جاء التشغيل التجريبي لكوبري طه حسين الذي يربط طريق الأوتوستراد بالمقطم والدائري صباح أمس السبت، ليضيف شريانا مروريا وتنمويا جديدا إلى خريطة شبكات الطرق والكباري الجديدة التي احدثت نقلة نوعية غير مسبوقة ليس فقط في حل أزمة الاختناقات المرورية في مواقع كثيرة فحسب بل في فتح شرايين تنموية جديدة في القاهرة المحافظات
موضوعات مقترحة
ويمثل مشروع كوبري طه حسين شريانا مروريا وتنمويا هاما نظرًا لأنه يربط هضبة المقطم بطريق الأوتوستراد ومحور الحضارة مما يسهل الوصول من المقطم إلى مناطق كورنيش النيل ومصر القديمة وغرب النيل والربط مع الطريق الدائري خلال دقائق قليلة، مما يسهم في تحقيق أقصى درجات الانسيابية في حركة المرور، وتسهيل حركة المواطنين داخل القاهرة الكبرى والمحافظات، ويطلق اسم الدكتور طه حسين على الكوبري، وذلك تقديرًا لقامات وعظماء مصر، إضافة لوجود مقبرته أسفل الكوبري.
ويأتي تنفيذ الكوبري ضمن خطة الدولة في إنشاء المحاور الجديدة التي تيسر حركة المركبات وتختصر الوقت واستهلاك المحروقات، وخلق تنمية حقيقية للجميع بدءا من المستثمرين حتى تشغيل الأيدي العاملة.
ويحقق كوبري طه حسين سيولة مرورية كبيرة في القاهرة الكبرى، نظرا لأنه يربط العديد من الطرق والمحاور الرئيسية، ويخف الضغط والكثافة المرورية على المحاور الرئيسية مثل طريق الأوتوستراد، فضلًا عن نقل الحركة المرورية بكل سلاسة إلى مناطق وسط البلد، وكورنيش النيل.
بداية التنمية والقضاء على الفقر يبدأ بالتوسع في إنشاء شبكات طرق قوية.
يقول الاستشاري أسامة عقيل، أستاذ الطرق والكباري بجامعة عين شمس، إنه في ظل الجمهورية الجديدة نجد استمرار العمل في إنشاء الطرق والكباري وإحلال وتجديد وتوسعة الطرق أشبه بخلية نحل لا تتوقف عن العمل في كل مكان، لأنها بهدف التنمية وليس للسيولة المرورية فقط؛ لأن الموضوع أعمق من مجرد سيولة مرورية، لذلك يعتبر كوبري طه حسين عملا هندسيا فريدا في مجال تشييد الكباري، وهو يعتبر مكملا للعديد من الطرق والكباري التي تم إنشاؤها خلال الأعوام السابقة، وقد تم تشييد كوبري طه حسين خلال 9 أشهر فقط من العمل المتواصل، حيث يصل ارتفاعه إلى 50 مترًا عند هضبة المقطم، مما تطلب استخدام طرق تنفيذ حديثه ومعدات خاصة مثل الأوناش العملاقة التي تصل حمولاتها إلى 800 طن، وواجه المشروع العديد من التحديات منها طبيعة التربة الصخرية، وارتفاع الأعمدة، واستخدام أنسب الطرق لتركيب الكمرات سابقة الشد على هذا الارتفاع الكبير، ويبلغ طول الكوبري 960 مترا في الاتجاه الواحد ويبلغ متوسط عرضه حوالي 30 مترا في الاتجاهين.
الدكتور أسامة عقيل
كما أن قرار الدولة عند إنشاء طرق وكباري يكون لها رؤية أبعد وأعمق من مجرد رصف طريق أو إنشاء طرق وكباري فقط لمجرد تيسير الحركة المرورية، ولكن هناك واقعا أكبر من أن الدولة تنفق أموالا فقط بهدف رصف الطرق من أجل راحة الناس فقط فهذا اعتقاد وتفكير قاصر، لأن الهدف من قيام الدولة تنفيذ مشروعات في كافة قطاعات النقل وإنفاق المليارات عليها؛ لأنها تعتبر البنية الأساسية لكل أنواع التنمية التي تحتاجها أي دولة.
تحسين الاقتصاد المصري يبدأ من شبكة الطرق
ويتابع عقيل: قائلا إنه عندما تريد الدولة خلق مناطق صناعية ولكي يتم إنشاؤها في أي مدينة صناعية، هنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه من سيقوم بنقل المواد الذي سيتم تصنيعها في المدن الصناعية ونقلها إلى مراكز التوزيع والمواني التي تتولى التصدير؟
وهنا الإجابة تتلخص في أنه لا يوجد غير وسائل النقل التي تسهل نقل المواد الخام والمديرين والعمال، التي ستعمل داخل هذه المناطق والمدن الصناعية، ولذلك يتم ربطها بالطرق والكباري والنقل، وبالتالي لن تحدث تنمية صناعية دون نقل وهكذا الحال في التنمية الزراعية فهي دون الطرق والكباري لن تتمكن من الذهاب للأراضي الزراعية التي يراد إصلاحها وزراعتها وتوزيع متنجات المحاصيل.
وكذلك الحال في السياحة عندما تكتشف منطقة سياحية مميزة ويستهدف تنميتها لتدر دخلا للدولة، لن يحدث فيها ذلك دون طرق ووسائل نقل، لذلك أي حديث حول التنمية داخل الدولة يراد تنفيذها لابد من أن تكون البداية هو وجود النقل وطرق النقل وبوجود البنية الأساسية للتنمية، ولذلك نجد "الرئيس السيسي" يريد إحداث طفرة تنموية كبيرة في مصر هدفها زيادة دخل واقتصاد الدولة.
إنشاء الطرق والكباري من أجل التنمية
ويؤكد استشاري الطرق والكباري، أن المواطن يعتقد أن إنشاء شبكات طرق ضخمة هو من أجل إحداث سيولة مرورية، وهذا ما لم يفهمه البعض لذلك وجهوا السؤال حول لماذا يتم ترك التعليم والصحة والأشياء الأساسية ويتم التخطيط لإنشاء الطرق والكباري والمواني؟ لكن من وجهوا هذا السؤال لا يعلمون أن من يريد تنمية في الدولة لابد من أن يبدأ في إنشاء شبكة نقل قوية أولا، وبغير ذلك لن نتمكن من عمل استصلاح زراعي أو خلق مناطق صناعية لأنه بدون النقل لن نصل لهذه المناطق ولن نتمكن من نقل البضائع للمواني التي تعتبر مركزا حيويا للتوزيع وبغيرها لن تعمل الأيادي العاملة والمصانع.
التنمية تعتمد على تطوير البنية الأساسية
ويقول الدكتور محمود الكاتب، أستاذ قسم الهندسة الإنشائية بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن التنمية تقف على ثلاثة أشياء وهما النقل والطاقة والاتصالات؛ حيث إن الصناعة تحتاج إلى مصادر الطاقة وإعطائها إلى المصانع لكي تعمل، والتي بدونها لن تستمر المصانع في إنتاجها.
الدكتور محمود الكاتب
وبذلك جاء الاهتمام بضرورة وجود مصادر طاقة؛ ولذلك كان الاهتمام بمحطات الكهرباء والطاقة الشمسية لإتاحة مصادر طاقة مختلفة لكي يتم إعطاء تراخيص للمصانع للبدء في العمل الذي سيدفعهم إلى طلب احتياجاتهم من توفير طاقه كهربائية لتشغيل المصنع، فإذا لم يوجد فائض فهنا لن تحدث تنمية صناعية وأيضا إذا لم توجد اتصالات فلن تحدث تنمية، لأن وجود المستثمر يتطلب وجود تليفونات وإنترنت، وبدونهم سيتوقف كل شيء لذلك لابد من توافر البنية الأساسية للتنمية التي تتمثل في النقل والطاقة والاتصالات، ولذلك نقول إن كل شيء يبنى في البداية على تحضير ووجود البنية الأساسية والتي تسعى الدولة إلى توفيرها خاصة أنها كانت مهملة لفترات طويلة.
