يوم الإثنين الماضي احتفلت الولايات المتحدة بٌعطلة جونتينث أو عيد الحٌرية، وهي عٌطلة فيدرالية مٌنذ عام 2021 وجونتينث هو المٌصطلح الإنجليزي ليوم 19 يونيو، وهو اليوم الذي يواكب ذكرى احتفالات أقيمت في تكساس احتفالًا بإنهاء العبودية وعلى الرغم من أنه أصبح عٌطلة وطنية قبل عامين فقط، إلا أنه يتم الاحتفال به كيوم التخلص من العبودية في الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، وفي مثل هذا اليوم 19 يونيو من عام 1865، وبعد استسلام ولايات الكونفيدرالية التي كانت تسعى للانفصال عن الولايات المتحدة لتٌنهي الحرب الأهلية..
وصل الجنرال جانجر التابع للحكومة الفيدرالية إلى تِكساس لإخبار آخر مجموعة من الأمريكيين الأفارقة المٌستعبدين بحريتهم بموجب قرار الرئيس إبراهام لينكولن عام 1863 بإنهاء العبودية، وكان هذا بعد شهرين من استسلام قائد القوات الكونفيدرالية الجنرال روبرت لي في فيرجينيا، وأصبحت تكساس أول ولاية تحتفل رسميًا بيوم 19 يونيو من كل عام كعيد التحرٌر من العبودية وأصبح مٌعترفًا به في 46 ولاية إلى جانب مقاطعة كولومبيا، كما أن العديد من الشركات الكٌبرى مثل تويتر وغيرها تحتفل به كيوم عٌطلة وفي عام 2020 تزامن الاحتفال بــ 19 يونيو مع مٌظاهرات عالمية ضد عدم العدالة العرقية والتي تفجرت في أعقاب مقتل جورج فلويد (وكٌنت شاهدًا ومٌشاركًا فيها بصفتي الصحفية) وهي الأحداث التي اندلعت في أعقاب مقتل المواطن الأفرو أمريكان جورج فلويد بعد الاشتباه في حيازته لورقة مالية مزورة من فئة العشرين دولار والتي ثبت بعد ذلك أنها سليمة، وكان ذلك بالتزامن مع تفشي وباء الكوفيد 21 أو الكورونا والذي عانى بشكل كبير منه مجتمعات السود.. وفي عام 2021 وقع الرئيس جو بايدن قرارًا بأن يٌصبح جونتينث عٌطلة فيدرالية يتم الاحتفال به كل عام..
والعبودية والرق في الولايات المتحدة الأمريكية يتخذ صفة المؤسسة بموجب التشريعات فقد انتشر في أمريكا الشمالية في القرنين 18 والـــ 19 حتى تم إقرار التعديل الــ 13 لدستور الولايات المتحدة في عام 1865 نتيجة للحرب الأهلية كان هذا الشكل من العبودية يتمثل في إخضاع العمال الذين يتم شراؤهم من تجار الرقيق في إفريقيا لاستخدامهم كخدم وعٌمال في مزارع المٌستعمرات.. كانت فرجينيا أول مٌستمعرة إنجليزية استقدمت العبيد إلى أمريكا الشمالية في عام 1619 بعد وصول سفينة تحمل 20 إفريقيًا إذ كانت بمثابة نقطة الإنطلاق لانتشار الرق والعبودية وصولًا إلى المٌستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية كان العديد من العبيد الأفارقة السود وكانت نسبة ضئيلة منهم من الأمريكيين الأصليين ..
وكان بعض السود الأحرار يملكون عبيدًا.. وكان القليل من عٌمال السٌخرة من البيض.. انتشر الرق أول الأمر في المناطق ذات الأراضي الخصبة جدًا التي تصلٌح لزراعة المنتجات عالية الطلب مثل التبغ والقطن والسكر والبن؛ حيث كان العبيد يحرثون الأراضي ويجمعون المحاصيل يدويًا في هذه المساحات الشاسعة..
تركز معظم العبيد في العقود الأولى من القرن التاسع عشر في الولايات الجنوبية؛ حيث اسٌتقدموا للعمل في حقول القطن والسكر.. وكان يٌشرف على كفاءة العمل حٌراس السجون الذين ارتكبوا العنف باستخدام وسائل التعذيب لضمان أن يقوم العبيد ببذل أقصى الجهد لإنجاز الأعمال المطلوبة قبل انتشار العبودية على نطاق واسع نظمت الكثير من الأعمال في المستعمرات من خلال مجموعات من العمال الذين يتم جلبهم بالتعاقد وانتشرت ظاهرة عٌمال الأٌجرة لسنوات؛ سواء كانوا من العمال البيض أو السود؛ حيث يدفع الأشخاص تكلفة الرحلة إلى المٌستعمرات عن طريق العمل حتى يتم سداد الدين.. حيث كانوا يهٌاجرون إلى أمريكا الشمالية هربًا من البؤس والفقر في بلادهم..
في الفترة ما بين عامي 1680 و1700 بدأ العبيد يٌحلون محل عمال الأجرة في العديد من المستعمرات الأمريكية، ولأهمية العبودية أصبح منزل بورجيسيس رمزًا جديدًا للعبودية في 1705 وأول جمعية تشريعية تجمع بين التشريعات القائمة في القرون السابقة مع إضافة مبدأ أن العرق الأبيض هو المتفوق والمٌهيمن ضد العرق الأسود قبل القرن الـــ 18 كان التشريع المٌـتعلق بالعبودية يعتمد على العٌنصرية..
وبنهاية حق امتلاك العبيد في أمريكا والذي استمر نحو 250 عامًا وقصة نهاية العبودية في أمريكا بدأت مع ميلاد الولايات المتحدة؛ حيث كتب توماس جيفرسون أحد الآباء المؤسسين فقرة في إعلان الاستقلال تٌدين العبودية باعتبارها شرًا فرضه الاستعمار البريطاني، لكن تلك الفقرة تم حذفها من النسخة النهائية من إعلان الاستقلال عن بريطانيا في عام 1776 ومع حلول عام 1860 فاز ابراهام لينكولن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وتسرب الخوف للولايات الجنوبية من قٌرب إقراره تجريم امتلاك العبيد .. فأعلنت ولاية كارولاينا الجنوبية الانفصال عن الاتحاد وتبعتها عشر ولايات أخرى.. وللحديث بقية