مع اقتراب قدوم عيد الأضحى المبارك، الذي يعد من أهم الأعياد التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، يتركز اهتمام المسلمين على شراء الأضحية والاستعداد لذبحها أو نحرها في يوم عيد الأضحى، لتكون أعظم قربة إلى الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم المشهود، فقال الله سبحانه وتعالى: "فصل لربك وانحر".
موضوعات مقترحة
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الكثير لا يعلم المعايير الصحية والشرعية للأضحية، وموعد ذبحها، وكيفية تقسيمها وتوزيعها، وآخر ميعاد للذبح المشروع، وما حكم ذبح الأضاحي في الشوارع، وإهمال تنظيف ما بعد الذبح، وتجيب "بوابة الأهرام" على كل هذه التساؤلات في التقرير التالي.
وتعد الأضحية إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام، وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق، وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها، وهي سنة مؤكدة لدى جميع مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية الشافعية والحنابلة والمالكية، ما عدا الحنفية فهم يرون أنها واجبة، وقال بوجوبها ابن تيمية وإحدى الروايتين عن أحمد، وهو أحد القولين في مذهب المالكية.
الشروط الصحية للأضحية
هناك عدد من الشروط يجب توافرها عند اختيار أضحية العيد، أهما، اتباع السن المحدد للأضحية، فيجب ألا يقل عمر الإبل عن 5 سنوات، وعامين للأبقار، وسنة للماعز، و6 أشهر للضأن، وأن تكون خالية من العيوب في العين أو الجلد أو مقطوعة الأجل، ويظهر عليها الهزال الشديد، بحسب ما أكده الدكتور أيمن عادل الطبيب البيطري.
كما يجب أن تكون عيون الأضحية لامعة ليس بها أي حمار، ولا توجد فراغات بالجلد تدل على أنه مصاب بمرض جلدي، وألا تكون الأضحية مصابة بالإسهال، بالإضافة إلى أنه لابد من ألا تكون الفضلات ملتصقة بجسده من الخلف.
ومن الشروط الصحية للأضحية أيضا، أن تظهر على الأضحية علامات النشاط والحركة والإقبال على تناول الطعام، وألا تكون بها أي جروح بجسمه أو أورام، مع مراعاة ألا تكون هزيلة أو قليلة اللحم، ويعرف ذلك عن طريق الإمساك بسلسلة الظهر فإذا لمست الفقرات من الداخل بسهولة دل ذلك على ضعف الحيوان، ويفضل عدم شراء الخروف المنفوخ البطن لامتلائها بالماء والملح.
ونصح الطبيب البيطري، بعدم شراء الأضحية قبل الذبح مباشرة ونقلها من مكان إلى آخر، حيث يفضل شراء الحيوانات المخصصة للذبح قبلها بيوم أو يومين لتلافي المشاكل الناجمة عن نقل الحيوانات والأثر الذي يظهر على الذبيحة وقطعيات اللحوم.
حكم الأضحية
أضحية العيد سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي أنه لا إثم في تركها بحسب ما أكده الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بالأزهر الشريف، كما أنها مشروعة بالقرآن الكريم بقول الله سبحانه وتعالى: "فصلي لربك وانحر"، وأجمع عليها كل علماء المسلمين في كل زمان ومكان.
شروط الأضحية في الإسلام
أما عن شروط الأضحية في الشريعة الإسلامية، فيوضح ذلك "كريمة"، قائلا، إن هناك ضرورة أن تكون الأضحية من الأنعام، وتشمل الضأن "أقل سن 6 أشهر فصاعدا"، والماعز "أقل سن سنة فصاعدا"، والبقر والجاموس "أقل سن عامين فصاعدا"، والإبل "أقل سن 5 سنوات فصاعدا"، كما يشترط أن تكون خالية من العيوب التي تخل باللحم، والعيوب التي تؤثر في المنظر العام بالأضحية، مستشهدًا بقوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون".
ويشترط كذلك، أن تكون الأضحية في مظهر حسن، أي لا تكون مكسورة القرن ولا عجاف أو هزيلة أو مريضة، كما يجب ألا تكون مكسورة الأسنان، ولا عوراء أو عمياء، ولا تكون مقطوعة اللسان بالكلية أو ما ذهب منه جزء يسير، ولا تكون جدعاء وهي مقطوعة الأنف، مقطوعة الأذنين أو إحداهما، أو ما قطع من أذنها مقدار كثير وقدر الكثير بالثلث، أو مريضة بين مرضها، أو عوجاء بين ضلعها، كما يجب أن تكون بلغت السن المعتبرة.
موعد ذبح الأضحية
يبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي أن أيام الذبح أربعة، يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده، والأفضل أن يبادر بالذبح بعد صلاة العيد، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
هل تجوز الوكالة في الأضحية ؟
ويؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية، على جواز الوكالة في الأضحية، وتجوز أن تكون عن الميت خاصة إذا أوصى بها، ويعطي أهل الكتاب منها من المسيحيين واليهود، كما أن الاشتراك في الأَضحية لا يكون إلا في البقر والجاموس والإبل، ولا يجوز الاشتراك لأكثر من 7 أشخاص في الأضحية.
ما هي آداب المضحي؟
ومن آداب المضحي أن يشهدها وأهلها، وقد أوضحت دار الإفتاء عددا من آداب الأضحية في الإسلام والأفعال التي يستحسن الالتزام بها، وهي:
1. تأكد من سلامتها.
2. استقبل القبلة.
3. لا تلوث بدنك وثيابك بالدماء.
4. أضجعهـا على جنبها.
5. لا تترك مخلفاتها في الشوارع.
6. سم الله وكبره.
7. لا تعط للجزار أجرته منها.
8. ترفق عند ذبحها.
9. التزم بالأماكن المخصصة للذبح.
1. لا تجرها من موضع لآخر.
1. تأكد من زهوق نفسها قبل سلخها.
1. لا تظهر لها آلة الذبح.
1. لا تذبحها بحضرة أضحية أخرى.
حكم الذبح بالشوارع
يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أن هناك تقصيرًا فادحًا وفاضحًا من جانب الأحياء والمحليات، حيث يتم ذبح الأضحية بالشوارع والطرقات، وهذا يعتبر عملًا همجيًا يخالف آداب البيئة والإسلام، فلابد أن تكون هناك سيارات متحركة لذبح الأضحية بها، كما يجب أن يوجد بها أطباء للكشف على الأضحية قبل ذبحها ويكون نظير رسوم رمزية وذلك حفاظًا على البيئة.
حكم إلقاء مخلفات الذبح في الشوارع
وحول حكم إلقاء المخلفات في الشوارع، يؤكد كريمة، أن هذا في الشوارع العمل من السيئات العظام والجرائم الجسام، وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين، فهذه مخالفات يندي لها الجبين لا تتفق مع أمة الإسلام، فإن الله يحب التوابين والمتطهرين فأين الطهارة في الذبح بالشوارع وعلى أبواب المساكن، وإلقاء المخلفات بالطرق.
ويعتبر ذبح الأضاحي بالشوارع مع ترك المخلفات مما يؤذي الناس بالدماء المسفوحة التي هي نجسة، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية، وما نحن فيه من إساءة لشوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير للاشمئزاز، ومرفوض في الشريعة الإسلامية، فالواجب القيام بالذبح في الأماكن المعدة والمجهزة لذلك.
حكم ذبح الأضحية خارج البلاد
وهناك أمور جديدة ظهرت في زمننا هذا، مثل ذبح الأضحية خارج البلاد بدعوى رخص الأسعار بالخارج، وهذا يعتبر أمرًا مبتدعًا لأنه يؤدي إلى خلو البلاد من شعيرة الأضحية.
وعن الشروط التي تتعلق بالمضحي، فتشمل، أن يشترط النية لقوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات"، ويستحب له ألا يأخذ شعره أو أظفاره عند دخول أول ذي الحجة حتى يضحي، وأن يرى ذبيحته، وأن يقول أثناء الذبح "بسم الله .. الله أكبر.. اللهم هذا عني وعن أهل بيتي".