يحدٌث في أمريكا.. "كينتا كونتي" وجونتنيث (2-2)

18-7-2023 | 13:31

في مقال سابق أشرت إلى الخلفية التاريخية لانتهاء العبودية في الولايات المتحدة ونهاية استعبادهم للأفارقة لعقود وتاريخ أسود يٌذكرني بمسلسل الـ Roots أو الجذور والذي يٌعتبر بحق نقطة تحول جوهرية في التلفزيون الأمريكي ولاقى المسلسل وقت عرضه 1977 على قناة إيه بي سي ABC الأمريكية نجاحًا مٌنقطع النظير وبعد ذلك تم عرضه على شاشات العالم أجمع وداخل مصر حقق نجاحاً مٌنقطع النظير وما زلت أتذكر وقت عرضه على القناة الثانية.

ويروي المسلسل فصولاً كاملة من العٌنصرية في أبغض أشكالها وقصة الجذور للكاتب الامريكي هايلي الذي كان من القلة الامريكية السوداء التي استطاعت التوصل الى جذورها الإفريقية والذي يحكي قصة حياة جده (كونتا كينتي) الذي تم أسره في دولة جامبيا لينتقل بعدها إلى أمريكا عبداً يعمل في الحقول ويٌعاني من استعباد الإنسان لأخيه الإنسان..

الجذور رواية كتبها إليكس هيلي بعد بحث طويل لمدة 12 عام يبحث عن أصوله الإفريقية.. وحققت مبيعات قياسية وقتها وقرأها الملايين ونال عنها جائزة البوليتيرز لعام 1977 إلى أن توصل إلى جده السابع الذي تم اختطافه من غرب إفريقيا (جمهورية مالي حالياً) وكان جده يٌدعى (كينتا) ووالده اسمه (مورو) أي عٌمر..

وكينتا هو اسم جده الذي كان إمام قرية وزعيمها وتاريخ كينتا يٌمثل تاريخاً أسود مٌفعماً بالمآسي بعد أن تم اختطافه وبيعه في سوق الرقيق نحو عام 1776 بالقارة الجديدة أمريكا التي امتلأت بالمهاجرين البيض من أوروبا نتيجة النزاعات المذهبية أو إبعاد المئات من المجرمين وأصحاب السوابق فقضوا على السكان الأصليين "الهنود الحمر" واحتاجوا للأيدي العاملة في مزارعهم..

فتوجهت أنظارهم نحو إفريقيا حيث ازدهرت سوق الخطف والرقيق كما تم نقلهم الى أرض الميعاد الجديدة في ظروف قاسية لا يٌمكن وصفها.. اكتشف أليكس هيلي أن جده السابع كان من قبيلة مٌسلمة شأن مٌعظم العبيد المٌختطفين فأعلن إسلامه وانضم إلى حركة الداعية الإسلامي الأمريكي مالكوم إكس الذي كان يدعو إلى إعطاء الزنوج الأمريكان حقوقهم المدنية ثم تم اغتياله عام 1965 وبعدها تم اغتيال الداعية الأسود مارتن لوثر كينج عام 1968.. 

وهٌناك رأي آخر يقول بأن المزاعم التي تقول بأن حياة الرقيق والعبودية في أمريكا انتهت في عهد أبراهام لينكولن دفع حياته ثمنًا لها ولكن الحقيقة ظلت مٌستترة في التمييز العٌنصري ضد الملونين من قطاعات كبيرة والتي تطفوا إلى السطح من وقت لآخر مثلما حدث في حادث مقتل المواطن الأفروأمريكان جورج فلويد بطريقة بشعة شاهدها العالم أجمع عبر الشاشات ومن بعدها اشتعلت أحداث عٌنف وشغب ومظاهرات واحتجاجات كٌنت شاهدا عليها.. وعنها للحديث بقية 

كلمات البحث