لماذا يخرج المطربون الأفلام السينمائية؟!

10-7-2023 | 13:33

ظاهرة أن يقوم المطرب، أو الممثل بإخراج أعماله، تدعونا لتساؤلات عدة، فى مقدمتها: ما السبب الذي يدفع مطربًا مثل لأن يخرج أفلامه، أو حتى يشارك فى إخراجها، فى حين أن عشرات المخرجين المحترفين، ومنهم من لهم أعمال شهد بأهميتها الجميع فى مصر والعالم العربي، وبرغم قسوة التعبير أقولها "قاعدين فى بيوتهم بدون عمل"، ومنهم أساتذة يدرسون فى معاهد السينما، وأجورهم غير مبالغ فيها، وأسماؤهم تضمن لأى منتج أو ممثل أن يعبر بفيلمه من حيز محلي ضيق الى جهات أكثر أهمية من العرض الجاري المحدود.

لكن يبدو أن المنتج لم يعد يملك أمر نفسه، بل ما عرفته من خلال موسم أفلام عيد الأضحى أن عددًا كبيرًا من النجوم يسندون إنتاج أفلامهم لأفراد من عائلاتهم، بصفته المنتج المنفذ، وستنتشر هذه الظاهرة، ويصبح لدينا الممثل يخرج وينتج، ويكتب اسمه على تترات أفلامه "فكرة النجم…".

وإن أعلنت عن مسابقة للسيناريو ضمن برنامج أي مهرجان سينمائي سيتقدم لك أكثر من مائة وخمسين سيناريو معظمها تصلح للتنفيذ، وكتبت من خلال موهوبين، وخريجي معاهد وأكاديميات، إذن هناك احتكار منظم لصناعة السينما هدفه ليس تقديم أفلام جيدة، بل أفلام تجارية يقدمها صانع واحد ليجني بمفرده كل ثمار ما صنع، أيا كان مستوى ما يقدم من هذه الصناعة، أصبحنا نشاهد ما يقدم من أعمال أجنبية ونقلد الشكل والمضمون، وهنا لا أقصد فيلما بعينه، بل ظاهرة إن استمرت سنقول على السينما المصرية السلام.

وقد يعقب أحدهم بأن الإيرادات مكسرة الدنيا، وهو لا يعلم بأن أفلام مواسم الأعياد والصيف بعضها يشبه قزقزة اللب، يذهب الشباب للسينما؛ لا لأن يشاهد فيلمًا بعينه، بل السينما طقس ضمن طقوس "الخروجة"، يجلس فيها الشباب لمتعة الدردشة حتى داخل دور العرض.. 

نحتاج وقفة تحسم فيها نقابة السينمائيين هذه الظاهرة، خاصة أن النقابة يرأسها نقيب فنان، ويدرك أهمية أن يعاد النظر فى منظومة تشغيل المخرجين والمؤلفين حاليًا، بعد أن أصبح الكبار بدون عمل..

النقيب مسعد فودة مخرج وله قاعدة كبيرة من الجماهيرية وسط أصحاب المهنة ومحبوب، وهنا تسمع كلمته، إذ إنه أسهم فى حل الكثير من المشكلات لهذه الصناعة، ومكتبه يزدحم بمن يلجأون إليه للبحث عن حلول لمشكلات كثيرة تواجه صناعة السينما.

تلك الظاهرة تحتاج أن تقف كل النقابات واتحاد النقابات الفنية برئاسة المخرج عمر عبدالعزيز؛ لتحريك الأيادي المعطلة من المخرجين ومنهم شباب أيضًا، فإنه لو قام كل ممثل أو مطرب يمثل بإخراج فيلمه لأصبحنا فى أزمة، لماذا ندرس مهنة الإخراج إذن ما دام هناك من يمارسون المهنة من غير أبنائها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة