انتهت الثانوية العامة لعام 2023 بكل ما تحمله من ضغط وتوتر وقلق طوال هذه المرحلة، وبدأت مرحلة اختيار التخصص والكلية المناسبة والتي تعد من أصعب المراحل، فاختيار التخصص الجامعي هو القرار الأصعب بلا منازع، لأنه يحدد مصيره المهني ومستقبله، وقد تؤدي الرؤية القاصرة واختيار تخصص غير مناسب إلى الندم فيما بعد، الأمر الذي يطرح تساؤل كيف تختار تخصصك قبل كليتك، والإجابة نوضحها في السطور التالية...
موضوعات مقترحة
ويخوض الطلاب حاليا تنسيق الثانوية العامة، للالتحاق بالكليات في الجامعات الحكومية أو الأهلية أو الخاصة، ومن المقرر بدء التسجيل في المرحلة الأولى للتنسيق من يوم السبت المقبل الموافق 5 أغسطس، ويستمر تسجيل الرغبات بتنسيق الجامعات حتى يوم الأربعاء الموافق أغسطس، وهو ما يتطلب ضرورة التأني قبل تسجيل الرغبات، للحصول على عمل أفضل في المستقبل.
ويحظى التعليم الجامعي بأهمية كبيرة، لأنه يعد بمثابة تأهيل معنوي وأكاديمي للطالب للالتحاق بسوق العمل بعد التخرج، لذلك لا بد من اختيار جامعة مناسبة بتخصص يتوافق مع قدرات الطالب وميوله التعليمية، وعليه التركيز لتحديد أهدافه وتطلعاته نحو المستقبل مع توظيف درجاته في شهادة الثانوية العامة بدرجات التنسيق والكليات المتاحة سواء كانت جامعات حكومية أو أهلية أو خاصة.
ووجه عدد من الخبراء التربويين، نصائح لطلاب الثانوية العامة لاختيار التخصص المناسب لهم قبل بدء مرحلة التنسيق، وتحديد الرغبات في التنسيق بسهولة وتحديد مصيرهم الدراسي والمهني خلال المرحلة الجامعية لتحقيق طموحهم، حيث تفتح الشهادات الجامعية الباب للطلاب للحصول على عمل وحياة أفضل في المستقبل.
اختيار التخصص الجامعي
يؤكد الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي، أن عملية اختيار التخصص الجامعي تعد بوابة مهمة نحو التوظيف لتحديد نقاط القوة والضعف قبل الانغماس في الحياة العملية، واختيار المسار الجامعي المناسب مبني على العوامل التي سيكون الطالب مر بها خلال معلومات في مرحلة تعليمه الإعدادية أو الثانوية، لتكون وظيفة مناسبة في نفس مجال دراسته، فالاختيار الصحيح سيمكن الطالب من اكتساب المهارات اللازمة التي تساعده على إيجاد الوظيفة المناسبة والنجاح في مسيرته المهنية.
أضاف أن هذه المرحلة قبل بدء التنسيق لها أهمية كبيرة، وعلى أولياء الأمور فتح الحوار مع أبنائهم حول الكليات التي تتناسب مع تخصصاتهم وتشجيعهم على العطاء والإنجاز، مما يكشف عن قدراتهم وإبداعاتهم وميولهم، ويتيح لهم الفرصة للتعبير عن مواهبهم في وظائف ونشاطات أخرى كالوظائف ونشاطات أخرى كالوظائف الإشرافية والإدارية والقيادية.
أهمية اختيار التخصص قبل الكلية
والاختيار السليم للتخصص الجامعي قبل اختيار الكلية، له أهمية كبيرة للطلاب، يوضحها الدكتور حسن شحاتة، أولها وضوح رؤية الطالب ودراسة متطلبات التخصص عن دراية وفهم، والحصول على فرصة عالية للتدريب، والحصول على درجات دراسية مرتفعة تزيد من ثقته بنفسه، وتحديد المسار الوظيفي المستقبلي للطالب مما يجعله قرارا مهما بالنسبة له.
ويشير الخبير التربوي، إلى أن اختيار التخصص الجامعي هو قرار مهم ومصيري، لذا قد يكون الطالب مثيرا للتوتر والخوف، ويشعر الطالب بالضغط لاتخاذ قرار صائب ومناسب لمستقبلهم المهني.. وقد يخشى أن يكون اختياره خاطئا ويؤثر على حياته المستقبلية، ولابد أن يدرك الطالب أنه يمكن أن يغير التخصص وينتقل لمجال آخر، فالجامعة هي مكان لاكتشاف الاهتمامات وتطوير المهارات واكتساب المعرفة، وبيئة يمكن للطلاب فيها استكشاف الخيارات وتجربة أشياء جديدة.
ويمكن للطلاب أن يتحدثوا مع مستشاري التوجيه المهني في الجامعات، والبحث عن معلومات حول التخصصات المختلفة ومتطلباتها وفرص العمل المستقبلية، حيث إن التفكير في فرص العمل المستقبلية هو جزء مهم من عملية اختيار التخصص الجامعي، فيجب على الطلاب أن يكونوا واقعيين والأخذ في الاعتبار أن الاختصاص الجامعي الذي يختارونه سيؤثر على فرص عملهم المستقبلية.
التأني في اختيار التخصصات
وتؤكد الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على ضرورة التأني في اختيار الكليات، والحصول على الوقت الكافي لتحديد اهتماماتهم ومهاراتهم واستطلاع الخيارات المتاحة لهم، وقبل تسجيل الرغبات في تنسيق الكليات، يجب على الطلاب أن يقوموا ببحث شامل حول كل الكليات المتاحة والتعرف على متطلبات كل تخصص وفرص العمل في المستقبل، كما ينبغي عليهم التشاور مع أولياء الأمور والمستشارين التعليميين للحصول على المشورة والنصائح القيمة.
ويساعد التآني والتفكير الجيد قبل اتخاذ قرار التخصص، على اتخاذ خيارات تناسب قدراتهم واهتماماتهم، وبالتالي تحقيق النجاح والرضا في مساراتهم الدراسية والمهنية المستقبلية، لأن اختيار التخصص الجامعي هو قرار مهم جدًا ويمكن أن يكون محطم للبعض بسبب الضغوط والتوتر الذي يعانون منه، ولكن من المهم أن يتذكر الطلاب أن التخصص الجامعي ليس نهاية المطاف ولا يحدد مستقبلهم إلى الأبد.
10 عوامل لاختيار التخصص الجامعي
ومن المهم أن يدرك الطلاب العوامل المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار التخصص الجامعي والكلية المناسبة، وتحدد الدكتورة سامية خضر تلك العوامل فيما يلي:
- اختيار مجال يوفر فرصاً جيدة للتوظيف والتطور المهني.
- التعرف على مهاراتك وميولك واهتماماتك الشخصية.
- البحث واستكشاف الخيارات المتاحة.
- التحدث مع المستشارين التعليميين والخبراء.
- النظر في الفرص المهنية وسوق العمل.
- التفكير في الطموحات المستقبلية.
- التحقق من فرص العمل المتاحة في التخصص الذي يرغب الالتحاق به.
- التفكير في متطلبات المستقبل.
- البحث عن البيئة الجامعية التي تناسب احتياجات الطالب الأكاديمية والاجتماعية.
- الحصول على دعم من أولياء الأمور في اتخاذ قراره بشأن التخصص الجامعي.
أهمية الدعم النفسي للطلاب لاختيار التخصص السليم
وهناك أهمية كبيرة لدعم الطلاب وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم خلال هذه المرحلة الحساسة، ويؤكد الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، أنه يجب على أولياء الأمور أن يشجعوا الطلاب على التحدث عن مشاعرهم وأفكارهم ومخاوفهم والاستماع إليهم بدون أن يحكموا عليهم، ويمكن للطلاب أن يبحثوا عن طرق للتخفيف من التوتر والضغوطات مثل ممارسة التمارين الرياضية، والاسترخاء والتأمل، والتحدث مع أصدقائهم والبحث عن أنشطة ترفيهية تساعدهم على التخفيف من الضغوط.
والهدف الأساسي في هذه المرحلة هو مساعدة الطلاب على اتخاذ القرارات الصحيحة بناءً على اهتماماتهم ومواهبهم وطموحاتهم، وتشجيعهم على التعلم والاستكشاف والنمو الشخصي، ومن المهم أن يدرك الطلاب أنه ليس هناك خيار صحيح أو خاطئ في اختيار التخصص الجامعي، وأنه يمكنهم أن يجربوا ويتعلموا من الخبرات الجامعية ويعدلوا مسارهم بناءً على ذلك.
ويوضح استشاري الصحة النفسية، أن هناك العديد من الأشخاص يعملون في مجالات مختلفة عن تخصصاتهم الجامعية، وقد يجدون شغفًا واهتمامًا في مجالات أخرى، ومن المهم أن يكون الطالب راضيًا ومستمتعًا بالتخصص الذي يدرسه في الجامعة، لأن الوقت الذي يقضيه في الدراسة سيكون طويلًا ويتطلب جهدًا وتفانيًا.
وشدد الخبراء التربويون، على ضرورة اختيار التخصص الجامعي بعناية وتفكير جيد، حيث يمكن للطالب أن يحقق نجاحاً في حياته الأكاديمية والمهنية ويكون راضيًا عن اختياره، ويجب أن يشجع الطلاب على البحث والاستفسار واستشارة الخبراء للحصول على المعلومات اللازمة قبل اتخاذ القرار النهائي.