4 غازات «صديقة للبيئة» لمكافحة آفات الحبوب المخزنة

16-7-2023 | 15:05
 غازات ;صديقة للبيئة; لمكافحة آفات الحبوب المخزنةالحبوب المخزنة
هويدا عبد الحميد
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

آفات الحبوب المخزونة من أهم الأسباب التى تؤدى لخسائر اقتصادية فادحة للمحاصيل المختلفة، والبحث عن وسائل جديدة آمنة وغير مكلفة من الأمور الهامة لكى نحافظ على جودة الحبوب المخزونة وقيمتها الاقتصادية.

تقول الدكتورة منار يوسف أمين - قسم بحوث آفات المواد والحبوب المخزونة، معهد بحوث وقاية النبات، أن هناك غازات مستحدثة أثبتت فعالياتها فى مكافحة آفات المواد والحبوب المخزونة ومن أهمها:  البروفيوم -  (ايثان داى نيتريل )  EDN- (بلوفوم) HCN  -  أكسيد النيتريكNO .

ويوجد أيضاً بعض الغازات الخاملة التى كانت تستخدم قديماً ولفترة طويلة، مثل غاز ثانى أكسيد الكربون CO2 وغاز النيتروچين N2، ويوجد أيضاً غاز الايكوفيوم ورمزه الكيميائى ECO2 ، إلا أنه يقل استخدامه جداً حالياً نظراً لارتفاع سعره لأنه مستورد.

حيث يبلغ سعر أنبوبة غاز ثانى أكسيد الكربون تقريباً 500 جنيه سعة 60 لتراً، وأنبوبة غاز النيتروجين 4009 جنيهات تقريبا سعة 60 لتراً، وأغلاها سعراً غاز الايكوفيوم المستورد، وهو يعبأ فى صورة سائلة 100 بار ووزن الأسطوانة 100 كجم أى أنها ثقيلة جداً فى النقل ووزن الغاز بها 31 كجم.

أكسيد النيتريك

 وتشير إلى أن غاز أكسيد النيتريك(NO)  رخيص الثمن تقريباً 4000 جنيه سعة 60 لتراً، وفقاً لأسعار 2022 - 2023.

ويستخدم كغاز تدخين لمكافحة آفات ما بعد الحصاد، وتوضح: هُناك حاجة ملحة لغاز تدخين فعال بديلاً عن غاز "برومور الميثايل" لمكافحة آفات وأمراض ما بعد الحصاد، ومن البدائل الرئيسية المعروفة الآن هما "الفوسفين وفلوريد الكبريت" وكلاهما يواجه بعض الصعوبات فى استخدامه ضد آفات ما بعد الحصاد وفى معاملة المنتجات الطازجة، فالفوسفين يحتاج وقت أطول فى المعاملة وبعض الآفات كونت له مقاومة وفلوريد الكبريت غير فعال ضد بيض الحشرات، ولذلك فإن فعاليته تعتبر محدودة بالإضافة إلى سميته للمنتجات الطازجة، وأكسيد النيتريك (No) وهوغاز تدخين جديد الاستعمال، يعتبر فعالاً ضد آفات ما بعد الحصاد، وليست له متبقيات سامة، وهو آمن فى استعماله على المنتجات الطازجة، ولذلك فإن هذا الغاز يعتبر بديلاً آمناً وعملياً ضد آفات ما بعد الحصاد.

وتابعت أمين؛ أن غاز أكسيد النيتريك هومنتج كيماوى طبيعى أثناء عمليات استخراج الوقود الحفرى بالاحتراق، وهو منتج وسيط فى صناعة الأسمدة، ومُنذ اكتشافه كناقل جزئى فى الخلية فقد تمت دارسته بتوسع، وعرف أنه يقوم بدور فعال فسيولوجياً وكيماوياً داخل جسم الكائن الحى، وله استخدامات طبية عديدة، ومثبط لتكوين الإيثيلين فى النبات، ويحافظ على المنتجات الزراعية الطازجة، حيث يطيل عمر الثمار الناتجة سواء خضر أو فاكهة.

وعن كيفية استعمال أكسيد النيتريك فى التدخين قالت: إنه يلزم استخدامه فى حالة انخفاض الأكسجين فى حيز المعاملة، لأن وجود الأكسجين يؤدى للتفاعل معه مكوناً ثانى أكسيد النيتروجين، الذى يعتبر ضاراً للمنتجات الطازجة وخاصة عند التركيزات العالية.

لذا نصحت أمين بإطلاق النيتروجين N2 فى الحجرة لخفض تركيز الأكسجين O2 إلى أقل مستوى، مع ضرورة إحكام حجرة التدخين تماماً حتى لا يتسرب إليها O2، وعند نهاية عملية التدخين وخاصة مع المنتجات الطازجة، يلزم إطلاق النيتروجين N2 بداخلها بغرض أكسيد النيتريك قبل فتح الحجرة، وذلك لمنع تفاعل أكسيد النيتريك مع الأكسجين وتكوين ثانى أكسيد النيتريك الضار بالمنتج.

ونوهت بأن التدخين بأكسيد النيتريك يعتبر فعالاً ضد كل الحشرات بأطوارها المختلفة، التى أختبرت به وإن كانت حساسية الحشرات وأطوارها قد اختلفت من حشرة لأخرى، وأمكن مكافحة بعض أنواع الحشرات مثل التربس، المن، البق الدقيقى.. وعلى الخضراوات فى خلال ساعات قليلة باستخدام 1 – 2 % أكسيد النيتريك عند الحرارة المنخفضة، واستخدام أكسيد النيتريك بتركيز 1 – 2 % يقتل آفات المخازن خلال من 1 - 3 أيام على حرارة من 15 - 25 ْم وكانت فعاليته أعلى ضد الأطوارالمتحركة عن الأطوار الساكنة مثل البيض والعذراء، وفعالية هذا الغاز تزيد مع زيادة فترة التعريض، وزيادة التركيز وزيادة الحرارة، وتأثير درجة الحرارة على فعالية غاز أكسيد النيتريك يعتبر قليلاً مقارنة بالتركيز والوقت.

وبالنسبة لدرجة الأمان وجودة المنتجات، أشارت أمين إلى أن تدخين المنتجات الطازجة باستخدام " أكسيد النيتريك" لم يؤثرعلى جودتها، كما لم يترك بها متبقيات ضارة، وخاصة إذا ما تمت معاملة حيز التدخين بالـنيتروجين N2 سواء قبل المعاملة أو فى نهايتها، وأن إطلاق النيتروجين N2 فى حيز التدخين المعامل بأكسيد النيتريك No فى نهاية المعاملة يمنع تفاعل No مع الأكسجين O2 الهواء الجوى عند فتح حجرة التدخين، وإذا لم يتم هذا الإجراء فقد يسبب أضراراً للمنتج المعامل كإحداث لطخات Stains على الثمار المعاملة بسبب تكوين ثانى أكسيد النيتروجين No2 .

وأضافت،أن التدخين بأكسيد النيتريك No قد يترك متبقيات على هيئة "نترات" أو "نيتريت" إذا حدث تفاعل لأكسيد النيتريك No مع الأكسجين O2 وتكون No2 ، حيث إن المركب الأخير هو الذى يتحول إلى نترات أو نيتريت، وإذا أمكن ضخ غاز النيتروجين (N2)عند نهاية عملية التدخين بأكسيد النيتريك No فإن هذه المتبقيات تقل جداً، وكلما كان معدل انطلاق ثانى أكسيد النيتريك عالياً، تكون هناك متبقيات عالية من النترات والنيتريت، وذلك لكل المنتجات المخزنة.

كما أن غاز "فورمات الإيثيل" Ethyl formate  له مشاكله، حيث إنه يمتص بدرجة عالية فى المنتجات الطازجة، وله تأثير سام على المنتجات الطازجة، بعكس أكسيد النيتريك No الذى له فاعلية عالية ضد كل آفات المنتجات المخزونة بجميع أطوارها، ولا يمتص فى المنتجات الطازجة إلا بنسبة محددة جداً، ولا يحتاج إلى وقت معاملة طويل مثل الفوسفين.

وعلى الرغم من أن أكسيد النيتريك قد تمت دراسة دوره فى تفاعلات الخلية منذ أكثرمن 30 عاماً، إلا أنه حتى الآن لم يعرف ميكانيكية تأثيره السام ضد الآفات كغاز تدخين، وهو يعتبرغازاً ساماً للإنسان، ولم يتم تسجيله حتى الآن كمبيد آفات فى الولايات المتحدة، حتى يمكن استخدامه فى الدول الأخرى كمبيد ما بعد الحصاد، كما يلزم إجراء دراسات أخرى مستفيضة لتقليل انبعاثه فى البيئة، والعمل على حصوله على تراخيص استعماله وتسجيله، لإمكان تطبيق استعماله تجارياً ضد آفات ما بعد الحصاد.

بدائل برومو الميثيل

وأوضحت أن هناك مقترحات أولية لاستخدام تجهيزات من Bluefume HCN (سيانيد الهيدروجين) و EDN (إيثان داى نيتريل) فى تدخين المنتجات المخزونة، كبدائل لتوقف استخدام "برومو الميثيل"، وتم اختبار هذه الغازات ضد عدة سلالات مختلفة من سوسة الحبوب المخزونة (سوسة القمح) فى حجرات تدخين، واتضح اختلاف حساسية السلالات الحقلية المختلفة لغاز HCN ، والغازين HCN، EDN إنتاج جمهورية التشيك.

غاز HCN (بلوفوم): (مستحضر HCN على هيئة سائل وليس ملح السيانيد)، وغازسيانيد الهيدروجين له تاريخ طويل فى استخدامه لمكافحة الآفات فى العديد من دول العالم، وهو شديد الفعالية وسريع التأثير على آفات المخازن والمطاحن بالمقارنة بغاز الفوسفين.

وغاز" EDN" هو بديل لبرومو الميثيل، آمن على طبقة الأوزون، ومن مميزاته أنه غاز جيد الانتشار عالى الفعالية وسريع التأثير، حيث لا يحتاج إلى وقت طويل للمعاملة، هذا الغاز يساعد كثيراً فى الحد من انتشار الآفات والأمراض فى المنتجات الزراعية ومصانع الأخشاب، ولذلك فإن هذا الغاز يعتبر هاماً جداً فى مكافحة ثاقبات الأخشاب ومعالجة الأخشاب المستوردة فى العديد من الدول.

معالجة الأخشاب

وشددت أمين أن كلا الغازين هامان جداً فى معالجة الأخشاب وآفات الأبنية وكذا آفات التربة كالنيماتودا، فى حين أن المعلومات المتاحة عن استخدامهما فى مكافحة آفات المخازن تعتبر قليلة، مشيرة إلى دراسة أجريت على سوسة القمح حول إمكانية استخدامهما فى مكافحة آفات المخازن، وجد من الدراسة أن الوقت اللازم لقتل جميع أفراد وأطوار سوسة القمح باستخدام HCN كان 660 دقيقة (فى مدى من 30جراماً/م3/ ساعة إلى 51جراماً/م3/ساعة) وجد من الدراسة أيضاً أن تعريض سوسة القمح إلى غاز END عند جرعة 30جراماً/م3 أدى إلى إحداث قتل 100% لجميع أطوار الآفة، خلال مدة مقدارها 18ساعة تعريض، ولذلك فهذا الغاز يصلح لمكافحة آفات المخازن، مع إجراء دراسات أخرى على باقى آفات المخازن وأطوارها المختلفة .

غاز البروفيوم

غاز البروفيوم (99.8% فلويد الكبريت) قد سجل لأول مرة عام 2003 كغازلمكافحة بعض الآفات الحشرية والقوارض وأنه غير ضار بالأوزون، واستعمل فى مكافحة آفات المنتجات المخزونة وفى تطهير المخازن، وقد سجل حالياً فى 22 دولة، وليس له مقاومة مشتركة مع الفوسفين، ويستخدم أيضاً فى مكافحة آفات الحجر الزراعى، ويستخدم فى مكافحة آفات الأبنية (نمل أبيض ، بق ..) هذا الغاز مهم جداً فى البلاد الحارة لمكافحة بعض آفات المخازن الشديده الضرر بالحبوب المخزونة خنفساء الحبوب المفرطحة، وسوسة الذرة، ولو أن الدراسات التى أجريت عليه لمكافحة هذه الآفات تعتبر قليلة.

ومن الدراسات التى أجريت فى كاليفورنيا على الثمار المجففة لتحديد الجرعة المناسبة من هذا الغاز، وجد أنه يمكن استخدامه ضمن برامج المكافحة باستخدام الغازات، ويلزم حساب الجرعة على حسب الحالة وظروف الاستخدام ونوع الآفة. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة