تهديد واشنطن بـ "أقوى ردع نووي ساحق"!

17-7-2023 | 16:16

بإطلاق بيونج يانج الصاروخ، عابر القارات، من طراز هواسونج-18، يوم الأربعاء الماضي، تتأكد التوقعات الواردة في مقدمة مقالي السابق، بأن كوريا الشمالية ربما تدبر ردًا عنيفًا، على وقوع حطام قمرها الاصطناعي للتجسس، في أيدي خصومها.

تحت إشراف، وبحضور الزعيم كيم كونج أون، شخصيًا، أطلقت كوريا الشمالية الصاروخ، الذي يعمل بالوقود الصلب، ويصل مداه 15 ألف كيلومتر، وبمسافة تغطي كل الأراضي الأمريكية، في ثان إطلاق من نوعه منذ 13 أبريل الماضي.

الصاروخ الكوري الشمالي، هواسونج-18، حلق لمدة 4491 ثانية، أي حوالي 74.85 دقيقة، وبأقصى ارتفاع بلغ 6648.4 كيلومتر، ولمسافة 1001.2 كيلو متر، قبل أن يضرب الهدف المحدد مسبقا ويسقط بالمياه المفتوحة ببحر اليابان/الشرقي.

الزعيم كيم جونج أون تعهد -حسب صحيفة رودونجشينمون الرسمية- بمواصلة المشاركة في الهجمات العسكرية القوية حتى يعترف "الإمبرياليون الأمريكيون والخونة والدمى في كوريا الجنوبية بالهزيمة والتخلي عن سياستهم العدائية"!

الصحيفة ذكرت أن الإطلاق الأخير "استهدف حماية أمن وسلامة الدولة من ويلات الحرب النووية، وأنه جاء في إطار تعزيز حق كوريا الشمالية في الدفاع عن النفس، لقمع –ما أسمته- الأنشطة العسكرية الخطيرة من جانب القوات المعادية".

كيم  يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري، عقبت على إطلاق الصاروخ، بقولها: "في ظل فرضية أن الولايات المتحدة ترفض التخلي عن سياستها المناهضة، سنسعى جاهدين للتأسيس لأقوى ردع نووي ساحق" ونددت برد فعل مجلس الأمن الدولي.

مجلس الأمن كان قد فشل-خلال جلسة مفتوحة انعقدت الخميس الماضي بحضور مندوب كوريا الشمالية للمرة الأولى منذ عام 2017- فشل، في التوصل إلى قرار، أو إجراء إدانة ضد الخطوة الكورية الشمالية، بسبب معارضة الصين وروسيا.

10 أعضاء بمجلس الأمن، أصدروا بيانا تضمن إدانة -شديدة اللهجة- ضد كوريا الشمالية، ليس –فقط- لإطلاق الصاروخ الأخير، بل-أيضا- لقيام بيونج يانج بإطلاق 20 صاروخا باليستيا في عام 2023، بما يشكل انتهاكا صارخا لقرارات المجلس.

وفيما لم تسجل ردود فعل -رسمية ملموسة- من جانب الصين، قال الدبلوماسي الروسي، أندريه رودينكو: "كل عمليات الإطلاق والاستعدادات العسكرية الأخرى، هي رد فعل على الإجراءات الاستفزازية الأمريكية وحلفائها تجاه كوريا الشمالية".

اللافت أن إطلاق الصاروخ هواسونج-18، يبدو أنه لم يأت-فقط- كرد فعل من جانب بيونج يانج على سقوط حطام قمرها الاصطناعي للتجسس بأيدي الخصوم، بل-أيضا- تزامن مع اختتام أعمال اجتماع ثلاثي، مهم جدا، لرؤساء هيئة الأركان العسكرية، في كل من: الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، بمدينة هاواي.
في تصريح عقب الاجتماع، ذكر متحدث باسم هيئة الأركان الأمريكية أن القادة العسكريين الثلاثة راقبوا-بأنفسهم- إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، ونسقوا فيما بينهم، لوضع خيارات للرد في التوقيت المناسب، وللحفاظ على الاستقرار بالمنطقة.

واشنطن تواصل ضغوطها العسكرية والاستخباراتية المكثفة، وبكل ما تمتلكه من وسائل الردع، وبتعزيز التعاون والتحالف الإستراتيجي مع سول وطوكيو، غير أنها لم تتمكن-فيما يبدو حتى الآن- من وقف الأعمال التصعيدية الخطيرة لبيونج يانج.

في اليوم التالي لإطلاق الصاروخ هواسونج-18، وللمرة الأولى بشبه الجزيرة الكورية منذ 30 يونيو الماضي، أجرت سول وواشنطن تدريبات جوية، شملت القاذفة الإستراتيجية الأمريكية من طراز "بي 52 إتش"، وعددًا من المقاتلات "إف 15 كي" الكورية الجنوبية، والمقاتلات "إف 16" الأمريكية.

 تمتلك القاذفة "بي 52 إتش" الإستراتيجية القدرة على حمل، وإلقاء، 31 طنًا من القنابل، و20 صاروخا نوويا، من نوع "إي جي إم 69" قصير المدى، كما تتميز بمدى تشغيلي يزيد على 14 ألف كيلومتر بدون إعادة التزود بالوقود.

 هيئة الأركان المشتركة في سول ذكرت أنه تم خلال هذه التدريبات تعزيز القدرات التشغيلية المشتركة بين قوات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن طريق النشر السريع لأصول الردع الأمريكية بشبه الجزيرة الكورية.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة