هذا كتابي في يد القراء... ينزل في بحر بلا انتهاء
فيه من الحكمة والغباء... وفيه من يأس ومن رجاء
وفيه من حب ومن بغضاء... وفيه من صمت ومن ضوضاء
(عباس محمود العقاد)
هي الحياة بما فيها ومن فيها من حكمة وغباء ويأس ورجاء كما قال الكاتب الكبير عباس محمود العقاد، وفيها أيضا تحديات وعقبات ونجاحات..
ومما لا شك فيه أن هذا العصر غير كل العصور السابقة في تحدياتها كما أنه غير كل العصور السابقة في تكنولوجيتها وتقدمها، فإذا كانت التكنولوجيا والتقدم جملا العالم قرية صغيرة بالفعل تتنقل فيه التجارة والمعرفة بسرعة هائلة، فأيضا تتنقّل هيه الأمراض سواء البشرية أو الاقتصادية بنفس السرعة..
فكما شاهدنا وتألمنا من أوجاع الكورونا والتي انتقلت من الصين إلى العالم كله ففرضت علينا حظر التجوال وأثارت فينا المخاوف حنى من التنفس وأجبرتنا على ارتداء الكمامات، وما ليث العالم أن تخلص من وباء كورونا وسيطر عليه حتى ل العالم في أزمة اقتصادية كبرى ناتجة عن الصراع (الروسي- الغربي في أوكرانيا).. بالتوازي مع التداعيات الخطيرة على المناخ.. والمناخ والحرب الروسية الأوكرانية مست بشكل مباشر الغذاء في العالم كله وأثرت على اقتصاديات الدول الكبرى قبل النامية..
تحد قوى جديد تواجهه مصر رغما عنها وخارج عن نطاقها الجغرافي، ولهذا كانت القمة الروسية الإفريقية التي عقدت مؤخرا في روسيا بالغة الأهمية وفى كلمته في الجلسة الافتتاحية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. أن هذه القمة جاءت في ظرف دولي بالغ التعقيد ومناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب، والتغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية. والتي بنى على أساسها نظامنا الدولي بمفهومه الحديث وتقف دولنا الإفريقية في خضم ذلك، لتواجه عددًا ضخمًا من التحديات، التي لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموي. وإنما تهدد محددات أمنها وحقوق الأجيال القادمة وبحيث باتت شعوبنا تتساءل بشكل مشروع. عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات، للتصدي لهذه التحديات، وتأمين مستقبل آمن لهم.
وطالب في كلمته.. بضرورة الأخذ في الاعتبار احتياجات الدول النامية، وعلى رأسها دول القارة الإفريقية. فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها، جراء الصراعات والتحديات القائمة، وبالتحديد في محاور الأمن الغذائي. وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة مؤكدا في هذا الشأن، أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة، بأسعار تساعد إفريقيا على تجاوز هذه الأزمة مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة، تدعم النظم الزراعية والغذائية في إفريقيا.. وإننى لأتطلع إلى التوصل لحل توافقي، بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار، مطالب كافة الأطراف ومصالحهم، ويضع حدا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب.
دروس كثيرة مستفادة من هذه التحديات التي مرت وتمر بالعالم كله خلال الفترة الأخيرة من وباء الكورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية.. وأهم هذه الدروس هو أهمية وضرورة تكثيف الإنتاج المحلى بمصر بمختلف أشكاله سواء انتاج زراعي وصناعي أو جذب سياحي وذلك هو المدخل الوحيد والصحيح لتقليل حجم الآثار السلبية الناتجة من تحول لعالم الى قرية صغيرة.. هذا في الجانب الاقتصادي فقط أما في الجوانب الاجتماعية فذلك حديث يطول.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر
وحفظ جيشها وشعبها وقائدها