يخوض طلاب جامعيون تجربة صيف بلا إجازة بحثًا عن رزق حلال وشغل أوقات الفراغ في مشهد حضاري يعكس إرادة جيل من شباب مصر الذين يمتلكون الإرادة والتحدي في زمن لا يعرف الراحة.
موضوعات مقترحة
هذه النماذج نجحت في تحويل الإجازة إلى عمل نافع واكتساب المهارات والخبرات؛ بل إن هناك من يعمل طوال العام بجانب الدراسة لزيادة دخله عبر العمل في عدد من الأنشطة المختلفة مثل البيع في محل أو غير ذلك من أنشطة صيفية تدر عائد أو تحقق خبرات وتكسب مهارات.
"بوابة الأهرام" التقت مع عدد من الطلاب الجامعيين الذين يعملون بجانب الدراسة، للتعرف على تجاربهم العملية ومدى الاستفادة التي حصلوا عليها وكانت البداية مع «سلمى غنيم» طالبة بكلية الإعلام وتعمل بمجال المبيعات والتي أكدت رفض عائلتها في بداية الأمر حرصا منهم على ألا تقصر بدراستها، ولكن أمام إصرارها خضعوا لقرارها وقاموا بدعمها.
وأكدت سلمى أنها فكرت بالاتجاه للعمل أثناء الدراسة لشعورها بالحاجة لاكتساب الخبرات والتجارب الحياتية المختلفة بجانب ملء السيرة الذاتية الخاصة بها .
وأضافت أن شعورها بالمسئولية هو أحد ألاسباب الرئيسية في اتجاهها لسوق العمل في سن مبكرة؛ حيث كانت تشعر بالمسئولية تجاه عائلتها في ظل ارتفاع الأسعار ولهذا فكرت أن تقوم بالعمل لتتكفل بجزء من احتياجاتها الشخصية.
بينما أكدت "روان زياد" طالبة بكلية التربية وتعمل مُدرسة بإحدى المدارس الخاصة، إن أهم أسباب اتجاهها لسوق العمل في هذه السن هو رغبتها في الاستقلال ماديا والتكفل بنفاقاتها بجانب رغبتها في خوض التجربة في سن مبكرة؛ لاكتساب خبرة في مجال تخصصها الدراسي بالإضافة لاستغلال أوقات فراغها.
تأثير العمل في المرحلة الجامعية
اتفق جميع الطلاب علي التأثير الإيجابي للعمل في المرحلة الجامعية علي كافة الأصعدة وأكد «زياد ياسر" طالب جامعي ويعمل بمجال كتابة المحتوى علي أن العمل أفاده بشكل كبير وجعله يكتسب الكثير من الخبرات والتعامل مع المواقف المختلفة وعلى عكس ما يظن البعض فهو يري أن العمل أفاده في الجانب الدراسي، بالإضافة لتعزيز الثقة داخله بأنه قادر على إنتاج الكثير.
وأكد زياد أن تلك التجربة هي الأهم علي الإطلاق في حياة الطلاب لجعلهم يحتكون بسوق العمل في سن مبكر مما يعزز مهاراتهم ويوفر عليهم الكثير مستقبلا، ولذلك فهو يرشح تلك التجربة لجميع الطلاب .
العائد المادي
اتفق معظم الطلاب أن العائد المادي في تلك المرحلة ليس مجزيا على الإطلاق ولكنهم ينظرون للأمور بشكل آخر، فقال«إسراء محمد» طالبة جامعية وتعمل في مجال إنتاج محتوي السوشيال ميديا، أن في تلك المرحلة يكون العائد المادي ضئيل للغاية، ولكن يتم تعويض تلك النقطة باكتساب الخبرات المختلفة ، والتعامل مع العمل أثناء الدراسة على أنه تدريب عملي للمستقبل ونوع من أنواع الاستثمار في النفسي.
التوفيق بين الدراسة والعمل
وأشارت «ملك حسن » طالبة بكلية اللغات والترجمة إلى أن التوفيق بين العمل والدراسة لما يكن في البداية بالأمر الهين علي الإطلاق ولكن مع الاستمرار والمحاولة نجحت في خلق نظام خاص بها واستطاعت التنسيق بين جدولها العملي والدراسي.
بينما قال زياد: إنه لم يكن يجد صعوبة إطلاقا حول تلك النقطة خاصة أن زملاءه بالعمل حين علموا بأنه طالب كانوا يقومون بالتنسيق معه لتيسير الأمور عليه.
وأضافت سلمي: أنها كانت تسعى جاهدة لعدم التقصير في كلا الجانبين فكانت تخصص ساعات في يومها للدراسة الجامعية فقط وتحاول التوازن في كلا الاتجاهين، وبالفعل استطاعت النجاح في ذلك فالعمل أثناء الدراسة قد يكون أمرًا شاقًا علي البعض ولكن بالتأكيد هو به الكثير من المميزات والخبرات المختلفة ولهذا يجب أن نسلط الضوء على مثل هذه النماذج التي تحاول جاهدة خلق مستقبل أفضل.
روان زياد
ملك حسن
سلمي غنيم
اسراء محمد