تشتهر محافظة قنا بالعسل الأسود منذ مئات السنين، حيث محصول قصب السكر الإستراتيجي، وهى شهرة عالمية جعلت بعض الأفواج السياحية تطلب الاطلاع على العصارات الشعبية حيث عسل نجع حمادي وأبوتشت له شهرة عالمية فالعسل مقوي المناعة ويحسن صحة الإنسان.
موضوعات مقترحة
كما بدأت محافظة قنا فى تنظيم ندوات فى كليات الزراعة وفى الجمعيات الأهلية للبدء فى استخراج العسل الأسود من الذرة الرفيعة بجانب قصب السكر، حيث قال الدكتور أحمد زكى أبوكنيز بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة والذى أدار ندوات لاستخراج العسل الأسود من الذرة الرفيعة، إن الهدف هو تحويل صناعة العسل الأسود بدلا من موسمية لدائمة باعتماد محصولين والتوسع فى زراعتهما وهما الذرة الرفيعة وقصب السكر، وذلك من أجل تشغيل الأيدي العاملة.
تكتل صناعة العسل الأسود
فى محافظة قنا تم الإعلان عن تكتل صناعة العسل الأسود، وهو يعتبر واحدا من أهم التكتلات التي يستهدفها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وتسعى المحافظة من خلاله لتطوير 200 عصارة للعسل على مستوى ثلاث مراكز رئيسية بالمحافظة هي (نجع حمادي، فرشوط، أبو تشت)، نظرا لأن تطوير صناعة العسل الأسود وتحديث الآلات والمعدات الخاصة بها تسهم فى تحسين جودة المنتج النهائي بما يسمح بإمكانية تصديره للخارج، وإعداد خطة للمنافسة في الأسواق الخارجية بمنتجات صغار المصنعين.
وأوضح الدكتور علاء شاكر مدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، أنه تم تشكيل لجنة تسيير التراخيص بعد دراسة مستفيضة لكافة الجوانب المتعلقة باحتياجات القطاع، حيث وجد أن من أهم التحديات التى يعانى منها القطاع هو عدم تبعيته للقطاع الرسمى مما يعوق حصول العاملين به على بعض الخدمات والميزات كالحصول على التمويل والدعم الفنى وتسويق المنتج بشكل رسمى، لافتًا إلى أن اللجنة تهدف إلى تقديم الدعم الفنى والإدارى لعصارات العسل الأسود الراغبة في التحويل من القطاع غير الرسمى إلى القطاع الرسمى.
العسل الأسود يساهم في ازدهار الصناعات المكملة
وقال الدكتور أحمد زكى أبوكنيز بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة فى تصريح لبوابة الأهرام، إن العسل الأسود غذاء شعبى واسع الانتشار بين الطبقات المتوسطة والفقيرة، ويدخل فى العديد من الصناعات الغذائية، وصناعة العسل الأسود فى مصر يمكن أن تشكل فى المستقبل إضافة ذات قيمة كبيرة للناتج الإجمالى القومى وتساهم أيضا فى خلق وازدهار صناعات أخرى مكملة أو جانية أو مستخدمة لمتبقياتها.
كما أنها ستشكل عاملاً هاما لامتصاص البطالة وخاصة فى الريف ومصدرا ذا قيمة للعملات الأجنبية، مضيفا أن الصناعة تتركز فى محافظتى المنيا وقنا مع وجود موقع وحيد صغير بمحافظة أسوان، وهناك العديد من العصارت المتوقفه لأسباب مختلفة وهذا معناه تعطل استثمارات و ضياع فرص عمل.
الصعيد ينتج 25 ألف طن من العسل الأسود
بلغت إحصائيات إنتاج العسل الأسود فى الصعيد لنحو 25 ألف طن و450، من خلال 277 عصارة غالبيته يستهلك محليا وبعضه يصدر للخارج، ومن حيث فترات التشغيل تعمل العصارات فى الفترة من شهر ديسمبر إلى أبريل وقد تمتد إلى مايو من كل عام وهى الفترة التى يتواجد بها القصب الناضج الصالح للاستخدام وهذا يسبب بطالة موسمية للعمال بهذه الصناعة، وأيضا يحدث حالة عدم استقرار لأسعار العسل.
استخراج العسل الأسود من الذرة
ويؤكد زكى من أجل ذلك اتجهت الأبحاث لاستخراج العسل الأسود من الذرة الرفيعة وتمت مطالبة الزراعة بالتوسع فيه نظرا لقلة المساحة المنزرعة منه والاعتماد عليه كعلف ، ومن أجل ذلك تم عقد دورات تدريبية فى الجامعات وكليات الزراعة بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية.
تتصف العصارات التى يستخرج منها العسل الأسود بالبدائية الشديدة جداً من حيث بيئة الصناعة والأدوات والمعدات المستخدمة والابتعاد الشديد عن القواعد الصحية والبيئية السليمة من حيث تداول العصير وأماكن الطبخ والتعبئة والنقل والتداول، وهذا مادعا تكتل صناعة العسل الأسود بوضع خطة للارتقاء بالعصارات وفتح باب التراخيص للعصارات التى لم تقم بتقديم أوراقها للحكومة، حيث أنه تم تنظيم لقاء مع أصحاب العصارات بهدف تعريف أصحاب العصارات على إجراءات ومتطلبات التراخيص سواء المقامة داخل الحيز العمرانى، أو المقامة خارج الحيز العمرانى، وحجم التسهيلات التى قدمتها الدولة لهم، من أجل النهوض بصناعة العسل الأسود ودعم العاملين بها، وأرسلت المحافظة رسالة طمأنة لجميع أصحاب العصارات، بأن ترخيص العصارة هو مرحلة أولى، تمهيدا لبدء التطوير وزيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتج، وليس الهدف منه تحصيل الأموال، داعية إياهم إلى سرعة البدء فى إجراءات الترخيص، حتى يتسنى لهم الاستفادة من المزايا التى تقدمها الدولة من خلال برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر.