«متخليش حلمك.. يبقى حمل» حملة إعلامية تستهدف تنظيم النسل، كي ترعى كل أسرة أطفالها ليكونوا أبطالا، وتستهدف الحملة إلقاء الضوء على خطورة وعواقب كثرة الأطفال وكيف تحرمهم من حقوقهم، وفي الوقت نفسه كيف يمكن أن تجعل أبناءك أبطالا، ولتحقق حلمك وحلمهم أهم خطوة تنظيم النسل ليحصل كل طفل على حقوقه، ومعكم نتعرف إلى الحملة وردود الأفعال عليها.
موضوعات مقترحة
تسعى الحملة إلى التركيز على فكرة: كيف تجعل ابنك بطلا؟ وأن هذا يستلزم رعاية ووقتا ومجهودا، وهذا لن يتحقق مع كثرة الإنجاب، وتعتمد الحملة على عرض نماذج من أبطالنا في الرياضة وغيرها من المجالات مثل البطلة الرياضية هنا جودة، المتابعون للحملة تحمسوا لها وشجعوها، حيث قالت داليا إبراهيم، أم لبنت وولد: «الحملة فكرتها جميلة، لأنها تشجع كل أب وأم على تشجيع أبنائهما ورعايتهما ليكونوا أبطالا وعندما شاهدتها تمنيت أن أرى أبنائي مثلهم»، وترى أن كثرة الأبناء ظلم لهم، لأن كل طفل بحاجة إلى الرعاية من حيث الأكل الصحي والتعليم والعلاج وكثرة الأطفال تحرمهم من حقوقهم، لذلك حرصت على الاكتفاء بطفلين، ويقول أحمد عليوة، أب لولد واحد: «في بداية زواجي قررت أنا وزوجتي أن ننجب طفلين فقط، لكن بعد أن رزقنا الله بابني ومع متطلبات الحياة الكثيرة قررنا الاكتفاء بطفل واحد حتى ينال الاهتمام والرعاية التي يستحقها، وأن أجعل ابني بطلا في يوم من الأيام أفضل من أن أنجب أكثر من طفل ليس لهم شأن في المجتمع».
تحسين الخصائص السكانية
تأتي الحملة في إطار تنفيذ المشروع القومي لتنمية الأسرة، فتوضح الدكتورة أميرة تواضروس، منسق المشروع القومي لتنمية الأسرة للقرى الأولى بالرعاية وقرى حياة كريمة، أن هدف المشروع يتمثل في الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري والأسرة المصرية، وأول خطوة لتحقيق ذلك هو تنظيم الأسرة، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى يتم مناقشة القضية السكانية من منظور تنموي، وأكدت أنه من أبعاد المشكلة السكانية في مصر أن النمو السكاني لا يتوازن مع حجم الموارد الثابت والنمو الاقتصادي، مشيرة إلى أن تدني الخصائص السكانية يعيق أي تقدم تسعى إلى تحقيقه الدولة فلا يمكنها النهوض بجودة حياة المواطنين، وأوضحت أن الدولة قررت أن تأخذ الموضوع من منظور تنموي لتحسين الخصائص السكانية، لأن المشكلة ليست فقط في عدد السكان، لكن تكمن في الخصائص السكانية، وأكدت أهمية دور القيادات الدينية المسلمة والمسيحية في توعية الأفراد من الجنسين بالقضايا السكانية والتنموية، ودعم جهود الدولة في هذا الإطار لتنمية الخصائص السكانية، وأضافت أنه من المستهدف الوصول إلى 3600 قيادة دينية في قرى محافظات حياة كريمة لتوعيتهم، للوصول إلى 10 مليون سيدة بجميع المحافظات خلال السنوات الثلاث المقبلة.
توضح الدكتورة هناء الخولي، مديرة إدارة الإعلام بقطاع السكان بوزارة الصحة، أن الحملة ستستمر مع إبراز أبطال في كل المجالات مؤكدة ضرورة الاهتمام بـ«الصحة الإنجابية»، و«الحقوق الإنجابية» والتوعية بخدمات الصحة الإنجابية وآثارها على صحة المرأة، والهدف الرئيسي لخدمات الصحة الإنجابية يتمثل في توفير الخدمات الصحية المأمونة التي تساعد المرأة على أن تجتاز مراحل عمرها المختلفة بأمان وبصحة، والحد من الوفيات والأمراض الشائعة في هذه المرحلة العمرية.
المباعدة بين الولادات
أوضح د. بهاء شوكت، مستشار الصحة الإنجابية والتدريب، أهمية تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات، مؤكدا فائدة المردود الصحي والاجتماعي والاقتصادي لتنظيم الأسرة مع مراعاة التوقيت الصحي للحمل والمباعدة المثالية بين ولادة طفل والحمل الذي يليه. ويجب مراعاة الحمل بسن مناسبة، والتعريف بأهم وسائل تنظيم الأسرة التي يتم استخدامها، وينصح الدكتور بهاء بعدم تصديق أي شائعات، حيث إن هناك مفاهيم خاطئة تتعلق بوسائل تنظيم الأسرة.
التوعية المستمرة
أكد د. جابر طايع رئيس القطاع الديني السابق بالأوقاف أن قضية تنظيم الأسرة من أهم القضايا التي تستحق الاهتمام، لأنها تبني المجتمع مع التوعية المستمرة، وأشار إلى أهمية تدريب القيادات الدينية لتوصيل الرسالة الصحيحة إلى الأهالي وبقية الدعاة في جميع المحافظات حول القضايا السكانية وتنظيم الأسرة، وهذا أهم طريق لتنفيذ أهداف مشروع تنمية الأسرة، وأكد ضرورة تباعد الولادات وتنظيم الأسرة، مشيرا إلى أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النسل ومن وسائل تحقيق ذلك التباعد بين الولادات المصحوبة بالتغذية الصحية السليمة المناسبة لكل مرحلة من أجل نمو الإنسان، لتكوين أسرة سليمة صحيا ونفسيا والحفاظ على حق الأبناء والفتيات في الحصول على حياة جيدة وتربيتهم تربية صحيحة.
ورعاية أبنائنا والتخطيط لمستقبلهم ضرورة لخلق جيل من الأبطال الذين يشرفون بلدهم وعائلاتهم، وعلى كل أب وأم أن يدرسا خطوة الإنجاب ويدركا أن العزوة ليست بكثرة الأطفال، لكن بخلق أشخاص قادرين على بناء حياتهم وبناء الوطن.