في تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكد أن نسبة المتأخرات عن الزواج من الإناث اللاتي تخطين سن 35 عاما بلغت نحو 11.5 مليون فتاة من داخل القاهرة والإسكندرية وقنا، وأن أهم أسباب ارتفاع هذه النسبة هو ما حصلت عليه المرأة في الآونة الأخيرة من مكانة متساوية مع الرجل، إلا أن الزواج ما زال حلما يراود الجنسين، وأشار التقرير الى ارتفاع نسبة الذين لم يتزوجوا أبدا لكل من الذكور والإناث في الفئة العمرية (35 فأكثر) حيث النسبة 47.8 % للذكور مقابل 36.3 % للإناث.
موضوعات مقترحة
يعزف الشباب عن الزواج لارتفاع الأسعار
عدم الرغبة في تحمُّل المسئولية الجادة
من الطرفين سبب رئيسي
وعن تأخر الزواج تقول الدكتورة أسماء الفخراني مدربة الأنوثة واستشاري العلاقات الأسرية: إن تأخر الزواج أصبح ظاهرة منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا؛ لعدة أسباب منها أسباب اجتماعية واقتصادية أهمها:
أولا: غلاء المهور.
ثانيا: عدم قدرة الشباب على تجهيزات الزواج.
وبدراسة بعض الحالات دون تعميم طبعا وجدت أن هناك بعض الصفات التي تشترك بها معظم الفتيات المتأخرات عن الزواج، ومنها الآتي:
قد تعتقد الفتاة أن مطاردة أي رجل في طريقها يزيد فرصتها في الزواج في حين أنه يقلل من أنوثتها.
كما أن رغبة الفتاة في أن تحصل على شريك مثالي خال من العيوب تقلل من فرص الزواج، فلا يوجد في الواقع من هو كامل الأوصاف.
وقد تتعامل الفتاة بتكبر وغرور وتعالٍ على الآخرين وتحد غير مبرر للجنس الآخر فيحدث نفور من الجنس الآخر.
قد تصنع إحدى الفتيات حركات الإغراء اعتقادا منها بأنها تجذب شريك حياة مناسبا، وهذا بلا شك يقلل من شأنها ومن قدرها وكرامتها.
أن تتعامل الفتاة مع الرجل الخطأ من البداية، حيث تنكر ذلك وتخدع نفسها، وذلك فقط لتحصل على شريك قد تحاول التخلص من علاقتها به فيما بعد لسوء الاختيار.
أن تفقد الرجل قوامته بأن «تشترى راجل» كما يقال عاميا، وتغدق عليه بالهدايا وتعطيه المال، وتبادل الأدوار وتكون هي المعيلة.
وتؤكد الدكتورة أسماء الفخراني أنه قد تتقمص إحدى الفتيات دور الرجال، وهي بذلك تفقد أنوثتها، كما تفقد المهارات الاجتماعية ومنها فن التواصل وعدم تطوير الذات، لذلك على الفتاة أن تقوم بدعم الذات وتقدير نفسها، وأنها تستحق السعادة والنجاح.
وتكمل الدكتورة إقبال السمالوطي أستاذ التنمية والتخطيط الاجتماعي بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة الحوار السابق قائلة: إن تأخر سن الزواج أصبح ظاهرة ندركها جميعا من خلال الدراسات والإحصائيات، وبالملاحظة العامة من المحيط الاجتماعي الذي نعيشه فبعض الشباب يهرب من تحمل المسئولية، فالزواج يعني المهر والشبكة والإعداد للزواج.
كما أن الحياة الزوجية السعيدة لم تعد موجودة في كثير من البيوت، بسبب الأنانية واهتمام كل طرف بذاته فقط، بصرف النظر عن شريكه فكل واحد يمسك الموبايل مع عالمه الخاص، ولم تعد الأسرة تجتمع على الطعام وتتناقش في أمورها الخاصة ومشكلاتها الحياتية.
كما أن كثيرا من الشباب لديهم مخاوف من أن القانون في صف المرأة، وأنه يمكن أن يخرج من الزواج خاسرا لكل شيء إذا تم الطلاق، ولذلك يجب أن يقوم الزواج على معايير التكافؤ الاجتماعي والثقافي والتعليمي والقبول، فالزواج له قدسيته وأهميته لكن للأسف كثير من الشباب لا يدركون أهمية الحياة الأسرية؛ لأن الآباء والأمهات قد يتكفلون بكل متطلبات الحياة، والشاب لا يتحمل أي جزء من المسئولية، وبذلك تهون هذه الحياة بسهولة، ويصبح الطلاق هو الحل المطروح أمامهم.
وتؤكد الدكتورة إقبال السمالوطي أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر وتفاهم، فالعشرة الطيبة تهون الكثير من المشكلات، فقد توجد بعض الخلافات البسيطة التي تحتاج إلى تفاهم من الطرفين، وتنصح الدكتور إقبال السمالوطي بضرورة توعية وإعداد الشباب لمرحلة الزواج، وتيسير مسألة المهور وتكاليف الزواج حتى لا نزيد من مشكلة تأخر سن الزواج، كما يجب التخلي عن الشكليات والاهتمام بالجوهر، فالأسرة القوية المتماسكة هي عماد المجتمع، ولابد أن نهتم بأحوال الأسرة المصرية والعربية ليصبح المجتمع متماسكا وقويا.