«الكشف المبكر».. شهادة للزوجين بخلوهما من الأمراض الخطيرة

7-8-2023 | 17:10
;الكشف المبكر; شهادة للزوجين بخلوهما من الأمراض الخطيرةالكشف المبكر
عزيزة فؤاد
نصف الدنيا نقلاً عن

ثقافة الكشف المبكر قبل الزواج مهمة للشباب المقبلين على الزواج، ليس فقط لإتمام مراسم الزواج التي من دونها قد يتعطل، لكن أيضًا من أجل ضمان حياة صحية وسليمة لكلا الطرفين، فهي بمثابة شهادة رسمية تؤكد خلو الطرفين من أي أمراض قد تعوق أحدهما عن أداء دوره في الحياة الزوجية أو الإنجاب وكاشفة عن الأمراض الخلقية التي قد يولد بها الأطفال مستقبلا.

موضوعات مقترحة

المبادرات الرئاسية التي قدمت في مجال الصحة وكشفت الكثير عن الأمراض وقدمت العلاجات في وقتها لم تغفل عن دورها في تقديم الخدمات الطبية للشباب المقبلين على الزواج بالفحص المبكر عن الأمراض التي قد تعوق المقبلين على الزواج عن تكملة مسيرة حياتهم بسبب المرض وقدمت لهم مجموعة من الفحوصات الطبية للكشف المبكر عن العديد من الأمراض المعدية وغير السارية وكذا الأمراض الوراثية، للتأكد من خلوهم من الأمراض التي قد تؤثر عليهم في المستقبل أو احتمالية انتقال الأمراض بينهما.

المبادرة تم إطلاقها في شهر فبراير الماضي من خلال الوحدات الصحية والمراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة والسكان والتي لاقت إقبالًا كبيرًا خصوصًا أنه لن يتم إتمام عقد القران إلا بعد تقديم الشهادة الدالة على خلو الطرفين من الأمراض للمأذون. 

الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أكد أن المبادرة تستهدف المقبلين على الزواج من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر لإجراء الفحص الطبي، واستخراج الشهادة الصحية، موضحًا أن خدمات المبادرة تتم إتاحتها في أكثر من 300 مركز ووحدة طبية، بمعدل مركز طبي على الأقل داخل كل إدارة صحية، طوال أيام العمل الرسمية، بدءًا من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر، مشيرًا إلى توافر فريق طبي مختص بتقديم خدمات المبادرة في كل وحدة ومركز طبي، يتكون من (طبيب، ممرض، فني معمل).

وكشف عن إصدار 28 ألفًا و802 شهادة صحية موثقة ومؤمنة بـQR Code للمقبلين على الزواج خلال 20 يومًا فقط من إطلاق المبادرة، موضحًا أن الشهادات سارية لمدة ستة أشهر من تاريخ الإصدار، ولابد من إجراء الفحوصات خلال مدة لا تقل عن 14 يومًا قبل إتمام الزواج لاستلام النتائج والحصول على الشهادة الصحية.
وعن الأوراق المطلوبة لاستخراج الشهادة الطبية لفحوصات ما قبل الزواج للمصريين، يقول د. حسام عبد الغفار: هي بطاقة الرقم القومي للشخص نفسه، وصورة الرقم القومي للشريك، أما رسوم إجراء فحوصات ما قبل الزواج، فتصل لنحو 180 جنيها وتوفِّر الوزارة التحاليل من خلال مبادرة الرئيس ويمكن للشريكين استخراجها والحصول عليها في غضون 14 يوما من تاريخ إجراء الفحص الطبي، مشيرًا إلى أنه إذا رفض أحد الطرفين عمل التحاليل المطلوبة سيتعذر عليه إصدار الشهادة المميكنة له، وبالتالي لن تكتمل المسوغات اللازمة للزواج، مؤكدًا أنه لا يتم احتجاز أي من الشريكين إذا تبين أنه مريض بل يتم إرشاده إلى المستشفى المختص لتقديم الخدمة اللازمة طبقا لكل نوع إصابة. 

كما قال محذرا من إجراء الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج في العيادات أو المستشفيات الخاصة، لأن الفحوصات الطبية والتحاليل التي تجرى في الوحدات الصحية أُعلن عنها من قبل الوزارة هي المعتمدة من الوزارة ولن يعتد بأي تحاليل أجريت بعيادات خاصة، مؤكدًا إقبال الراغبين على الزواج لمراكزنا الصحية والمساهمة في إنجاحها خصوصًا أن كل التحاليل المحددة داخل المبادرة لا تستغرق أكثر من ساعة فقط داخل الوحدة الصحية، وهي تعتبر من الوثائق المهمة لإتمام الزواج. 

وقال د. حسام عبد الغفار إن الفحوصات التي تجري عبارة عن الفحص المعملى، كقياس نسبة الهيموجلوبين وتحليل سكر عشوائى وفصيلة الدم وعامل ريساس، مشيرا إلى أن عملية المشورة من خلال فريق طبى يتم تدريبه جيدًا، لتقديم النصائح والإرشادات للمقبلين على الزواج، كما تشمل تحاليل الأمراض المعدية مثل الإيدز وفيروس «سي» وفيروس «بى» وأنيميا البحر المتوسط.

وأكد أن تحليل RH من الفحوصات المهمة والضرورية للمقبلين على الزواج، وتشمل الفحص الجيني، وهذا يحمي الطفل في المقام الأول، فالتوافق فيه مطلوب، وعدم حدوثه بين دم الأم والطفل يسبب مشكلات وخيمة، لذلك نسعى لإجراء الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج، وإيضاح أهمية الفحصوات وضم تحاليل جديدة لها، لزيادة درجة المأمومنية وخلق جيل خال من الأمراض، والمشورة تشمل التحدث أيضًا عن تنظيم الأسرة، والأمراض التى قد تنتقل عن طريق العلاقة الزوجية، وكيفية الوقاية منها، والحماية وتقديم نصائح للحمل والولادة، والشهادة تكون سارية لمدة ستة أشهر من تاريخ صلاحية استخراجها.  

وأشار إلى أن الكشف الطبي اللازم للمقبلين على الزواج مهم وضروري للاطمئنان على صحة الأطفال المستقبليين، وضمان عدم نقل الأمراض الوراثية إليهم، والناتجة عن زواج الأقارب في كثير من الأحيان.


وأوضح أنه يتم تسلم الزوجين نتائج التحاليل بشكل مفصل تمامًا، ولا يبلغ أحدهما بنتيجة التحاليل الخاصة بالطرف الآخر، لكن يتم الشرح لهم لمعرفة أماكن تسجيل النتيجة على الشهادة، وإذا رغب أحدهما في المعرفة، عليه فقط الاطلاع على الشهادة من الطرف الآخر ويستطيع بموجب الشرح، أن يعرف إذا كان مصابًا بأمراض معدية أم لا، مؤكدًا أن إيجابية النتائج لا تؤثر على إتمام الزواج من عدمه لدى الجهات الرسمية، ولكن القرار النهائي في ذلك يرجع إلى الزوجين فقط.
بينما يشرح الدكتور عبد اللطيف سويلم استشاري أمراض النساء والحقن المجهري أن الفحص الطبي للمقبلين على الزواج يجب أن يشمل عدة جوانب مرتبطة بالكشف عن مدى الإصابة ببعض الأمراض الوراثية أو المعدية خصوصًا الأمراض التي تنقل عبر العلاقة الحميمية وبعض الأمراض الخطيرة كالإيدز التي تفرض اتباع قواعد الوقاية والحرص على عدم نقل العدوى فلابد من إجراء فحوصاتٍ معملية للتأكد من صحة الزوجين وقدرة المرأة الجسمية على تحمل أعباء الحمل والإنجاب، ويمكن إجراء بعض الاختبارات مثل الأشعة الصوتية للاطمئنان على حالة الأجهزة التناسلية وسلامتها، فلا يجب أن تبخل المرأة على صحتها قبل بدء حياة جديدة، ولابد أن تخطط جيدًا لها، فهي لن تكون بمفردها وتكون مسؤولة عن أطفال، لذلك لا بد من توفير المناخ الصحي لهم، فتجاهل الكثير من الأشخاص التنبيهات الطبية التي يرددها الأطباء دائمًا للمقبلين على الزواج ويعتبرونها مبالغةً في الأمر من دون العلم بمدى أهمية هذه الإرشادات والتنبيهات، لذا لابد من الحفاظ على الأسرة وضمان مستقبل صحي للأبنا ء قدر المستطاع.
كما قال: يجب على العروس أن تحافظ على جسمها، وتناول الأغذية الصحية المعتدلة، ولا تجعل الدورة الشهرية تعكر صفو الأيام الأولى من شهر العسل، لذلك من الأفضل أن تحسب أيام الدورة لتحدد موعد الزفاف بعيدًا عنها.


وأشار إلى مشكلات النساء بعد الزواج أهمها الالتهابات المهبلية، وذلك نتيجة تغير بيئة المهبل، ونادرًا ما تعتبر الالتهابات المهبلية خطيرة، ويجب تجنب أعراضها المزعجة بدءًا بالوقاية منها فهذه الأعراض تسبب الإزعاج لأغلب النساء، وينصحهم بالنظافة الشخصية ومنع رش العطر لحمايتك من حدوث الالتهابات الناتجة عن الإفرازات المهبلية. كما ينصح باختيار الملابس الداخلية القطنية لأنها تحول دون حدوث الالتهابات، وتجنب الدش المهبلي فهو يزيد من فرصة التهاب المنطقة بالتاثير على الكائنات الوقائية ( البكتيريا الطبيعية في المهبل والتي تحمي المنطقة من الالتهابات). 
ونصح بضرورة تجنب الزواج من الأقارب، وخصوصا أقارب الدرجة الأولى حيث أثبتت الدراسات أن المشكلات الصحية والتغيرات الخلقية تزداد بنسبةٍ كبيرةٍ كلما صار الزوجان أقرب نسبًا إلى بعضهم.


وتقول الدكتورة إيمان فهمي عبد العزيز إخصائية التغذية العلاجية: بعيدًا عن الرشاقة وجمال المظهر وهما أمران لا يمكن تجاهلهما، أثبتت الدراسات أن التغذية ووزن الجسم الصحي لكلا الشريكين يؤثران بشكل كبير على القدرة على الحمل، وعلى صحة الطفل فعلى المرأة الاستعداد للحمل وتعزيز الخصوبة وذلك من خلال المحافظة على وزن صحي واختيار الأطعمة التي ستخلق منزلا آمنا وداعما لإقامة طفل لمدة تسعة أشهر في رحمها. ويجب أن يشمل ذلك النظام الغذائي الصحي مصادر حمض الفوليك والحديد والمغذيات المهمة الأخرى.
وترى أن الفتيات يحتجن إلى نمط حياة صحي متكامل من رياضة ونوم وغذاء وماء، والأهم، إلى راحة نفسية واستقرار عاطفي بعيدًا عن التوتر والقلق. لأن كل ذلك ينعكس على جمالهم.
وتنصح الفتيات بالابتعاد عن كل السكريات والنشويات المعقدة، والتركيز على تناول الخضروات الطازجة الغنية بالفيتامينات والمعادن، والاعتماد على الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، كذلك تناول البروتينات من مصدريها الحيواني والنباتي، مع التركيز على شرب الماء، بما يتلاءم مع كتلة الجسم. 
والنصيحة الأهم، لا تنتظر قرب موعد الزفاف للاهتمام بصحتها فالفتيات بحاجة دائمة إلى نمط حياة صحي متوازن.
وأوضحت أن عددا كبيرا من الفتيات يلجأن لاتباع أنظمة غذائية قبل حفل الزفاف، وهو أمر وارد، لكن يجب أن تكون بإشراف مختص وبطريقة مدروسة، بمعنى أنها لا تأخذ نظاما مثلا من صديقة أو منشور على الإنترنت لأن خبير التغذية أو طبيب التغذية هما المؤهلان لإعطائك النظام الذي يناسب كل شخص بعد إجراء الفحوصات والتحاليل.
وتنصح المقبلين على الزواج أيضا بالهدوء النفسى، وممارسة الرياضة قبل الزفاف لأنها تمنحهم تفاؤلًا أكثر وصحة أفضل وثقة بالنفس. كما تنصح بأخذ قسط وافر لساعات مناسبة للنوم على الأقل ما بين ست إلى سبع ساعات يوميًا، فهذا لايساعدك فقط على ارتخاء العضلات وصفاء الذهن، بل يكسبك بشرة نضرة وجمالًا طبيعيًا. وتنصح كل عروس أن تستعد صحيا للزواج بتناول بعض المكملات الغذائية مثل الماغنيسيوم وفيتامين بى 12 لأنهما يساعدان على تقليل التوتر وارتخاء العضلات، كما تساعد على النوم العميق، علاوة على أن حمض الفوليك أسيد وفيتامين سى لا يساعدان على منح صحة جيدة فحسب، لكنهما يساعدانك أن ترزقى فى المستقبل بمولود أكثر صحة. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة