أهمية كبيرة تحظى بها السيارات الكهربائية عالميًا، بعد اتجاه العالم نحو الطاقة النظيفة بعيدًا عن الوقود الأحفوري والديزل ومشكلات الانبعاثات الكربونية السامة التي أصبحت مصدر تهديد للبشرية جمعاء، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي أن عام 2035 سيكون موعدا نهائيا للتخلص من السيارات التقليدية .
موضوعات مقترحة
وخطت مصر خطوات ثابتة في الاتجاه نحو السيارات الكهربائية ونشر ما يزيد عن 3 آلاف نقطة شحن وصيانة على مستوى الجمهورية، انطلاقًا من حرصها على خفض الانبعاثات الكربونية والذي تتسبب فيه المركبات بنسبة 23% عالميًا.
"بوابة الأهرام" ترصد تزايد الاهتمام العالمي بالسيارات الكهربائية، حفاظًا على البيئة من تزايد الانبعاثات الكربونية السامة، وموقف مصر من هذا التطور العالمي الملحوظ في صناعة واستخدام السيارات.
أكد المهندس جمال عسكر، خبير السيارات في مصر والوطن العربي ورئيس لجنة الصناعه بالنقابة العامة للمهندسين، أن العالم يتجه بقوة إلى استخدام السيارات الكهربائية بديلاً عن السيارات التي تعمل بالبنزين والسولار، بسبب المشكلات التي سببها ارتفاع معدلات الانبعاثات الكربونية وزيادة حجم التلوث الذي تتسبب فيه المركبات على اختلاف أنواعها بنسبة تتجاوز 23%.
وأضاف المهندس جمال عسكر، أن اتساع ثقب الأوزون والاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف مئوية وما لذلك من تأثيرات على الإنسان والنبات ودرجة حرارة الأرض بشكل عام وزيادة معدلات الانبعاثات الكربونية السامة، عوامل دفعت مختلف دول العالم للاتجاه إلى السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.
وأشار إلى هناك تزايدا ملحوظا في استخدام السيارات الكهربائية عالميًا، ففي عام 2018 كان هناك 8 ملايين سيارة كهربائية وبحلول عام 2025 من المتوقع أن يصل العدد إلى 10 ملايين سيارة وسوف يصل إلى 28 مليون سيارة في عام 2030 وفي عام 2040 سيصل عدد السيارات الكهربائية إلى 56 مليون سيارة وفي 2050 من المتوقع أن يصل الرقم إلى 70 مليون سيارة.
وأوضح المهندس جمال عسكر، أن هناك مؤتمرا مهما عقد في أمريكا برئاسة الرئيس الأمريكي جون بايدن اجتمع فيه مع 40 قائدا على مستوى العالم، وتم التعهد من قبل الدول المشاركة في المؤتمر على خفض الانبعاثات الكربونية السامة بنسب تتراوح من 40 إلى 60% خلال السنوات القليلة الماضية، كما تعهدت الصين التي تعد معقل صناعة السيارات في العالم بخفض الانبعاثات الكربونية بنسب تتراوح من 20 إلى 60 % بحلول عام 2030، والهدف هو القضاء على الوقود الأحفوري والعمل بالطاقة الكهربائية حفاظًا على سلامة الكون ومن ثم صحة وسلامة الإنسان.
واستطرد المهندس جمال عسكر قائلاً؛ إنه بالنسبة للأمان في السيارات الكهربائية فهي آمنة لكن لا يوجد أمان مطلق، فهناك سيارات تعمل بالبنزين وهي ليست آمنة، وسيارات تعمل بالديزل وهي أيضًا غير آمنة، وسيارات تعمل بالغاز غير آمنة أيضًا بشكل كامل، لكن تضخ شركات إنتاج السيارات عالميًا مئات المليارات سنويًا على أقسام البحوث والتطوير للارتقاء بجودة وأمان السيارات الكهربائية.
ولفت المهندس جمال عسكر، إلى أن الصين تسيطر بشكل كبير على صناعة السيارات على مستوى العالم، وتنافس بقوة صناعة السيارات في الدول الأخرى المصنعة ومنها أمريكا واليابان وكوريا وألمانيا، وبالتالي هناك حرب اقتصادية تدور بين الشركات للسيطرة على صناعة السيارات، فالصين أنتجت 27.4 مليون سيارة في عام 2022 وأنتجت 26.3 مليون سيارة في عام 2021 وبالتالي لها سطوة وسيطرة كبيرة على سوق صناعة السيارات على مستوى العالم.
وأضاف المهندس جمال عسكر، أن مصر نفذت الشبكة القومية للطرق وضخت فيها ما يزيد عن 400 مليار جنيه، وهي من أهم مقومات وجود شبكة مواصلات عالية الجودة والكفاءة، لكن لا توجد نظرة للتحول نحو السيارات الكهربائية، وعالميًا من المتوقع أن تلغي السيارات الكهربائية السيارات العادية التي تعمل بالوقود الأحفوري بسبب قيم الاستهلاك والتلوث البيئي، علمًا بأن متوسط سير السيارة 30 ألف كيلو متر سنويًا وبالتالي تحتاج إلى 3 صيانات بتكلفة من 16 إلى 18 ألف جنيه، وفي السيارات التي لكن في السيارات الكهربائية تكلفة هذه الصيانات لا تتخطى 4 آلاف جنيه في العام، وبالتالي هناك وفرة بنسبة 70% من تكاليف صيانة السيارات عند المقارنة بين السيارات العادية والسيارات الكهربائية، وبالنسبة لشحن السيارة بالكهربائية مقارنة بملء الخزان بالوقود هناك وفرة لصالح السيارات الكهربائية تصل نسبتها إلى 75%، إضافة إلى ميزة عدم وجود أي انبعاثات كربونية من السيارات الكهربائية، وتحولت مصر مؤخرًا إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية في محطات توليد الكهرباء وسلفًا كان يتم استخدام الديزل أو الغاز أو الفحم وهي جميعها تسبب الانبعاثات الكربونية.
وذكر المهندس جمال عسكر، أن مجلس الوزراء المصري قرر ضخ 3 آلاف نقطة شحن وصيانة للسيارات الكهربائية من الضبعة إلى أسوان، وفي أمريكا تقرر ضخ 500 ألف نقطة شحن للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي نحتاج إلى نشر نقاط شحن وصيانة السيارات الكهربائية في مصر بشكل أوسع من الموجود حاليًا.
وأوضح المهندس جمال عسكر، أن هناك دولا عربية حققت طفرة في إنتاج وتصدير السيارات إلى الاتحاد الأوروبي، ومنها المغرب الشقيق الذي يحتل المرتبة الخامسة في تصدير السيارات للاتحاد الأوروبي، وكذلك افتتحت أول مصنع لصناعة الطائرات الخاصة، وافتتاح مصنع لإنتاج الرقائق الإلكترونية التي تعد المكون الأهم في إنتاج السيارات في العالم، وآن الأوان لمصر أن تلحق بركب التقدم العالمي في صناعة السيارات والرقائق الإلكترونية.
المهندس جمال عسكر خبير السيارات