رفعت الأعراس المغربية شعار كامل العدد في صيف 2023، عقب سنوات عجاف نتيجة الحجر الصحي والتبعات الاقتصادية الكبيرة لجائحة كورونا، فمن المعروف عن الشعب المغربي أنه يتمسك بتقاليد معينة في حفلات الزفاف مما يستحق إلقاء الضوء عليه، نصف الدنيا تتجاوز الحدود الجغرافية وتقربكم من واحدة من أكثر المناسبات تقديسا بالمغرب، فعادة ما تستلهم العروس وعائلتها جميع ما يتعلق بتجهيزات العرس ومنزل الزوجية من خبراتهم وذوقهم الشخصي، إلا أن للمتخصصين كلمة أخرى، فمستشارة مستلزمات العروس مهنة أصبحت حاضرة وبقوة في تجهيزات الأعراس المغربية، نصف الدنيا التقت سكينة الفيلالي التي أعطت لنا الوصفة الذهبية لتميز الأفراح المغربية.
خطوات المرافقة الاحترافية منذ مرحلة ما قبل الخطبة:
- معرفة ميزانية العروس لتحديد التجهيزات الخاصة بها وبعائلتها.
- كتابة قائمة مستلزمات الخطبة أولاً، ما يجب أن ترتديه العروس ووالدتها وفقا لانتمائهما الجغرافي، لأن كل عروس يجب أن ترتدي ما يعكس جذورها حسب المدن المغربية المختلفة.
- مكونات طاولة الخطبة وكيفية الالتزام بالإتيكيت والبروتوكول في وضع الطعام وتنسيقه لأهل العريس.
- لابد أن يستعين أهل العريس أيضا بمستشارة مستلزمات العرس لمساعدتهم في اختيار هدايا الخطبة وتحديد الملابس المناسبة للعريس في هذا اليوم.
- يجب أن يكون لباس التعارف بسيطا عبارة عن جندورة «عباءة واسعة فضفاضة» أو قفطان بسيط، أما بالنسبة للعريس فيفضل أن يرتدي جلابة أو جبادور باللون الأخضر من الأقمشة المخملية.
تجهيز شوار العروس هو عادة مغربية قديمة لها أعرافها وخصوصيتها، حتى وإن انقرضت في كثير من المدن، إلا أن الحفاظ على تلك العادات التي تعتبر جزءا من الخصوصية الثقافية لمختلف مدن وجهات المغرب، هو واحد من أهم مهام سكينة فيلالي، ففي مرحلة إعداد منزل الزوجية تصاحب فيلالي العروس في :
- اختيار قفاطين العروس وفقا لانتمائها الجغرافي من مجموعة حريم «فيليادي»، والتي يعكس كل قفطان بها منطقة انتمائه وصناعته، فمن الشاون جاء قفطان «عايلة درواية»، إلى الرباط حيث جاء قفطانها باسم «الشريفة»، بينما «للا عايشة الزمورية» هو اسم قفطان دكالة عبده، أما مدينة فاس فاختارت لقفطانها اسم «سلطانة»، وجهة سوس اسم «إيزة»، وأخيرا الصحراء المغربية يحمل قفطانها اسم « أم الغيث».
- اختيار مستلزمات العروس من ملابس عصرية ومنزلية وفقا لتغير احتياجاتها بعد الزواج وتنبيه العروس إلى ما يعد ضروريا أو رفاهية، كما يتم إعداد حقيبة خاصة بالعروس تحمل اسمها.
- اختيار أحذية العروس سواء كانت تقليدية « شربيل»، أو عصرية بما يناسب خزانتها.
- اختيار مفروشات السرير والتي يجب أن تعكس الثقافة المغربية، وغالبا ما تكون من أقمشة قطنية أو حرير، ويطرز عليها الأسماء الأولى للعريس والعروس.
- تشمل تلك التجهيزات أيضا مفارش الطاولة، مستلزمات الحَمَام، مناشف المرحاض، التي يتم إعدادها خصيصا باسم العروس والعريس.
- هدايا العرس له استشارة خاصة وفقا للعادات والتقاليد بمختلف مدن وجهات المغرب حيث يتم اختيار وتنسيق الدفوع بطريقة مبتكرة ولافتة للأنظار.
- يتم انتقاء ملابس العروس الشخصية والخاصة في ليلة الزفاف بعناية شديدة.
- اللمسة المغربية حاضرة وبقوة على اختيار وسائد السرير التي تزين بأسماء العروسين.
تجهز سكينة فيلالي برفقة العروس الحقيبة الخاصة بها قبل الذهاب إلى الحمام والتي يجب أن تحتوي على «مشط، مرود الكحل، قبقاب»، كما تقدم هدايا تذكارية خاصة لمرافقات العروس تحمل اسمها وتاريخ اليوم المميز.
بالنسبة لما بعد العرس فتفضل العروس المغربية يوم الصباحية ارتداء قميص من الحرير باللون الأحمر والذي يعكس عمق التقاليد المغربية.
مهمة سكينة تقتصر على ملابس العروس أما تفاصيل العرس، الزفة، شكل الطاولات هو من مهام النجافة وهي مهنة معروفة ومتداولة بالمغرب، تقصدها العروس بحثا عن أفضل عرس ممكن، نصف الدنيا استطلعت رأي خميسة نور النجافة.
-في البداية يجب أن نسأل عن القفطان وإطلالة العروس وشكلها في 2023؟
هناك ألوان ومجموعات جديدة لم يكن هناك وقت لإظهارها مع فترات الانقطاع بسبب جائحة كورونا وبالطبع ستكون هناك فرصة لإظهارها في صيف2023 وبالطبع سوف تؤثر تلك الألوان على اختيارات العروس حيث سوف تميل معظم الألوان إلى الدرجات الصيفية والربيعية من اللون الباستيل والذي يعتبر من الألوان المريحة للعين والبعض يميل إلى الباستيل البيج أو الأزرق، ثم تأتي اختيارات القفاطين الأخرى مثل الروز أو الأورانج والأخضر الفاتح خلال فقرات تقديم الطعام والتي تحب أن تظهر بها العروس بإطلالة مختلفة عن إطلالات بداية العرس، ودائمة نبحث خلال إعدادنا قفاطين العروس على البساطة مع الحفاظ على الأصالة وأيضا تقديم أشكال مختلفة ومميزة لكل عروس .
-هل معنى ذلك أنه لا يوجد تجديد بالنسبة لشكل قفطان العروس؟
بالطبع توجد لمسة جديدة عادت في أعراس هذا العام كانت اختفت منذ مدة طويلة ولكنها عادت إلى الظهور وهي ارتداء العروس للقفطان الأبيض ولا نقصد به الفستان الزفاف الأبيض الأوروبي ولكن القفطان الأبيض والذي كان يتفاداه معظم العرائس لأنهم يرتدون فستان الزفاف في نهاية الحفل ولكن هذا العام عادت بقوة موضة القفطان الأبيض من الأقمشة المغربية الفاخرة مثل البروكار والتليجة والأثواب الحريرية الأخرى والمخدومة بخدمة المعلم والطرز والزواق ، ويكون هذا في بداية العرس حيث تجلس العروس على العمارية البيضاء ويكون التابلوه كله أبيض .
-ماذا عن أشكال العماريات ؟
التراث المغربي بحر والبحث فيه لا ينتهي، ولكن عروس العصر الحديث لا تميل إلى الأشياء العميقة والقديمة لذلك دائما ما نحاول أن نجدد التراث ونبحث عن القديم لنقدمه بروح عصرية وبسيطة وأيضا راقية وهو الأساس، فمثلا العماريات تظل العمارية الخشب موضة لا تنتهي وتحرص كل عروس على الظهور عليها، وأيضا العماريات المشغول عليها بالصقلي «القماش الذهبي» وعلى الأقمشة الراقية مثل الحرير والثوب المخملي والألوان الفاتحة البيضاء والباستيل .
-هل أيضا الإكسسوارات القديمة لا تميل إليها العروس المغربية الحديثة ؟
لا ، أبدا على العكس تماما ، فاكسسوارات العروس تبقى دائما وأبدا المجوهرات القديمة التي تظل تحتفظ بقيمتها وأيضا المجوهرات التي يتم تصنيعها لنا خصيصا مستوحاة من تاريخ المغرب العتيق بالنسبة لإطلالة العروس في فقرة الحنة، وأيضا يظل الألماس إلى جانب الذهب الأبيض أو الأصفر والتي غالبا ما ترتديه في الإطلالة الأولى للعروس .
-وإذا كان العرس في مكان مفتوح « open air « هل سيؤثر ذلك على شكل الفرح ؟
بالنسبة للأفراح في الأماكن المفتوحة يظل عملنا كنجافات واحدا ولكن يختلف في تجهيز الديكورات مثل الشموع والورد والإضاءة والذي يظهر بشدة في الأماكن المفتوحة .
-ولكن ألا توجد أي تقاليع جديدة أو مبتكرة في الأعراس؟
لا توجد أي ابتكارات جديدة في فقرات الحفل أو وجود ما يسمى بالتقاليع، فأي عروس ترغب في عمل كل ما هو تقليدي بل على العكس يبالغ البعض في العودة لكل ما هو تاريخي لدرجة أن بعض العرائس الأجنبيات عندما يتزوجن بالمغرب يحرصن كل الحرص على الالتزام بالتقاليد المغربية العريقة .