الطرق والبنية الأساسية وأهميتها للاستثمار
ويشير الدكتور محمود الكاتب، إلى أن إنشاء البنية الأساسية تعمل على تشجيع المستثمر على أن يطلب العمل في أنواع من المشروعات وتنفيذها داخل الدول المستعدة للتنفيذ، وذلك بهدف البدء في تنفيذ مشروعاته في الدول التي توفر طرق مواصلات ونقل والطاقة، وفي حالة توافرها هنا يقرر المستثمر تنفيذ مشروعه فيحدث جلب للاستثمارات.
وهذا ما يحدث من تطوير في الطرق والكباري الآن في مصر وهو ما يسمى أساس التنمية التي تحدث بالفعل في مصرن؛ لأنها تيسر للمنتجين والمصنعين تسويق منتجاتهم، لذلك عندما يتوافر للمواطن طريق تتحرك عليه وسائل نقل البضائع ومنتجات البلاد المجاورة للطريق أنه سيحدث سهولة لمرور السيارات وعودتها، و دون حوادث أو تعطيل وبذلك سيرتفع الإنتاج والتسويق فيحدث انتعاش اقتصادي في البلاد، وبالتالي يحدث تطور في الدولة نظرًا لتطور وسائل النقل.
وبذلك وجود الطرق والكباري والبنية الأساسية ستصبح سببًا في زيادة معدلات الدخل وينخفض معها الفقر وسيزيد من دخل الفرد، وبالتالي تحدث تنمية، لذلك مجرد رصف طريق وإنشاء طرق وكباري معناه أكبر من مجرد سيولة مرورية، بل يمتد إلى التيسير في سهولة نقل البضائع والإنتاج والمواطنين وهذا هو هدف إنشاء الطرق.
تقرير الأمم المتحدة حول أهمية إنشاء الطرق والكباري
ويشير الدكتور محمود الكاتب، إلى أن الأمم المتحدة أصدرت تقريرا وصفت فيه "طرق النقل" بأنها المحرك الرئيسي لمحاربة الفقر في العالم، وجاء التقرير تحت عنوان "النقل والفقر"؛ وجاء في التقرير أنه لكي تتم محاربة الفقر في المجتمعات الفقيرة فلابد من تطوير النقل؛ لأنها تسهل وصول المواطن لعمله، كما أنها تجذب المستثمرين على الاستثمار الذي يوفر فرص عمل وبذاك تدار عجله الاقتصاد؛ لذلك فإن انتشار آلات الرصف والهراسات والأجهزة التي تستخدم في توسعة الطرق لها معنى كبير يتلخص في وجود تنمية.
كما أن كثيرا من المستثمرين طالبوا بوجود أراض لإقامة مشروعات ضخمه عليها، وهذا يتطلب حل المشاكل المرورية لأن هذا الاستثمار يساعد على تشغيل أيد عاملة ويزيد من دخل الدولة وفتح فرص عمل جديدة أمام الشباب، وبالتالي أصبح إنشاء الطرق والكباري قيمة ضخمة أكبر من تسهيل الحركة المرورية.
تنمية اقتصادية
من جانبه، يرى الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن تنفيذ شبكات طرق جديدة يصب بقوة نحو تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية للبلاد، ولهذا أعطت القيادة السياسية منذ وصولها إلى الحكم ضرورة بناء شبكة طرق قوية مع تجديد شبكات الطرق القديمة وصيانتها.
الدكتور رشاد عبد ه
كما أنه من المنتظر تحقيق ما يقرب من 8 مليارات دولار سنويًا في حالة الاستثمار الجديد للطرق القومية الجديدة، وهو ما يحقق دعمًا كبيرًا للموازنة العامة للدولة، ويصب في مصلحة زيادة الاحتياطي الأجنبي في البنك المركزي المصري، كما أن المشروعات القومية للطرق ستحقق قفزات نحو تنمية اقتصادية وتجارية وسياحية حقيقية في مصر خلال السنوات المقبلة، حيث ستزيد شبكات الطرق الحركة التجارية والسياحية، وربط مختلف المناطق بشبكات طرق حديثة مزوّدة بخدمات ووسائل أمن وسلامة، ومحطات وقود، وهو ما يدفع الكثير من رؤوس أموال للتدفق على مصر لتنفيذ مشروعات على امتداد شبكات الطرق البرية العامة والسكك الحديدية الجديدة.
خدمة المستثمرين
ويقول الدكتور يسري الشرقاوي مستشار الاستثمار الدولي ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة إن شبكات الطرق الجديدة تعتبر أهم شريان لحركة التنمية في مصر خلال الفترة المقبلة، لكونها تخدم أي مستثمر محلي أو أجنبي. وأشار إلى أهمية استغلال المناطق الصحراوية الممتدة على جانبي الطرق الجديدة، وإنشاء مجتمعات زراعية وصناعية لاستقطاب المستثمرين والسكان.
ولفت إلى أن الطرق الجديدة سوف تحقق توزيعًا عادلًا للسكان، بعيدًا عن القاهرة والدلتا، وهو ما يحقق رواجًا اقتصاديًا وأمنيًا قوميًا لمصر مستقبلًا.
الدكتور يسري الشرقاوي
أبرز المعلومات عن أحدث كوبري "طه حسين"
1- يبلغ طول كوبري طه حسين 900 مترًا.
2- عرض كوبري طه حسين يتراوح ما بين 29 مترًا حتى 32 مترًا في مواقع الربط.
3- يشتمل الكبري على 4 حارات في كل اتجاه.
4- ارتفاع كوبري طه حسين يبلغ 50 مترًا.
5- بلغت نسبة تنفيذ كوبري طه حسين 92%، باتباع أعلى معايير ضبط الجودة.
6- تم عمل تجارب التحميل على كوبري طه حسين بالتعاون مع جامعتي القاهرة وعين شمس، بالتعاقد مع 3 معامل، بالإضافة إلى المعامل الحكومية.
7- يربط كوبري طه حسين بين محور ياسر رزق مع اللواء صلاح الشاذلي وطريق الأوتوستراد.
8- ينقل كوبري طه حسين الحركة المرورية بين محور ياسر رزق بمناطق المقطم والمعادي بمحور الحضارات، ومنه إلى مناطق وسط البلد وكورنيش النيل.
ويبلغ طول الكوبري والذي يعد المرحلة الثالثة من محور ياسر رزق 1,6 كم بارتفاع ٥٠ مترا عن سطح الأرض، ويمثل حلقة وصل لربط محور ياسر رزق مع محور الحضارات وصولًا إلى كورنيش النيل بما يسهل من عملية نقل الحركة المرورية من مناطق شرق القاهرة إلى جنوبها
ومحور ياسر رزق يبلغ طوله 10,6 كم ويربط بين محور صلاح سالم والأوتوستراد ومحوري سميرة موسى وحسب الله الكفراوي وضم في مرحلته الأولى محورا بطول 2 كم من منزل المقطم بعرض 5 حارات مرورية لكل اتجاه بداية من محور صلاح سالم والأوتوستراد حتى ميدان الشرطة العسكرية وتقاطعه من شارع 9، وضمت المرحلة الثانية من محور ياسر رزق طريقا بطول 7 كم بعرض 5 حارات مرورية لكل اتجاه، بداية من الشرطة العسكرية حتى تقاطعه مع محوري سميرة موسى وحسب الله الكفراوي.