كتبت قبل سنوات وتحديدًا في ديسمبر ٢٠١٩ عن القيادة الجديدة فى قنا ممثلة فى اللواء أشرف الداودى محافظا وكذلك الدكتور حازم عمر نائبا له وقلت حينها إن اختيار القيادة السياسة كان حكيما لخدمة أبناء الصعيد الذي نال جانبًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة من الاهتمام والتطوير ليس فقط فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية فقط ولكن أيضا بتقديم الخدمات الجماهيرية العاجلة وتيسيرها على الناس.
وضع اللواء أشرف الداودى محافظ قنا دستورا خاصا به فى الاهتمام بقضايا الجماهير للاستماع لشكواهم عن قرب، والاستجابة السريعة لمطالبهم، وتقديم الدعم اللازم للحالات الأولي بالرعاية، بهدف تحقيق الأمن الاجتماعى والحياة الكريمة لهم، وإعطاء كل ذي حق حقه وتبسيط الإجراءات المتعلقة بمعاملاتهم في ظل ما تسمح به اللوائح والأنظمة الحكومية.
والحقيقة أن ما يفعله الرجل من لقاءات خاصة بالمواطنين وحل مشاكلهم، يأتى تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي وتكليفات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بتفعيل آليات التواصل مع المواطنين بالمحافظات والاستماع لشكواهم وسرعة الرد عليها، وحلها بما يحقق رضا المواطنين عن الخدمات المقدمة إليهم وهى كذلك وقوف حقيقي وفعال على مناطق القصور والتراخي وتصحيحها فى الحال وهو منهج صارم لدى اللواء اشرف الداودى منذ توليه المسئولية منذ نهاية ٢٠١٩ وحتى اللحظة.
وبحكم مهنتي الصحفية والإعلامية بالتواصل مع الأهالى فى قنا فإن هناك شهادات حقيقية على خدمة المواطن والاستماع إلى شكواه وسرعة حلها والتى تأتي على رأس أولويات القيادات التنفيذية بالمحافظة وأن هناك اعتمادا كبيرا على كافة وسائل استقبال الشكاوى، من خلال استقبال المواطنين بمكاتب القيادات للاستماع إلى شكواهم، بالاضافة إلى استقبال الشكاوى من خلال بوابة الشكاوى الحكومية الموحدة ومن خلال الخط الساخن لمجلس الوزراء وكذلك من خلال مكتب خدمة المواطنين بالديوان العام للمحافظة وأبلغ دليل على نجاح تلك التجربة أن محافظة قنا تأتي في صدارة المحافظات التى حققت نسبًا عالية في الاستجابة الفورية لشكاوى المواطنين وفقا للتقارير الشهرية التى يصدرها مجلس الوزراء.
والواقع يقول الآن إن نقلة حياتية إلى الأفضل تشهدها محافظة قنا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تنفذها مبادرة "حياة كريمة"، في مراكز محافظة قنا، من مشروعات خدمية تشمل مجمعات طبية ومدارس جديدة، وصرف صحي ووحدات إسعاف ومكاتب بريد، إضافة لتنمية الأسر الأكثر احتياجاً بتوفير إعانات حيث تعد "حياة كريمة" بمثابة انعكاس وطني يترجم حرص القيادة السياسية الوطنية على تحقيق حياة تليق بالمواطن المصري؛ في ظل تحديات محلية وإقليمية ودولية، لتحقيق التنمية المستدامة، والرخاء الذي يتطلع إليه المواطنون الطامحون إلى غد مشرق في عهد الرئيس السيسي.
فالمبادرة تستهدف تنمية وتطوير 5 مراكز تضم 19 مجلسًا قرويًا، و86 قرية رئيسية و722 نجعًا وعزبة يجري تنفيذ 960 مشروعًا خدميًا فيها، باستثمارات تصل إلى 31 مليار جنيه، يستفيد منها حوالى 1.5 مليون مواطن يقطنون الريف أي ما يعادل 43% من سكان محافظة قنا؛ حيث جرى بالفعل الانتهاء من 363 مشروعًا، وجرى البدء في التشغيل التجريبي لعدد من المباني الخدمية، وجار إنهاء التشطيبات النهائية بالمشروعات المتبقية، سواء كانت مشروعات بنية تحتية، أو مشروعات خدمية.
أحاديث كثيرة دارت بينى وبين المسئولين فى الحكومة عن برنامج التنمية المحلية للصعيد الذى أطلقته الحكومة لإحداث تنمية حقيقية ومستدامة بمحافظتي قنا وسوهاج كنموذج أولى سيتم تطبيق تجربته على باقي محافظات الجمهورية، وتبلغ القيمة الإجمالية لتمويل مشروعات البرنامج 957 مليون دولار، ويبلغ نصيب قنا من هذا التمويل 421 مليون دولار بنسبة 44% من إجمالي قيمة التمويل وهذا أمر يحدث لأول مرة فى التاريخ.
والحقيقة أن أهالى الصعيد فى قنا وسوهاج يعولون بنسبة كبيرة على البرنامج لإحداث نقلة حقيقية بصعيد مصر من خلال تنفيذ عدد من المشروعات الخدمية الكبرى لتغيير الصورة التقليدية عن صعيد مصر، من خلال العمل على 5 محاور رئيسية هي «البنية التحتية – تطوير المناطق الصناعية – تنمية التكتلات الاقتصادية – تطوير المراكز التكنولوجية – بناء القدرات والتطوير المؤسسي».
والواقع الميداني على الأرض يؤكد أن برنامج التنمية المحلية نجح حتى الآن في تنفيذ أكثر من 1744 مشروعًا في مختلف القطاعات الخدمية خلال عامين ونصف العام استفاد منها حوالى 2.6 مليون مواطن، بتكلفة مالية تصل إلى 5 مليارات جنيه، ساهمت في توفير حوالى 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وخلال العام الماضي 2022 جرى تنفيذ 241 مشروعًا بتكلفة مليار جنيه تقريبًا ونظرًا لنجاح البرنامج في إحداث طفرة كبيرة بمختلف القطاعات المستهدفة، إذ جرى تصنيفه على منصة الأمم المتحدة كأفضل برنامج تنموي في مكافحة الفقر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن المقرر الانتهاء من جميع المشروعات المستهدفة في يونيو 2023.
إن التناغم الذى تسير به خطة التنمية فى صعيد مصر يؤكد أن هناك رجالا يعملون بجد على جميع المستويات التنفيذية والأمنية حيث إن الملاحظ لأحوال الصعيد يرى أن هناك تراجعا كبيرا لحوادث الثأر وجرائم القتل والسرقة وغيرها بعد أن نجحت خطة وزارة الداخلية فى المصالحات فى الصعيد وكذلك تنظيم حملات مكبرة لضبط الأسلحة غير المرخصة وتفعيل القوانين مع تطوير شامل للخدمات المقدمة من القطاعات الخدمية لوزارة الداخلية والمحاكم لتيسير الخدمات بكل أشكالها.
لمست كل تلك التغيرات التى حدثت فى الصعيد خلال زيارة سريعة إلى قنا مؤخرا شاهدت خلالها واقعا جديدا على الأرض خاصة فى مسألة الأمن والاستقرار والتى كانت مشكلة تؤرق المسئولين فى القاهرة عقب أحداث ٢٠١١ انتشرت خلالها الأسلحة النارية وحدث ما حدث من انفلات أمني أصبح الآن من الماضي البغيض والحقيقة أن اللواء إيهاب طه مدير أمن قنا هو رجل يعمل وفق استراتيجية شاملة لبسط الأمن فى المحافظة الأكبر فى الصعيد بعد أن جاء اختياره لكفاءته بعد أن شغل عدة مناصب فى قنا منها منصب مساعد مدير أمن قنا بشمال المحافظة، ثم نائبًا لمدير الأمن لقطاع الشمال، ثم نائبًا لمدير الأمن، ثم تعيينه مديرا لأمن قنا وقد عرفت اللواء إيهاب طه بأنه رجل له مواقف مملؤة بالشجاعة والحكمة فى التعامل مع أهل الصعيد بعد أن اكتسب خبرة كبيرة فى طبيعة الحياة من حوله الأمر الذي جعل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية يثق به لتعيينه مديرًا لأمن قنا فى حركة الشرطة الأخيرة وهو الاختيار الذى كان مبنيا بالأساس على خبرات متراكمة فى العمل الأمني.