الواقي الشمسي ليس رفاهية وليس من أدوات التجميل كما يعتقد البعض، إنما دوره علاجي ويحمي البشرة من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ويجب استخدامه للأطفال والكبار، فهو من أساسيات الوقاية من أشعة الشمس الضارة التي تسبب مشكلات بالجملة لبشرتنا ومن أهمها الشيخوخة المبكرة للجلد والتصبغات والحساسية والكلف، فهو ضرورة كما قال لنا المختصون: «الواقي الشمسي» ضرورة أساسية ولا بد أن يكون موجودا في ثقافتنا والروتين اليومي لحياتنا، وقد نقتصد في طعامنا بالمصايف بينما الواقي الشمسي لا بد أن يكون موجودًا داخل حقائبنا، واستخدامه كل ثلاث ساعات.
موضوعات مقترحة
الدكتور عاصم فرج أستاذ الجلد والتجميل يقول: إن الاختيار السليم لواقي الشمس، الذي يكون مكتوبا عليه «+ 50»، وليس أقل ولا أكثر وفقا لمنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية، ولا يجب تركه مفتوحا للهواء ولا يجب استخدامه بعد مرور عام حتى وإن لم تنته صلاحيته المدونة عليه.
وأكد أن كمية استخدام واقي الشمس تعتمد على مدى إصابة الشخص بأمراض تزداد مع تعرضه لأشعة الشمس والضوء، مشيرًا إلى أنه يجب مراعاة شرائه من الصيدلية وليس من أي مصدر آخر، وأن يحتوي على عامل الحماية من الشمس المسؤول عن لون البشرة ومنع التجاعيدBوA.
وحذر من خطأ كبير ترتكبه السيدات أثناء فترة الصيف، يتمثل في وضع الـ (Tanning Oil) بعد الكريمات الحاجبة لأشعة الشمس لإكساب البشرة لونا برونزيا، لأنه من الممكن أن يحرق الجلد، موضحا أن أفضل فترة لوضعه بعد الظهر.
كما قال لنا إن المناخ تغير كثيرا واختلف عن السنوات الماضية مع ارتفاع درجات الحرارة غير التفاعل مع أشعة الشمس الذي لا يعرف أحد أسبابه بعد تماما فلا أحد يعلم إلى اليوم أسباب الحساسية الضوئية وأقصى ما كانت الشمس تسببه بالبشرة هو الاحمرار الشديد بينما أصبحنا نرى احمرارا مع فقاعات مثل الحرق وأيضا تفاعل الحزاز والكلف وحب الشباب.
ونصح الأسرة والمصطافين بضرورة التوفير في الطعام، لكن في الواقي أو حاجب الشمس فمن الأولويات التي يجب أن نضعها في حقائبنا صغارا وكبارا، محذرا من أول يوم بالمصيف حيث يكون الأسوأ لأن الشباب والأبناء يتدافعون على الشاطئ في شمس الظهر الحارقة.
كما طالب بضرورة الحرص على حماية الأطفال لأن بشرتهم أكثر حساسية من الكبار، فالأضرار الناجمة عن التعرض المتكرر لأشعة الشمس وتغطية الأجزاء المكشوفة من جلد الطفل بالمنتج الواقي من الشمس؛ حيث يمكن استخدام أقل قدر ممكن من واقي الشمس مع عامل حماية من الشمس 15 (SPF) على الأقل للرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر في مناطق صغيرة من الجسم، مثل الوجه، وظهر اليدين.
وأضاف أنه ينبغي إبقاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر بعيدا عن أشعة الشمس القوية المباشرة، والحرص على حماية منطقة الكتف، والظهر، والعنق على نحو خاص لأنها من أكثر المناطق تعرضا لحروق الشمس، وتغطية رأس الطفل بقبعة ذات حافة عريضة، بحيث تظلل الوجه، والعنق.
كما يجب استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس كل يوم، حتى خلال فصل الشتاء لأنها تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية. كما قال إنه ليس هناك علاقة بين سعر المنتج إذا كان مكلفا أو رخيصا ولكن ما يهمنا هو مدى فعاليته وحمايته من الشمس وتوافر المواصفات العلاجية والحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
وأكد ضرورة احترم جلدنا وبشرتنا ووضع واقي الشمس كل ساعتين على الأقل، موضحا أن الشمسية التي نجلس تحتها غير حاجبة ولا تحمي من أشعة الشمس لأن الرمال والبحر تعكس أشعة الشمس على وجوهنا.
بينما تقول الدكتورة أميرة النجار استشاري الجلد والليزر: إن استخدام واقي الشمس ليس فقط للحماية من الحروق الشمسية، بل للحماية من شيخوخة الجلد المبكرة، كلما زادت كمية المنتج الواقي المستخدم، زادت نسبة الحماية كما أن المنتجات الواقية من الشمس حماية إضافية للجلد، وليست بديلا للملابس، والظل.
ونصحت بضرورة إبقاء الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم ستة أشهر بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، مشيرة إلى أن هناك أنواعا مختلفة لكل بشرة مثل الكريمات، والمراهم، والجل، والبخاخ. ويسبب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة من دون استخدام منتجات للوقاية منها عددا من المشكلات الصحية للعين، وجهاز المناعة في الجسم، إضافة إلى الجلد، مثل: الطفح الجلدي.
وأوضحت أن الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلينا تتكون من نوعين من الأشعة الضارة أشعة طويلة الموجة، حيث تتسبب في شيخوخة الجلد وتؤثر في مادة الإيلاستين في الجلد مسببة التجاعيد، والتصبغات. ويمكن أن تخترق هذه الأشعة زجاج النوافذ، كما يمكنها اختراق طبقات الجلد العميقة.
وهناك الأشعة فوق البنفسجية ذات الموجات القصيرة، التي تتسبب في حروق الطبقات السطحية من الجلد، ويظهر أثرها على هيئة بقع سمراء، وحرقة الجلد وتتلف الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها الجلد.
وأكثر الأشخاص عرضة لخطر أشعة الشمس هم الرياضيون والأطفال وسكان المناطق الحارة والموظفون العاملون تحت أشعة الشمس.
وتنصح باختيار المنتج الذي يحتوي على عامل الحماية من الشمس بلس 50 (SPF)، وأن يكون مقاومًا للماء، وذا تغطية واسعة، مما يعني أنه يحميك من أشعة الشمس فوق البنفسجية بنوعيها.
كما نبهت على ضرورة التأكد من تاريخ صلاحية المنتج وتجنب تخزينه في الأماكن الحارة، ولا بد من وضع كمية مناسبة على الوجه والرقبة بمثابة ملعقتين صغيرتين منه تكفيان لوقاية الوجه، والأذنين، والرقبة، والذراعين، ويجب وضعه قبل التعرض للشمس من 20 إلى 30 دقيقة.
ويفضل إعادة استخدامه كل ساعتين على الأقل عند التعرض الطويل لأشعة الشمس ويجب إعادة وضعه عند الخروج من حمام السباحه أو البحر، وبعد تجفيف الجسم بالمنشفة، أو بعد التعرق، مشيرة إلى أن الجلوس في الظل، أو حتى في الجو الغائم، لا يغني عن استخدام واقيات الشمس، مشيرة إلى أن المشي يجب أن يكون في المكان الظل وارتداء الملابس التي تغطي معظم أجزاء الجسم واستخدام النظارات الشمسية والقبعات أو المظلات.
وأشارت إلى أنه يمكن أن تجعل بعض أنواع واقي الشمس البشرة أكثر حساسية، خصوصًا في حالة استخدام واقي الشمس غير المناسب لنوع البشرة، لذلك، في حال ظهور أي أعراض حساسية على الجلد بعد استخدام المنتج كالحكة، أو الاحمرار، أو الطفح الجلدي فيجب غسله على الفور واستشارة الطبيب لأنه قد تؤدي بعض المكونات في واقي الشمس إلى تهيج حب الشباب وازدياد وضعه سوءا، لذلك لا بد من اختيار النوع المناسب للبشرة الدهنية والمعرضة لحب لشباب ويمكن أن يسبب وصول القليل من واقي الشمس إلى العينين بالخطأ تهيجها واحمرارها، لذلك يجب الحذر عند وضعه على الوجه .
بينما يرى الدكتور ياسر سامي استشاري الجلد والليزر أننا نعيش أياما من الصيف مرتفع الحرارة ويزيد فيها التعرض لأشعة الشمس بشكل كبير، وقد ارتبط التعرض لأشعة الشمس لأوقات كبيرة بحدوث الشيخوخة المبكرة للبشرة، مؤكدًا أن أشعة الشمس في فصل الصيف لها تأثير كبير في صحة الإنسان، وبخاصة فقدان كمية كبيرة من السوائل والأملاح، لذلك ينصح بالحد من الخروج في أوقات الذروة، وإذا كان لا بد من الخروج، فيجب استخدام بعض الطرق الطبيعية للحد من أشعة الشمس من دون اللجوء لاستخدام واقيات الشمس والتي قد تكون سببا في دخول كميات كبيرة من المواد الكيميائية داخل الجسم، وبالتالي قد تكون سببا في بعض الأمراض.
كما ذكر أن هناك أنواعا من الكريمات الخاصة للوقاية من الشمس قد تكون خطيرة على الإنسان؛ حيث تحتوي على مركبات يمكن أن تمتص داخل الجلد وتسبب خللا للخلايا، لذلك يجب التأكد من نوع هذه المنتجات والحذر منها واستخدام واقيات طبيعية، كما يجب الحرص على منع دخول هذه الكريمات الخطيرة ومحاربتها وتوعية الناس من مخاطرها.
ويقول إن واقي الشمس يعمل على حماية الجلد من الأشعة الضارة عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية قبل وصولها إلى طبقات الجلد الداخلية وإلحاق الضرر بها وعكس الأشعة فوق البنفسجية من على البشرة ويحمي واقي الشمس الجلد من ظهور علامات التقدم في السن، مثل التجاعيد، والخطوط الرفيعة، والتصبغات، ويقلل فرصة ظهور علامات التقدم في السن على البشرة بنسبة تقارب 24%، خصوصا لمن هم دون سن الخامسة والخمسين.
ويسهم واقي الشمس في الحماية والوقاية من الإصابة بمختلف أنواع سرطان الجلد الناجمة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، كما قال إن حروق الشمس تضعف البشرة وتجعلها أكثر عرضة لظهور الكدمات والبقع، وقد تتقشر البشرة نتيجة حروق الشمس، ويظهر عليها احمرار متوسط إلى شديد، وانتفاخ في بعض الأحيان نتيجة التعرض للشمس في الأيام الحارة ولفترات طويلة، ولذلك من المهم وضع واقي الشمس الذي يحمي البشرة من التعرض للحروق.
ويوضح أن كريم الوقاية من الشمس يعمل على الحماية من ظهور التصبغات الناتجة عن التعرض المطول للشمس، وتغير لونها، وبروز الأوردة الحمراء الصغيرة على الجلد، كما يقي الجلد من ظهور حب الشباب وأي مشكلات جلدية أخرى ناجمة عن الشمس.
كما قال إن الكثير من المنتجات تستخدم مزيجا بين واقي الشمس الفيزيائي والكيميائي ويحمي كلا النوعين من واقيات الشمس من خطر الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن اختيار المناسب منهما يعتمد على نوع البشرة وحساسيتها تجاه المكونات ونوع بشرة الشخص، وينصح باختيار واقي الشمس الذي يحتوي على مواد مرطبة للبشرة الجافة، واختيار واقي شمس قوامه مائي للبشرة الدهنية.