لا نريد أن نتهم أهل السويد بأنهم أحرقوا المصحف ليلة عيد الأضحى المبارك، لكن السويديين، سواء أدركوا أم لم يدركوا، يفتحون نار جهنم بالسماح بحرق المصحف فى بلادهم وينفثون شرارات الكراهية بين الشرق والغرب.
ما حدث أمام الجامع الكبير فى استوكهولم، عاصمة السويد، يونيو 2023، بواسطة مهاجر عراقى موتور، بل مريض، ويجب أن يكون موجودا فى المصحات العقلية لمعالجة اختلالاته النفسية والسلوكية والعقلية، بحرق المصحف أمام أعين المصلين، وأمام كاميرات العالم، التى نقلت الحادث المخزى والمجرم، جريمة لن يغفرها أحد وسيذكرها التاريخ.
وأن يخرج وزير الخارجية السويدي بيلستروم، ويصفها بأنها استفزازات مروعة ضد الإسلام، أو حتى رئيس الوزراء أدلف كريسترسون، متضامنا مع المسلمين، مبررا ذلك بأن حرية التعبير جزء أساسى من الديمقراطية، لكن ليس كل ما هو قانونى يكون بالضرورة أمرا ملائما.
وذلك تبرير لا يليق. أى حريات هذه التى أعطت تصريحا لمجنون أو موتور، ومجرم سابق تبرأ منه أبوه وأسرته وبلده، بأن يحرق المصحف ليؤذى مشاعر مليارى مسلم ليلة عيدهم.
ليست تلك الحادثة الأولى بل تكررت، حتى أصبحت من الأفعال الممنهجة للإساءة للإسلام والمسلمين فى كل العالم.
إذ يتصور بعض السياسيين المتطرفين فى أوروبا، أنهم بهذا الأسلوب يساعدون فى تطويع الجاليات المسلمة فى بلادها، مثلما فعل الأمريكان بالضبط عندما فجروا ينابيع الكراهية فى بغداد عقب احتلالها فى 2003.
قدمت حرب أمريكا ضد العراق نماذج جديدة للتطرف والإرهاب فى عالمنا وبين الشرق والغرب، مهدت لصراعات من نوع جديد، وأخلت بالتوازن الإقليمى، وأضعفت العرب فى إقليمهم، وها هى اليوم تقدم نماذج التطرف والإرهاب من ينابيع الغضب التى تفجرها الحروب بين الناس.
وقف الخلق يشهدون حرقا للقرآن الكريم فى استوكهولم بالسويد، وهم يدركون أن ما يفعله هذا الموتور الجاهل، لا يصل إلى المصحف، مثلما لم تصل النار إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام.
سار هذا الرجل المريض فى طريق أثار غضبا عالميا، ومخاوف بين العالمين، وبين الأديان، لكنها لا تؤثر على كينونته التى أنزلها الله لعباده المسلمين، “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” صدق الله العظيم.
قطعا، من فعل ذلك الجرم سيناله عقاب سماوى، كما سيناله عقاب دنيوى، فهى جريمة فكر، لا شك فيها، لكننا نؤكد ونؤمن بأن كلام الله محفوظ بعنايته، وتحفه دائما مشئيته سبحانه، ولن يضره فعل جاهل.