اهتمت صحيفة الأهرام منذ تأسيسها على يد الأخوين بشارة تقلا، وسليم تقلا، بالآثار المصرية بل جعلت إحدى عجائب السبع وهى الأهرامات عنوانا للمؤسسة الصحفية أعرق المؤسسات الصحفية فى الشرق الأوسط، بل ناضلت الأهرام للحفاظ على الآثار المصرية التى احتكرها الأجانب فقد كانت لها تغطية مهمة فى واقعة خبيئة الدير البحري 1882م ، وناضلت من أجل الملك الذهبي توت عنخ آمون.
موضوعات مقترحة
وفي ذكرى صدور العدد الأول من صحيفة الأهرام، في مثل هذا اليوم 5 أغسطس 1876م ، تنشر بوابة الأهرام نضال صحيفة الأهرام من أجل قضية توت عنخ آمون، ووقائع الصورة التاريخية للصحفيين في وادي الملوك.
وقت اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون نص العقد المبرم بين اللورد كارنافون الممول المالي للاكتشاف وبين جريدة التايمز البريطانية على أن تعطى التايمز 75 % من عائد توريد الاكتشاف والأخبار لمن يريد بمبالغ مالية، حيث تقوم الصحيفة ببيع الأخبار والتقارير، وأن يحصل كارنافون على 25%من عائد الأخبار المباعة، وقد دفعت التايمز 5 آلاف جنيه استرليني لكارنافون، ليبدأ تنفيذ الاتفاق ويمنع الصحفيين المصريين وغيرهم من تغطية الاكتشاف، ويقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين والذي خص بوابة الأهرام بصورة نادرة لأميل أفندي الخوري رئيس تحرير الأهرام الذى صمم على الحضور لوادي الملوك.
ويوضح فرنسيس، أن الأقصر عشرينيات القرن الماضى وقت اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ارتفعت فيها أسعار الفنادق، ووجبات المطاعم بعد اكتشاف المقبرة، مما جعل الصحفيين المصريين يفترشون الحدائق في العراء، مؤكدًا أن مراسل الأهرام الذي بدأ الاحتجاج رفضًا لاحتكار الأجانب لأخبار المقبرة المصرية، كتب عن عصا وقبعة هيوارد كارتر بطريقة ساخرة، كما كتب عن حيلة زملائه الصحفيين الذين كانوا عليهم كتابة خبر ساخر عن دخول فأر للمقبرة بعد أن منعهم اللورد كارنافون من التغطية.
أججت الأهرام الحرب مع إرسال مندوب لها فى وادي الملوك، فقد جاء في مقالها الافتتاحي كتبه المناضل السياسي ورائد الصحافة فكري أباظة، أن "اللورد كارنرفون يستغل رفات آبائنا القدامى أمام أعيننا، ويفشل في إعطاء الأحفاد أي معلومات عن أجدادهم"، ويوضح شريف شعبان، أن الأثري الكبير الدكتور سليم حسن أخذ على عاتقه مهمة نقل الصورة الكاملة لقراء جريدة الأهرام في سلسلة مقالات. وجاء أبرز ما كتبه حول المقبرة في عدد الأهرام المؤرَّخ بـ24 فبراير 1923، تحت عنوان "توت عنخ آمون في مخدعه الأزلي.. مصر أعرق العالم مدنية وأعظم الأمم تاريخًا، ويحكي الأثري الكبير في مقدمة تقريره الذي شغل الجانب الأعظم من الصفحة الأولى للأهرام يومها، كيف أنه أتيح للأثريين المصريين الدخول إلى "مخدع" الفرعون الشاب في 21 فبراير، ووقتها كان سليم حسن يشغل منصب الأمين المساعد بالمتحف المصري.
ويؤكد أمين أنه تاريخيًا لعبت صحيفة الأهرام دورًا كبيرًا في تغطية كافة الاكتشافات الأثرية في مصر مثل خبيئة الدير البحري عامي 1881م-1882م والتي تعرف بخبيئة عبدالرسول، حيث أورد مندوب الوجه القبلي للأهرام الكثير من الأخبار عن هذه الخبيئة الأثرية الكبرى التي ضمت مئات المومياوات، لكن في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عشرينيات القرن الماضي، وجد مراسل الأهرام نفسه في مأزق لذا كان عليه أن يقود الاحتجاج، بل تتبعه صحفيون أجانب ومصريون الذين رسموا كاريكاتيرا ساخرا لكارنافون والذين رفعوا شعار "نحن أحق بملكنا توت عنخ آمون".، وقد ناضلت الأهرام بعد الاكتشاف أيضا ووقفت مع الكومة المصرية ضد هوارد كارتر الذى صمم على احتكار الاكتشاف في عددها الصادر بتاريخ 16 فبراير 1924 تقريرًا موسعًا بعنوان "الخلاف بين كارتر والحكومة في وادي الملوك.. مساعي كارتر في صحف لندن". ولخص الموضوع ما جاء متفرقًا في أعداد سابقة بشأن شكوى كارتر مصلحة الآثار المصرية لمنعها زيارة 22 سيدة إلى المقبرة، واللاتي قيل وقتها إنهن زوجات لأفراد فريق العمل الخاص بكارتر، أما صحافة الغرب وعلى رأسها لندن تايمز فقد انبرت في الدفاع عن كارتر ومشواره العلمي، وأطلقت سهامها تجاه مرقص باشا وانهالت عليه بمختلف الاتهامات، وقد أكدت الأهرام على وقوفها مع الحكومة المصرية وعلى أن الآثار المصرية هى حق للمصريين.
جمعت الصورة التى تنشرها بوابة الأهرام بين كل من: الصحفي عبد القادر حمزة رئيس تحرير البلاغ والذى كانت رحلته للأقصر سببا فى تأليف كتاب أثري يعتبره الصحفيون مرجعا مهما بسبب عذوبة لغته، وأميل أفندى زيدان نجل مؤسس الهلال، أميل أفندي الخوري رئيس تحرير الأهرام آنذاك، وإسكندر أفندي تادرس مندوب المقطم ، وغيرهم من الصحافيين الذين قاموا بتغطية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
الصحفي إميل الخوري