ضغط في الهواء واحتباس فى الرطوبة وشوائب عالقة وأتربة ودخان في الجو.. هكذا صارت حالة الطقس مع تواصل العاصفة الحرارية الناتجة عن ظاهرة النينو فماذا عن حالة الإنسان والحيوان والكائنات الحية جميعها جراء تلك الحالة الجوية غير المعتادة التى تعكس تغيرات مناخية تعصف بالكرة الأرضية بفعل عبث الإنسان بالطبيعة.
موضوعات مقترحة
وفقًا للمتخصصين فإن وجود نسبة الرطوبة المرتفعة وكذلك الشوائب يؤدي إلى الإصابة بالإنهاك الحراري وهي حالة تحدث عند تعرض الجسم للحرارة الزائدة، وقد تشمل أعراضه التعرق بغزارة مصحوب بتسارع نبضات القلب، وهو واحد من الأمراض الثلاثة المتعلقة بالحرارة، وأخفها التقلصات الحرارية وأشدها ضربة الشمس، كما تؤثر الرطوبة المرتفعة على جميع الكائنات الحية مثل النباتات.
نسبة الرطوبة المرتفعة تسبب الإنهاك الحراري
يقول الدكتور محمد فاروق استشاري القلب والأوعية الدموية، إن تأثير ارتفاع الرطوبة الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة تسبب الشعور بالإنهاك الحراري، وتشمل أسباب الإنهاك الحراري التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، وخاصة عندما يصاحبها ارتفاع في درجة الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاق. ويمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري في حال عدم علاجه إلى الإصابة بضربة الشمس، وهي حالة قد تؤدي إلى الوفاة.
د.محمد فاروق
"وفي مثل هذا الطقس الحار يطلب متابعة ومراقبة الفئات الأكثر ضعفا عن، مثل كبار السن الذين يكونون أكثر عرضة لخطر الإنهاك الحراري، مما يتطلب الحفاظ على برودة الجسم، حيث إنه مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.
ويكمل أنه يمكن أن يسبب أيضا أعراض خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية، كما يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما، كما يحدث انخفاض ضغط الدم الذي يسبب أيضًا الإنهاك الحراري، والذي تشمل أعراضه الدوخة والغثيان والإغماء والارتباك والتشنجات العضلية والصداع والتعرق الشديد والإرهاق، وإذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يرتفع.
لماذا تتفاعل أجسامنا مع موجات الطقس الحار؟
وكشف الدكتور محمد فاروق، عن أسباب التعرض للإنهاك نتيجة التأثر بنسبة الرطوبة المرتفعة الناتجة عن درجات الحرارة المرتفعة، والسبب يعود إلى أن أجسامنا تسعى جاهدة للحفاظ على درجة الحرارة عند حوالي 37.5 درجة مئوية، سواء كنا في عاصفة ثلجية أو موجة حر، فهذه هي درجة الحرارة التي تطورت أجسامنا للعمل بها.
"لكن مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق، وعندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد.
وأضاف أنه يمكن البقاء بأمان من درجات الحرارة المرتفعة من أجل الحفاظ على برودة الجسم، خاصة مع كبار السن، والذين يعانون من ظروف كامنة، والذين يعيشون بمفردهم، عليهم الحفاظ على البرودة بالداخل عن طريق إغلاق الستائر في الغرف التي تواجه أشعة الشمس، مع ضرورة الاهتمام بشرب الكثير من السوائل، مع عدم ترك أي لا تترك أي شخص في سيارة مغلقة.
"ويجب الانتباه لإنقاذ الشخص الذي يعاني من الإنهاك الحراري، إذا كان من الممكن تقليل درجة حرارة جسده في غضون نصف ساعة، من خلال نقله إلى مكان بارد ويستلقي مع رفع قدميه قليلا ونجعله يشرب الكثير من الماء، مع تبريد بشرته من خلال رشها بالماء البارد وقم بتهويتها مع وضع كمادات باردة حول الإبطين أو الرقبة جيد أيضا.
و إذا لم يتعاف الشخص في غضون 30 دقيقة، فهذا يعني أنه قد تعرض لضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة هنا يجب الاتصال بالطوارئ حيث قد تزيد درجة حرارتهم عن 40 درجة مئوية، وقد يصابون بنوبات صرع أو يفقدون الوعي.
خطر استمرار تعرض الجسم لنسب الرطوبة المرتفعة
وفي سياق متصل قال الدكتور محمد فاروق، إن أعراض الإنهاك الحراري الناتجة عن نسبة الرطوبة المرتفعة فجأة تتفاقم مع مرور الوقت، وبخاصة عند ممارسة التمارين الرياضية لفترات طويلة، وتشمل أعراض الإنهاك الحراري المحتملة، برودة الجلد ورطوبته مع الإصابة بقشعريرة أثناء التعرض للحرارة، التعرق المفرط، الإغماء، الدوخة، الإرهاق، سرعة النبض وضعفه، انخفاض ضغط الدم عند الوقوف، مع وجود تقلصات عضلية مؤلمة، مع التعرض للغثيان، والشعور بالصداع، هنا يجب التوقف عن كل الأنشطة واسترح.
"وإذا كنت برفقة شخص مصاب بالإنهاك الحراري، فاطلب المساعدة الطبية الفورية إذا بدأ يشعر بالتشوش أو إذا فقد وعيه أو أصبح غير قادر على الشرب، وإذا وصلت درجة حرارة جسمه إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، فسيكون عندئذ في حاجة إلى تبريد فوري لجسمه والحصول على رعاية طبية عاجلة.
نسبة الرطوبة المرتفعة تسبب ضيق التنفس
من جانبه أضاف الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة، خلال ارتفاع درجات حرارة الطقس وارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، يشعر البعض بضيق في التنفس أي يصبح غير قادر على التقاط أنفاسه بشكل طبيعي، لأن عند التعرض لأشعة الشمس بشكل دائم، يتسبب ذلك في استنشاق الملوثات الموجودة في الهواء، ولذا تتسبب في حدوث تهيج للأنف، والحلق، وتزيد من الإصابة بضيق في التنفس.
د.أمجد الحداد
"كما أن ارتفاع حرارة الطقس، بالإضافة إلي الرطوبة العالية تعد من العوامل المسببة في التعرض لانخفاض نسبة الأكسجين في الجسم، ولذا يشعر الشخص بضيق شديد في التنفس، ويصبح غير قادر على القيام بأي نشاط بدني.
وأشار إلى أن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بضيق التنفس خلال فصل الصيف، مثل مرضى الربو وحساسية الصدر، ومرضي مشاكل الرئة، مرضى التهاب الجيوب الأنفية، وكذلك المدخنون.
"لذلك ينصح بتجنب الإصابة بضيق التنفس خلال فصل الصيف، من خلال تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، مع تناول كميات وفيرة من الماء، والسوائل كالعصائر الطازجة، مع التقليل من تناول الأملاح.
تأثير الرطوبة الجوية والرياح في نمو النباتات
يقول الدكتور محمد عبد ربه رئيس المعمل المركزي للمناخ بمركز البحوث الزراعية، يقصد بالرطوبة الجوية بخار الماء وكميته الموجودة في الجو وتلعب الرطوبة الجوية دورا كبيرا داخل النبات بسبب تأثيرها على معدل سرعة النتح حيث إن النبات يقوم بامتصاص قطرات الماء الناتجة من الضباب وبالتالي زيادة المحتوى المائي داخل النبات.
د.محمد عبد ربه
"كما أن الرطوبة الجوية تحد من نمو بعض أصناف الفاكهة لنفس النوع حيث وجد أن بعض أصناف النخيل تحتاج إلى رطوبة منخفضة بينما تحتاج أصناف أخرى إلى رطوبة جوية مرتفعة، ووجد أن الثمار النامية في المناطق قليلة الرطوبة الجوية تكون قليلة الحجم وانخفاض نسبة العصير في الثمار وزيادة نسبة الحموضة فيها، كما أن النباتات النامية في المناطق ذات الرطوبة الجوية المرتفعة تكون أكثر إصابة بالآفات مثل حشرة البق الدقيقي في الرمان والتين.