أحد أهم الأنشطة الخدمية للجمهور التي ظهرت نتائجها مؤخرًا بشكل واضح، ما يقدمه "قصر السينما" التابع لوزارة الثقافة، وما حدث من 2019 عندما تم إعادة افتتاحه بعد تطويره، وما يحدث حاليا من برامج ودورات وورش وندوات وعروض وإنتاج للأفلام التسجيلية، قيكرنا بما حدث حيث المكان "جاردن سيتي" موقع القصر حاليا.
فالتطور الملموس فى قصر السينما خلال الآونة الأخيرة دفعني لأن أعود بالبحث عن حي جاردن سيتي وقصور الحي الفخم وساكنيه من العظماء، فنانين وأمراء، ومنهم بالطبع الفنانة الكبيرة ليلى مراد قبل أن تنتقل إلى عمارة الإيموبيليا، وهي عمارة تسمى "وردة جاردن سيتي"، وعمارة شويكار التى شيدت بجوار قصر الأميرة شويكار فى شارع معمل السكر، صورت فيها أفلام كثيرة مثل النداهة، وأنف وثلاثة عيون، والبيه البواب، وعمارات وقصور كثيرة تحولت إلى سفارات وفنادق.
النهضة التي تحدث حاليًا فى قصر السينما، تؤكد بأن هناك جين معماري فنى ثقافي فى هذا المكان، لكن يحتاج لمن يعيد تنشيطه ليصبح منارة للثقافة والفنون والعلوم السينمائية، فجاردن سيتى لم تكن فى القديم موطنا لا للقصور، ولا حتى للبيوت والعمارات، كانت منطقة مهجورة بها برك ومستنقعات، قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون خلال فترة حكمه الثالثة لمصر “1309- 1341م” بتحويلها إلى ميدان سمي بالميدان الناصري، وفى حكم الخديو إسماعيل “1863” أنشئت عدة قصور منها "قصر الدوبارة" و”قصر فخري باشا" و"الأميرة شويكار"، ثم أنشىء فى عهد الخديو عباس حلمي ما يسمى حاليا "جاردن سيتي"، وتمت تسميته بهذا الاسم بعد أن أصبح يشبه الحديقة الدائرية.
قصر السينما، أحد القصور التي تحولت بفضل الاهتمام الكبير من وزارة الثقافة؛ سواء فى فترة رئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أو ما تقوم به حاليا وزيرة الثقافة دكتورة نيفين الكيلاني، إلى خلية نحل، فهناك محاضرات يقدمها أساتذة فى السيناريو، ومحاضرات فى الإخراج السينمائي، وندوات مع كبار النجوم تقام من سنوات، وعروض للأفلام، وأنشطة برزت أهميتها حيث حضور جماهيرى كبير يؤكد أهمية أن تعود الروح لأماكن أخرى متوقفة، لأن الجمهور متعطش بالفعل إلى الورش والمحاضرات التي تقدم له أنشطة مجانية، وأنشطة بأسعار رمزية، بعد ان أصبحت تقدم فى أماكن أخرى خاصة بأسعار مبالغ فيها.
ما يقدمه قصر السينما وهو تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، وتقام الدورة بالقصر خلال يوليو الجاري وتستمر على مدار شهر أغسطس المقبل، وهو مجهود يحتاج أن نلقي عليه الضوء فى تلك السطور، لنؤكد أن هناك من يعملون بجهد مضاعف لتقديم خدمات للجمهور المصري وبخاصة الشباب ممن يبحثون عن اماكن لتعلم فنون السينما أو الترفيه، أو التثقيف، كما هناك قصر للسينما فى حي جاردن سيتي، أصبح منارة للفنون.