قبل نتيجة الثانوية.. الدراسة الجامعية بالخارج قضية كل عام.. وخبراء: التعليم الأجنبي خدعة ولدينا البديل

25-7-2023 | 18:05
قبل نتيجة الثانوية الدراسة الجامعية بالخارج قضية كل عام وخبراء التعليم الأجنبي خدعة ولدينا البديلالتعليم الجامعي في الخارج
إيمان فكري

مع اقتراب ظهور نتيجة الثانوية العامة لعام 2023، وإقبال آلاف الطلاب على التقديم بالجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، يفكر بعض الطلاب في السفر لاستكمال المسيرة التعليمية بالخارج، على الرغم من توفير الدولة المصرية بدائل حقيقية عن السفر خارج البلاد من حيث إنشاء جامعات أهلية متميزة وتوفير أفرع جامعات أجنبية عالمية، لجذب جميع الطلاب إلى التعليم داخل مصر وعدم اللجوء إلى السفر خارج البلاد، الأمر الذي يثير التساؤل: لماذا يرغب البعض في استكمال الدراسة الجامعية في الخارج؟

موضوعات مقترحة

الإجابة في السطور التالية...

أسباب سعي الطلاب للدراسة الجامعية بالخارج

يرجع الخبراء، أسباب رغبة بعض الطلاب للسفر للدراسة الجامعية بالخارج، إلى أن الالتحاق بإحدى الجامعات الكبرى والرائدة في العالم حلم لمعظم الطلاب، ويفكر البعض في السفر في حال عدم التوفيق في نتيجة الثانوية العامة والحصول على مجاميع لم ترض طموحهم في الالتحاق بكليات القمة، للانتساب إلى الكلية التي يرغب بها بمجموعه القليل دون تنسيق وتكلفة أقل، لأن معظم الجامعات بالخارج تكون بامتحان القدرات وليس بمجموع الثانوية العامة.

وتكمن أهمية التعليم الجامعي في كونه المساهم الأول في إعداد الشخص لاقتحام سوق العمل من خلال الارتقاء بمستوى مهارته وكفاءته وإمداده بالخبرة اللازمة لبدء مسيرته المهنية أيا كان مجال تخصصه، وبطبيعة الحال فإنه كلما كانت الأسباب المستخدمة في العملية أكثر تطورا، كلما ساهم ذلك في الارتقاء بقدرات الطالب ودرجة كفاءته وبالتالي منحه فرصة أكبر للتميز عند بدء مسيرته المهنية.

مميزات التعليم الجامعي بالخارج

وهناك بعض المميزات للدراسة الجامعية بالخارج، حيث تتيح معظم الجامعات فرصة أكبر أمام الدارس للالتحاق بأحد برامج الدراسات العليا داخل ذات الجامعة أو غيرها، في حين أن الأشخاص حاملي الشهادات الجامعية المحلية قد يواجهون صعوبات أكبر في الالتحاق بأي من تلك البرامج، كما تفتح آفاق واسعة أمام الطالب في سوق العمل العالمي.

يشار هنا إلى أن النسبة الأكبر من الشركات العالمية في أوروبا وأمريكا تجعل من الشهادات الجامعية الدولية أي المعترف بها، شرطا أساسيا للحصول على وظائف بارزة أو قيادية داخلها، مما يعني أن الدراسة بالخارج هي أقصر الطرق أمام الطالب لضمان تحقيق الأهداف المهنية المستقبلية التي يسعى إليها.

"التنسيق" سبب اللجوء للتعليم بالخارج

ويؤكد الدكتور وائل كامل الأستاذ الجامعي بجامعة حلوان، أن التعليم بالخارج هو حلم للكثير من الطلاب للحصول على شهادة دولية، ولكن البعض يفكر بها من ناحية أخرى، وهي أنه في حال الحصول على مجموع ضعيف في الثانوية العامة، فإن الالتحاق بجامعة خاصة سيكلفه الكثير ما يتساوى مع التعليم خارج مصر، وبالتالي يفضل السفر والدراسة في مستوى أعلى علميا وبنفس التكلفة داخل الدولة.

ونظام التنسيق في مصر، يجعل البعض يهربون للتعليم للخارج، لأن مجموعه بالثانوية العامة ضعيف وهو يريد دخول كلية مثل كلية الهندسة أو طب أو غيرها، ولكن التنسيق يدمر طموحاته بسبب مجموعه، ولكن في الخارج لا يوجد تنسيق ومجموعه في الثانوية العامة أمر ليس له أي علاقة بالكلية التي سيدرسها، بحسب الدكتور وائل كامل.

نظام الدول الأجنبية للالتحاق بالجامعة

ويكون الالتحاق للكلية من خلال طريقتين، أولا نظام القدرات ويكون باختبار قدراته في التخصص الذي يريده، أو عن طريق إعداد الطالب قبل الالتحاق بالجامعة من خلال معاهد خاصة دون التقييد بمجموع الثانوية العامة نهائيا.

ويوضح "كامل"، أن مرحلة الثانوية العامة ليس لها أي علاقة بما يتم دراسته في الجامعة، فيكون الطالب غير مؤهل للتخصص الذي يريده، وبالتالي يحدث تدمير لطموحاته وغالبا ما يلتحق بالكلية التي يحددها مجموعه، فتتحول العملية التعليمية من غاية لوسيلة للحصول على شهادة جامعية فقط، وبعد الانتهاء من الجامعة غالبا ما يفشل في العمل بالتخصص الذي درسه، ويعمل أي تخصص آخر.

والحل لخفض نسبة السفر للتعليم الجامعي بالخارج بحسب الدكتور وائل كامل، يكون عن طريق محاولة إلغاء نظام التنسيق بوضعه الحالي، وتطبيق نظام الخارج بشفافية ليقيس قدرات الطالب في التخصصات، كما يغير ثقافة كليات القمة التي يصورها الإعلام على أنهم الفئة الأكبر والباقي لا قيمة له، فكل تخصص له قيمته.

الاعتماد على مجموع الثانوية العامة

ويتفق معه الدكتور محمد عبد العزيز أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، حيث يؤكد أن التنسيق يكون ضد طموحات الطالب، وبالتالي يلجأ للحل البديل وهو السفر للتعليم بجامعة أجنبية مثل أوكرانيا وروسيا والأردن، والطالب لا يريد أن يقتنع بأن المجموع الذي حصل عليه في الثانوية العامة هو تقييم لقدراته.

ويري أستاذ التربية بجامعة عين شمس، أنه على الرغم من أن مكتب التنسيق له بعض المساوئ إلا أنه الوسيلة العادلة الوحيدة لتوزيع الطلاب على حسب قدراتهم، وهناك بدائل توفرها الدولة أفضل من السفر ومن الطبيعي أن تكون الكليات العلمية بتكلفة أعلى.

انخفاض نسبة الطلاب المسافرين للدراسة الجامعية

وعلى الرغم من أن التعليم بالخارج يمثل حلما للطلاب إلا أن آخر الإحصائيات الرسمية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لعام 2022، كشفت انخفاض عدد الطلاب المسافرين للدراسة الجامعية بالخارج بنسبة 70%، عما كانت عليه عام 2021 والتي كانت بنسبة 50%، وأرجعت الوزارة هذا السبب إلى الزيادة في الالتحاق بالجامعات الأهلية والخاصة البديلة للسفر.

هوس التعليم بالخارج يجعل الطلاب فريسة للكيانات الوهمية

ويؤكد "عبد العزيز"، أن التعليم بالخارج له مميزاته، ولكن لابد أن يتأكد الطالب الراغب في السفر أن الجامعة معترف بها، خاصة أن هناك بعض الطلاب يسافرون ويلتحقون بجامعات ويكتشفون بعد انتهاء فترة الجامعة أن الشهادة غير معترف بها وقد تكون كيانا وهميا غير معتمد، حيث إن هناك انتشارا للجامعات غير المعتمدة أو غير المرخصة في دول مختلفة من العالم، ليعجز الخريج عن معادلة شهادته بمصر والعمل بها.

بدائل السفر للتعليم خارج مصر

ووفرت الدولة المصرية متمثلة في وزارة التعليم العالي الكثير من البدائل عن السفر إلى خارج البلاد، بحسب الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، وذلك من حيث إنشاء جامعات أهلية متميزة وفي العديد من المحافظات ويوجد توسع في إنشائها بالإضافة إلى أفرع جامعات أجنبية عالمية بالعاصمة الإدارية الجديدة داخل مصر لجذب جميع الطلاب إلى التعليم داخل مصر وعدم اللجوء إلى السفر خارج البلاد.

ويرى أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن الجامعات الأهلية تساهم في تقديم تعليم يتميز بجودة ذات كفاءة من خلال برامج تعليمية حديثة مواكبة للعصر الحالي، ويصاحب هذا التطور وجود بنية أساسية تتيح بالقيام بأبحاث علمية حديثة في مجالات متخصصة لها الأولوية لمصر والبلاد العربية، ومن أهم سماتها، عدم تقليدية التخصصات، ويتم دراسة التخصصات المطلوبة في سوق العمل مستقبلا، والبنية التحتية القوية، وأنها جامعات ذكية، والمحاضرات تعتمد على الحوار بين المحاضر والطلاب، وتتعاون مع الجامعات الأجنبية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: