بعد تحميله مسئولية الكهرباء.. مقترحات بإلغاء التوقيت الصيفي.. وخبراء: لا يناسب طبيعة الحياة في مصر

27-7-2023 | 23:50
بعد تحميله مسئولية الكهرباء مقترحات بإلغاء التوقيت الصيفي وخبراء لا يناسب طبيعة الحياة في مصرالتوقيت الصيفي
إيمان البدري

مع استمرار عملية تخفيف الأحمال في الكهرباء أثار البعض قضية الأسباب التي دفعت إلى التخفيف ومن بين ما طرح التوقيت الصيفي المعمول به منذ آخر جمعة في أبريل الماضي، ومن أجل ذلك خرجت دعوات تطالب بإلغاء التوقيت الصيفي، لحل أزمة انقطاع الكهرباء.

موضوعات مقترحة

لكن هل بالفعل التوقيت الصيفي هو السبب في أزمة انقطاع كهرباء، بعدما أدى إلى طول مدة النهار بحوالي ساعة تقريبا، ما أدى إلى لجوء الحكومة إلى وضع خطة لـ تخفيف الأحمال عبر قطع الكهرباء؟

ومن المعروف أن التوقيت الصيفي في الأساس تم تطبيقه من أجل تقليل معدل استهلاك الطاقة، من خلال تقديم نهار العمل لمدة ساعة، ما يجعل العمل في وقت متقدم من اليوم لمدة ساعة، وبالتالي تقليل استخدام المبردات، وكذلك تقليل استخدام الإضاءة، ما ينتج عنه تخفيف للأحمال وترشيد لمعدل استهلاك الطاقة بشكل تلقائي.

ولتأكيد ذلك أفادت المذكرة الإيضاحية لـ قانون التوقيت الصيفي الذي تقدمت به الحكومة أن السبب لعودة العمل بهذا النظام من جديد هو الرغبة في الوفرة في مخزون الطاقة الذي يستخدم في الكهرباء.

كما أن الوزارات والهيئات الحكومية، خلال تقريرها الصادر عن إقرار التوقيت الصيفي، أكدت أن هذا النظام الزمني، يؤدي إلى وفرة في استهلاك الطاقة والكهرباء من خلال استغلال ساعة من النهار مبكرة تكون فيها درجات الحرارة منخفضة، وبالتالي يقلل ذلك من تشغيل المبردات والمكيفات بالسيارات والمباني الإدارية والسكنية.

 ورغم التقرير الصادر عن المركز القومي لبحوث الإسكان التابع لوزارة الإسكان، والذي تحدث عن الأثر الإيجابي للتوقيت الصيفي، مؤكدًا أن أثره الإيجابي عند التطبيق الفعلي سيظهر، وهو ما تحفظ عليه البعض مستدلين بأزمة انقطاع الكهرباء، كما أن تقرير الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية للعمليات والشبكات، أشار إلى أن التوقيت الصيفي يوفر وحدات الغاز المستخدمة في إنتاج الكهرباء، كدليل جدوى التوقيت الصيفي في ترشيد معدل استهلاك الطاقة.

يتنافى هذا الأمر مع الطرح الذي ذهب إليه البعض، والذي يرى أن التوقيت الصيفي أدى إلى وجود أزمة في معدل استهلاك الكهرباء، وبالتالي لجأت الحكومة لتخفيف الأحمال عبر قطع التيار الكهربائي بصفة متكررة يوميًا، وذلك على كل محافظات الجمهورية، وهو الأمر الذي يستدعي التدخل وإلغاء التوقيت الصيفي من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء بشكل حقيقي.

علاقة التوقيت الصيفي بزيادة معدل استهلاك الكهرباء

 وحول التوجه أن التوقيت الصيفي هو المتهم الأول في انقطاع الكهرباء، قال  الدكتور هانئ محمود النقراشي عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، في تعليقه على أزمة انقطاع الكهرباء بسبب تخفيف الأحمال، إن أزمة انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال، جاءت نتيجة طول مدة النهار بسبب التوقيت الصيفي، وبالتالي زيادة معدل استهلاك المواطنين للكهرباء نتيجة طول تلك المدة، من أجل العمل والإضاءة في الأماكن المغلقة، وكذلك التبريد، ما يعد حملا متزايدا على الكهرباء.

د.هانئ محمود النقراشي

التوقيت الصيفي تقليد أوروبي أوقعنا في أزمة

وفي سياق متصل أضاف عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، أنه حدث ما كان يخشاه، وهي زيادة استهلاك الكهرباء بالتوازي مع زيادة النشاط البشري أثناء النهار الذي أطال زمنه التوقيت الصيفي، حيث إن اختراع التوقيت الصيفي لزيادة زمن النور الطبيعي يوفر الإضاءة في المناطق التي لا تستعمل التكييفات.

أما زحزحة النشاط الإنساني إلى وقت النور الطبيعي في الأماكن الحارة فيتبعه زيادة استعمال التكييفات التي تستهلك كهرباء أكثر من الإضاءة بمراحل، ولكن تقليد الأوروبيين دون عمل دراسة عن ظروفنا أوقعنا في هذه الأزمة.

حلول للخروج من الأزمة

أشار  الدكتور هانئ محمود النقراشي، إلى أن الحل موجود واسمه مخطط خميسة لأنه لا يحتاج الغاز في الصيف وأشعة الشمس الذهبية توصيل باب محطة الكهرباء وهذه المحطة قريبة من المستهلك فلا يتضرر من فاقد نقل الكهرباء، وفوق كل ذلك تتيح تحلية ماء البحر بفائض حرارتها دون إنقاص كهربائها أي تقريبا مجانا، ومن يفكر بعد ذلك في رفض كل هذه المزايا ويفضل حرق الغاز؟ طبعا الذي يراعي مصلحة المواطن.

وقال النقراشي، إنه مازال يؤكد أن أفضل حل لمشكلة الكهرباء في مصر هو "مخطط خميسة" لأنه:
١ -يعمل ليل نهار مثل المحطات التقليدية  
٢- لا يحتاج لغاز طبيعي لأن وقوده أشعة شمس مصر الذهبية
٣- لا يحتاج شبكات نقل الكهرباء
٤-تكلفة إنتاج الكهرباء أقل من الحالي بمراحل
٥-تمويله محلي لأنه من الوفرة في الوقود
٦-تصنيعه ٧٠% محليا يرتفع إلى ١٠٠%
٧ -تعمل تحلية ماء البحر من فائض حرارته يعني تكلفة المياه تقرب من الصفر.

التوقيت الصيفي تقليد للحياة الأجنبية

من جانبه قال الدكتور هشام عيسى المنسق السابق للاتفاقية الوطنية لتغير المناخ، وعضو اتحاد خبراء البيئة العرب، إنه من أنصار إلغاء التوقيت الصيفي، حيث إن  فكرة موضوع التوقيت الصيفي مرفوضة لأنه تقليد للحياة الأجنبية، وهنا أقول ليس كل شيء أجنبي يصلح لمصر وليس فقط في التوقيت الصيفي ولكن في كل شيء  يتعلق بتغير المناخ أو تتعلق بالطاقة أو بخفض الانبعاثات، حيث إن فكرة تقليد الدول دون تمصير للآليات الموجودة يعتبر خطأ كبيرا.

هشام عيسى

فليس كل الآليات والأدوات تصلح في دولة معينة ولا سيما فيما يتعلق بالدول الأوروبية لا تصلح أن يتم تنفيذها في مصر كما هي، بسبب أن الدول الأوروبية لديها وعي بالقضايا البيئية بصفة عامة فضلا عن أن النظم الاقتصادية بها مرونة أكثر من مصر.

ويكمل، أن الدول الأوروبية المتقدمة لديها من الأدوات والآليات التي تتعامل مع قضية التغيرات المناخية، لذلك يجب أن يتم تمصيرها حتى تتوافق مع الظروف الوطنية والخطط الخاصة بالتنمية الاقتصادية، لأنه لا يصلح تطبيقها كما هي في مصر  إلا بعد عمل تعديلات بها حتى تتوافق مع الظروف الوطنية، ولكن تطبيق التوقيت الصيفي لا يصلح تطبيقه في مصر.

نهار الدول الأوروبية ينتهي 11 مساء

 وفسر هشام عيسى، الفروق بين الدول الأوروبية وبين مصر في تطبيق التوقيت الصيفي، حيث إن غروب الشمس في الدول الأوروبية في الصيف يحدث الساعة 11 ليلا،  كما أن مواعيد العمل لديهم تنتهي الساعة 6 ويعودون لمنازلهم ويتناولون جميع وجباتهم وما زال النهار مستمرا، كما أن المحلات لديهم تغلق الساعة السادسة ليلا.

 لذلك الدول الأوروبية يقومون بإطالة فترة النهار بهدف تقليل الإضاءة لأن المحلات لديهم تغلق الساعة 6 و7 مساء، ولكن يحدث العكس في مصر وهو أنه تم إطالة فترة النهار ولكن المحلات لم يتم غلقها إلا في الساعة 12 ليلا وهذا خطأ ولا يصلح، إذا فإنه تم إضافة ساعة ليس لها أي جدوى ولا أهمية، لذلك نقول إن استمرار فكرة التوقيت الصيفي في مصر ليس لها علاقة بالإضاءة أو من ناحية منهج الحياة.

ويواصل، أن منهج ونمط الحياة في مصر يختلف عن الخارج حتى من الناحية العلمية، فنجد أن النهار في الدول الأوروبية طبيعي يصل إلى 11 مساء وتغرب الشمس11 ليلا ويعتبر مد النهار ساعة  لديهم أدى إلى زيادة  طول مسافة الضوء  لذلك المواطنين في الدول الأوروبية يستخدم كهرباء أقل، إنما في مصر أذان المغرب الساعة السابعة والآن أصبحت الساعة الثامنة، فلا يوجد فرق في هذه الساعة ولكن مد هذه الساعة ليس لها أي فائدة ولا يتناسب مع نمط الحياة المصري ولا يتناسب مع النمط السياحي المصري، لذلك نقول إن القرار  بمد فترة استخدام الضوء في مصر بلا فائدة.

فضلا عن أن الدول الأوروبية لا تستخدم التكييفات لكن في مصر عند مد التوقيت الصيفي ساعد على زيادة فترة استخدام التكييف لأن درجة الحرارة في مصر مرتفعة، ولكن في أوروبا درجات الحرارة ليست مرتفعة وما يحدث لديهم الآن هي مجرد موجات حارة ستنتهي بعد ما يقرب من 10 أيام وسيعود المناخ لديهم إلى صورته الطبيعية.

لكن الطبيعي في مصر أن درجة الحرارة تصل إلى 40 درجة وبدون تغيرات مناخية فالبنسبة لنا وفي كل الأحوال سيتم استخدام التكييف وزاد الاستخدام بعد مد ساعة في النهار.

التوقيت الصيفي تسبب في مزيد من استهلاك الأجهزة

واتفق وحيد سعودي خبير الأرصاد والتحاليل الجوية، على أن التوقيت الصيفي يجب إلغاؤه، حيث توجد علاقة بين انقطاع التيار الكهربائي وإعادة التوقيت الصيفي، حيث إن عملية التوقيت الصيفي للأسف أعطت فرصة لحدوث مزيد من استهلاك أجهزة التبريد في المنازل نظرا لطول ساعات النهار ونظرا لارتفاع درجات الحرارة والتي تصل إلى حد شدتها.

وحيد سعودي

لذلك إذا كان قد حدث استمرار بالسير على التوقيت العادي قبل تغيير التوقيت الصيفي كان ذلك سيسمح بوجود وفر نسبيا في استهلاك الطاقة الكهربائية في أجهزة التكييف والمراوح وما شابه ذلك.

 تزامن 3 أشياء تسببت في استهلاك الكهرباء

وفي سياق متصل أضاف وحيد سعودي، أن السبب في زيادة الأحمال جاء بسبب تزامن 3 أسباب، أولها التوقيت الصيفي وثانيها وجود التوزيعات الضغطية التي تزامنت والسبب الثالث وهو ظاهرة النينو حيث إننا ما زلنا تحت تأثير منخفض الهند  الموسمي وهذا طبيعي في هذا الوقت من العام أن تتأثر البلاد  برياح معظمها قادم من الهند مرورا بشبه الجزيرة العربية وهي مناطق شديدة الحرارة خلال هذا الوقت من العام مما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خلال شهري يوليو وأغسطس، ونظرا لمرور مثل هذه الكتل الهوائية فوق المسطحات المائية فتشبع بنسبة عالية من بخار الماء مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة وهي العامل الحقيقي والمؤثر في ارتفاع درجات الحرارة.

وتزامن مع ذلك نشاط ظاهرة النينو وكذلك وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا  يساعد على ظاهرة الاحتباس الحراري مما يؤدي أيضا إلى حدوث ارتفاع في درجات الحرارة  وكل هذه العوامل اجتمعت في آن واحد وتزامنت مما أدى إلى حدوث مثل هذه الموجة شديدة الحرارة والتي تجاوزت فيها معدلات درجات الحرارة بشكل ملحوظ ليس فقط على بلدان الشرق الأوسط ولكن على معظم بلدان العالم الموجودة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة