Close ad

كُسب الصويا «الجوكر» فى علائق الدواجن

2-8-2023 | 14:31
كُسب الصويا ;الجوكر; فى علائق الدواجنكُسب الصويا الجوكر فى علائق الدواجن
فاروق الحاج
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن
  • موضوعات مقترحة

    تخمير الصويا: تقنية جديدة تعمل على زيادة نمو ومناعة الأسماك

  • بدائل الصويا قليلة وهناك محددات لإضافتها فى تركيب العليقة

  • الصويا المكون الأساسى للبروتين فى علائق الدواجن والأسماك

  • الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى تفاقم مشكلة الأعلاف وارتفاع أسعارها

يعتبر فول الصويا مصدراً جيداً للبروتين النباتى، الذى يعد أهم عنصر فى العناصر الغذائية، حيث إنه يدخل فى تكوين الخلايا والهرمونات والأجسام المناعية، ويحتوى على جميع الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة للنمو وبناء أنسجة الجسم، كما أنه يحتوى على نسبة كبيرة من الدهون، التى تعد المصدر الأساسى للطاقة التى يستخدمها الكائن الحى فى توفير الحرارة اللازمة لجسمه، لذلك فهو يستخدم كمكون أساسى فى تغذية الدواجن وحيوانات المزرعة.

 وحول أهمية استخدام كسب فول الصويا فى علائق الإنتاج الحيوانى عموماً، والمشاكل التى تواجهه كان هذا التحقيق.

مكون أساسى

تشير الدكتورة قوت القلوب مصطفى رئيس قسم تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، إلى أن فول الصويا يعتبر المكون الأساسى للبروتين فى علائق الدواجن؛ لاحتوائه على معظم الأحماض الأمينية التى تحتاجها وبنسب متزنة، ويتم استخدامه على هيئة كسب (وهوالناتج من عصر البذور بعد استخراج الزيت، الذى يتم توجيهه للاستهلاك الآدمى)، وتضيف لا ينصح باستخدام بذور فول الصويا الخام فى تغذية الدواجن؛ لاحتوائها على عامل يعيق النمو، حيث إنه يوقف عمل إنزيم التربسين، مما يؤدى إلى إعاقة هضم بعض الأحماض الأمينية، خاصة المثيونين، والسيستين وعدم الاستفادة منها، إلا أنه يمكن التخلص من مثبطات التربسين التى تخفض القيمة الغذائية للبروتين بالمعاملة الحرارية المناسبة، حيث تتأثر الدواجن أو حيوانات المعدة الواحدة البسيطة باستخدام فول الصويا، بعكس الحيوانات المجترة التى تكون قادرة على استخدام فول الصويا غير المعامل بالحرارة.

وتوضح أنه يوجد عدة أنواع من فول الصويا، والتى تختلف فى نسبة البروتين الخام الموجودة بها، حيث يحتوى بعضها على نسبة 44 % بروتين، والبعض الآخر على 46 % بروتين، وهناك أنواع أخرى تحتوى على 47 % ، 48 % بروتين، وتحدد قيمة فول الصويا بناء على نسبة البروتين الموجودة به، وتستخدم هذه الأنواع فى تغذية الدواجن وتعطى نتائج جيدة، وتدخل فى مكون العلائق بقيمة ماتحتويه من نسب البروتين.

بدائل الصويا

وتقول د.قوت إن فول الصويا له أهمية عالمية، وتستخدمه معظم دول العالم فى العلائق والأعلاف المركزة، وبدائل فول الصويا قليلة، ولاتدخل فى تكوين العلائق بنفس نسب كسب الصويا، الذى تتم إضافته فى تركيب العليقة بنسب تبدأ من 18% إلى 30 % من تركيب العليقة، وتوضح أن هناك محددات لإضافة أى مواد أخرى بديلة فى تركيب العليقة، مثل عدم وجود نسبة عالية من الألياف بها لعدم قدرة الدواجن على هضمها، أو قد تحتوى على مادة سامة، أو بها نقص فى حامض أمينى معين، أو توجد بها مواد أخرى تعيق النمو، فمثلاً جلوتين الذرة رغم أنه مادة غنية بالبروتين، حيث تتراوح نسبة البروتين الخام به بين 40 % ـ 64 % إلا أن محتواه منخفض فى بعض الأحماض الأمينية الأساسية، مثل: الليسين والارجينين والتربتوفان، وبالتالى عند استخدام بدائل فى العلائق يجب أن تكون بنسب قليلة لاتتعدى 5 % من محتوى العليقة، وبشرط التعرف على مشاكلها والتغلب عليها وضبط البروتين والطاقة الممثلة فيها.  

 وتشير إلى أن استخدام كسب فول الصويا فى تغذية الدواجن لا توجد عليه أى محاذير، فهو المكون الأساسى للعليقة؛ لاحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، والدهون التى تحتاجها الدواجن للنمو الجيد خلال فترة زمنية محددة، وبالإضافة إلى البروتين النباتى، يجب أن تحتوى العليقة على جميع العناصر الغذائية الأخرى من فيتامينات ومعادن وأملاح مثل الكالسيوم والفسفور وغيرذلك، ويتم تحديد نسب مكونات العليقة وفقاً لاحتياجات الطيور، ونوعها، وفترة عمرها، والظروف البيئية المحيطة بها وغير ذلك. 

كسب الصويا

ويوضح الدكتور أيمن عبد الحى رئيس قسم تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، أن كسب فول الصويا يتم استخدامه بنسب أعلى فى علف الدواجن، الذى يتكون من كسب فول الصويا والذرة الصفراء والجولتين، أما بالنسبة لتغذية الماشية فيتم الاعتماد على الأعلاف المركزة من فول الصويا، ولكن بنسب ضئيلة تتراوح مابين 10% - 15% فقط، ويتم استخدام بدائل أخرى من الأعلاف التقليدية من المخلفات الزراعية، مثل: قش الأرز ومخلفات المطاحن والتصنيع وغيرها، وذلك لتقليل التكلفة.

