تأتى ذكرى الهجرة والأمة فى أمس الحاجة لمعية الله ليرفع عنها ما هى فيه ويخرج بها من الضيق فرجا ومن الألم أملا.. بهذه الحقيقة وغيرها وضح لنا الشيخ الدكتور أحمد ربيع الأزهرى من علماء الأزهر والأوقاف أنوار الهجرة.. وفقه المعية الربانية فيها.. وفن إدارة الأزمة.
موضوعات مقترحة
الأزهرى أكد أنه حتى على مستوى الأفراد نحتاج للمعية الربانية ليرفع الله بها الهم والحزن والفقر والعجز والكسل ويحفظنا من فوقنا ومن تحتنا، مشيرا إلى أن الإسلام يحبذ الثقة مع الكفاءة، وغيرها من أطروحاته الماتعة التى تجدونها فى تفاصيل سطور حوارنا الآتى.
<< لماذا المحرم بداية العام الهجرى رغم أن الهجرة كانت فى ربيع الأول؟
* تذكر كتب التاريخ أن التأريخ بهجرة الرسول [، كان من التشريعات التى أوجدها عمر بن الخطاب فى خلافته، ولما اختار المسلمون بدء السنة الهجرية بشهر المحرم، وكان الرسول قد هاجر فى شهر ربيع الأول، فإنهم حسبوا ذلك، وبدأت السنة الهجرية فى الحقيقة قبل وصول الرسول [ إلى المدينة بشهرين وأيام، وبناء على هذا الحساب وجدوا أن أول المحرم من عام الهجرة كان يوم خميس، وهو يوافق الخميس 15 يوليو سنة 622 بعد الميلاد.
أما عن رأيى الشخصى فأرى أن علة البدء بالمحرم دون ربيع الأول ما يأتي: أن شهر الله المحرم يأتى بعد شعيرة الحج الكبرى وهى الميقات الأكبر لتجميع المسلمين سنويا حيث المنافع والمحاسبة والمراقبة والرؤية المستقبلية لأحوال المسلمين، والتى ينطلق بعدها الحجيج محملين بنتائج مؤتمر الإسلام الأكبر إلى بلاد وشعوب المسلمين، وقديماً كان الخلفاء يجعلون من موسم الحج ميقاتاً لمحاسبة العمال والنظر فى أحوال الأمة ومشاكلها وتطلعات المستقبل، وفى عصرنا ومع إنشاء رابطة العالم الإسلامى بدأ يُعقد ما يسمى بـ(ندوة الحج) وإن لم تصل إلى المرجو فى هذا الشأن، فناسب المحرم كتوقيت مثالى لبدء العام الهجري.
الأمر الثانى أننا بذلك نجعل نهاية العام شهر حرام وهو ذو الحجة وبداية العام أيضا شهر حرام (شهر الله المحرم)، والأمة إذ تجعل نهاية وبداية العام شهر حرم ناهيك أن وسط العام أيضا حرام وهو شهر رجب يدلل على تعظيم الحرمات من المبدأ والمنتصف وحتى المنتهى ولكى تستقيم البوصلة على هذا المنهج الرشيد.
وهناك ملمح أخر أن شهر الله المحرم هو الشهر الوحيد المضاف إلى الذات العلى فيقال (شهر الله) وما نُسب إلى الله يرفع نسبه، وما يضاف إلى الله يضاف إليه ولا يضاف إلى أحد، فكان شهر الله المحرم هو المستفتح، وهناك ملمح أخر وهو أن رسول الله [ أكرمنا بفضل ثواب صيام عرفة بأن يكفر ذنب سنة ماضية وسنة مقبلة، ثم جعل عاشوراء يكفر ذنب سنة ماضية، وعرفة فى ذى الحجة وعاشوراء فى المحرم، فناسب دقة الحساب وسهولته أن نبدأ بالمحرم، فمن صام عرفة تكفر سنة ماضية تنتهى بذى الحجة، ويكفر سنة جديدة على بُعد أيام من عرفات، ولأن البعض قد يفوت على نفسه ثواب عرفة بتكفير ذنوبه فى نهاية العام بعدم صومه فندعوه لصيام يوم من أيام السنة الجديدة لتكفر به أيضا ذنوب عامه الماضى فكان عاشوراء المحرم، فكانت ذى الحجة مختتماً والمحرم مفتتحاً أن نحوز هذا العطاء الإلهى بتكفير ذنوبنا.
<< كيف نلمس فقه المعية الربانية فى الهجرة النبوية؟
* الهجرة النبوية تجلت فيها المعية الربانية له [ بداية من خروجه من بيته بين يدى القوم ومرورا بما وقع له فى الغار ثم ما حدث مع سراقة وحتى وصوله إلى المدينة المنورة، وتأتى ذكرى الهجرة والأمة فى أمس الحاجة لمعية الله ليرفع عنها ما هى فيه ويخرج بها من الضيق فرجا ومن الألم أملا، وحتى على مستوى الأفراد نحتاج للمعية الربانية ليرفع الله بها الهم والحزن والفقر والعجز والكسل ويحفظنا من فوقنا ومن تحتنا، وفى الحقيقة إن الإنسان البعيد عن المعية الربانية إما أنه صاحب شبهة أو شهوة، شبهة جعلت الإيمان ليس راسخا فى قلبه، أو شهوة أفسدت عليه إيمانه، وفى كلا الأمرين ابتعد عن المعية الربانية.
لكن أهل المعية على العكس من ذلك، فهم أهل الإقبال على الله، والثقة فى تقدير الله، واليقين فى عفو الله والصبر على قضاء الله، وعدم الاعتماد على أحد سواه وتفويض الأمر بالكلية لله ودوام ذكره وشكره. ومن علامات المعية الربانية الهداية، والعناية، والتوفيق، والقبول، والمحبة، واللطف، والحفظ، والبركة، والتسديد، والستر.
<< كيف كانت الهجرة مدرسة لفن إدارة الأزمة؟
حادث الهجرة النبوية حدث عجيب، جليل، من أبرز أحداث التاريخ ذكرا، وأخطرها شأناً، وأعمقها معنى، وأبعدها أثراً، هذا الحدث سيظل خالداً لم تعفه الأيام ولم تنسه الأجيال. وهو حدث يعد مدرسة رفيعة ونموذج فريد لفن إدارة الأزمات واستخراج الأمل من رحم الأمل وتحويل المحن إلى منح، وصنع قوارب للنجاة تصل بسفينة أمتنا إلى شاطئ الريادة والرفعة والسيادة، فإذا كان هلال العام الهجرى الجديد يطل علينا والأمة الإسلامية فى فترة من أشد فترات تاريخها تقيدا وخطورة، فالأمة فى محنة حقيقية، لعوامل لا تنكرها العين الرمضاء فما بالنا بالمبصرة المتدبرة المتفكرة، لذلك أردنا أن نكون من صناع الأمل فى الأمة وننطلق من فقه السيرة ومن القراءة لسنن المواقف النبوية والقراءة بين السطور أن نبرز للأمة من خلال حادث الهجرة منهجا نبويا رفيعا فى إدارة الأزمات وأول طرق الإدارة الإعتراف أن هناك أزمة، ثم التحرك السريع نحو الحل، والبعد عن النمطية والتفكير خارج الصندوق، والاعتماد على القدرات الذاتية، والاعتماد على الأكفاء.
<< وكيف لنا الإعتراف أن هناك أزمة؟
* بداية فإن ألف باء فى مواجهة أى أزمة أن تعترف أولا أن هناك أزمة، فإذا لم يحدث ذلك فلا سبيل للحل، فرسولنا [ إذا لم يعترف بخطورة الموقف وأن الخطر أصبح داهما لتعرض للأذى وتعرضت الرسالة ككل للخطر، وهذا الإدراك جعل الرسول [ يتحرك سريعاً وهو مغطياً رأسه، فيذهب إلى بيت أبى بكر فى وقت الظهيرة، وهو وقت لم يكن معتادا أن يزوره فيه، لأن الأمر لا يحتمل أن يأتيه فى الوقت المعتاد للزيارة، لأن هذا قد يهدر الوقت وكل لحظة عند الشدائد تساوى حياة. كما أن إدارة الأزمة لابد أن تكون وفق قدرات الأمة وأن تكون مالكة لأدوات الحل، فالرسول [ يقول لسيدنا أبى بكر عندما عرض عليه راحلتين كان قد علفهما أربعة أشهر تحسبا لهذا الموقف: بالثمن يريد أن يكون مالكا للدابة –الأدوات– التى يدير بها الأزمة، وهذا يرشدنا إلى عدم الإعتماد على الغير لأنه قد يحدث ويرفع هذا الغير يده عنك ويتركك فى منتصف الطريق والواقع المعيش خير دليل على ذلك.
<< وكيف كانت طرق توليد الأفكار الإبتكارية عند نبينا الكريم فى حادث الهجرة؟
* عندما قرأنا فى طرق توليد الأفكار الإبتكارية وجدنا منها التفكير بطريقة الدمج والحذف والتفكير بطريقة عكسية، وهذا ما فعله الرسول [ يوم الهجرة، فالمنطقى أن يتجه ناحية الشمال ففكر بطريقة عكسية فتوجه ناحية الجنوب (اليمن)، ثم إتجه ناحية الغرب (البحر الأحمر)، تقول كتب السير: «فسلك الرسول [ طرقا غير مطروقة»، فخذوا من الرسول [ التفكير خارج إطار الصندوق لأن النمطية تعرض الأمة للخطر.
كما أن الرسول [ يعلمنا أن نعتمد على الأكفاء فى إدارة الأزمة لأن تقديم الثقة على أرباب الكفاءة يضيع البلاد والعباد، والإسلام يحبذ الثقة مع الكفاءة ويحذر من الثقة وفقط، ويدعو فى حالة وجود الأكفاء مع غياب الثقة أن تضع النظم الرقابية الضابطة للعمل، فالرسول قد اختار (عبد الله بن أريقط) وهو مشرك لكى يكون دليله فى أخطر رحلة وحدث فى الإسلام رغم أنه قد مات مشركا، فقد تتبعت كتب السير فهناك من يقول أنه قد أسلم وبعضهم قال بأنه لم يسلم، وقطع صاحب السيرة الحلبية أنه لم يسلم، فالرسول [ لم ينظر إلى كونه مشركا بل نظر فى كونه صاحب كفاءة أو كفاية، والكفاية أو الكفاءة فى الإسلام على قسمين، قيمية أخلاقية، وفنية تخصصية، وعبد الله توفرت فيه هذه المعايير فهو من ناحية الكفاءة الفنية خبير بدروب الصحراء ومن الناحية القيمية فهو أمين وليس بخائن، ونحن فى أشد الحاجة فى أمتنا أن نقدم الأكفاء.
<< وكيف كانت -فضيلتكم- أهمية الوقت والتخطيط السليم فى إدارة الأزمة بالهجرة؟
< الوقت فى لحظات الأزمات عامل خطير فالفارق بين الحياة والموت لحظة، وفى حادث الهجرة علمنا الرسول أهمية الوقت فى إدارة الأزمة بل علمنا أن الأهم ليس إدراك الوقت فقط بل إدراك الوقت وقيمة الوقت، فتذكر كتب السيرة إن الرسول [ كان يسير نحو المدينة بالليل رغم شدة البرد، وبالنهار رغم شدة الحر، لا وقت ليضيع؛ لأن كل شبر يخطوه نحو المدينة يقربه من النجاة، وواقعنا فى هذه اللحظة يحتاج لهذا النفس المحمدى فى الإعمار والبناء.
كما يجب أن ندرك أهمية التخطيط السليم وتوزيع الأدوار بدقة متناهية، وأهم شيء فى إدارة الأزمة المعلومة الصحيحة – العمل المخابرتى - فقد أمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يتسمّع لهما ما يقوله الناس عنهما فى بياض النهار، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون معه من الأخبار، وهذا هو دوره فقط ليس له غيره، لأن هناك من يهتم بالأمور الأخرى البعيدة عن مهامه فهو لن ينجز مهمته ويتدخل فيما لا يعنيه أو يفهمه، فالينشغل كل إنسان بمهمته وليتمها على أكمل وجه، فقد أمر أبوبكر سيدنا عامرَ بن فهيرة (مولاه) أن يرعى غنمه نهارا، ثم يريحها عليهما إذا أمسى، إلى الغار (غار ثور) ليطعما من ألبانها، وأمر أسماء بنته أن تأتيهما من الطعام - الإمداد والتموين- بما يصلحهما فى كل مساء. كما أن نوم سيدنا على -كرم الله وجه- جزء من خطة الخداع الاستراتيجى فى هذه الأزمة.
ويلاحظ أن كل مكونات المجتمع كانت مشاركة، الرجل الكبير «أبو بكر»، الشاب «عبد الله بن أبى بكر»، الصبى اليافع «على بن أبى طالب»، الفتاة الصغيرة عائشة -(عرفت السر فحفظته وتحملت الترهيب عندما اعتدى أو جهل على أختها أسماء)-، المرأة «أسماء بنت أبى بكر»، المولى «عامر بن فهير» مولى أبى بكر، غير المسلم «عبد الله بن أريقط»، حتى النظفة التى كانت فى بطن «أسماء بنت أبى بكر»- نظفة عبد الله بن الزبير - كانت دافع لها بأن تحافظ على حياة الرسول [ وحياة أبيها من أجل المستقبل الذى تتمنى أن يعيش فى كنفه من فى بطنها، ومن هذا الملح لابد أن ندرك أن الأمة الآن فى أزمتها تحتاج إلى تكاتف الجميع وأن تتشابك الأيادى وأن ننشغل ببناء المستقبل وليكن الجميع شركاء فى الحل لأن من لا يكون جزء من الحل يصبح جزءا من الأزمة. فيا ليت المصريين كلهم يدركون هذا المعنى ويحولونه إلى واقع.
<< وماذا عن حديث فضيلتكم السابق وإسقاطه على واقعنا المأزوم الآن؟
* لابد أن ندرك أن واقعنا المأزوم يحتاج منا إلى إدراك خطورة استغلال أعدائنا إلى تفاقمه لذلك يجب أن تُدار الأزمة فى جانب منها فى سرية تامة إن أردنا النجاة، فالرسول [ عندما دخل على أبى بكر لكى يُعلمه بأمر الهجرة قال له: أخرج من عندك، فالأمر سرى وخطير، فقال أبو بكر: هم أهلك، وذلك أن عائشة قد كان أبوها أنكحها منه [ قبل ذلك، وأسماء صارت بمنزلة أهله لنكاحه أختها فلا يخشى عليه منهما، فيفهم من كلمة هم أهلك أن الأمور لابد أن تحاط بسرية، وإن كانت لابد أن تُعرف فهى للمخلصين الراغبين فى نجاة السفينة لأنهم أحرص ما يكونون على نجاتها لأنهم أهلها.
كما أن إدارة الأزمات خاصة مع الأعداء لابد أن تعتمد على خطط للخداع لذلك جعل الرسول [ عليا -كرم الله وجهه- ينام مكانه ويلتحف ببردته، وإن كنت أقول أن نوم على -كرم الله وجه - مكان الرسول [ لم يكن هدفه الخداع فمن الممكن أن يتحقق ذلك بوضع البردة الشريفة على أى شيئ يوهم من ينظر أن هناك نائما، ولكن هناك معنى أصدق وهو أن الرسول يدير حياته بالقيم، فرغم أن المشركين تأمروا على قتله إلا أنه استبقى عليا –كرم الله وجهه- ليرد لهم الأمانات، كما يعطى أمل للضعفاء الذين بقوا فى مكة ولم يهاجروا بعد أن المعية الربانية سوف تشملهم وليس أدل على ذلك مما حدث مع على - كرم الله وجهه - الذى أحيط بأربعين رجلا وسيوفهم مشهورة نحوه فنجاه الله تعالى، كما أن بقاء على - كرم الله وجهه - دليل أخر على أن الرسول لم يحمل أهله معه وترك الضعفاء لمقابلة المجهول بل ترك ربيبه وابن عمه أيضا.
<< وماذا عن الرجال وصفاتهم فى الأزمات؟
* الأزمات تحتاج إلى رجال يؤمنون بالأمة والرسالة، أصحاب القضية والنيات السليمة والهمم العالية وليس أصحاب المصالح والنيات المعلولة، فما تحققت النجاة إلا بمخاطرة سيدنا على -كرم الله وجهه- بحياته ونومه مكان الرسول [، وكذا سيدنا عبد الله بن أبى بكر الذى كان يخاطر كل ليلة بحياته لتبليع الرسول [ وصحبه أحوال قريش، حتى أبو بكر الذى دخل لينظف غار ثور للرسول [ ولدغ وتحمل الأذى خشية أن يزعجه [، وكان يمشى أمامه مرة ومن خلفه مرة وعن يمينه مرة وعن يساره مرة، لأنه كلما تخيل أن يأتوا إلى الرسول من جهة ذهب إليها ليفدى رسول الله بنفسه ولسانه يقول: (أنا إن هلكت فأنا فرد أما أنت فأنت أمة)، نحتاج فى إدارة الأزمة من يدرك حفظ الأمة ويفديها بروحه وبدنه.
وأخيرا يجب فى زمن الأزمات أن تؤلف النفوس والقلوب حولك لتكون حوائط صد تدفع عنك وأن ما تملكه بإحسانك يكون أوفى لك ممن تملكه بسنانك وما فعله الرسول مع سراقة بن مالك خير مثال فى هذا الشأن، وهنا أتذكر أن أبا جهل وجه اللوم لسراقة بن مالك حيث لم يحقق لهم رغبتهم فقال له سراقة شعرا:
أبا حكم والله لو كنت شاهدا * لأمر جوادى إذ تسوخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمدا * رسول ببرهان فمن ذا يقاومه
عليك بكف القوم عنه فإننى * رى أمره يوماً ستبدو معالمه
يأمر بود الناس فيه بأسرهم * بأن جميع الناس طرا يسالمه
<< ختاما.. كلمة أخيرة للأمة من فضيلتكم فى حادث الهجرة؟
< قول إن الله كان قادرا أن ينقل الرسول [ فى لمح البصر إلى المدينة وحادث الإسراء والمعراج ليس ببعيد فى هذ الشأن، لكن الله يريد أن يعلمنا بأن الأزمات تدار بالقدرات وليس المعجزات، فها هو الرسول الأعظم [ قد أخذ بالأسباب وتعرض لتبعات هذا الأخذ بالأسباب كما حدث له مع سراقة وغيره أثناء الرحلة، فيجب ألا ننتظر معجزات السماء حتى تقوم بحل مشاكلنا بل حل المشكلات يكون بسواعدنا وبالأخذ بأسباب النجاة، (علم يرفع ووعى يجمع وعمل يدفع)، إذا فعلنا ذلك سوف ندخل تحت المعية الربانية ويخرجنا بنصر وعزة منتصرين على أعدائنا، كما أخرج رسوله[ من بينهم وألقى على أعينهم الغشاوة ووضع الرسول التراب على رؤوسهم مذلة لهم، هذه لمحات سريعة سطرتها ونحن نحتفى بذكرى حادث الهجرة لنأخذ منها العبرة والعظة لعلاج واقعنا المأزوم.