Close ad

«الزراعة» تُحاصر الأمراض الحيوانية .. انطلاق الحملة القومية لتحصين المواشى ضد الحمى القلاعية والوادى المتصدع

6-7-2023 | 10:40
;الزراعة; تُحاصر الأمراض الحيوانية  انطلاق الحملة القومية لتحصين المواشى ضد الحمى القلاعية والوادى المتصدع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي
تحقيق: محمود دسوقي
الأهرام التعاوني نقلاً عن

الوزير يوصي: استجابة المربين للقوافل البيطرية يحمى الرؤوس من النفوق

موضوعات مقترحة
د. أشرف كمال: الالتزام بالتحصين يقلل حالات النفوق ويزيد معدلات إنتاج اللحوم
د. محمود خلاف: زيادة وعي المربين بالوقاية قبل الإصابة ضرورة للحفاظ على الثروة الحيوانية
د. إيهاب صابر: تعريف أصحاب العجول بأهمية الترقيم وتسجيل الرؤوس ووجود بطاقة تسجيل لكل حيوان


جهود كبيرة تبذلها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فى الحفاظ على الثروة الحيوانية، وزيادة معدلات الإنتاج كمًا وكيفًا، فى ظل الفجوة فى قطاع اللحوم والتى تتجاوز 50% من حجم الاستهلاك المحلى السنوي، ولعل من أبرز المشكلات التى يعانى منها مربو الثروة الحيوانية، مشكلة النفوق بسبب الأمراض الموسمية، وأطلقت الوزارة بداية من مارس الحملة القومية لتحصين المواشى ضد الحمى القلاعية والوادى المتصدع على مستوى الجمهورية، لتأمين الثروة الحيوانية من النفوق، والتأمين على المواشى ضد حالات النفوق والسرقة من خلال صندوق التأمين على الماشية.


 وتأتى مناشدة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لجموع المربين، بالتفاعل مع الحملة القومية لتحصين المواشي، فى إطار الحرص على حماية الثروة الحيوانية وتقليل أعداد النفوق، خاصة وأن الرؤوس تمثل جزءًا فاعلًا من اقتصاديات المربين، ولابد من الحفاظ عليها وضمان سلامتها حرصًا على مستقبل الإنتاج الحيوانى فى مصر.


وتعد الثروة الحيوانية، إحدى الدعائم الرئيسة للنشاط الاقتصادى لأى منطقة فى مصر، وبخاصة الريفية منها والمعتمدة على النشاط الزراعى فى معيشتها، لكونها مصدرًا أساسيًا للإمداد بالسلع الغذائية ذات الأصل الزراعي، وفى ظل ما يعانيه العالم بشكل عام والدول النامية بشكل خاص من تزايد مشكلات الغذاء وتفاقم آثارها، دعا الخبراء الزراعيين إلى الاهتمام المضاعف بالثروة الحيوانية وتقييم سبل الإنتاج ومعرفة المشكلات التى تحد من رفع معدلات الإنتاج الحيوانى والتطرق إلى كيفية التعامل معها، بما يحقق زيادة أعدادها وحمايتها من الأمراض المستوطنة واستمرار تربيتها من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة. 


«الأهرام التعاوني» ترصد فعاليات الحملة القومية لتحصين المواشى ضد الحمى القلاعية والوادى المتصدع على مستوى الجمهورية، وتفاعل المربين مع الحملة حفاظًا على صحة وسلامة المواشى من الأمراض والنفوق. 


أعلن السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، انطلاق الحملة القومية لتحصين المواشى ضد الحمى القلاعية والوادى المتصدع على مستوى الجمهورية، وتشمل تحصين الأبقار والجاموس والأغنام والماعز، من خلال لجان ثابتة ومتحركة ومن بيت لبيت، مناشدًا المربين بضرورة التعاون مع لجان التحصين حفاظًا على ممتلكاتهم من الثروة الحيوانية، وتحقيقًا للأهداف القومية المرجوة من هذه الحملة، وضرورة التأمين على المواشي.


وفى السياق نفسه، أكد الدكتور إيهاب صابر، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أنه تم توفير جميع اللقاحات المطلوبة واتخاذ الإجراءات والتجهيزات اللازمة لبدء وانجاز أعمال حملة التحصين على أكمل وجه فى جميع أنحاء الجمهورية، من خلال تكثيف الحملات الإرشادية قبل وأثناء عملية التحصين لتعريف المربين بالمرض وضرورة التحصين لوقاية المواشي، موضحا أنه خلال الحملة سوف يتم تعريف المربين بأهمية ترقيم وتسجيل الثروة الحيوانية ووجود بطاقة تسجيل لكل حيوان موضح بها الأمراض التى تعرض لها والتحصينات التى تلقاها.
أما الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، فأكد أن مشاركة المربين فى الحملة القومية لتحصين المواشى ضد الأمراض، ضرورة ملحة خلال الفترة القادمة للحفاظ على الثروة الحيوانية من النفوق والأمراض، مضيفا أن حجم الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء يصل حوالى 56% من حجم الاستهلاك السنوي، ويتم تعويض النقص بالاستيراد من الخارج أو استخدام اللحوم الحمراء والأسماك كبدائل بروتينية للمواطنين، وهو ما يتطلب الحفاظ بقوة على الثروة الحيوانية وتنميتها بما يزيد من إنتاجها سواء فى الألبان أو اللحوم.


وأوضح كمال، أن التوسع فى زراعة المحاصيل العلفية وخاصة الذرة الشامية وفول الصويا والأعلاف الخضراء ومنها البرسيم، يسهم فى زيادة معدلات الإنتاج الحيوانى بشكل عام واللحوم بشكل خاص، حيث يعتبر الارتفاع الكبير فى أسعار الأعلاف فى الوقت الراهن أحد أسباب انخفاض معدلات الإنتاج الحيواني. 


وشدد زميله الدكتور محمود خلاف، أستاذ الاقتصاد الزراعي، على ضرورة اتجاه المربين إلى الاشتراك فى صندوق التأمين على الماشية، خاصة فى وأن هذا الصندوق يوفر حماية تامة للمواشى من خلال صرف التعويضات للمربين فى حالة النفوق أو السرقة، وهو ما يضمن للمربى الحصول على قيمة الماشية النافقة، كما أن تسجيل المواشى خطوة غاية فى الأهمية حتى يتم تكوين قاعدة بيانات بأعداد الرؤوس الموجودة فى مصر، ومن خلال قاعدة البيانات الدقيقة، تتخذ الدولة ممثلة فى وزارة الزراعة خطوات صحيحة فى مجال توفير اللقاحات البيطرية وتوجيه حملات التحصين والمرور الدورى من خلال مديريات وإدارات الطب البيطرى بالمحافظات لتوفير أقصى رعاية للثروة الحيوانية.


وعلى صعيد متصل، أكد مجدى أبو العلا نقيب فلاحى الجيزة، أن الحملات القومية لتحصين المواشى على مستوى محافظات الجمهورية، الهدف منها الحفاظ على الثروة الحيوانية ومنع الفاقد فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار المواشى وتكلفة الأعلاف الحيوانية، كما أن هناك فجوة كبيرة فى إنتاج اللحوم الحمراء تصل إلى 40% تقريبًا وهو ما يؤكد ضرورة النهوض بالثروة الحيوانية وتقديم مختلف طرق الدعم للمربين، مشددا على ضرورة ضمان فعالية الأمصال البيطرية، فعلى الرغم من تحصين المواشى سنويًا من خلال الحملات القومية أو من خلال الوحدات الصحية البيطرية، ولابد أيضًا من التوعية بالطرق السليمة لتربية المواشى ومنها التهوية الجيدة وتوفير بيئة ومساحات مناسبة لمواشى التسمين أو المواشى الحلابة.


وفى دراسة حديثة حول الثروة الحيوانية ومشكلاتها، للدكتور محمد نبيل عبدالصمد، بجامعة كفر الشيخ، أشار إلى أن المشكلات المتعلقة بالحيوانات المزرعية تكمن فى تدنى الصفات الوراثية لها وضعف إنتاجها، فعلى الرغم من التوسع فى إدخال السلالات المحسنة من الأبقار الفريزيان وتهجين الأنواع المحلية ليظهر نوع جديد من الأبقار هى الأبقار الخليط أو المهجنة، إلا أنها لم تساهم بشكل واضح فى زيادة أعداد الماشية نظرًا إلى أن كثير من المربين لا يرغبون فى تربية هذا النوع بسبب ارتفاع أسعارها وحاجتها إلى كمية من الغذاء تفوق الأنواع المحلية،  فضلاً عن عدم تحملها لظروف البيئة المحلية إن لم يتم استنباط أنواع مهجنة بينها وبين الحيوانات المحلية، ومن ثم رغبة المربى فى تربية الأنواع المهجنة والتى ينتج عنها تدنى إنتاجها من اللحم واللبن.


وتتمثل المشكلة الثالثة وفقًا للدكتور محمد نبيل، فى تدنى مستوى الخدمة البيطرية ببعض المناطق، وضعف كفاءتها أدى إلى تدنى إنتاجية الثروة الحيوانية لعدم وجود خطط وبرامج بيطرية علمية لتحسين الحالة الصحية للحيوانات، الأمر الذى جعل بعض المربين يلجأون إلى الخدمة البيطرية سواء عيادات أو أطباء وأدوية بيطرية خاصة لعلاج حيواناتهم، مما يتسبب فى ارتفاع تكلفة التربية، فضلاً عن نفوق كثير من الحيوانات لعدم وجود اسعافات أولية لها داخل مناطق تربيتها، ويعد انتشار التربية التقليدية وضعف التربية المتخصصة لعناصر الثروة الحيوانية من المشكلات التى تواجه تنميتها، ومن ثم عدم إلمام المربين والمزارعين بأساليب التربية الصحيحة، والتى تتمثل فى حفظ التوازن بين حالة الحيوان وعدم تردى خصوبة التربة وربما القضاء عليها؛ إذ إن هدف الكثير منهم هو تحقيق أكبر قدر من الفائدة دون مقابل فى تحسين الأرض، وهذه ظاهرة عامة فى جميع محافظات مصر وبخاصة فى المناطق التى تقع غرب دلتا النيل منها، وتبين من الزيارات الميدانية عدم تسميد الأرض قبل زراعة المحاصيل الشتوية والتى يمثل معظمها الأعلاف الخضراء للحيوانات. 


وأوضح الدكتور محمد نبيل، أن أمراض الحيوانات متعددة وهى تتسبب فى خسارة قد تقضى على المربى ماديًا، ولا يستطيع التربية بأعداد كبيرة أو عزوفه عن تربية الحيوانات بصفة عامة، ومن أمثلة هذه الأمراض الحمى القلاعية التى تصيب الأبقار والجاموس وقد تؤدى إلى نفوق الأولى بسبب مناعتها الضعيفة مقارنة بالأخرى، والديدان الطفيلية التى تصيب الأغنام.


وقدّم الدكتور محمد نبيل، مقترحات للنهوض بالثروة الحيوانية تضمنت ثلاثة محاور رئيسية، أولها توفير الغذاء المناسب للحيوانات، حيث يجب التوسع فى إنتاج الأعلاف بأنواعها المختلفة على المستويين الأفقى والرأسي، وبخاصة زيادة الرقعة الزراعية المخصصة لزراعة الأعلاف الخضراء، ومن ثم يمكن زيادة إنتاجية العلف الأخضر من خلال زراعة محاصيل جديدة مثل الذرة السكرية والدراوة، واتساع المساحة المنزرعة بعلف الفيل حيث يتميز عن البرسيم بزراعته طوال العام «صیفى – شتوي»، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاجيته والتى تعادل أربعة أمثال إنتاجية البرسيم.


وأكدت المقترحات وجوب زراعة الذرة الصفراء والبالغ متوسط إنتاج الفدان منها نحو ٢٢ أردب بدلاً من الذرة البيضاء البالغ متوسط إنتاج الفدان منها 16 إردبا، فضلاً عن ارتفاع قيمتها الغذائية، ومن العوامل التى يمكن أن تساهم فى زيادة العلف الأخضر استخدام البذور الجيدة من البرسيم مثل البرسيم الخضراوى والذى يمكث فى الأرض نحو عام كامل، والحد من زراعة البرسيم البلدى والذى يصل طول فصل نموه حوالى أربعة أشهر، كذلك زراعة الذرة البايونير بدلاً من الشامية والمعروفة بإنتاجيتها العالية وقيمتها الغذائية المرتفعة.


وأضاف الدكتور محمد نبيل، أن المحور الثاني، للنهوض بالثروة الحيوانية يتضمن تحسين الصفات الوراثية للحيوانات، وتعد عملية تحسين الصفات الوراثية للحيوانات من أهم محاور تطوير الثروة الحيوانية وزيادة إنتاجها، حيث أن خلط الحيوانات يؤدى إلى استنباط سلالات جديدة تتصف بوفرة الإنتاج سواء من اللحوم والألبان أم من الصوف، ولذلك يجب الاستفادة من السلالات الأجنبية فى إيجاد سلالات جديدة تتلائم مع ظروف البيئة المحلية، ومن ثم يوصى باستيراد الأبقار الفريزيان لإنتاج اللحم والجيرسى لإنتاج اللبن، أما بالنسبة للأغنام فأنواع السنولك لإنتاج اللحم والمارينو لإنتاج الصوف، كما يفضل استيراد الإبل «المجاهيم» والتى تربى فى شبه الجزيرة العربية بدلاً من الرزيقى إذ أنها أكثر الأنواع إنتاجًا للحم واللبن.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة