المحلى، تمتلك أستراليا أحد أكثر قطاعات الغابات المعرضة للتجارة فى العالم، وبالتالى، فإن التغييرات المستقبلية فى تدفقات التجارة العالمية، والموازين التجارية على المستويين الإقليمى والقطرى، سيكون لها آثار كبيرة على قطاع الغابات فى أستراليا.
من المرجح أن يزداد الاستهلاك العالمى للأخشاب المستديرة، بنحو 10% إلى 2.2 مليار متر مكعب، بحلول عام 2030 مدعوما بالنمو الاقتصادى والسكانى القوى فى آسيا، وبالمثل، من المتوقع أيضا أن يزداد استهلاك رقائق الخشب بنحو 40% إلى 350 مليون متر مكعب بحلول عام 2030.
على الصعيد العالمى، من المتوقع أن يكون الحصاد المستدام لموارد ألياف الخشب الحالية كافياً لتلبية الاستهلاك العالمى المتزايد، حتى عام 2030 مع زيادة متواضعة فى أسعار الخشب بمعدل 1% سنويا بالقيمة الأسمية.
من المتوقع حدوث تحولات كبيرة نحو واردات الأخشاب المستديرة، ورقائق الخشب فى آسيا بحلول عام 2030، حيث يصل العائد المستدام للإمدادات المحلية إلى طاقته، ومن المتوقع أن يتم توفير هذه الواردات من المنتجين فى أوروبا وأمريكا الشمالية، مما يزيد من حجم التجارة الأقليمية فى أسواق الأخشاب العالمية.
من المتوقع أن يكون إنتاج وصادرات الأخشاب المستديرة، من أستراليا ونيوزيلندا مستقرا، وأن يظل مقيدا بالمردود المستدام لموارد الغابات الحالية.