"شرق الدلتا".. الخدمات قبل الإيرادات..

6-7-2023 | 16:43

في الوقت الذي تواجه فيه السياحة الخارجية تحديات من مختلف الاتجاهات والوجهات، وهي قادرة على معالجتها والتعافي منها وزيادة دخلها، فإن السياحة الداخلية تشهد نموًا ملحوظًا يسهم في تخفيف هذه التحديات ويلبي الكثير من الاحتياجات التي يتطلبها قطاع السياحة.

ومن بين العناصر المؤثرة في السياحة الداخلية، شركات ووسائل نقل الزائرين والركاب من المدن والمناطق السكنية إلى السواحل ومناطق الترفيه وقضاء العطلات، وتأتي "شركة أتوبيس شرق الدلتا" أحد أهم هذه الشركات، التابعة لوزارة النقل، والتي تعتمد عليها السياحة في الداخل والخارج من خلال 24 مركزا للتشغيل، و33 محطة فرعية، تعمل بكفاءة ملحوظة.

من بين فروع الشركة الثلاثة عشرة، كانت منذ 3 سنوات، محطة "ألماظة"، والتي شهدت إقبالا من الركاب والمسافرين وتحقق إيرادات جيدة، حيث قدرت إيراداتها نحو من 70 ألف جنيه في اليوم الواحد، ومع نمو الشركة وتمدد نشاطها وركابها، و نظرًا لأعمال التطوير بمنطقة ألماظة، تم نقل المحطة من ألماظة إلى القاهرة الجديدة، ضمن التخطيط  الذي يتطلب إقامة المنشآت العامة ومحطات النقل ومباني الخدمات والمرافق خارج نطاق المدن، خدمة للمدن وسكانها، وتلبية للتوسعات المستقبلية للمنشآت التجارية والصناعية والخدمية.

من الطبيعي أن تشهد حركة النقل بفرع الشركة الجديد تغييرا في الحركة بعد انتقالها إلى القاهرة الجديدة، ما يؤثر علي إيراداتها، وذلك بعد تحولها إلى مكان جديد لم يعتد عليه الركاب، فضلا عن بعد المسافة، فقد مر العام الأول وكان التباطؤ سائدًا، لعدم اعتياد الركاب على الموقف الجديد، وهو ما توقعه العاملون بالشركة من تباطؤ حتى يتعافى الفرع الجديد، إلا ان العام الثاني والثالث انقضوا ومازالت حركة السفر عبر فرع التجمع كما هي، وهو ما يلاحظ من حركة المسافرين وعدد الحافلات.

قبل السنوات الثلاث، كانت المحطة تعمل 24 ساعة يوميًا، وتحقق فائضًا في الأرباح، وتلبي غالبية احتياجات الركاب وطالبي السفر إلى مختلف المحافظات والمدن، وحققت نموًا ملحوظًا في عدد الرحلات والوجهات، وأعداد طالبي الخدمة.

وبالرغم من التخطيط والإعداد الجيد لمكان المحطة الجديد القريب من طريق السويس، فإن التراجع في الحركة كان ملحوظًا، فمشهد الازدحام الذي كان في ألماظة من اكتظاظ المحطة بالحافلات والركاب، غاب عن المحطة الجديدة ولا يزال.

الأسباب يوضحها بعض العاملين بالمحطة، بأن بداية نشاط الفرع بالمكان الجديد لم يصاحبه أو  تسانده حملة أو جهود تعريف وترويج للمحطة الجديدة، تشمل توضيح العنوان وتفصيل الوصول للموقع الجديد وخارطة الوصول اليه، إضافة إلى إدخال خدمات ومزايا جديدة تتناسب والقاهرة الجديدة، وتستوعب زيادة الحركة، وكذلك التوسعات المتوقعة للشركة مستقبلا.

ولاشك أن بعد المكان عن وسط المدينة، مقارنة بمحطة ألماظة القريبة من التجمعات والأحياء السكانية، يعد أحد أهم أسباب تراجع حركة السفر بالمحطة الجديدة، ومكانها بالطريق الدائري، فقد كان ضروريًا توفير وسيلة انتقال بسعر مناسب من مناطق التجمعات لتيسير وصول المسافرين إلى المحطة الجديدة، فلا توجد مواصلات عامة أو خاصة "ميكروباص" تصل إلى المحطة بالطريق الدائري، وبعد أن كانت الرحلة في محطة "ألماظة" خط القاهرة إلى الاسماعيلية، على سبيل المثال، كل نصف ساعة، والأتوبيس كامل العدد، أصبحت الرحلة إليها تتم كل ساعة ويكاد نصف المقاعد مشغولا والباقي خالٍ من الركاب.

وفي الوقت الذي فعلت فيه الحكومة ووزارة النقل خيرًا، بوضع المحطة في مكان مناسب للسفر مستقبلا، إلا أن هناك خطوطًا كانت تعمل من محطة ألماظه، وتوقفت بعد الانتقال إلى المحطة الجديدة، مثل خط "القاهرة - السويس"، وخط "القاهرة - العريش"، بعد أن كانا يعملان في السابق بمحطة ألماظة.

منذ نحو 10 سنوات، بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011، وفرع الشركة يشهد تراجعًا مستمرًا لم تشهده منذ إنشائها، فالمحطة التي كان دخلها اليومي يحقق نموًا ملحوظًا، ومع غياب الخدمات بالمحطة الحالية، وصعوبة الوصول إليها، نتج عن كل ذلك تراجع في حركة المسافرين، إضافة إلى عزوف بعض العاملين للعمل بالمحطة، حتي هبط دخلها في اليوم إلى أقل من 7 آلاف جنيه، تكفي بالكاد لتكلفة ثمن الوقود.

نعم هناك حلول، أهمها توفير مواصلات تنقل إليها الجديد للمحطة الركاب والمسافرين، وكذلك إعادة الخطوط المتوقفة، وتيسير سبل انتقال العاملين لأداء عملهم بالمحطة.. فمازال العاملون بالشركة ينتظرون إعادة الحركة والنشاط للشركة، وتوفير خدمات الوصول إليها والخروج منها، فالخدمات تسبق الإيرادات، لكي تعود الشركة بقوة إلى سابق عهدها، وأن تعود إليها الإيرادات المربحة والمسافرون، حيث الموقع الجديد في القاهرة الجديدة تم إنشاؤه بأسلوب عصري متطور يستوعب النمو والتوسعات المستقبلية.

غالبية الركاب والمسافرين المستخدمين للمحطة، يرون أن قليلا من الاهتمام بالمحطة الجديدة، وخاصة توفير وسيلة نقل، ولو من محطة ألماظة إلى الموقع الجديد، لفترة قصيرة، كفيلة بعودة الروح إلى المحطة الجديدة، لكي تعود لتصبح أفضل مما كانت عليه أيام "ألماظة".

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة