«حمى الضنك» هي مرض ينقل بالبعوض، وينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم، وتتسبب «حمى الضنك الخفيفة» في الإصابة بحمى شديدة وظهور أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا، ويمكن أن يؤدي أحد أشكال «حمى الضنك الشديدة»-والمعروف باسم حمى الضنك النزفية- إلى نزيف وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم (صدمة) والوفاة.
موضوعات مقترحة
وتُصاب ملايين الحالات بعدوى حمى الضنك حول العالم كل عام؛ حيث تشير التقديرات إلى حدوث نحو 100 إلى 400 مليون حالة عدوى سنوياً. وهي أكثر شيوعًا في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ الغربية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، ولكن أصبح هذا المرض ينتشر في مناطق جديدة، بما في ذلك تفشيه محليًا في أوروبا والمناطق الجنوبية من الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن الكثير من حالات العدوى بفيروس «حمى الضنك» عديمة الأعراض أو لا تسبب إلا اعتلالات خفيفة، فإن فيروس حمى الضنك يمكن أن يسبب أحياناً حالات أكثر وخامة، وحتى الموت.
ويعمل الباحثون على إيجاد لقاحات لحمى الضنك. أما في الوقت الحالي، فأفضل طريقة لمنع العدوى في المناطق التي تشيع فيها حمى الضنك هي تجنب لدغات البعوض واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من أعداد البعوض.
كيف ينتقل فيروس «حمى الضنك»؟
وبحسب ما قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، لـ"بوابة الأهرام": أن «حمى الضنك» ليست مرضا جديدًا، بل هو مرض وبائي من الأمراض المتوطنة وهي أكثر شيوعاً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمناطق التي تشهد فيضانات ومناطق بها برك ومستنقعات ومصارف، والمناطق التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة.
ويتم انتقال فيروس حمى الضنك عن طريق قرص الناموس "الزاعجة المصرية"، ولا ينتقل من إنسان لآخر أن ناموس "الزاعجة المصرية" هي العائل الوسيط لنقل الفيروس.
ويشترط لانتشار فيروس حمى الضنك عدة عوامل بيئية منها:
1- ارتفاع درجات الحرارة
2- أماكن البرك والترع والمستنقعات أو خزانات المياه.
3- وجود ناموس حامل للفيروس والذي يقوم بنقله إلى من شخص مصاب إلى شخص معدي.
ما هي أعراض الإصابة بـ«حمى الضنك»؟
وعن أعراض الإصابة بحمى الضنك يذكرها استشاري الحساسية والمناعة، بأنها أعراض خفيفة أو هناك أشخاص مصابة لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، وتتحسن حالتهم الصحية في غضون أسبوع إلى أسبوعين وفي حالات نادرة، قد تكون حمى الضنك وخيمة وتسبب الوفاة.
و في حال ظهور الأعراض، فإنها تبدأ عادة في الظهور بعد 4 إلى 10 أيام من الإصابة بالعدوى وتستمر لمدة تتراوح من يومين إلى 7 أيام. وقد تشمل الأعراض ما يلي:
1- ارتفاع في درجة الحرارة لتصل إلى 40 درجة مئوية.
2- الصداع.
3- آلام العضلات والمفاصل.
4- الغثيان.
5- التقيؤ.
6- تورم الغدد.
7- الطفح الجلدي.
ويعد الأفراد الذين يصابون بالعدوى للمرة الثانية أكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بحمى الضنك الوخيمة.
ما هو علاج حمى الضنك؟
ويوضح استشاري الحساسية والمناعة، علاج حمى الضنك غير محدد ونسب شفاءه عالية جدا فهو ليس بالخطورة التي يتصورها البعض، ويستعمل (الباراسيتامول) للتحكم في الألم وخفض الحرارة.
وهناك لقاح يُطلق عليه دينغفاكسيا (Dengvaxia) يُعطى للأشخاص الذين أصيبوا بحمى الضنك مرة واحدة على الأقل والذين يعيشون في أماكن ينتشر فيها المرض.
أما بالنسبة للأشخاص المصابين بحمى الضنك الوخيمة، فيعد دخولهم إلى المستشفى ضرورياً في غالبية الحالات.
الدكتور أمجد الحداد
الزاعجة المصرية
ومن جانبه، يضيف الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن «حمى الضنك» هي عدوى فيروسية تنتقل من البعوض إلى البشر، فينتقل فيروس «حمى الضنك» عن طريق أنثى ناموس تسمى " الزاعجة المصرية"؛ حيث أن "الزاعجة المصرية" تقوم بنقل الفيروس لشخص سليم. أما لو تم قرص شخص مصاب من ناموسة سليمة فإن فترة حضانتها للفيروس مدة 4 أيام بعدها تكون قادرة على نقل العدوى، وليست فقط «حمى الضنك» التي تنقلها "الزاعجة المصرية" بل الحمى الصفراء، والشيكونغونيا وفيروس زيكا.
وتعيش " الزاعجة المصرية" في الحضر وحول الحاويات وأدوات التخزين وخزانات المياه وتقوم باللسع صباحا فقط، وعلى الرغم من أن " الزاعجة المصرية" تنقل فيروس حمى الضنك وبعض الفيروسات الأخرى إلا أن ذكر الزاعج المصري لا ينقل أي أمراض.
متى ظهرت «حمى الضنك» في مصر؟
وتابع: وقد ظهرت حمى الضنك في مصر منذ عام 1799 وآخر ظهور لها كان عام 2015 في محافظة أسيوط وبلغت عدد الإصابات آنذاك 300 حالة وتم السيطرة عليها، لافتًا إلى أن «حمى الضنك» موجودة منذ زمن بعيد؛ حيث تشير التقديرات إلى إصابة 400 مليون حالة عدوى سنويا، يحتاج ما يقرب من 500 ألف شخص مصاب الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأكد عنان على أن فيروس حمى الضنك هو فيروس له علاج وليست هناك مؤشرات للقول بأنه وباء، بل أن علاجه بسيط يشبه علاج فيروس الأنفلونزا وعادة ما تدوم الأعراض بين يومان إلى أسبوع، وذلك في أعقاب فترة حضانة تتراوح ما بين 4 إلى 10 أيام بعد اللسع، موضحًا أن نسبة الوفيات ما بين 1% إلى 2.5% فقط، وهناك لقاح لها من من شركة (Sanofi).
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بـ«حمى الضنك»؟
ويستعرض أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة طرق الوقاية من الإصابة بـ«حمى الضنك» وتتمثل في:
1- استخدم ناموسية خاصة للأطفال.
2- تجنب قرص الناموس خاصة صباحا وتجنب لعب الأطفال بجوار البرك أو الترع، مع مراعاة استخدام طارد ناموس باستمرار.
3- عند ظهور أعراض ارتفاع في درة الحرارة أو حدوث إسهال أو طفح جلدي أو قيء توجه لأقرب مقدم خدمة صحية.
كما ينصح عنان، بشرب المياه بكميات كبيرة ويكون مصدرها معلوم، مع الاهتمام بغسيل الخضروات والفاكهة بمياه نظيفة، كذلك الاهتمام بغسيل الأيدي باستمرار بالماء والصابون، وعدم تناول مأكولات مجهولة المصدر.
الدكتور إسلام عنان