جهود كبيرة تبذلها الدولة فى إطار السعى الدءوب للنهوض بالقطاع الزراعى وزيادة معدلات الإنتاج كمًا وكيفًا، وتأتى المحاصيل السكرية على رأس المحاصيل الزراعية التى نجحت الدولة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى فيها بنسبة تجاوزت 90 % بجهود العلماء والباحثين والمزارعين على حد سواء سواء من قصب السكر المنتشرة زراعته فى المحافظات الجنوبية أو بنجر السكر فى المحافظات الشمالية.
موضوعات مقترحة
وجاء إعلان وزارة التموين باستلام 16 مليون طن من محاصيل قصب وبنجر السكر خلال الموسم الحالى وصرف 20 مليار جنيه مستحقات للمزارعين وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتى إلى 90 % من السكر، تكليلاً لجهود المزارعين سواء مزارعى قصب السكر أو بنجر السكر، وشهدت مساحات زراعة المحاصيل السكرية زيادة ملحوظة بعد رفع أسعار الاستلام للقصب إلى 1100 جنيهًا وبنجر السكر إلى 1000 جنيه، بما يحقق هامش ربح مناسب للمزارعين.
«الأهرام التعاوني» ترصد مقومات نجاح زراعات المحاصيل السكرية وتحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتى من السكر بلغت حوالى 90%، وجهود وزارة الزراعة والمعاهد البحثية المتخصصة فى استنباط أصناف جديدة من تقاوى قصب السكر وزراعة المحصول بالشتل بما يحقق زيادة كبيرة فى الإنتاج وكذلك انتقاء أفضل أنواع تقاوى بنجر السكر المستوردة تحقيقًا لأعلى معدل إنتاج ممكن من وحدتى المساحة والري.
أكد الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية، أن الدولة بذلت جهودًا كبيرة فى القطاع الزراعى لزيادة معدلات الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي، وتم تحقيق عدة نجاحات خلال الفترة الماضية، خاصة فى مجال المحاصيل السكرية، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، مضيفًا أن مصر تنتج حوالى مليون و900 ألف طن سكر من محصول بنجر السكر و760 ألف طن من قصب السكر، ووفقًا للمعطيات المتاحة حاليًا من المتوقع تحقيق الاكتفاء الذاتى خلال عامين، وتم حاليًا التنسيق مع شركة السكر لتنفيذ برنامج تدريبى لمزارعى القصب للزراعة بالشتلات والرى بالتنقيط حفاظًا على مياه الرى من الإهدار، كما يتم تفعيل الدور الإرشادى والتوعوى لمزارعى القصب وبنجر السكر للوصول لأعلى إنتاجية ممكنة من وحدة المساحة والري.
وأشار الدكتور مصطفى عبد الجواد، إلى أن مصنع القناة لإنتاج السكر فى محافظة المنيا، والذى بدأ تشغيله فى عام 2021 سوف يحدث طفرة كبيرة فى إنتاج السكر، ومن المقرر أن ينتج فى عامه الأول 450 ألف طن فى العام و900 ألف طن فى العام التالي، وهو ما يوازى إنتاج جميع شركات السكر المنتجة فى مصر، مضيفًا أن نجاح زراعات القصب والبنجر، سببها الرئيس جهود الفلاحين والاهتمام الكبير من قبل الدولة بالقطاع الزراعى بصفة عامة والمحاصيل السكرية بصفة خاصة، حيث تحقق مصر ما يزيد عن 90% من احتياجاتها من السكر سنويًا، وخلال عامين من الآن وبعد تشغيل مصنع القناة لإنتاج السكر فى المنيا، من المتوقع أن نحقق نسبة اكتفاء ذاتى من السكر والتصدير للخارج.
وأوضح الدكتور مصطفى عبد الجواد، أن مجلس المحاصيل السكرية، يقوم بدور فاعل بالتعاون مع المعاهد البحثية المتخصصة لتشجيع المزارعين على زراعة الأصناف الجديدة من قصب السكر، وهى الأعلى فى الإنتاجية، لتحقيق أعلى معدلات إنتاج ممكنة من وحدة المساحة والري، كما يتم منح المزارعين حوافز وخدمات عند زراعة الأصناف الجديدة، وإن المجلس لا يدّخر جهدًا فى دعم ومساندة مزارعى القصب وبنجر السكر للحفاظ على المزايا النسبية التى تحظى بها مصر، حيث بلغت نسبة الاكتفاء الذاتى من السكر حوالى 90%، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الإنتاج المحلى من قصب وبنجر السكر لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، ويتم عقد ندوات إرشادية ومؤتمرات لمزارعى القصب والبنجر للتعريف بكل ما هو جديد ونقل التوصيات الفنية، للحصول على أعلى إنتاجية ممكنة، وتحقيق هامش ربح مناسب للمزارعين.
واستطرد الدكتور مصطفى عبد الجواد قائلاً؛ إنه يجرى حاليًا التوسع فى زراعة محصول بنجر السكر فى الأراضى الجديدة لزيادة معدلات الإنتاج، وكذلك حل مشكلات زراعات قصب السكر المتعلقة بالحشائش وانخفاض معدلات الإنتاج، لضمان استمرار زراعة المحصول، خاصة وأن هناك جهود كبيرة تبذل فى مجال زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل السكرية، لزيادة معدلات إنتاج السكر وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتى وخفض فاتورة الاستيراد من الخارج، مضيفًا أن اهتمام الدولة بالقطاع الزراعى بشكل عام والمحاصيل السكرية بشكل خاص، يأتى حرصًا على زيادة الإنتاج بشكل عام وتوفير متطلبات السوق المحلى من المنتجات الزراعية بجودة عالية وأسعار مناسبة.
التوصيات الفنية
ومن جانبه، أكد الدكتور رضا عليوة، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة أسيوط، أن هناك اهتمام كبير من الدولة بالمحاصيل السكرية «قصب السكر وبنجر السكر» نظرًا للأهمية الكبيرة التى تمثلها هذه المحاصيل، وتحقق المحاصيل السكرية 90% من احتياجات السوق المحلى من السكر، بفعل الزيادة فى معدلات الإنتاج الفدانية سواء لقصب السكر أو للبنجر.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة بمحافظة أسيوط، أن مديرية الزراعة تقوم بدور فاعل فى نشر الثقافة بين المزارعين فيما يتعلق بالأصناف الجديدة من التقاوى والمحاصيل والمعاملات الزراعية السليمة تحقيقًا لأعلى إنتاجية ممكنة، حيث يقوم الإرشاد الزراعى بدور كبير فى المرور على الزراعات وتوجيه المزارعين نحو المعاملات السليمة والآمنة والإجابة على تساؤلاتهم.
وأشار الدكتور رضا عليوة، إلى أن القطاع الزراعى يشهد نهضة حقيقية فى مختلف المحاصيل نظرًا للاهتمام الكبير من القيادة السياسية بالقطاع الزراعي.
40 إلى 50 طنًا متوسط إنتاج الفدان
وقال أحمد أبوالوفا، مزارع قصب سكر ونقيب فلاحى محافظة قنا وعضو مجلس إدارة الإتحاد التعاونى الزراعى المركزي، إن هناك انتظام فى أعمال توريد قصب السكر للمصانع ويحصل المزارعون على مستحقاتهم المالية دون تأخير، مضيفًا أن أسعار التوريد الحالية بلغت 1100 جنيهًا للطن، وأن هناك تزايد ملحوظ فى مساحات زراعة قصب السكر بعد الإعلان عن سعر الاستلام الجديد المحدد بـ 1100 جنيهًا بدلاً من 800 جنيهًا فى الأعوام السابقة، حيث شهدت المساحة المزروعة من المحصول انخفاضًا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تدنى أسعار التوريد لكنها عاودت الارتفاع مرة أخرى من زيادة أسعار التوريد.
وأشار أحمد أبوالوفا، إلى أن محصول قصب السكر من المحاصيل طويلة المكث فى التربة حيث تستمر زراعة العروة من 5 إلى 7 سنوات، وهو ما يضيف عبء كبير على المزارع فى المتابعة والتسميد ومكافحة الحشائش التى تمثل المشكلة الأكبر فى زراعات القصب بعد فشل المبيدات الحشرية فى التصدى لها وفى حالة اعتماد المزارعين على المكافحة اليدوية سيكون ذلك عبء كبير على المزارعين لا يمكنهم تحمله خاصة فى المساحات الكبيرة بسبب ارتفاع تكاليف العمالة.
وأوضح أحمد أبوالوفا، أن الصنف C9 هو الأكثر انتشارًا فى زراعات القصب بسبب جودته وحفاظه على معدلات الإنتاج حيث يبلغ متوسط الإنتاج 40 إلى 50 طنًا بينما تحقق بعض المناطق إنتاجية تصل إلى 60 طنًا فى الفدان، وتنتشر زراعات القصب فى محافظات جنوب الصعيد فى أسوان والأقصر وقنا وسوهاج والمنيا، علمًا بأن 35% من زراعات قصب السكر تتركز تقريبًا فى محافظة قنا.
واستطرد أحمد أبوالوفا، قائلاً إن هناك اتجاه من بعض المزارعين لزراعة القصب بالشتلات، بما يسمح باستخدام وسائل رى متطورة كالرى بالتنقيط أو الرى المطرى مما يؤدى إلى سهولة التحكم فى كميات المياه المستخدمة فى عملية الرى، وتوزيع المياه بين النباتات، مما يسهل أيضًا توزيع الأسمدة على النباتات، وبالتالى تقليل تكلفة الرى وترشيد كميات الأسمدة المستخدمة، كما أن التحول إلى زراعة القصب بـ”الشتل” يحقق فوائد عديدة منها رفع معدلات الإنتاج الرأسية لمحصول قصب السكر من خلال استغلال وحدة المساحة بالشكل الأمثل، وضبط الكثافة النباتية وتجانس توزيع النباتات بالحقل بخلاف طريقة الزراعة التقليدية، كما تسهم زراعة القصب بالشتل فى خفض تكاليف الإنتاج وتقليل التقاوى المستخدمة وضمان جودتها وخلوها من الآفات والأمراض، مع إمكانية استخدام النظم الحديثة فى الرى والميكنة فى الزراعة والخدمة والحصاد لتقليل تكاليف الإنتاج وتقليل الفاقد أثناء الحصاد، لكن هذه الطريقة لم تعمم فى زراعات القصب بشكل كامل بسبب ارتفاع تكاليفها على المزارعين خاصة الصغار منهم.
زيادة ملحوظة فى زراعات قصب السكر
وفى سياق متصل، أكد محى الدين يوسف مزارع قصب وعضو الجمعية التعاونية المركزية بالأقصر، أن هناك اهتمام كبير من المزارعين بمحصول قصب السكر كمحصول إستراتيجى لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة، خاصة وأن مناطق زراعته تجود فى محافظات جنوب الصعيد وعلى رأسها قنا والأقصر وأسوان، واعتاد المزارعون على زراعة مساحات كبيرة من محصول قصب السكر وتوريده للمصانع، وفى الآونة الأخيرة ومع زيادة أسعار استلام المحصول إلى 1100 جنيهًا للطن بدأ المزارعون يتوسعون فى زراعة المحصول مجددًا.
وشدد محى الدين يوسف، على ضرورة التصدى بقوة للمشكلات التى يعانى منها مزارعى القصب وعلى رأسها مشكلة انتشار الحشائش والتى لم يجدى معها استخدام أى مبيد كما أن مكافحتها يدويًا تمثل عب مالى كبير لا يمكن تحمله من قبل المزارعين، ولابد أيضًا من تكثيف جهود البحث العلمى واستنباط أصناف جديدة من محصول قصب السكر بخلاف الصنف المنتشر C9 فلابد من استنباط أصناف جديدة أعلى فى الإنتاجية ونسبة الحلاوة.
المحاصيل السكرية فى المقدمة
وأضاف حسين بجاتو، مزارع قصب بمحافظة قنا وعضو مجلس إدارة الاتحاد التعاونى الزراعى المركزي، أن استلام 16 مليون طن من محاصيل قصب وبنجر السكر، وصرف ما يزيد عن 20 مليار جنيهًا مستحقات للمزارعين، دليل واضح على اهتمام الدولة بالمحاصيل السكرية خاصة بعد تجاوز نسبة الاكتفاء الذاتى حاجز الـ90%.
وأوضح حسين بجاتو، أن تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر بنسبة 90% جاء بجهود مزارعى قصب وبنجر السكر فى مختلف محافظات الجمهورية، والاهتمام الكبير من القيادة السياسية بالمحاصيل السكرية، فى إطار النهضة الشاملة التى يشهدها القطاع الزراعى حاليًا.
محصول البنجر
وفى سياق متصل، أكد كريم عبد الحليم نصر، مزارع بنجر سكر بمشروع شباب الخريجين بقرية رفاعة الطهطاوى فى مركز أبنوب بأسيوط، أن محصول بنجر السكر يمثل حوالى 60% من حجم إنتاج السكر فى مصر، وهو ما يدل على الأهمية الكبيرة التى يمثلها المحصول بالنسبة لواحدة من الصناعات الإستراتيجية وهى صناعة السكر والذى يتم استهلاكه فى مصر بكمية تتجاوز 3 ملايين طن سنويًا.
وشدد كريم عبد الحليم نصر، على ضرورة تسهيل إجراءات تسليم المحاصيل السكرية للمصانع وأن تكون هناك حقوق مضمونة موثقة بعقود تضمن حق الطرفين، حتى لا يتعرض المزارعين لخسائر كبيرة فى حالة عدم استلام المحاصيل أو التأخر فى استلامها وخاصة محصول بنجر السكر.
وأشار كريم عبد الحليم نصر، إلى ضرورة توفير مستلزمات الإنتاج للمحاصيل السكرية من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية أو الإدارات الزراعية، بحيث تكون منتجات مضمونة وبأسعار مناسبة.
الاكتفاء الذاتى من السكر
ومن جانبه قال مجدى عيسى، مزارع بنجر سكر وعضو مجلس إدارة الاتحاد التعاونى الزراعى المركزي، إن وصول نسبة الاكتفاء الذاتى من السكر إلى 90% بمثابة نجاح جديد للقطاع الزراعى بشكل عام وللمحاصيل السكرية بشكل خاص، حيث إن هناك زيادة ملحوظة فى مساحة زراعات قصب وبنجر السكر بعد زيادة أسعار الاستلام إلى 1100 جنيهًا لطن القصب و1000 جنيهًا للطن من بنجر السكر، وأن هناك تطور ملحوظ فى القطاع الزراعى ووعى من قبل المزارعين للعمل على تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من وحدتى المساحة والري، فى ظل الارتفاع الكبير فى تكاليف الإنتاج ورغبة المزارعين فى تحقيق أعلى معدل إنتاج وتحقيق هامش ربح مناسب وتجنب الخسائر.
وأوضح عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاونى الزراعى المركزي، أن المحاصيل السكرية بشكل عام تحظى باهتمام من الدولة ووزاراتها المختصة سواء فى الزراعة أو التوريد، حيث يتم التعاقد على توريد محصول قصب السكر وكذلك البنجر للمصانع، وعلى الرغم من النجاحات التى تحققت هناك مشكلات عالقة لابد من العمل على سرعة حلها خلال الفترة القادمة وفى مقدمتها تأخر توريد محصول بنجر السكر فى بعض المناطق مما يسبب خسائر كبيرة للمزارعين وتلف المحصول، ولابد أيضًا من شروط جزائية تضمن وزارة الزراعة تطبيقها على المخالفين فى التسليم سواء المزارعين أو المصانع ضمانًا للحقوق وحفاظًا على المحصول من التلف وتجنيبًا للمزارعين من الخسائر.
وأشار مجدى عيسى، إلى أن هناك مساحات كبيرة صالحة لزراعات بنجر السكر فى المحافظات الشمالية، والتى يجب استغلالها لتحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر بنسبة 100 خلال السنوات القليلة المقبلة.
إستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة
وأوضح عاطف أبوشليل، عضو مجلس إدارة الإتحاد التعاونى الزراعى المركزي، أن هناك نجاح ملحوظ لإستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة فى القطاع الزراعى وعلى مستوى جميع المحاصيل، وخاصة المحاصيل السكرية التى شهدت زيادة ملحوظة سواء فى المساحة المزروعة أو فى معدلات الإنتاج، وهو ما زاد من معدلات الاكتفاء الذاتى إلى ما يزيد عن 90% خلال العام الحالي.
وأضاف عاطف أبوشليل، أن القطاع الزراعى بشكل عام حقق نجاحًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية تمثلت فى زيادة الرقعة الزراعية لتصل إلى حوالى 10 ملايين فدان منها 3.3 مليون فدان أراضى جديدة مستصلحة، وزيادة فى معدلات الإنتاج كميًا فى مختلف المحاصيل خاصة محاصيل الحبوب والمحاصيل الإستراتيجية، حيث يعتبر القطاع الزراعى العمود الفقرى للاقتصاد المصرى ومصدرًا رئيسيًا من مصادر الدخل القومي.