بمعنى أن القيمة الغذائية لعلائق الماشية لا تعتمد فقط على فول الصويا، وإنما بإضافة أكساب أخرى مثل: كسب الذرة والقطن والسمسم وغير ذلك، مشيراً إلى أن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى تفاقم مشكلة الأعلاف والارتفاع الكبير فى أسعارها، وأن الدولة المصرية تولى اهتماماً خاصاً بالتوسع فى زراعة مساحات كبيرة من الذرة الصفراء، فى بعض المناطق مثل الوادى الجديد والأراضى الجديدة، ومشيداً بأهمية المنتج المحلى من حيث: الجودة والحفاظ على القيمة الغذائية، وتخفيض فاتورة الاستيراد، وتقليل التكلفة.

وأوضح أن احتياجات مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الذرة الصفراء، تتطلب زراعة 3 ملايين فدان، ويوجد منه أصناف تتحمل الملوحة لزراعتها على الآبار، مشيراً إلى  ضرورة استغلال الأراضى الصحراوية الشاسعة، فى زراعة أصناف جديدة من الأعلاف التى تتحمل الملوحة مثل الكانولا، والتوسع فى صناعة السيلاج، وذلك إلى جانب الزراعات التقليدية من البرسيم والذرة.

معامل الاستفادة

ويوضح الدكتور عبد الرحيم الريحانى الباحث بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى ـ مركز البحوث الزراعية، أن زراعة فول الصويا تحتل أكبر مساحة فى العالم، وتتحكم فى إنتاجه دول كبرى، وذلك لأنه يعد أهم مصادر البروتين النباتى، إذ أنه يستخدم كغذاء للإنسان والحيوان، من خلال الكسب الذى ينتج بعد استخراج زيت بذرة فول الصويا، الذى يستخدمه الإنسان فى غذائه، لافتاً إلى أن الأحماض الأمينية الموجودة فى كسب فول الصويا تتميز بجودتها العالية، وتكون أكثر فائدة للدواجن، حيث يكون معدل التحول الغذائى والقيمة الحيوية لعملية الهضم بها أعلى، مضيفاً أما بالنسبة للماشية أو المجترات بصفة عامة، فتكون عملية الهضم ومعامل الاستفادة من التغذية على كسب فول الصويا لديها أقل بسبب الكرش، ولذلك فإنه يستخدم فى تغذية الماشية بنسب أقل من الدواجن، فهو ليس مكوناً أساسياً فى أعلاف الماشية، حيث تتم الاستعانة بأنواع أخرى من الأكساب منها كسب الكتان وعباد الشمس والقطن، ويعتبر كسب الكانولا أفضلها لكنه يزرع فى مصر بكميات قليلة جداً.

المخلفات الزراعية

ويرى أن مشكلة الأعلاف تكمن فى محدودية الرقعة الزراعية بالنسبة لعدد السكان المتزايد، حيث تستورد مصر أكثر من 70% من احتياجاتها من الأعلاف سنوياً، وأن المخلفات الزراعية يمكن أن تحل جزءاً من هذه المشكلة، ولكن يجب التوسع فى الزراعة رأسياً وأفقياً لزيادة إنتاجنا من الحاصلات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى القومى، وذلك من خلال تضافر الجهود بين الجهات المعنية والاهتمام البحث العلمى.

علائق الأسماك

وقال الدكتور أحمد الأشرم الأستاذ بكلية الثروة السمكية بقناة السويس، أن فول الصويا يعد المكون الرئيسى فى عليقة الأسماك، نظراً لارتفاع نسبة البروتين النباتى به، ويتم استيراد كميات كبيرة منه من الخارج، حيث يتم استخدامه فى مصر بشكل كبير، ويحظى فول الصويا باهتمام كبير عالمياً لفوائده الاقتصادية والصحية العديدة، حيث توجد هيئة الفول الصويا الأمريكية فى جميع أنحاء العالم، وتهتم بإجراء التجارب لمتابعة استخدام فول الصويا فى مصر، كما أنها تقوم بعمل دورات وندوات تعليمية وإرشادية لمستزرعى الأسماك وكل المهتمين بهذا المجال من الباحثين والمتخصصين، وتقدم الدعم الفنى للمستثمرين الأجانب بمصانع الأعلاف.

تخمير الصويا

وتابع، لقد بدأت هيئة الفول الصويا الأمريكية فى استخدام تقنية جديدة وهى التخمير لفول الصويا، وقد تم تطبيق هذة التقنية فى أحد المصانع بمصر، والتى كانت لها نتائج إيجابية كبيرة، حيث نتج عنها مواد تعمل على زيادة نمو ومناعة الأسماك، وخاصة فى ظل ماتعانيه مصر والعالم أجمع من التغييرات المناخية، التى أدت إلى ظهور بعض الأمراض للأسماك، كما أن استخدام هذه التقنية أدى أيضاً إلى زيادة القيمة الغذائية لفول الصويا المستخدم فى تغذية الأسماك.     

وأعرب عن تطلعه إلى التوسع فى زراعة فول الصويا فى مصر، والذى يستخرج منه الزيت الذى ينتج عنه الكسب الذى يستخدم فى تغذية الأسماك، كاشفاً أن كل مصانع الأعلاف تستخدم فول الصويا فى تركيب العلائق، وأن أمريكا لديها دراسات عن الأعراض الجانبية لاستخدام فول الصويا، وأنها تجرى بعض التجارب باستخدام الهندسة الوراثية وبعض المواد للتغلب على هذه الأعراض.   

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: