نحترم ونتعاطف مع تألم البنات عند تأخر زواجهن وندعو لهن بأجمل الفرح وأوسعه وأدومه، وبكل الود والتقدير نقدم لهن هذه النصائح لمساعدتهن على الفوز بحياة جميلة وناجحة وسعيدة يستحقونها وندعو لهن بها.
لا نحب إنكار البنت لبعض من الضيق أو الحزن لتأخر زواجها؛ فالإنكار دوما يتوغل في اللا شعور وقد يجعلها تتصرف بعصبية في أمور لا تستحق ذلك، ولا نرحب بإعلان البنت أنها لا تريد الزواج حتى لو كانت كذلك؛ فهذا أمر شخصي يخصها وحدها ويسيء إليها إعلانه في الواقع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كما يسيء للبنت ما تنشره من كلام مسيء للرجال ويصفهم بصفات مهينة حتى لو تجاوب معها بعض الرجال فهم يفعلون ذلك للمجاملة وللفوز بإعجاب بعض بنات حواء فقط..
من الخطأ تجاهل الاهتمام بالأناقة والجمال والاستسلام للبدانة وخطأ أيضًا الاهتمام الزائد بهم ووضع الكثير من مساحيق التجميل وارتداء ملابس كاشفة تحرض العابثين من الرجال على استغلالهن..
نوصي بعدم اعتزال الناس كما قالت لي بنت تضايقت من ملاحظات الناس لتأخر زواجها، فقلت لها: تجاهليهم ولا تعتزلي الناس ولا تبالغي بالاندماج معهم أبدًا؛ واختاري القليل الذين ترتاحين معهم وتنزهي ومارسي هواياتك واهتمي بنفسك وبأناقتك واطردي أي إحساس بالمرارة وصدقيني ستسعدين بنصيبك في أجمل وقت.
واهتمي بتوسيع الدوائر الاجتماعية التي تتحركين فيها فتنضمي لعمل تطوعي وتشاركي في كل المناسبات العائلية –دون حساسية زائدة- فلا أحد يراقبك، والأفضل المشاركة بحب وتلقائية –محسوبة بالطبع- مع الاندماج في الحديث مع القريبات المتزوجات والاقتراب من اهتماماتهن؛ سواء في إعداد الطعام أو العناية بالبيت وما شابه ذلك، وعدم توقع أن يتكلمن في أمور البنات، فقد تجاوزن هذه المرحلة واعتبري حديثك وتجاوبك خبرات اجتماعية تفوزين بها..
مع الاهتمام بالجمال والأناقة وبارتداء الملابس المشرقة وبوضع لمسات خفيفة (وذكية) من مساحيق التجميل، والاهتمام بعمل الأقنعة الطبيعية والتي تضاعف من جمال البشرة والحرص على شغل أوقاتك بما يفيدك ويدخل البهجة من الأمور المباحة بالطبع وأن تطردي أولا بأول التفكير السلبي وأن تثقي أن الزواج سيأتي في أفضل وقت مع تجاهل أي تعليقات سخيفة والاهتمام بتحسين كل جوانب حياتك.
نتمنى ألا تختزل البنات السعادة في الزواج وحده وألا تظن أن جميع البنات تزوجن إلا هي التي تعاني من الوحدة فهذا ليس صحيحًا ولا أن البنات اللاتي تقدمن تنازلات هي التي تتزوجن كما تعتقد بعض البنات، فهذا خطأ ومن تتنازل لتتزوج لن ينجح زواجها أبدا وسيعايرها زوجها عند أول خلاف وتدفع الثمن غاليًا وتفقد احترامه لها، والاحترام هو من أهم أسباب نجاح الزواج.
نود ألا تبالغ البنات بتأجيج الاحساس بالاحتياج العاطفي لتمنع الخسائر، ونتفهم جيدا الإحساس بالاحتياج العاطفي وبالرغبة بالزواج والقفز من دائرة الإحساس باقتراب تأخر الزواج..
ونخاف على البنات كثيرا من كل الأحاسيس التي نتفهمها جيدا ونحترمها جدا..
وسبب الخوف هو الخبرات التي تؤكد أن (الاستسلام) لهذه المشاعر المؤلمة يسرق من البنت فرصها الجميلة بالسعادة ويعرضها للخسائر العاطفية فتبدو عليها اللهفة للزواج وتخسر بسببها، أو بالتورط بعلاقات عاطفية فاشلة يتم استغلالها عاطفيا وأحيانا جسديا باسم الحب وإلقاء طعم الرغبة في الزواج أو بتعجل الزواج بالموافقة على خاطب غير مناسب، ولا تقتنع به لتفوز بالزواج وتنهي الانتظار وتتسرع بالزواج وسريعا ما تحس بالندم بعد فوات الأوان ويبقى أمامها خياران أحلاهما مر، إما إنهاء الزواج وحمل لقب مطلقة والعودة لانتظار الزواج أو الاستمرار في زواج لا تفرح به..
تفكر بعض البنات بعد تأخر بالزواج أن العمر لا يسمح لها برفض أي خاطب وهذا خطأ بشع؛ فقد تأخر سن زواج الفتيات في معظم الدول العربية، وقد لاحظنا أن بعض الفتيات أقبلن على الزواج بدون اقتناع تحت وطأة الإحساس بمرور العمر وانقسمن إلى فئتين: الفئة الأولى -وهي الكبرى مع الأسف- لم تتمكن من التعايش "الذكي" مع عيوب الأزواج أو الظروف التي أحاطت بالزواج، وقبلت بها "ظاهريا" للهرب من تأخر الزواج، وبعد الزواج رحن يغذين بداخلهن الشعور بالمرارة مما رشحهن إما لزواج فاشل أو للطلاق.
أما الفئة القليلة فهي التي "اختارت" بوعي تام الفرح بالزواج، وسعت بمثابرة ومرونة إلى زيادة نصيبها من السعادة الزوجية مع الاهتمام بباقي جوانب حياتها في الوقت نفسه، "وزرعت" الرضا داخل نفسها. وقالت: أنا الآن أحسن حالا بعد الزواج، ولن أسمح لأي مرارة بالتسرب بداخلي وزوجي مثل أي إنسان لديه عيوب، ومن الذكاء الاستمتاع بمزايا الزواج قدر استطاعتي والتغاضي ما استطعت عن عيوبه، وتحريضه بنعومة ولطف وأنوثة على أن يحسن معاملتي مع شغل نفسي بكل ما يفيدني دينيا ودنيويا. لذا أتمنى أن تنظر كل بنت إلى عرض الزواج بهدوء، ولا تظلم نفسها بالقول إنه لا يحق لك الرفض.
وقبل الرفض او القبول يجب الإجابة عن هذه الأسئلة؛ هل تشعر نحوه بارتياح عاطفي وتفاهم
عقلي يرشحها للقبول "الحقيقي" أم لا؟. وأيضا هل لديها الاستعداد النفسي لرفضه وانتظار أن يتقدم لها غيره بدون إحساس بالندم؟ هل تبالغ في طلباتها أو تفكر في زوج مثالي ولا أحد كذلك أم لا؟.
ولتمنح نفسها وقتًا كافيًا -بدون مبالغة بالطبع- للتفكير وتكتب مزايا وعيوب الزواج منه في ورقتين منفصلتين بأمانة ووفقا للنتائج التي ستصل إليها تتخذ قرارها بما كانت ستنصح به أقرب صديقة لها لو كانت في نفس الموقف.