ظاهرة جديدة على السوشيال ميديا: "نتجوّز آه.. نخلف لأ!!"

7-8-2023 | 17:32
 ظاهرة جديدة على السوشيال ميديا  نتجوّز آه نخلف لأ ظاهرة جديدة.. نتجوّز آه.. نخلف لأ
سناء مدنى
نصف الدنيا نقلاً عن

زواج بدون إنجاب ظاهرة جديدة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي والتي لاقت إعجاب 17 ألف متابع من المصريين بدعوى عدم إنجاب أطفال يشقون مثل شقاء الآباء.

موضوعات مقترحة


ورغم أن هؤلاء يدعون عدم الأنانية لأنهم لا يريدون إنجاب أطفال أبرياء في عالم مليء بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية فإن الخبراء يرون أن هذا الاتجاه يعكس عدم الرغبة في تحمل مسئولية التربية والإنفاق على الأبناء والإحساس بعدم الأمان في عالمنا المعاصر. 

فى هذا التحقيق يفسر لنا الخبراء أسباب هذه الظاهرة وتأثيراتها السلبية المرتقبة في الفرد والمجتمع.

يؤكد الدكتور أحمد رجاء عبدالحميد رجب، أستاذ الصحة الإنجابية جامعة الأزهر ومقرر لجنة الثقافة الأسرية ببيت العيلة ونائب رئيس اتحاد المنظمات الإيمانية أن انتشار ظاهرة رفض بعض الشباب الإنجاب لأسباب اقتصادية واجتماعية وأن القرار أصبح أكثر قبولا في العالم.

هنا يجب عدم الخلط بين العقم الذي يحدث لا إراديا واللا إنجابية المقصودة عن عمد، وللأسف الشديد تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على نشر هذا الاتجاه الامر الذي من شأنه ازدياد مضطرد في تبنى الفكرة بالرغم من أنها جديدة وصادمة لكن الكثير من الشباب يؤمن بها ويتبناها.

تكمن خطورة هذا في أنه بعد فترة من الزمن ستعاني الدول من عدم الإحلال بمعني أن نسبة المواليد ستنخفض بدرجة كبيرة مما يؤدي إلى شيخوخة الأوطان كما حدث في فنلندا وإسبانيا وإنجلترا، ويحذّر الدكتور أحمد رجاء الشباب من هذا الاتجاه لأن نتائجه وخيمة والهدف منه الانقراض، ويخالف سنة الكون فالله عزوجل أمرنا بإعمار الأرض والسعي والعمل وتكوين أسر مستقرة من زوج وزوجة وأبناء.

نصيحتي إلى الآباء والمجتمع هي ضرورة تخفيض تكاليف الزواج فالمغالاة تدفع الكثير من الشباب إلى العزوف عن الزواج، كما أن تربية الأطفال ونفقات التعليم أصبحت عبئا كبيرا على كثير من الشباب لذلك يجب أن نعود إلى البساطة في العيش وعدم زيادة التطلعات التي تتحطم على أعتاب الظروف الاقتصادية الصعبة في العالم كله «فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا» وحتى تستقيم الحياة لا بد من التكاثر بين الأزواج. 

رفض الإنجاب 
وعدم تحمل المسئولية 

تفسر الدكتورة منى رضا استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية هذا الاتجاه الجديد بأن تطور مفهوم اللا إنجابية في الآونة الأخيرة جاء في ظل الظروف الصعبة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، وغيرها من الأسباب التي جعلت الكثير من الأفراد تتبنى هذا الفكر. ومعنى اللا إنجابية هو رفض الفرد لفكرة الإنجاب، وعدم رغبته في ولادة طفل إلى الحياة قد يواجه صعوبات كثيرة ويعاني من أمور لا يستطيع تحملها، ويرى الشخص اللا إنجابي أن إنجاب طفل إلى الدنيا يعتبر نوعا من أنواع الأنانية لأن المنافع التي يحصل عليها الأهل من إنجاب طفل أكبر بكثير من التي يحصل عليها الطفل نفسه، وهؤلاء الأشخاص قد يواجهون صعوبة كبيرة في إيجاد شريك يوافق على هذا الفكر أيضا، ويواجهون صعوبة أكبر بسبب ضغط المجتمع الذي يرفض بالتأكيد هذا الاتجاه . 


ويرى اللا إنجابيون أن الحياة ليس مكانا آمنا لجلب أناس آخرين لما تشهده الحياة من ظلم وأذى، ولكن هناك بعض الناس يقولون إن ذلك ما هو إلا تبريرات في اللاشعور لإرضاء ضميرهم، ولكن هم في الأصل لا يريدون تحمل المسؤولية، لذلك يخترعون هذه الحجج للهروب منها. وعن دوافع اللا إنجابيين لتبني ذلك الفكر تؤكد الدكتورة منى رضا أنه تتعدد دوافع الأشخاص اللا إنجابية في عدم رغبتهم لإنجاب طفل إلى الوجود، ومن أهم هذه الدوافع:
أولا: الأنانية حيث إنهم يرون أن من الأنانية إنجاب طفل يعيش في ظل حياة مليئة بالأمراض والأوبئة والتحرش، ولا يجدون سببا واضحا لإنجاب طفل يخوض كل هذا الألم، وأنه لا يوجد سبب مقنع في جلب كائن جديد من راحة العدم إلى عناء الوجود.


ثانيا: عدم الشعور بغريزة الأمومة، يعتقد معظم الناس أن كل الفتيات بطبيعتهن لديهن غريزة الأمومة وحب إنجاب الأطفال، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فهناك فتيات لا يشعرن بتلك الغريزة ويجدن مهمة إنجاب طفل مهمة صعبة لا يمكنهن تحملها، وأنها قد تعطلهن على مسارهن الوظيفي. ثالثا: دوافع بيئية فبعضهم يرون أن تقليل عدد البشر يخفف من انبعاثات سياراتهم، وآلاتهم واحتياجاتهم التي تؤثر في الغلاف الجوي. رابعا: عوامل اقتصادية فمن ضمن دوافعهم لاتخاذ قرار عدم الإنجاب هو ما يشهده العالم من ظروف اقتصادية صعبة، وحدوث مشكلات مثل الفقر وعدم كفاية الموارد الطبيعية فالاستمرار في الإنجاب سيسبب ازدحامًا سكانيًّا هائلًا فهم يرون أنها رفاهية ليست ضرورية!
افتقار الإحساس بالأمان
وعن أسباب شيوع تلك الفكرة من الناحية النفسية ترى د. منى رضا أن نمو هذه الفكرة في أذهان كثير من الشباب بالتأكيد له مرجع نفسي في فترة الطفولة أو أمور تم التأثر بها من جانب الأهل، فمن أبرز أسباب وجود تلك الفكرة لدى بعض الشباب:
1 - غياب الشعور بالأمان النفسى والمجتمعى لهؤلاء الشباب.
2 - عدم القدرة على تحمل المسئولية، والتقيد بأي روابط أو قيود أسرية.
3 - النشأة في مجتمع غير سوي نتيجة ظروف مادية أو أسرية مفككة. 4 -بعضهم قد يعاني من مشكلات اضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع والنرجسية كونهم لا يهتمون سوى بأنفسهم.
وعن كيفية التعامل مع الشريك اللا إنجابي تنصح د. مني رضا بضرورة الاتفاق على تلك النقطة قبل الزواج لتجنب الخلافات التي قد تحدث بسبب ذلك الموضوع، ولكن من المهم الحديث عن ذلك بطريقة لائقة حتى يتم الوصول إلى حل يرتضيه الطرفان، وذلك عن طريق:
أولا: الحديث بوضوح وشفافية، فعلى كلا الطرفين الحديث بصراحة ووضوح عما يدور في أذهانهم حول موضوع الإنجاب، وعن أسباب رفض الفكرة.
ثانيا: عدم محاولة أخذ أحد الشريكين ذلك القرار مع طرف واحد مثل أن تتناول الزوجة أي مانع حمل دون إخبار الشريك، لأن ذلك يعتبر خيانة للثقة بين الشريكين. 
ثالثا: تجاهل ضغط الأهل والمجتمع.
رابعا: البحث عن حلول وسطية، وهذا الأمر يتطلب المرونة الشديدة من الطرفين. خامسا: طلب المشورة المتخصصة.
وقد يكون أحد أسباب القرار بعدم الإنجاب هو تعرض الشريك لصدمة ما في الطفولة، جعلته لا يشعر بالأمان النفسي أو المجتمعي.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة